من دقائق معدودة خارج الغرفة **
هتف هادر بجدية :" الآن دعونا نعلم من له المصلحة الحقيقية في قتل طفل بريء .. من يملك الحقد والجرأة ليفعل هذا ".
وكأنه وقع تقرير لينظر الجميع لسليم ثم سأله هادر :" هل هذه العبوة هي ما كانت في شقة كوثر ".
كانت كوثر تسدد نظراتها لظهر هادر وهي تستند على الجدار الخاص بالرواق .. بينما عيناها لا تريد ترك عينا أمها التي مازالت تتحاشها .. حمدت ربها أن وسيم خرج لمهاتفة محاميه ..
لتسمع تأكيد خالها فأغمضت عيناها في خيبة أكبر :" نعم أكيد ".
انتفاضة من هناء .. وسبابتها تحركت تقطع مجال التأكيد بشك حاق بقلوبهم كزفر نجاة .. كانت عينا كوثر ترفض الرؤية لتزداد إغماضاً بعد صوت زوجته التي بالنهاية قررت أن تنفي عن طفلتها كل إتهام هي تلم أن لا علاقة ليسر بسنقر :" لا .. لم أصعد لأعلى.. جلب سنقر هذه العبوة .. ذكر أن الشيخ تيمور أرسلها .. سليم كان بالداخل .. أنا اعتمدت أن أي عبوة ستفيد".
ثم أضافت بجدية أم وإنكارها :" يسر لم تكن تتعامل مع سنقر .. فلا أجد من أحدكم محاولة إلصاق التهمة بها .. لقد ذكرت الحقيقة لأبرئ ساحة ابنتي عبر براءة كوثر ذاتها .. إنه سنقر وتيمور ".
مد سليم يده نحو زوجته يأخذها داخل أحضانه فتعاود التأكيد بدمعات مختنقة :" يسر .. لا تقتل .. لا ".
هرولت جسور في هذه اللحظة تقطع الرواق بين الجميع بثوبها الطويل بدون كمين مغلق الصدر تزينه بعض الزهور الصغيرة ..مكتفية بشال حريري يعمل على جلب الدفء لجسدها.. يتراقص شعرها حولها .. هرولت خلفها أسوار تهتف بها :" جسور .. لأين ؟!!".
هتف هادر من خلفهما :" سنجلب الحقيقة .. ثم نعود بمن أراد هذا العمل القبيح ".
استدارت جسور لتواجه أسوار :" كنتِ تعلمين بمرضها ولم تعلميني .. ألست أنا أيضاً أختها ؟!!".
هتفت أسوار بضيق بائخ فهذا ليس وقت الخلافات الصغيرة :" لم تعلمني بنفسها .. سمعتها ورشاد .. ورأيت أصابعها تنثني حول سكين صغير .. لم يكن الأمر مفرحاً لأقصه ".
أغمضت جسور عينيها على تعب حقيقي .. فهي الأخرى تملك أسرار كبيرة .. عيناها تتهدل بعبرة جامدة تبرق في قلب ضبابهما :" سوف أفعل ما يتوجب .. سأحمي طفلها الذي اختارته على نفسها .. يجب حماية فارس صغيرنا .. ربما يحاول المجرم تكرار الآمر ".
انتفضت أسوار .. مكانها هاتفة بحرقة أم ما زالت تعاني :" أتقصدين ؟!!".
همس هادر شارحاً :" لم يكن يمزح ..أراد قتل الصغير .. انتقاماً .. حقداً ،وقد يكررها "..
*****************
التعديل الأخير تم بواسطة الأسيرة بأفكارها ; 17-12-19 الساعة 03:37 PM |