عرض مشاركة واحدة
قديم 12-12-19, 08:39 AM   #6

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



" انها مسؤوليتك، عليك ارجاعها بسلام لبيتها "

أومأ نورس في خجل وهدوء ايجاباً

بقينا ننظر للبحر وتقلب موجه لبعض الوقت في سكون، حتى قلت لأطرد وحشتي

" قال ابي انكم ستعودون لساحات الحرب! "

" لهذا قدومك اذًا، تقولين لأراه قبل ان يموت "

قال ذلك ضاحكا ، مما أثار ضيقي وتأففت قائلة:

" أُف، مجيئي كان من أجلك، كنت اظن انك غاضب مني لسبب ما"

فقال بعدم اكتراث:

" لا لم اغضب منك "

فأصابتني الغيرة فقد أحسست ان فريدة كانت هنا قبلي

" كنت اعلم ان امري لا يهمك، وقد اثبت ذلك قول والدك بأنك تحظى بالزوار "

ولكنه كان غبياً فأضاف بجدية:

" بالفعل لم اكن غاضبا منك يا نازك "

مما زاد إصراري على سؤالي

" لا تتجاهل مقصدي، ألم تقم فريدة بزيارتك هنا؟ "

فأجابني محاولا اخفاء ابتسامته لتذكره لقائهما

" بلى لقد أتت بالأمس "

مما أثار جنوني، فقررت التلميح عن مرضها لاستفزازه وتنفيره منها

" اممم! .لا بأس فالهواء النقي يساعدها على الشفاء بسرعة "

فأوما موافقا لِما قلت دونما رد، فقلت:

" هل علمت؟ "

" نعم لقد اخبرتني، لم ترغب في اخفاء الامر "

ظهر بعض الأسف في صوته فأردتُ التأكد من قبوله لها:

" حسنا! وما رأيك ؟ ما ردك على ذلك ؟"

اخرج تنهيدة طويلة ووضع كلتا يديه على خصره في حيرة

" لا أعلم يا نازك! انتِ مدركة لوضعي ... ويبدو أنني وقعتُ في حبها "

وكأن صاعقة قوية ضربت رأسي لسماعي قوله، وكأن كلماته كانت خنجرا وغزره في صدري، قلت في قلة حيلة بصوت لا يُكاد يُسمع:

" وأنا "

ولكن صوت الامواج العاتية ومشاعر حبه القوية حالت بينه وبين صوتي، كان ينظر للبحر وحينما ادرك انه سمع طيف كلمة ما، سألني بحركة اثارها بحاجبيه، فأومأت بالنفي مع ابتسامة اصطنعتها لاخفي انهيار احلام بينتُها في عقلي الساذج

ثم رفع عينيه للسماء في دعاء بدا خفيا بينه و بين خالقه، ولكنني اظن انني فهمت مغزاه

كان شعري يتطاير مع نسمات البحر القوية يصارع وجهي وكلما ازلته ابىٰ ورجع يلتصق به مرارا مما أثار حفيظتي وصرت اتذمر



" اف! اف! "

فاِلتفت اليّ وقام بتعديله بوضعه خلف اذني

" نازك اهدئي، هل هو جيد هكذا! "

كادت عيناي تغرقان في دمعهمها حين اِلتقائها بعينيه لولا القوة التي تظاهرتُ بها، ابتسمت و اومأت ايجابا، وكم كانت الايماءات كثيرة وخانقة في ذلك اللقاء

اردت الهرب بكل ما حملت في قلبي وسبقته بخطوات بسيطة

" نورس علي العودة المنزل لا ارغب ان اشغل ابي على سلامتي "

وكم أغضبني غباؤه حين لحقني قائلاً

" حسنا دعيني اوصلك"

هل هو لم يفهم ما احسستُ به، هل هو يتجاهل توتري ازاء ما قالت آنفاً ام انه ببساطة لا يراه؟

" لا "

قلت بلهجة قاسية، فألح باستمرار

" سأمشي خلفك او امامك! "

" لا "

" سأوصلك حتى منتصف المسافة عل الاقل "

" لا لا، قلت لا"

تواصلت اللاأات من طرفي حتى صرخ في وجهي

"لماذا؟ ماذا أصابك ؟"

" لا أحب الوداع! قد تموت في هذه الحرب ولا اريد وداعك هكذا!"

صرخت بدوري في وجهه وجرت دمعة ساخنة على خدي، فعقد حاجبيه وخفتت تعابيره الغاضبة وتحولت الى حزينة ما ان لاحظ دمعتي

" تعالي لأوصلك "

أمسك بيدي وسحبني خلفه، لم اتفوه بكلمة، ورضخت كليا لمطلبه، ولم يتركني حتى اعادني الى بيتي بسلام ]

" كان الامر صعبا على كليكما "

قالت سما في فتور، فأجابتها نازك

" بامتياز! كنت اودع حب حياتي الذي لم أكن الا صديقة فقط بالنسبة اليه، ولم اعلم في ذلك الحين ايهما كان اقصى ذهابه الى الموت ام اعترافه لي بحبه لعدوتي اللدودة؟ "

[ كانت تلك اطول ليلة مرت عليّ في حياتي كلها، افكر في ما قاله لي نورس، واسمع صوت صفارات الانذار المدوية على طول المدينة، والذي كان مخيفا جدا

خرجت من غرفتي خائفة ارتعش من هول الاصوات، ذهبت لغرفة الجلوس فوجدت والدي لايزال مستيقظاً

" أبي ألم تنم بعد؟"

" لا يا ابنتي، وانت فيما سهرك! "

فجلست قربه

" لم استطع النوم بسبب صفارة الانذار "

اخرج ابي تنهيدة قال بعدها

" يبدو انهم يتوقعون ان يضرب العدو بالطائرات "

هل أحسستِ يوماً بسقوط قلبك من الخوف يا سما، انا شعرت بذلك في تلك اللحظة،

" و عناصر الجيش يحضرون انفسهم للانطلاق للجبهات، فلينصرهم الله "

أضاف ابي في توجس، وتذكرت انا نورس شعرت انه لم ينم الليل ايضا يجهز نفسه و يودع عائلته، ثم ضمني ابي اليه بقوة لشعوري بالخوف

انطلق الجيش للجبهات، وقلّت حركة الناس في الشوارع لحظر التجوال الذي فرض آنذاك ]

" وهل سمعتهم اخباراً عن نورس و الجنود "

سألتها سما، فأجابت السيدة نازك

" كانت تلك الايام ككابوس لا ينتهي، لم نستطع التواصل مع من نعرفهم، ولم يأتنا خبر من احد، كل ما نعرفه كنا نسمعه عبر المذياع او نقرأه في الجرائد ، اخبار كان بعضها جيد واكثرها مقلق، كان الخوف مسيطرًا علينا جميعاً كبارا و صغارا، وكانت المستشفيات تمتلىء بالجرحى اكثر واكثر "

" سمعت ان الكثير من الفتيات تتطوعن للخدمة كممرضات، فهل تطوعت ايضا؟ "

" في يوم ما سمعت ان احد اصدقاء نورس اصيب، فقررت الذهاب لزيارته في المستشفى وسؤاله عن نورس، ففوجئتُ بزينب هناك كانت ترتدي زيّ ممرضات فاستغربتُ بشدة، ولكني اشتقت لها فقد مر وقت طويل بدونها "

يتبع
تفاعلو ❤



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس