عرض مشاركة واحدة
قديم 01-12-19, 12:20 AM   #689

هند صابر

نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية هند صابر

? العضوٌ??? » 301727
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 9,806
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » هند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond repute
Rewity Smile 1 الحلم الرمادي .... الفصل التاسع والثلاثون

الحلم الرمادي

الفصل التاسع والثلاثون....
(انه مثلهم)

في اليوم التالي وفي الصباح الباكر اخرج جاسر الهاتف من جيب بنطاله وهو منغمس بعمله ولما رأى ديم المتصل قطب جبينه ثم فتح الخط لتقول بنبرة هادئة: "جاسر لم انم طوال الليل .... انا .... انا اشعر بالندم لأني ضايقتك كثيرا وبالغت في لومك .... جاسر يجب ان تعود الى بيتك كل شيء فيه بحاجة اليك .... انا احتاج وجودك الى جانبي .... لقد ضاعت فرحتي بقدرتي على التنقل والسير بمفردي لأني اشعر ان صحتي لم تسعدني ولا تساوي شيء امام فقدانك .... فقدان الحب .... الحب الذي انتشلني من غياهب المرض وصبرني على كل ما مررت به من عقبات .... كانت جرعات حبك تداوي قلبي وتمده بالحياة .... جاسر انا اسفة"
تنهد وقال ببرود: "حسنا ديم .... لم يحصل شيء .... سأتناول وجبة الغداء في البيت .... انتظريني"
وضعت الهاتف على صدرها وهمست: "الحمد لله .... الحمد لله" كأن الدم عاد يجري بعروقها فقد كانت خائفة من قسوة قلبه ناحيتها او ابتعاده .... سيعود كل شيء كما كان وستنجلي تلك الغمة بأذن الله.

عقد حاجبيه عندما وصلته رسالة نصية من منى "احبك"
زمم شفتيه وهز برأسه وهو يتذكر ما حصل الليلة الماضية ثم دعك جبهته وهو يشعر بالانزعاج من كل شيء حوله وكأنه فقد زمام الأمور وكأنه ترك للرياح العنان لتجرفه حيث تشاء وبعشوائية وترمه كل يوم في ناحية دون ان يحكم السيطرة او يتوازن! .... لم ينقصه الا منى .... تبدو كهينة!

بقي يتصفح برسائله بشرود ويقرأ رسائل ديم التي تطالبه بالعودة الى البيت واسئلة كثيرة عن سبب غيابه حتى ضاقت عيناه عندما وجد بين زحمة الرسائل رسالة غريبة! .... اعتدل بوقفته وحدق بعيون صقرية" خذ اختك الى طبيب نسائي واكشف عليها .... فاعل خير"
كأن الدنيا اسودت بوجهه ولم يعد ير شيء امامه وخطا بخطوات سريعة جدا تاركا كل شيء وهرول الى سيارته والغضب قد اعمى عينيه وكأنه يسابق الزمن كي يصل الى بيت اهله!
.................................................. .....................
عندما فتح واصف الباب بهتت ملامحه وهمس بدهشة: "هتان!"
اسدلت اهدابها ببطء وشبكت يديها ثم تطلعت به وقالت بنبرة حزن وصدق: "لا اعرف لماذا انا هنا"
تأمل عينيها المرتبكة النظرات وبشرتها المتضرجة احمرارا وشفتيها الجافة وشعرها المربوط الى الخلف بإهمال مع خصلات كثيرة ضائعة حول وجهها وعنقها ولا يعرف ماذا حصل له اذ تخيلها لوحة فنان مؤثرة انها تشتت عقله كلما تطلع بها انها مزيج من حلو ومر جمال وحزن وجحيم مزيج من حياء وبراءة وتعاسة .... انها تطلق لفكره العنان ان عينيها غابة تحتلها الوحوش الضارية واهدابها قضبان باحثة عن معصميه لتكبلها!
تعوذ من الشيطان بداخله وغض بصره قائلا: "أ .... وانا .... وانا لا اعرف ماذا يتوجب علي فعله"
ترقرت الدموع بعينيها وقالت بحرقة قلب: "اشعر بأني وحيدة في هذا العالم وانت .... وانت اهلي .... سامحني لأني أقول لك ذلك لكن .... اشعر انني بحاجة اليك .... انت .... انت تشبه ابي .... وكنت معتادة ان اخذ بنصيحته واتكل عليه عندما تواجهني المحن والمصاعب ولما فقدته ضعت وتهت وتعبت لكن عندما عرفتك عاد لي ذلك الشعور بالحاجة الى النصح .... انت مصدر الأمان بالنسبة لي يا واصف"
تغيرت ملامحه امام كلامها وشعر انه غير قادر على مقاومة الاستجابة لها ليقول بتردد: "هتان انا .... انا محرج"
خفقت اهدابها وقالت باستغاثة: "انهم يظلمونني .... ارتكبت غلطة العمر بزواجي منه .... انا أغرق بوحل خبثهم .... انه يتآمر علي مع زوجته .... انه حيوان .... اريد الخلاص .... لا اعرف الطريق"
قال بتأمل واتزان: "هتان .... انت امرأة متزوجة وانا أعزب ووقوفك هنا سيجلب لك الكلام .... اذهبي الى بيت ام عابد .... انا احرص عليك وعلى سمعتك صدقيني"

تلاشت لهفتها وتطلعت بوجهه بإحباط وانكسار ثم اومأت موافقة كالفاقدة الهوية واستدارت وذهبت بخطوات متخاذلة .... كان رده جميل لكنه صريح .... انه يتهرب.
لم تذهب الى ام عابد بل عادت الى بيتها الى معتقلها!
عندما اغلق واصف بابه ضرب يده بيده الأخرى وامسك رأسه .... ان غيرته وضميره لم يسمحا له ان تستغيث به امرأة ضعيفة ولا يلبي النداء
ليس من شيمه ان يتخلى عن غريق يطلب النجدة ولاسيما كونها امرأة .... انه بموقف حرج وخيار صعب .... يزج نفسه في معترك حياتهم ويقحم نفسه في مشاكل لا حصر لها هو في غنى عنها؟
ام يتخلى؟ .... ماذا يفعل؟ يترك البيت؟ نعم عليه ان يترك البيت وينتقل الى مكان اخر بعيد.... بعيد جدا بحيث لا يرى عينيها ولا يسمع آنينها .... لكن تراه سينسى؟ كيف ينسى وذكرى جسدها بين ذراعيه لا يفارق خياله .... انه لا يريد ان يعترف لأنه يشعر بالحياء حتى من الفكرة .... انه يحبها .... يشعر انه مغرم بها!
يعلم ان ذلك مناف للأخلاق والضمير والادب وخلاف ما تربى عليه وخلاف مبادئه وقيمه لكن .... كأنه شيطان .... شيطان من يزين له حبها .... انها ليست له انها لرجل اخر وقريبا ستلد منه .... لكن ذلك الرجل لا يقدرها يعذبها ويستعبدها مستغلا كونها بلا معين ولا ناصر .... ماذا يتوجب عليه ان يفعل؟
رن هاتفه وعقد حاجبيه عندما أكدوا له موعد الجلسة وعليه ان يستعجل ورما الهاتف بانزعاج وهو يشعر ان قواه خارت ولا قدرة له على ان يرفع يده ليدافع عن نفسه حتى!
.................................................. .............................
أطلقت منى ضحكة رنانة وهي مستلقية في سريرها على بطنها وتراوح بساقيها قائلة: "لا تعلمين ماذا فعلت به لقد جعلته يود التهامي كأسد جائع .... لقد تخلى عن غروره واذعن واستسلم .... عرفته من صنف الرجال الذي لا يقاوم المغريات .... قررت ان ادخله باختبار صغير واكتشفت ان جاسر ضعيف جدا عكس ما كنت متخيلة ولم يأخذ بيدي غلوة"
مربيتها وبقلق وتأنيب: "انت تلعبين بالنار هكذا .... تعبثين بشرفك وسعيدة جدا إنك استدرجته اليك! .... احفظي شيبة ابوك وهيبته يا ابنتي .... كوني فخر أمك التي لم ترتح بتربتها لما تفعلينه بنفسك .... غدا سيتكلمون عنها هي وبقبرها ويقولون البنت شبيهة أمها ترضين عليها ذلك؟ لماذا يا ابنتي؟ لم ينقصك شيء حتى تجلبين الأذى لنفسك .... ثروة ابوك كلها بين يديك ودلال وعز وصيت والله منن عليك بجمال وصحة .... لماذا تطغين هكذا"
اعتدلت وقالت عبر شفاه مرتجفة: "أني مرغوبة جدا والكل يريدني .... الكل يتطلع للحصول علي .... انا جميلة جدا ومغرية ومثيرة وكل المتزوجين يسعون خلفي ويحتقرون زوجاتهم لأنهم كلاب لا يهمهم الحب ولا المشاعر كل همهم الجسد والعبث حتى جاسر الذي شدني اليه اتزانه ووفائه لزوجته المعاقة واثار اعجابي لكونه مختلف ومستقيم ووفي فوضعته في رأسي لأثبت له انه مثلهم أيضا .... جعلته يظهر الكلب اللاهث الذي بداخله .... انه مثلهم لا فرق .... كلهم خونة"
نهضت المربية واقتربت منها ومسدت على رأسها بكلتا يديها قائلة: "لا تجعلي من تجاربك الفاشلة قياس لتحكمي على مستقبلك بالاعدام .... تراجعي يا منى واتركي ذلك الرجل بحاله وانا واثقة انك ستجدين الرجل الذي سيغير نظرتك للحياة ويشفيك من الشك الذي بداخلك ويعوضك ويظهر الخير والأمان الذي بداخلك وستحبين الحياة وتستعيدين الثقة بنفسك وينسيك خيانة زوجك السابق لك وشذوذه وهوسه وينتزع حبه من قلبك .... احمدي الله لأنك لم تتلطخي بالوساخة مع ذلك الرجل واعتبري تلك فرصتك الأخيرة من الله كي تتراجعي وتعطي لنفسك فرصة جديدة"
خفقت اهداب منى وقالت بإحباط وحزن: "اردته ان يتزوجني كي يعرف طليقي انني اخذت من اكثر وسامة ورجولة وجاذبية منه ومتزوج أيضا وترك زوجته من اجلي لأني مرغوبة جدا .... لكن جاسر يماطل وعرفت انه يتهرب فلجأت الى حيلتي تلك كي اجعله ينتبه لجمالي ولما املكه من مفاتن كي لا ينساني واعلق بخياله ويفكر بي ويصبح ملهوف على الحصول علي ويخون زوجته ولو بأفكاره وخياله المهم انه يخون .... اذقته رشفة من العسل ليطمع به كله وتمنعت لأزيده شوقا .... وانا واثقة انه سيلهث خلفي لأنه دنيء حتما سيلهث اعدك بذلك"
هزت المربية رأسها بأسف وهي تعلم ان صدمة خيانات زوجها وطلاقها مازالت مسيطرة عليها وانه لم يخرج من قلبها لذلك تلجأ الى تلك الأفعال لتشعرها بالثقة وأصبحت تستلذ بنظرات الرجال النهمة اليها ولما وجدت جاسر مختلف قليلا راهنت نفسها على استدراجه .... انه مرض لا أكثر .... ان منى بحاجة الى العلاج والاحتواء.

.................................................. .........................
كانت كل منبهات السيارات ترن من تهور جاسر في القيادة حتى أوقف سيارته امام البيت وترجل على عجاله ليركل الباب بقدمه ويدخل محدثا ضجة ولما فتح باب المطبخ بقبضة قاسية التفتت والدته بفزع ولما تجاوزها وهرول الى الداخل امسكت قلبها وهتفت: "بسم الله الرحمن الرحيم .... جاسر .... جاسر"
واسرعت لتتبعه لكنه ارتقى السلم بسرعة كبيرة ووجه محتقن ومتضرج حمرة وهتف في الطابق العلوي باعلى صوته: "سولاف"
ارتجفت قدمي والدته على اول سلمة ولم تعد قادرة على المتابعة وعرفت ان جاسر علم ولطمت وجهها هامسة: "ارفق بها يا جاسر انها اختك .... يا الله .... استرنا يا رب واجعل لنا مخرجا"

انكمشت سولاف بسريرها وشدت الغطاء على جسدها واخفت وجهها بيديها عند سماع صوته وكاد ان يتوقف قلبها عندما ركل الباب أكثر من مرة وهو يصرخ: "افتحي الباب"
واخفت رأسها عندما انكسر الباب ودخل عليها!







التعديل الأخير تم بواسطة هند صابر ; 01-12-19 الساعة 12:37 AM
هند صابر غير متواجد حالياً  
التوقيع
مواضيعي في قسم من وحي الاعضاء
https://www.rewity.com/vb/8599983-post99.html










رد مع اقتباس