عرض مشاركة واحدة
قديم 12-12-19, 02:16 AM   #632

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

ببطء امتدت أصابع أكرم يحيط المقبض الحديدي لباب قاعة الفصل يفتحه بشيء من التردد كأنه بفتحه يغلق طريقا ماضيا ليسير في آخر يحسه بلا رجعة .
ألقى تحية سريعة لا عمق فيها و لا صدق بينما مقلتاه تبحثان دون جدوى عن برعم مبسمها بين الشفاه .
منذ ما حصل بينهما منذ أسبوعين و هي تتغيب دون عذر عن حصته لكن ما طمأنه عليها هو أنها استمرت تحضر المواد الأخرى .
لكن منذ يومين افتقد طيفها تماما و لم يعد يلاحظ وجودها في أي مكان .
بعد ساعتين أنهى الحصة كما بدأها دون تركيز و لا استيعاب ثم غادر فورا إلى مكتبه .
أخرج هاتفه و اتصل برقم أخته بسرعة .
- أكرم ؟ خيرا ؟
- سألت عنها شيرين ؟
- عنها ؟

تدارك أفكاره المفككة و أعاد صياغة كلماته :
- سألت عن إيثار .
- آه طالبة قلبك ؟ نعم سألت عنها صديقتها " الشبهة " منذ قليل و أخبرتني أنها ستتغيب ما تبقى من السنة .

شعر أكرم بضيق يخنق نبضات قلبه فتحركت أصابعه تفتح الأزرار العلوية لقميصه .
- بعد إذنك أكرم ، عاد إليه جزء من وعيه الهارب مع الاعتذار داخل نبرات أخته ، سأقفل المكالمة الآن لأن سيف يتصل بي .
سي يو .
- سي يو ، أجابها بشرود بعد أن أغلق المكالمة .

جلس وراء مكتبه بينما أفكاره تدور ثملة تتخبط بين جدران عقله و مشهد يتراءى أمامه ، يرافقه نبرات صوت أخته الصغرى الواثقة فيصير كفيلم صغير يعيد مشاهدته .
يراها في عيني خياله تجلس مقابلة له تتلاعب بخصلة نافرة من شعرها و معها بترقبه الصامت .
- مبدئيا البنت تبدو منظبطة و سلوكها غير مشبوه ، تمشي مستقيمة لا تتمايل و لا تتلوى بجسدها .
لا تضحك بصوت عال أبدا ، البنت لا تضحك أصلا ، البنت تزقزق .
رقيقة جدا لدرجة أنها عقدتني .

عبثت شيرين أكثر بخصلاتها و أضافت و صوتها يتباعد قليلا :
- لكن المشكلة أنها غامضة ، متباعدة ، شاردة طوال الوقت و أنا لا أطمئن إلى هذا الصنف .

تحركت حينها لتجلس قريبا منه و تضع يدها على كتفه و تقول بجدية :
- بصراحة أكرم أنا لا أطمئن إلى أي صنف فقط من أعرفهن و عن قرب جدا ، البنات هذه الأيام بئرهن عميق جدا و صعب الحكم عليهن من بضع لقاءَات .
أنت رجل و أعتقد أنك الأفضل في الحكم مني أنا .

تنهد أكرم ينفض ذكرياته و تململ على كرسيه الدوار ، نيران شكه تحرق في أتونها كل منطق و كل تعقل .
كيف بيده أن يحكم على طهارتها من عدمها و قلبه كان فريسة لأخرى .
أخرى كانت أيضا تمشي لا تتمايل و لا تتلوى ، ضفيرتها الطويلة تتأرجح على ظهرها في براءة تخفي بها عهرها .

و ماذا عن عينيها هي في ذلك اللقاء ؟
ماذا عن تلك الشعلة التي انعكست داخل بحر سوادها ؟
ألم تكن رغْبةِ كالتي التهب بها جوفه ؟
ألا يعني هذا أن عليه أن يخطو فورا إلى الوراء ؟
لولا قيد الحرام على ضميره في ذلك المساء لمال عليها يعطيها القبلة التي تتلهفها شفتاها المرتجفتان ثم يحرر نفسه من اعتقاده بأنها تختلف .
يحرر شوارع قلبه من وجودها الصاخب المحموم و يعود هادئا ثابتا دون نظرات مختلسة ، دون مشاعر ملتبسة .

***********


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس