عرض مشاركة واحدة
قديم 12-12-19, 08:38 AM   #5

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




البارت الثالث

في اليوم الذي يليه زارتني زينب منذ الصباح، وهذا ما تفعله في العادة عقب كل حفل نرتاده سويًّا

جلسنا معاً في الحديقة فكان الجو مشمسًا، وباشرت في حديثها عن كل ما جرى في الليلة السابقة وأنا أستمع لها بملل وحنق شديدين

" فيما حماسك يا زينب لم يكن الحفل بهذه الروعة على كل حال "

" انتِ لست نازك التي أعرفها! ما سبب فتورك، أم أن غيرتك على نورس منعتك من الاستمتاع البارحة "

قالت ذلك واعطتني نظرة جانبية شقية، فاحمرت وجنتاي وزفرت بحرقة:

" ما بك ترمين بحديث ساذج منذ الصباح؟ "

" نازك عزيزتي أنتِ تحبينه "

فانتفض جسدي رافضاً الاعتراف بالامر، أما هي فضحكت وتابعت:

" وأخيرًا أعجبتِ بأحدهم يا بنت الباشا! ولكن بصراحة وكأنكما خلقتما لبعضكما "

فنظرت لها بنظرة تأمل واهٍ:

" حقاً ؟ "

" طبعاً عزيزتي "

طمأنني كلامها ولكن غصة في قلبي لا تشفى، فقلت هامسة وكأني أحدث نفسي:

" ولكن فريدة..! "

فقاطعتني بحماسها الذي أراحني كل مازادت فيه:

" لا يمكنها التغلب عليكِ، أخبريني الآن هل اعترف لكِ بحبه؟ "

" لا، لكنه يهتم بي كثيراً، ونتشارك كل شيء "

" حسناً إذاً، ليس أمامك الآن سوى الانتظار فقد يأتيكِ العاشق نورس معترفا في اي لحظة "

رمقتها بنظرة خجولة آملة ان يتحقق ما قالته لي ]

" ولكنه غضب منك، فماذا فعلتةحيال ذلك "

سألت سما في حيرة وحماس اعتادت عليه السيدة نازك وأحبته كثيرا، وكم أحبت أيضا ان تجعله يكبر لديها بجعلها تنتظر بين الحين والآخر.

" آه! دعيني اتناول غذائي أولا "

" مازالت أمامك عشر، هذا ما يشير اليه موعد دوائك "

" لن أتحدث بمعدة فارغة عليك تعلم الصبر يا سما "

ضحكت سما ثم قالت في تحدي:

" اتفقنا سأريك كم انا صبورة، ستتناولين غذائك ثم تأخدين دوائك وانا سأغادر لمحنك الراحة التي تحتاجين، ولن آتي إلا اذا طلبتِ مني"

قبلت السيدة نازك التحدي بابتسامة ودودة:

" حسنا لنرى أيتها الصبورة".

دخلت سما غرفة استراحة الممرضات في المستشفى شاردة الذهن، تشغلها قصة السيدة نازك، فهي لم تتوقع ان تكون بهذه الرقة و الجاذبية وان لها قصة تسلب الحواس، وكم تمنت ان تعيش عدة مغامرات في حياتها تستحق ان تُروى في الغد لمن يرغب في الاستماع.



" أهلاً سما، واخيرا طل القمر! "

قالت احدى زميلاتها ساخرة، أيقظتها من شرودها فابتسمت بلطف غير مكترثة للهجتها القاسية، لتضيف:

" هل حكمت عليك السيدة نازك بالمؤبد في جناحها؟ "

فضحكت سما بذات حالها قائلة:

" و أجمل حكمٍ مؤبد "

" هل هي لطيفة الى هذا الحد؟ فيما تتحدثان؟ "

سندت سما خدها الى يدها كفتاة حالمة بعد ان جلست قرب زميلتها:

" تخبرني بقصة حياتها "

فصاحت في تعحب واشتمئزاز:

" آه يا إلٰهي! ياله من ملل! "

فابتسمت سما في تحفظ ولم تنبس بكلمة أخرى، وفي قرارة نفسها كانت تنتظر مرور الدقائق والساعات الذي بدا بطيئا للغاية

كانت لا ترغب في خسارة التحدي، لذا ظلت تسير جيئة وذهابا أمام جناح السيدة نازك، ولكن صبرها نفذ، فوَجلت أخيرا داخل الجناح ودخلت الغرفة معلنة استسلامها، لكنها فوجئت بوجود أنور حفيد السيدة نازك، وكانا يتحدثان.

" اهلا "

قالت محرجة عندما ألقت السيدة نازك نظرة جانبية لها معلنة من خلالها انتصارها في تحديهما الصغير

" آنسة سما أنا اشكرك على اهتمامك بجدتي فهي تبدو في مزاج جيد "

قالها مصافحاً سما، وقد بدا لها أن زيارته انتهت، ابتسمت وأومأت له في امتنان ثم طلب منها ان تحدثه على انفراد خارجاً بحركة من رأسه، فلحقت به متظاهرة أنها تريد توديعه حتى لا يُشعرا السيدة نازك بأي خطب

بعد خروجهما سأل أنور سما في قلق:

" هل تتعبك جدتي كثيراً "

" لا في الحقيقة انها كأي مريض آخر اهتممت به "

" هذا يعني انها لم تقم بطلب أمر ما منك "

" مثل ماذا؟ "

سألته في توجس، فقال بإيجاز :

" عندما تكون جدتي في مزاج جيد فهذا يعني انها تحدث عن ماضيها ووجدت مستمعا جيدا "

فابتسمت :

" نعم اخبرتني القليل عن حياتها "

" اذا من واجبي تحذيرك، ان طلبت منك جدتي الذهاب الى الميناء فلا توافقي! فقد ترغب في التواصل مع احد اقرباء أبطال قصتها "

قال هامساً بلهجة جدية حذرة أرفقها بضحكة خجولة في النهاية، مما أقلق سما وأثار حماسها في الوقت عينه

" انها لم تطلب ذلك بعد، ولكن هل هم موجودون حقاً ! "

" نعم وهم أناس بسطاء يأبون اقتحام الاخرين لحياتهم "



اومأت سما متفهمة رغم فضولها الشديد ورغبتها في طرح العديد من الأسئلة ولكنها لم تشأ ازعاج أنور بهذا فهنالك من سيجيبها على كل اسألتها ان رغبت.

شكرها أنور مجددا وصافحها مغادراً، اما هي فدخلت للسيدة نازك مشجعة اياها

" سيدة نازك لقد ازداد وجهك نورا بعد زيارة حفيدك لكِ"

" نعم فهو حفيد وصديق أيضاً "

ضمت سما يديها لبعضهما قائلة

" آه كم هذا جميل "

ثم اقتربت من السيدة وجلست على طرف سريرها متسائلة عما تبقى من قصتها بحماس

" والآن اكملي لي هل تحدثتما انتِ ونورس؟ "

" بالطبع، فكرت في مئة طريقة وحل حتى ترجع صداقتنا كالسابق لذا قررت الذهاب لمنزل عائلته فكلفت بعضاً من رجال ابي بايجاد منزله سراً، ووصلني العنوان بعد يومين"

" اف يومان كاملين! الحمد لله على وجود خاصية الـ gps في عصرنا هذا والا كنت أجن "

قالت سما ممتنة، مما أضحك السيدة نازك على جنونها وعدم صبرها

[ "وانا كنت متوترة جدًا حينها، وحين حصلت على العنوان قررتُ الذهاب لمنزله وحدي ولم اخبر أبي ولا حتى صديقتي زينب

كان لديهم منزل بسيط قرب الميناء، اقتربتُ من الباب و بتوتر طرقت، ففتحته امرأة لفتتي زرقة عينيها الثاقبة كزرقة البحر الذي يقتنون بقربه، ومن تلك العينين الواسعتين عرفت بأنها والدة نورس

ألقيتُ التحية وسألتها عنه فرفعت حاجبيها ورمقتني بنظرة حامية وباتت تعاين مظهري من اسفل قدمي الى اعلى رأسي

ثم طلبت من حفيدها الصغير و الفطن ذو السبع سنوات الذي كان خلفها بإيصالي اليه، لم تكن المسافة بعيدة على اي حال، ما ان اقترب كلينا من المكان المقصود حتى أشار لي الطفل على مكان نورس وعاد مسرعا الى البيت

احسستُ بعلو ضربات قلبي واضطرابها، صارت خطواتي ثقيلة و نفسي بطيئا حين رأيته، كان يتحدث لِما تبين لاحقا انهما اخوه ووالده

والده رآني اولًا فأشار إليّ محدثا اياه، اِلتفت نورس واستغرب زيارتي بنظراته التي فهمتها، ثم اقبل نحوي ومعه رفيقاه

تصافحنا وألقيتُ التحية على والده واخيه، وقال الأول ممازحًا:

" الزيارات تتوالى لك يا بني"

فضحك أخوه وشعر نورس بالخجل، وأمّا والده فأضاف لي :

" يا ابنتي تعلمين ان الحرب لا تضع اوزارها، لما تكبدت عناء المجيء وحدك "

إزداد توتري وخجلي ولم استطع الرد على ما قاله، فقال لنورس قبل ان يتركنا وحدنا على حافة الميناء





فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس