(سأهاتفها يا أيمن...)
قالتها تلك العجوز بتقطع وهي تضغط بيدها على الكرسي المتحرك ...ليلتفت لها أيمن ...وتقدم ناحيتها قائلا
بلهفة:
(حقا يا أمي ؟!...)
أومأت برأسها وهي تعلم أنها تخطئ ...لكنها لا تستطيع خسارته....فيكفيها ما خسرته في حياتها ...
زوجها ...وابنتها....والآن لم يعد لها سواه...نزلت دمعة من عينيها ...لشعورها بأنها ستؤذي فتاة
لا ذنب لها في شئ ....غير أنها شقيقة الرجل الذي كان السبب في موت ابنتها...
انتفضت على صوت ولدها الذي كان يمد لها الهاتف ...فأخذته منه قائلة بتردد:
(لن تؤذيها يا أيمن؟.! ...)
قالتها وكأنما تؤكد لنفسها ...ليومئ لها رأسه قائلا بتأكيد:
(أخبرتكِ بأنني لن أؤذيها...هي مجرد دعوة عادية لتناول الطعام...)
أجابته قائلة بخفوت:
(يمكنك دعوتها في أحد المطاعم...)
زم شفتيه بضيق وهو يخبرها:
(أنا أريدها أن تشاهد منزلنا...وتتعرف عليكِ...والآن هل ستهاتفيها أم لا؟...)
أومأت رأسها بصمت وتطلعت إلى الهاتف الذي أخذه أيمن منها وهاتف هند بسرعة وأعادة إليها ...لتضعه
على أذنها....لتستمع إلى صوتها قائلة:
(مرحباً يا أيمن...)
ردت والدة أيمن قائلة بجدية:
(مرحباً يا حبيبتي ...أنا والدة أيمن...)
انتظرت قليلا لتستمع إلى صوت هند تقول :
(مرحبا...يا خالة ...كيف حالكِ؟...)
أجابتها الأخيرة قائلة بجدية:
(أنا بخير يا حبيبتي...)
صمتت للحظات قبل ان تخبرها:
(أخبريني ألا تريدين التعرف علي...)
ردت هند قائلة بجدية:
(أريد ذلك...ولكن...)
قاطعتها والدة أيمن :
(من دون اعتراض ...أنتِ ستأتين اليوم لتناول الطعام في منزلنا...سأرسل لكِ أيمن ليصطحبكِ . ..)
كانت هند تريد ان ترفض الدعوة بتهذيب لكنها لم ترغب في إحراج السيدة فأجابتها بخفوت مسموع :
(حسنا...)
.......يتبع......
|