عرض مشاركة واحدة
قديم 06-12-19, 10:00 PM   #370

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

مساءً الحارة بيت العسال
مرر سيد يديه على شعره ووجهه بحنق يحاول أن يمارس كل قدراته بضبط النفس حتى لا يقوم بخنق تلك السيدة والدة سمير أو يقتل ابنها المبتسم بسماجة مثيرا غيظه ..
إن تلك المرأة تتفنن منذ أن حضروا للاتفاق على تجهيزات الزواج في وضع قائمة بطلبات غريبة لابد أن يحضروها في الجهاز ...مزيلة كل طلب بجملة ..( آه ابني ليس بهين ...وشقته فخمة ولابد أن تأتوا بجهاز يليق بنا ) ولا يخلوا الأمر من مصمصة الشفاه كلما حاول الاعتراض أو إقناعها بعدم جدوى هذه الطلبات ...
يا الله كيف يجب أن يتصرف ....

التوى فمه بمرارة مفكرا بأبيه الذي استئذن منهم مدعيا الارهاق والمرض بمجرد أن رحب بهم وجلس قليلا وما أن بدأ الكلام عن الاتفاقات حتى انتابته نوبة سعال يقسم بأنها مفتعلة واخبرهم بحاجته للراحة وأن سيد والحج محمد سيكونان مكانه ...

أجبر نفسه على التركيز فيما يحدث فلا وقت لتفكيره في أمر آخر الآن ...فيكفيه هذه المستفزة الجالسة أمامه وابنها السمج ..

دقق سيد في سمير وأمه المتجاورين على الاريكة ...ولم يدرى لمَ شعر بالاختناق منه ..والقلق على شقيقته ...فمن الواضح جدا أن سمير ضعيف أمام أمه وأنها هي المسيطرة على حياته ...لكنه يعترف أيضا بأنه يجيد مراوغتها بخبث لاحظه عدة مرات اثناء الحديث وخاصة عندما تبدأ بالتفاخر به أو التحدث عن جهاز هذه وتلك وما احضره اهاليهن والذي يجب ألا يقل جهاز ابنها عنهن بل يزيد ويفوق غيره من وجهة نظر أمه... عندها كان ابنها يميل عليها بابتسامته المغيظة قاطعا حوارها مخبرا إياها شيئا ما عن ما ينوى عمله أو شراءه لها ...أو مشيدا بشيء من أعمال أمه فتنتفخ أوداجها وتنسى ما كانت تقوله ..
مرر سيد نظراته على شقيقته الكبرى التي حضرت معه هي وزوجها والتي تشبه أمها شكلا وسلوكا وإن كان بدرجة اقل فجاجة واكثر مراوغة خاصة عندما تتفاخر بأخيها وبيتهم وظروفهم وزوجها الجالس بجوارها والذي رغم ضخامته وخشونة صوته يبدو واضحا انه لا شخصية له بل يتبع أوامر زوجته وحماته ويؤمن على كل أقوالهما بخنوع مستفز ...لينتقل بنظره للناحية الأخرى حيث أمه المتحفزة وهي تقارع أم سمير بالردود حتى تحول الأمر لسجال من الكلمات والمفاخرات بأبناء كل عائلة والتي لا يفهم سببها خاصة وأمه الآن تتفاخر بأبناء أختها ومناصبهم وزواجاتهم ...ورغم محاولات خالته زينب المحرجة والتي يستشعر قلقها ويدها التي تحاول بها شد كم أختها لمنعها من الاسترسال في الحديث عن ابنائها لكن لا فائدة فقد انطلقت أمه ...لتنتهي نظراته للكرسي الخشبي المجاور لكرسيه والجالس عليه زوج خالته بوجهه الطيب المطرق للأرض بهدوء ومسبحته التي لا تفارق كفه ...ثم عاد بنظراته لأم سمير التي قاطعت أمه بحدة وهي تقول:
"ليس لنا شأن الآن بالقصور التي يسكنها اولاد اختك ( سمع لحظتها شهقة خالته الخافتة وتمتمتها بالمعوذات قبل أن يعود للتركيز على الكلمات الحادة والمغتاظة لأم سمير ) فلنتحدث عن حارتنا والتي لا يوجد بها شابا أفضل من ابني ولا بيتا أفضل ولا أوسع من بيته ...وبما أنه الأفضل فلابد ألا يقل الجهاز الخاص به عن أفضل جهاز دخل الحارة بل يزيد أيضا ...آه الناس مقامات في كل مكان وهنا نحن الأعلى مقاما ...ابني شقته واسعة وقد شطبها لوكس اللوكس وتحتاج لأن تملأ بعفش يليق بها ...نريد الستائر من تلك التي تكون طبقتين ولها اطار خشب (لتميل ابنتها عليها موضحة ستائر استديو فقالت ) نعم هي تلك ...والنجف لابد من يكون كرستال أصلى وكل الغرف لابد أن يوضع بها نجفة ...أما السجاد فلابد أن يكون …."
قاطعها سيد حانقا :
"وإن كنا سنحضر نحن السجاد والنجف والستائر ...فماذا ستحضرون انتم يا حاجة؟ "
وضعت يدها على الاخرى فوق بطنها المرتفعة ببدانة واضحة وهي تقول بعنجهية :
"سنحضر كل الاثاث يا (نضري) ولن نطلب منكم المشاركة بغرفة معنا كما يفعل الاغلبية ...(مضيفة بتعالي وقح )...نحن مقدرين لظروفكم ...وأيضا ابني يرغب في أن يكون العفش بأكمله متناسق ويشبه ما يريده .. لقد اتفق مع أفضل نجار بالمنطقة واختار معه أثاث الغرف ( لتضيف بتفاخر ) لقد جعله يصنع له د د د دسجه لغرفة النوم تلك التي توضع بدلا من الدولاب وقد كلفته مبلغا وقدره ( لتميل ابنتها عليها قائلة (دريسنج ) يا أمي لتشيح أمها بيدها متجاهلة وهي تكمل ) وأيضا غرفت النوم بها حمام خاص بها ...(لترفع يدها تحركها باتجاه الجميع لافته نظرهم لصوت خشخشة اساورها الذهبية عن عمد وهي تكمل ) هل يوجد ببيوت الحارة كلها من لديه بيت به حمامين وغرفة نومه بها حمام خاص! .. و(دِسـدِس ) هذا الذي يوضع به الملابس ويشبه حجرة صغيرة ...آه وأيضا بما اننا لن نجعلكم تشاركونا الفرش فأنتم سيكون عليكم التنجيد ...نريد تنجيد ست مراتب أربعة كبار واثنين اطفال"

فتح سيد فمه ذاهلا للحظة قبل أن يسألها بحدة :
"ماذا ؟!!!... لماذا ؟؟؟؟؟...ست مراتب لماذا؟؟؟؟؟؟ هل سيحضر ابنك ست غرف نوم بأسرّتها؟؟؟؟!!!"

ردت عليه قاطعة على ابنها محاولة الرد :
"مرتبتين لسرير غرفة النوم ليكون عاليا مريحا (وتضيف بوقاحة ) ويتحمل … واثنين لغرفة الضيوف عندما أبيت لديهما أنا أو إحدى شقيقاته أم سنبيت على مراتب توجع ظهورنا "

كز على أسنانه مانعا نفسه بقوة من الرد عليها بوقاحة وسؤالها عن سبب مبيتها وشقيقاته لديهم وشقتها أسفلهم مباشرة ...وما الداعي لغرفة الضيوف اساسا فمن سيأتيهما وجميع عائلتهم تسكن معهم بنفس البلد .. فتقبض غيظا وهي تكمل:
" وطبعا مرتبتين لغرفة الاطفال ..ابني يصنع عند النجار غرفة اطفال رائعة بسريرين أراني صورتها التي اختارها من على (الانتنت) ( لتميل ابنتها عليها للمرة التي فقد عددها موضحة ( الانترنت يا أمي) ..وتتجاهلها امها كالعادة مشيحة بوجهها وتكمل ) نأتي الآن للمهم"

انقبض صدر سيد وزاد الضغط على نواجذه وهو يتساءل ذاهلا أكل هذا ولم ندخل بالمهم حتى الآن!!..ماذا ستطلب أيضا طائرة أم صاروخا فضائيا لشقة ابنها التي لا تماثلها أخرى!! .. بينما قالت أم سمير :
" المطبخ ...ابني صنع مطبخ كبييييير ليسع كووول الاجهزة ...ولا نريدكم ان تقوموا بتقفيله خشبا .. لابد أن يكون (المتال) .. (تعدل لها ابنتها (ألوميتال يا أمي ) وتتجاهلها كالعادة ) ويكون من النوع الفاخر ويجب أن يقوم بعمل تقفيل كامل للمطبخ ويصنع مكانا للغسالات الثلاث ومكانا للثلاجات الثلاث ...آه ومكانا (للمكروف) "

لم يستطع سيد التحمل أكثر من ذلك فاحتد صارخا برفض :
"نعم ؟؟!!... ثلاث ثلاجات وثلاث غسالات لمَ؟!!.. وما هو (المكروف ) هذا ؟… جهاز تحاليل؟!! "

سلك سمير حنجرته ورد بابتسامته التي اشعلت غيظ سيد بعد أن أمسك بيد أمه محاولا تهدئتها :
"أمي تقصد الميكرويف ...وعموما لا تغضب يا سيد ...ما لا تستطيعون احضاره أنا سداد ..."

شهقت أمه وحاولت مقاطعته لكن عيني سيد تلتقط ضغطة من سمير على يدها ونظرة مصحوبة بغمزة ظنها غير ظاهرة للجالسين ثم اكمل :
" نحن نريد نسبكم يا سيد ..أمي تخبركم بما يتم احضاره الآن في الجهاز لكل الفتيات ...لكن طبعا إن كانت ظروفكم لن تتحمل المشاركة واحضار كل ما تحضره باقي الفتيات مثلها بالحي فأنا يهمني النسب قبل أي شيء أخبرني فقط بما لن تقدروا عليه وأنا سأتكفل به عنكم "
احتقن وجه سيد وشعر برغبة ملحة في ضرب هذا الوقح الذي جعل أي اعتراض منه على تلك الطلبات الغبية معناه تقليلا منهم ومن اخته .. ولم يدري بمَ يرد .. لينقذه صوت زوج خالته الذي جاء بعد طول صمت متنحنحا أولا ثم مصليا على الرسول قبل أن يضم سبحته بكفه ويعتدل ناظرا للمواجهين له وهو يقول بابتسامة وقورة وصوت حازم:
"ونحن أيضا نشترى نسبكم يا سمير يا ولدي ...والمسألة ليست بمقدار ما يحضره كل طرف فكل تلك الماديات لا أهمية لها إن لم يكن الطرفين بينهم راحة وقبول ...واعتراض سيد ليس لعدم قدرتنا على تجهيز ابنتنا بكل ما يلزم ...لكن على تلك المبالغات الغير مقبولة في جهاز الفتيات "

لتقاطعه أم سمير بنزق:
"نحن لا نبالغ يا حج محمد ...تلك هي العادات ...ونحن لم نطلب إلا ما يفعله الناس لبناتهم (وحدجته بنظره خبيثة وهي تقول بسخرية مبطنة) أم لأنك لم تجهز ابنتك التي تتفاخر أم العروس بأنها متزوجة من مليونير وتعيش في قصره ...تعتقد بأن باقي البنات مثلها!! ...لا يا اخويا ...البنات تجهز ما اقوله وانا اطلب جهازا ككل جهاز تحضره بنات حيّنا تلك هي الأصول "
اشار الحج محمد بطرف عينه لسيد المتحفز مانعا إياه من الرد وعاد بنظره لها قائلا بابتسامة :
"عداك العيب يا حاجة ...ونحن ايضا نريد الأصول وسنمشي بها ...والأصول أن نجهز ابنتنا جهازا لا يقل عن جهاز شقيقات زوجها"
شحب وجه أم سمير في الوقت الذي انتفضت ابنتها حنان قائلة باعتراض:
"ماذا؟!! ...هل ستقارن جهازها بجهازي أنا الذي مر عليه ما يقرب من عشر سنوات ...لقد تغيرت الدنيا وهناك الكثير لم يكن موجودا وقتها كما أن …."

لتقاطعها امها وهي تقول بحدة:
" كل وقت وله أدانه يا حاج … حنان زمنها غير الآن وعبد العظيم غير سمير وبيته لم يكن كبيت ابني"

قالت جملتها متجاهلة شهقة ابنتها التي نظرت لزوجها الذي احتقن وجهه واطرق بحرج ...ليقول الحاج محمد بحزم :
"نحن بالطبع لن نساويها بمن تزوجت من عشر سنوات أو حتى خمس يا حاجة ...بل بمن تزوجت من عام أو أكثر بقليل ...ابنتك الصغرى والتي لحسن الحظ أن حماها صديقي العزيز...سأحضر منه صورة من القائمة وكل ما مكتوب بها واحضرتموه لابنتكم سنحضره لابنتنا وأفضل ...وأظن بهذا يكون عدانا العيب يا أم سمير ...(واضاف ببعض المكر )..أم انكم لم تجهزوا ابنتكم حسب الأصول خاصة أن زوجها شقته حسب ما اعرف من والده لا تقل مساحتها عن شقة ابنكم ؟!"

كان الصمت والنظرات المتبادلة بينهم والذي صاحب احتقان وجوههم أشبه بكأس ماء بارد نزل على جوف سيد الذي ايقن لحظتها أن ابنتهم لم تحضر تلك الخزعبلات التي طالبوه بها ...فحمد الله بداخله وكاد أن يقفز ليقبّل رأس زوج خالته
ليأتيه صوت تلك المرأة المستفز وهي تقول بحنق مغتاظ:
"لكن زوج خديجة لم يصنع لها (دِسدِس) بغرفة النوم ولا (كرانيش) بالسقف كالتي قام بها ابني "

لم يستطع سيد التحكم في أعصابه فشهق واندفع قائلا باستنكار مصطنع :
"ماذا ؟؟؟؟.. وكيف سمحتم له يا حاجة؟؟ ...لا لا هذا لا يجوز ...لابد أن تجبروه على عمل الدريسنج والكرانيش … كيف تقبلوا لابنتكم بأن تتزوج بما يقل عن غيرها ...لو كنت مكانكم لكنت ذهبت وعدت بها لبيتي حتى يقوم زوجها بكل ما فاته ( ومال بجذعه للأمام يسألها بخبث ) المهم طمئنيني هل أحضرتم لها في الجهاز ( المكروف على شبابه) هذا ؟! "

نظرت له المرأة بغيظ بينما اطرق البقية ما بين محرج وشامت ومغتاظ لترد عليه بحدة :
"هل تسخر مني يا سيد ...هل هذا يصح ؟!! "

اطرق سيد محرجا خاصة مع نظرة عيني زوج خالته اللائمة قبل أن يرفعها ببسمة مفتعلة:
"عفوا يا حاجة ما عاش من يسخر منك ..أنا فقط امازحك ...ألا يمازحك سمير "

تدخل سمير قائلا في محاولة لرأب الصدع:
"طبعا .. طبعا يا سيد أنت كأبنها ...وأمي ايضا تحب المزاح ...أليس كذلك يا غالية؟ ...(ليميل مقبلا كتفها قبل أن يعتدل مضيفا بلهفة )...إذا طالما اتفقنا لماذا لا تنادي العروس و نقرأ الفاتحة "

لوت أم سمير فمها بامتعاض بينما قامت أمه بلهفة قائلة "سأناديها حالا "

اتكأ سيد بظهره على كرسيه واطرق للأرض متجاهلا ما حوله للحظات وهو يشعر بانقباض غريب ...هناك شيء ما لا يريحه بالأمر ...وأخذ يدعو بداخله أن يخيّب الله ظنه وأن يكتب السعادة وراحة البال لشقيقته الوحيدة فهي تستحق كل الخير .. ليفيق من شروده اللحظي على الزغرودة التي اطلقتها خالته عند دخول سما التي تسحبها أمه من يدها وتجرها خلفها ..فأمعن فيها النظر لا يدرى هل وجومها وشحوبها قلق عروس من حياة جديدة أم هو نفور ؟؟!!..
وان كانت نافرة فلمَ وافقت؟! ...فلم يجبرها احد ..وما كان ليفعلها هو أبدا ...
إن بداخله هواجس لا يرغب بالاستماع لها ...وقلق من القادم لا يدرى ماذا يفعل ليتخلص منه .
ظل متابعا لها بعينيه ...كانت رغم شحوبها جميلة بل أجمل من اي مرة رآها فيها ...بذلك الثوب الأزرق الأنيق الذي احضرته خالته هدية لها لقراءة الفاتحة بقماشه ذي اللمعة الخفيفة وتفصيلته التي تضيق من الاعلى مجسمة جذعها حتى الخصر الملتف حوله حزام فضي مجدول يشبه طرحتها وينسدل نصفه السفلي متسعا حتى كاحلها ...دقق النظر في عينيها التي رغم انها اخفضتهما لكنه لاحظ تلك الحمرة المختلطة بمزيج العسل والخضرة بهما ...والتي لم تستطع زينتها وكحلها أن تخفي عن عينيه المدققة والحافظة لخلجاتها نظرة الالم والضياع بهما فانقبض قلبه أكثر وكاد أن يقوم ويسحبها لحجرتها ليعيد سؤالها ان كانت موافقة حقا أم لا ...لكن انطلاق الزغاريد وصوت زوج خالته المؤمن على طلب سمير بقراءة الفاتحة و الذي لاحظ وقفته المنبهرة وتحديقه بسما .. فنظر له سيد بحدة وطلب منه الجلوس ليجلس الثاني محرجا ويطرق برأسه بينما بدأ الجميع قراءة الفاتحة وانطلقت بعدها موجة جديدة من الزغاريد من كل النساء ....
××××××



يتبع فى الصفحة التالية

https://www.rewity.com/forum/t455707-38.html


رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس