عرض مشاركة واحدة
قديم 12-12-19, 02:59 AM   #635

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي


- آنسة إيثار .

تجمدت في مكانها و هي تسمع دقات خطواته خلفها تطوي المسافة بينها و بينه .
- آنسة إيثار ، دق صوته في أذنها ثانية فالتفتت ببطء .

كم هي حادة عزيمتها التي ظلت يومين تشحذها ، تهكمت من نفسها بانكسار .
بمجرد سماعها اسمها من بين شفتيه تهاوت قراراتها كتمثال من الرمل تناثرت ذراته مع أول دفقة ريح .
- صباح الخير .

حاولت إيثار أن ترد عليه لكن كلماتها ضاعت بين إعصار أنفاسها .
اقترب أكرم أكثر و وقف مواجها لها يملأ عينيه العطشتين إلى نقاء ملامحها .
تأمل وجهها البيضوي الدقيق التكوين ، ذقنها الصغيرة ، شفتيها الرقيقتين و رموشها الطويلة ، أبواب حريرية على عالم عينيها .
- كيف حالك ؟
- بخير ، شكرا دكتور .

صوتها الضعيف جلد مشاعره الملهوفة فضجت و اشتكت .
اشتاق إليها فوق ما كان يتصور .
كم يريد الآن و يشتهي أن يأخذها في حضنه و يكاشفها و يخبرها كم قاوم ، كم كابر .
كم خبأ ملامحها عن روحه و لكنه عجز أن يقنع قلبه بنبضة ، بدقة لا تحمل حروف اسمها .
لكنه من أجلها تماسك و صمد في وجه رياح حنين رجولته لأنوثتها ، تقدم نحوها أكثر و قال متجاهلا النظرات الفضولية حولهما :
- هل تستطيعين مرافقتي إلى مكتبي ؟ رأى التردد يغرق عينيها فأضاف بصوت خفيض ، من فضلك .

راقبها تحتضن كتبها إلى صدرها أكثر فأزاح عينيه بصعوبة عنها و وضعها أمام الأمر الواقع و هو يسبقها نحو مكان مكتبه .
- تفضلي ، غمغم بصوت أجش و هو يفتح الباب من أجلها .

لم تتقدم كثيرا داخل الغرفة و ظلت تنظر بقلق نحو الباب فابتسم لها برفق و تركه مفتوحا .
اتجه وراء مكتبه ، فتح أحد الأدراج ، تناول ملفا متوسط الحجم و مد يده به نحوها .
عيناها الواسعتين تسمرتا بحيرة على عينيه ، لحظات انطفأت فيها رياح التعقل و كاد لسانه يغرد بألحان شوقه لكنه سيطر ثانية من أجلها و تمتم بصوت بانت فيه بحة العاطفة .
- هذه الدروس التي فاتتك آنسة إيثار ، سواء في مادتي أو في المواد الأخرى التي تغيبت عنها .

أخفضت عينيها فتعملق شوقه و بكلمات مستعصية واصل .
- ستجدين أيضا جميع أوراق المراجعة التي قد تستحقينها من أجل امتحاناتك ، البعض منها خاص بي حين كنت في الكلية .

كانت الآن ترتجف بوضوح أمامه ، عواطفها عارية أمام نظارته المتفحصة .
- آنسة إيثار ؟ أنت بخير ؟

سألها بصوت خفيض ، وخفض عَيْنيه في الوقت ذاته الذي رفَعت فيه عَينيها فَصارَ اللقاء.. ثوان بَطيئة مرت عليهما و بصرها يعانق بصره .
ارتفعت زاويتي شفتيها في ابتسامة ناعمة فجنت الزوبعة داخل صدره .
تحرك يغادر ما وراء مكتبه و سار ليقف مواجها لها .
- أريد أن أعتذر منك بشدة عما حصل ذلك اليوم .

أومأت برأسها دون كلام تعطيه سماحا كاملا .
- اريد أيضا أن أسمع منك وعدا بأنك ستبذلين كل جهدك كي تتخرجي بامتياز .

تحركت شفتاها تتلفظان بالكلمة دون صوت فالتوى فمه بابتسامة حانية ، أرسل بصره بسرعة نحو فتحة الباب يتأكد من خلو الممر خارجا ثم اقترب جدا منها يهمس و هو ينحني قليلا نحوها :
- و بعد تخرجك إن شاء الله سيكون لي حديث شخصي خاص مع السيد والدك .

ارتجفت أكثر و اهتز قلبه متوسلا قربها و بمشقة كبيرة منع نفسه من احتضان وجهها بين كفيه بينما يضيف :
- بالتوفيق آنسة إيثار .

التفتت نحوه هذه المرة بنظرة متمهلة أخذت وقتها ليسري مفعولها داخل قلبه ثم سمعها من خلال طبقات ضباب أحاط بوعيه تغمغم شكرا خجلا ثم تغادر .


*****************

نهاية الفصل


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس