عرض مشاركة واحدة
قديم 12-12-19, 10:18 PM   #11

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




الفصل التاسع


روح

١٣ يناير ٢٠٠٦

كنت صباحا قد ارتديت ثيابي المدرسة وارتديت معطف سميك يقيني من برد هذا الشهر، وقفت في الحديقة اُحدق بها احب منظرها في هذه الساعة المبكرة حيث تتجمع قطرات الندى على أوراق الورود والمزروعات. كانت اختي لم تكمل فطورها الى الان فبقيت انتظرها لنخرج معا كالعادة. نفخت في الهواء لأرى انفاسي امامي تتطاير فأبتسم، كان كل شيء كامل. أصوات السيارات المتجهة للمدارس والعمل، صوت فيروز الذي ينبعث من هنا وهناك، الا صوت واحد عكر صفو هذه الصبيحة، صوت صراخ يصدر من منزل جيراننا، اندفعت للخارج لأفتح الباب لأقف مصدومة أرى جارتنا ام ماري المسيحية تصرخ وتبكي في الشارع مع بناتها، رأيت امي وابي يخرجان من خلفي وجميع الجيران يجتمعون حولها، اقتربنا منها لنفهم ما المصيبة التي حلت بهم، قالت وهي تحاول ان تلتقط أنفاسها من بين نحيبها المستمر: لقد، خُطف.
ارتعب الجميع بينما توقفت خلايا جلدي خوفاً، قالت ان ابنها قد خُطف اثناء ذهابه للمدرسة. رأيتها والنساء حولها يحاولون تهدئتها واخوات الصبي يبكين وقد تلونت بشرتهن البيضاء باللون الأحمر تماما، طلبت امي منا انا واختي بالدخول للداخل، بقيت جالسة مرتعبة اُفكر بما سيحدث له، هو أكبر مني لكنني يمكنني الشعور بخوفه اتخيل انهم قد عصبوا عينيه الزرقاء، يجد نفسه الان تائه وحيد وبعيد عن عالمه، يفكر في كل لحظة ان موته يقترب منه او قد يعذبوه، يشعر بالبرد يصلي ويدعو ان ينقذه أحدهم، يفكر بالفترة التي سيقضيها ويتمنى ان يكون هذا كابوس يفيق منه بعد قليل ليذهب لمدرسته. بقيت انا واختي ننتظر عودة امي لتسرد لنا تفاصيل الحكاية المخيفة، فور سماعنا لصوت باب المنزل انطلقنا لنستقبلها وننثر عليها اسئلتنا، انتظرت هي لتجلس وتقل: الحمد لله انهم خطفوه هو ولم يخطفوا احدى اخواته.
سألتها وانا مستغربة لقولها هذا: لم؟
اجابت اختي: لأنهم قد يفعلوا لها شيئا.
لم افهم حينها ما الممكن ان يفعلوه ان خطفوا فتاة؟ كانت مجرد فكرة الاختطاف تعني الرعب او ان يحبس أحدهم في غرفة وحيدا باردة، لم تذهب اخواته للمدرسة لأيام ولم يغادروا منزلهم بل زرعوا بجانب هاتفهم ينتظرون مكالمة من الخاطفين، كانت الأحاديث في المدرسة تتمحور أيضا في فضاء الخطف أيضاً، فقد كانت وكأنها موضة الإرهاب حينها، فالعراقيين يعلمون جيدا اننا في كل فترة نواجه موضة جديدة للإرهاب، اخبرتني احدى صديقاتي ان هناك فتاة تكبرنا بعدة أعوام خُطفت فلما قرروا الخاطفين ان يتفاوضوا مع والد الفتاة اُخبرهم انه لا يرغب بها.
تساءلت لم هل يفعل اب شيئا كهذا؟ يتركهم ليقتلوها؟ لكنها اخبرتني انه لا يضمن ان كانوا قد اغتصبوا ام لا بعد اعطائهم النقود وبالتالي ستجلب له العار سيكون موتها أفضل من هذه الفضيحة، هذه المعلومة ضاعفت تركيز الرعب بداخلي، لم أكن أستطيع ان انام حينها وانا اتخيل انني قد اُخطف ويتخلى ابي عني! وينتهي بي المطاف كجثة ملقاة بجانب القمامة في احدى الشوارع، كما كان يحدث يومياِ كما نسمع عن اشخاص مجهولين قد تم العثور على جثثهم في القمامة.
اضطرت عائلة ام ماري لبيع بعض املاكهم ليغطوا المبلغ الذي اتفقوا عليه مع العصابة عليه، وعاد ابنهم لأحضانهم وذهبنا حاملين بعض الهدايا لنحمد الله لعودته، جلسنا جميعنا وهو بين أحضان والديه يجلس مرعوبا خسرت بعض الكيلو غرامات من وزنه، تلونت اسفل عيناه بالسواد لقلة النوم، اخبرنا انه اشتاق للنور لم يكد يراه في تلك الايام بل نسي حتى كيفية الابصار، نسى الألوان فقد طغى اللون الأسود على كل محيطه، ضاع منه الوقت وضاعت الايام، عاد لكنه لم يعد كما كان ولم اعد انا كما كنت، تغيرنا وفقدنا الأمان الذي كان مزروعا بداخلنا، بأننا ما دمنا بين أحضان والدينا قد نخطف، بأننا جميعا دون استثناء معرضين لهذا.
فترة بسيطة واتت ام ماري لتودعنا مع فتياتها، اخبرتنا انهم سيتركون البلاد برغم ان حياتهم كلها كانت هنا، وان منزلهم هذا قد توارثوه من اجدادهم الا ان ما حدث قد يتكرر مراراً، ورحلوا وتركوا منزلهم يبكي وحيدا بعد ان بقي نوره لعقود مضاء، وانطفأت الشمعة التي كانت تقف امامي لوحة العذراء في منزلهم، وسكنت أصوات صلاتهم.



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس