عرض مشاركة واحدة
قديم 12-12-19, 10:20 PM   #12

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الفصل العاشر


عبدالله

٨ ابريل ٢٠٠٦

قبل هذا التاريخ كنت حقا (عبد الله) كنت رجلا عادياً، أعيش مع اسرتي ولا اُفكر بشيء سوى اقبالي على الحياة الجامعية وحماسي تجاهها، لم أكن حينها انظر للحياة بهذه الطريقة كانت طموحي محدودة وهو ان ادرس واتخرج لأعمل واساعد والدي، كان اخي حينها يعمل عملان في الصباح والمساء محاولا جمع المال ليتزوج، لم يكن لي صديق مثله ولم يكن لي صندوق اسرار كما كان هو، اخي يشبه ابي رجل عادي يؤدي يومه بروتين سقف أحلامه منخفض لا يطلب شيئا من الله سوى الستر والعافية، فقط. قررنا في ذاك اليوم ان نخرج نحن الثلاث كرجال بيننا، كان ابي يحاول ان يكون صديق لي ولأخي يهبط بمستواه ليلقي دعابات أيامنا تلك، يعلق ساخرا على بعض المصطلحات الجديدة التي بدأت تتفشى، يخبرنا اننا محظوظان وانه محظوظ بنا لأنه لم يملك اخ او اخت وانه بوجودنا بات يملك اخوان رائعين. ذهبنا لأحد المقاهي التي تنتشر على ضفة نهر دجلة، الهواء كان عليلا يخترق صدورنا رويدا رويداً. تعشينا ونحن نتسامر ونتناقش بحفاوة، قضينا ليلة رائعة حتى ان ابي أخبرنا انه يجب ان نجعل مثل هذه الليالي روتينً أسبوعياً، عدنا في سيارة اخي التي اشتراها منذ فترة عله يبهر بها خطيبته، كان الليل قد غطى بغداد داخل بعباءته السوداء، في طريقنا توقف اخي عن الضحك ليصمت لثواني ثم يلتفت الينا قائلاً: هناك مجموعة تقطع طريقنا.
ركزت النظر تجاههم كانوا ملثمين يحملون أسلحة ويصوبونها تجاهنا لنوقف السيارة، قلت له برعب: لا تتوقف.
لكنه أوقف السيارة بسذاجة ليهرع اثنان ويفتحا بابه وباب الجهة التي يسكن بها أبي، ترجلت انا أيضا معهم، حاول اخي ان يفهم منهم ما يريدونه فطلب منا أحدهم ان نخرج هوايتنا، رمقنا ابي بنظرة لنفعل ما يرغبون فاصفحنا عنها ليتجمعوا هم حول الذي بات يدقق بها وينظر الينا، قال أحدهم وهو يصوب سلاحه ضدنا: ماذا ننتظر معروف ماهي طائفتهم.
أنهى جملته ليندفع الرصاص ويخترق اجسادنا، ثوان كانت سريعة لم تمهلني فرصة التفكير او إدراك ما حدث للتو، ليسقط جسدي ارضا وارتطم بالأسفلت، لم اسمع شيئا غير صوت الرصاص ورائحته، لم أرى امامي سوى سماء سوداء معتمة لا نجوم فيها، ثم عتمة لم أستطع الاستيقاظ بعدها الا على صفعة تلقيتها من الحياة.
فتحت عيني عيناها لأجد سقف ابيض به انوار دائرية، صوت رنين يصدر من جهاز وخدر يسيطر على اناملي كلها، رمشت مرات عدة وانا اُفكر اين انا؟ هذه ليست غرفتي، فجأة تذكرت ابي وأخي، التفت لأرى امي تجلس على كرسي ترتدي السواد ووجهها ملجم، امسكت بقوة بالفراش أحاول النهوض فانتبهت هي لحركتي لتنهض بلهفة تجاهي وهي تبكي، بقيت انظر لها لعيناها اسألها دون ان انطق اين هما؟ مددت يدي تجاهه لتتلقاها وتمسحها بهدوء، قالت والدموع تتناثر من عيناها: الحمد الله أنك بخير.
حاولت تحريك لساني بصعوبة وانا لأسأل: أأأ..بي، أأخي.
لثمت وجهها بحجابها الأسود لتزداد نحيبً، لا لا لا يمكن حدوث هذا! كان في الامس معي، كم مضى وانا هنا؟ كنا نضحك وقد امضينا أمسية رائعة معاً! اين ذهبا؟ لم لم ارحل برفقتهما؟ لم ما زلت على قيد الحياة لم الحياة تمسكت بي بهذه القوة بينما تركت يدي اخي الذي كان سيبني عليها منزلا واسرة.
وجدت دموعي تتدحرج دون إدراك مني لتسقي وسادتي لأترك يد امي واحاول النهوض وانا اجز على اسناني بقوة، نهضت قليلا لأدرك اني عاري الصدر وقد لف حول بطني بلفافات طبية عند تحركي كانت تمزقني من الألم، لكنني تجاهلتها وانا اكذب ما يحدث حلو وادوس على كل شيء لأنهض، حاولت هي منعي بينما لامست قدماي العاريتان الأرض الباردة لأسير بخطوات متهاوية لأسقط ارضا وتأتي الممرضات وهن يحاولن انهاضي بينما تصرخ احداهن بالاُخرى ان جرح المريض قد بدأ ينزف، أخيرا نطق لساني اللعين لأصرخ منادياً ابي واخي، ناديتهما ولكن لم يجبني أحد سوى صوت بكاء امي الذي ارتفع اكثر.. علمت بعد ذلك من خلال زيارات أصدقائي لي في المشفى انني بقيت اسبوعان في غيبوبة لحسن الحظ من جهة نظرهم ان الرصاصة قد اخترق بطني لم تقترب من قلبي لكن النزيف المستمر جعلني ادخل في غيوبة ليتني لم افق منها وليتني لم ابق على قيد الحياة.
عدت للمنزل بعد أسابيع كان مظلما رغم كثرة الانوار التي به، باردا وتبكي كل اركانه، غرفة اخي مقفولة ثياب ابي باردة، منزل موحش مات عامدان من اعمدته، انزويت في غرفتي لأيام وانا أتساءل بأي ذنب قتلا؟ أي دين ذاك الذي يسمح بمقتل أحدهم فقط لإنتماءه لطائفه معينة؟ اي دين هذا الذي يبيح القتل؟ يقتل المرء لأن اسمه يشير لقوميته، يقتل لأنه سلك طريقا مختلفا في العبادة! اين الله من كل ما يحدث! بأي ذنب يقتل شاب مقبل على الزواج ورجل عجوز لا يريد من الحياة سوى الستر والعافية لم يطلب ثروة ولا امنيات خارقة، لم عائه لم يستجب؟ لم دعاء امي بأن يحفظ اسرتها لم يجب؟ لم ندعوه ان يجبنا؟ لم علي عبادته؟
لأشهر وانا في غرفتي لا اغادرها، كانت السجائر رفيقتي، نمى شعر ذقني بشكل كبير واهملت نفسي ومحيطي، محاولات امي لم تكن تفلح معي توسلاتها لي لم تكن كافية، انا غاضب من العالم ومن خالقي ومن نفسي حتى.
مرت أشهر ولم يتغير شيء، حتى ذاك اليوم حيث مرت امي صباحا لتدخل غرفتي لم أكن نائما بل واصلت سهري طوال الليل ليلي كان نهارا ونهاري ليل، اقتربت من سريري وهي تقول بعتاب: لم تنم أيضا؟
لم اجبها وبقيت اشاهد التلفاز امامي، سارت تجاه النافذة لتفتح الستائر لكنني صرخت: لا تفتحيها دعيها.
التفت وهي تتأفف لتقل بجزع: الله يهديك، سأذهب للسوق.
بقيت تحدق بي لدقائق بينما اهملت انا النظر اليها، حتى غادرت غرفتي والمنزل. نمت بعد ذلك وانا لم اشعر بالوقت حتى استيقظت على صوت جرس المنزل وهو يرن بإزعاج نهضت وانا اتأفف لأنزل للطابق السفلي وقد بدى المنزل مظلما لا اعلم متى حل المساء ولم لم تنير امي الأضواء، وصلت للباب الخارجية لأفتح الباب واجد جيراننا متجمعين ومفزوعين ينظرون الي، اتسعت عيناي وانا أتساءل ما بهما، حتى نظر لجاري وهو يمسك بعباءة امي السوداء!
- لقد حدث انفجار في سوق الخضار صباح اليوم، وقد عثر على اغراضها مع جثتها، أبلغني أحد الأصدقاء وعلم انها جارتي لما رأها بين الجثث.
!!!..
لم ابك يومها بل ازداد مقتي لهذه الحياة ازداد كرهي لهذه الأرض وقرفي انني ولدت وعشت بها، اضيف سؤال جديد لتلك التساؤلات، ما ذنب امرأة عجوز ذهبت لسوق الخضار ان تقتل، اين العدالة الإلهية التي تحدث عنها الجميع! اين العدل في هذا العالم القذر.
بعت المنزل بذكرياته، ظلمته وبروده، واشتريت منزل صغير لأبدأ منه، لم ادرس في الجامعة بل قررت ان اصاحب الكاميرا كما أيضا بدأت حينها قصة حبي لتلك الزجاجة الخضراء بت اشربها بشكل مستمر يومياً، حلقت شعري وطليت جسدي كله بوشوم معتقداتي الجديدة، لأسلك طريقا بعيدا عن الله، بعيدا عن الناس.



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس