عرض مشاركة واحدة
قديم 12-12-19, 10:22 PM   #13

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الفصل الحادي عشر

روح

الحاضر


نهض هو ليقف بعد ان كان جلسا ينصت الي، نفض يداه وجهه مبتسم وعيناه تلمعان من الحماس لا اعلم لو هكذا متحمس لشيء انا نفسي لا اعطيه أي أهمية، قال لي مشيراً: أتعلمين شيء، علينا الذهاب لمدينة أخرى للمشفى الذي اخبرتكِ عنه، متأكد من اننا سنجد شيئا.
سألته وانا متوقفة في مكاني تدور عيناي في المكان الذي ينتعش باللون الأخضر ورائحة أوراق الشجر: وان كنت في غيبوبة ما الذي سيحدث؟
اقترب ليضع يداه في جيبي معطفه الرمادي الرياضي ابتسم بمزاح: اذن حينها سأفعل أي شيء لإيقاظكِ.
ركزت النظر اليه وقد تحرك شيء من الفضول بداخلي، اشعر بالتردد عن سؤاله لا ارغب ان يدب بداخلي أي إحساس تجاه أي شيء، لكنه ضيق عيناه وكأنه فهم ما اُفكر به حتى قال: سأجعلكِ تحبين الحياة، قرأت ان في حالات الغيبوبة كهذه رغبة المريض هي من تجعله يفيق ام لا.
مطيت شفتي لأسأله: وان افقت لمن سأعيش؟
أشار بيده تجاهي ليجيبني: لنفسكِ.
هم بالسير لأتبعه ونحن نسير بين الأشجار انظر للطبيعة من حولي، للفراغ ثم نظرت له لم يفعل هذا ويساعدني؟ ماذا ان كانت عائلتي مثلي عالقين في مكان اخر. لم روحي انا فقط التي علقت هنا؟ عدنا للفندق لغرفته ليجري بعض الاتصالات ويعبث قليلا بحاسوبه، بقيت انا أقف امام النافذة انظر عبره للاُفق رأسي فارغ تماما لا يوجد به أي شيء وجسدي خفيف لا اشعر بأي شيء، اتى هو ليقف بجانبي يثني ذراعيه لصدره مد يده وحركها امام وجهي لألتفت اليه ابتسم: انا سعيد.
سألته: لم؟
- لأن القدر جعلني اقابل فتاة من بلدي، وربما بإستطاعتي تغير حياتها.
- حياتي!
علق ضاحكاً: قدرها، نهايتها، أيا ما كان المهم انني قد أخلق تغيير.
بقيت اُحدق في ملامح وجهه رجاني ليكمل: عليكِ مساعدتي ارجوكِ.
حركت رأسي بهدوء كدليل على موافقتي، فاتسعت ابتسامته ليطلب من اكمال سرد قصتي.











جوى

٣ يناير ٢٠١٦


بين فترة وأخرى يظهر أحدهم ليطلب يدي للزواج وهذه الفترات أنشغل فيها بتأليف حجج تليق بالخاطب نفسه واكاذيب اقنع بها والدي، استمر في فعل هذا تقريبا كل شهر او أحيانا في الشهر مرتان، أتساءل لمتى سأبقى هكذا؟ انا لست انتظره لأنني اعلم انه لن يفعلها انا عالقة معه دون وجهة، اطفو في محيطه وانا على يقين انني لن أصل للبر. في كل مرة اجهز نفسي وارتدي أفضل الثياب بطلب من امي لمقابلة أحدهم وعائلته اتخيله هو، اتخيل دخوله منزلنا جلوسه على احدى الارائك، شربه لعصير تعده امي، نظراته السرية التي قد يرسلها الي بين الحين والأخر، رن هاتفي اثناء وقوفي امام المرآة لتمشيط شعري فرأيت اسمه، اجبته وانا اضع الهاتف بين كتفي واذني لأن يداي مشغولتان بالعبث هنا وهناك، جاءني صوته: هل رحلوا؟
اجبته ببرود: لم اقابلهم بعد.
سمعت صوت أنفاسه وكأنه يطرد دخان سجائره من فمه: ماذا ارتديتِ.
مطيت شفتي قائلة: ثياب عادية.
- مممم.
سمعت صوت امي تناديني فقلت بعجلة: علي الذهاب امي تناديني، لم يلفظ أي حرف انهيت المكالمة وانا اسمع صوت الحاحها اتجهت لغرفة الضيوف وانا اشد العزيمة لرفضه، دخلت حيث كانت تجلس امي وجدتي امل كالعادة، امرأتان ربما والدته وأخرى لا اعرفها وهو بينهما رسمت ابتسامة على وجهي لأجلس بجانب امي التي ضربت كتفي بكتفها لأنني لم القي التحية، قالت احداهما: ما شاء الله كم هي جميلة.
قلت بجراءة: لا انه الماكياج فقط.
فضربت امي ساقي بساقها نظرت لها وانا اكاد ان انفجر ضاحكة، قالت ذات المرأة: ما رأيكما ان تتعرفا على بعضكما.
ونهض الجميع فابتسمت لأن اللعبة قد بدأت للتو بسهولة أستطيع جعله يرحل، بقي هو يجلس امامي بهدوء كان مظهره لا بأس به، لا اعلم فأنا فقد رغبتي بالرجال بعد ان أحببت عبد الله، بل أصبحت عيناي لا تريا أي رجل او رجل غيره، قال وقد شعرت انه استمد ثقة لا اعلم من اين اتى بها: ارغب ان تتركي الجامعة عند زواجنا.
وضعت ساق فوق الأخرى لأبتسم قائلة: عفوا! اتركها!
أكد على كلامه: اجل، اُحب ان تبقى زوجتي في المنزل.
اشعر ان اللعبة بدأت تبدو امتع من قبل ابتسمت لأقل بصبر: وماذا أيضا؟
عاد ظهره للوراء بثقة ليكمل: تمسحين أي شيء يخص مواقع التواصل الاجتماعي هاتفكِ لن يحوي أي منها.
صمت قليلا وكأنه يفكر ثم أكمل، صديقاتكِ حتى تتركيهن.
انطلقت ضحكة مني بصوت عال دون إرادة لأصفق بيدي، انفجرت ضاحكة وانا أفقد سيطرتي على نفسي حتى أتى الجميع مجددا ليقفوا مذهولين وهم يرونني في حالة هستيرية من الضحك، بالكاد توقفت وانا اضع يدي على بطني: عفواً، اسفة ههههه.
اقتربت امي مني وعيناها تقتد تكاد خنقي بيداها، نهضت من مكاني لأنهي هذه اللعبة الممتعة لأوجه كلامي له: عفوا نسيت ان اسأل كم عمرك؟ في أي زمن كنت تعيش؟ اووه انتظر مهلاً.
سرت تجاه جدتي امل لأحيط بذراعي كتفيها قائلة: هذه جدتي كانت موظفة في البنك عندما اُعجب بها جدتي وتزوجها، لا اعتقد انكِ في زمنهم حتى!
اقتربت امي مني لتجرني من معصمي وتصرخ بي امامهم: ما هذا الهراء الذي تقولينه.
جررت يدي منها بصعوبة وانطلقت خارجا لأذهب لغرفتي فور دخولي لها انفجرت ضاحكة لما حدث، هرعت لأتصل بعبد الله لكنه لم يجبني، غيرت ثيابي وجلست على سريري وانا اسمع صوت امي من الخارج وهي تشتمني، كانت اختي نجمة منزوية في سريرها كعادتها حتى دخل ابي وامي الغرفة ليقتحماها بعنف ففزعت هي بينما دارت عيناي بملل وانا أرى ذات المشهد المكرر، كان ابي يقبض يده بقوة يجز على اسنانه ليقل: ما الذي فعلته امام الناس!
رفعت كتفاي ببرود لأعلق: لم افعل شيء.
اقترب مني ليجرني من معصمي ويجعلني انهض قسرا من السرير شعرت ان ذراعي تكاد ان تخلع من مكانها، قال بعصبية: كيف تتحدثين هكذا مع الضيوف؟ من سمح لكِ حتى بالتحدث؟
اجبته: ماذا! هذا رجل مختلف لا يرغب ان اُكمل دراستي ويريدني ان أبقى خادمة لديه.
صرخ ابي بصوته المزعج ليرتد صداه على جدران الغرفة: هذا هو مكانكِ، تتزوجي لتكوني كذلك، ما الذي تريدينه، ما تظنين نفسكِ حتى؟
صرخت انا أيضا به: لن أكون، لا اريد الزواج مطلقا.
صفعني بقوة ليلثم شعري وجهي بالكامل، وضعت يدي بألم على وجنتي لأسمعه يتوعد لي: تحتاجين رجلا يضربك صباح مساء، هكذا أنتن النساء بالضرب تفهمن وتعرفن الطاعة.
ازلت شعري من على وجهي وقد تملكتني كمية كبيرة من البشاعة لأقل وانا كل يقين ان ما سأقوله سيحرقني: ليست كل النساء كأمي يا ابي، ليست كل النساء ترضا على أنفسهن المذلة والمهانة من شبه رجل.
اعلم انني اهنت امي كثيرا لكنها هي من شكلتني، هي من رمت هذه البذور بداخلي، جرني من شعري بقوة بيده ويده الأخرى تتناوب على وجنتاي يمينا ويسارا، ضربني حتى تعب هو من الضرب فألقاني على السرير وهو يشتم امي، خرج من الغرفة وبقيت هي تنظر الي بنظرة عتاب وغضب، قلت وانا اسعل بتعب والحرارة قد وصلت اعلى درجاتها داخل وجهي: انتِ من فعلتِ هذا، رضيت بالذل ورسمتي صورتكِ المذلولة دائما في دماغنا.
قالت بغضب: هكذا أصبح مصير الام التي لا تريد جلب الخراب لمنزلها!
احتدت نبرة صوتي: الخراب! نحن نعيش في خراب! جعلتي منا بؤساء، احدانا لا نعلم ما الذي أصابها والثانية متمردة تلعن الرجال كل ثانية!
اقتربت وهي تجز على اسنانها قائلة: لن تفهمي لأنكِ لست مثلي، ان تطلقت منه كيف سأعيش وانا حتى لا املك شهادة، كيف اربيكم وانا مطلقة؟ بعد هذه السنوات!
نهضت من على السرير لأقف امامها واقل بحقد: انتِ من تركتِ دراستكِ من اجل رجل وخاتم، انتِ من فعلتِ هذا بنفسكِ. والان!
صمت لأبلل شفتاي بلساني اللتان جفتا من شدة ارتفاع حرارتي: الان تريدينني ان اُصبح مثلكِ، الرجل ليس كل شيء.
رفعت نبرة صوتها وهي تخالف رأيي: بل هو كل شيء، من سيبقى لكِ بعد وفاتنا؟ ماذا سيقوله الناس عنكِ وانتِ عانس!
سرت تجاه مكتبي حيث استقرت المناديل الورقية عليه اخذت منديل لأمس انفي قائلة لها: اُفضل ان أكون عانس، رغم انني لا اراها عيباً، على ان اُصبح مثلكِ.
تصنمت هي مكانها بينما انا فورا اندفعت لأدخل للحمام هربا منها، أقفلت باب الحمام لأنفجر باكية واجلس على الأرض وظهري على الباب، مسحت بيديي على شعري لأعيد للخلف، الى أين وصلتِ يا جوى؟ تُكسرين فتَكسرين من هم أضعف منكِ؟ لم اشعر فجأة انني بت أكره الجميع! لم اشعر باشمئزاز منها وانني أكره النظر حتى لعيناها الضعيفتان، أي عذر هذا الذي يمكنه ان يعيد صورة ام لعقل ابنتها، لم أصبحت بشعة لهذه الدرجة، أحاول التمرد وجرح غيري بكل الطرق؟ لماذا لم اخلق عادية ارضى بما هو كتب لي وجل امنياتي هو زوج وفستان ابيض؟ لم اخالف اطارد أوهام واحلام لن تحقق، لن انعطف لجهة أخرى، نهضت من مكاني وجسدي يشكو لي من وجعه، توقفت امام المغسلة ولأتوضأ، خرجت من الحمام ارتديت ثياب الصلاة ووليت وجهي للقبلة لأصلي، دعوت الله رغم ذنوبي رغم عصياني له الدائم، رغم صعفي وعجزي وقلة حيلتي، دعوت الله ان يهديني ان ينير قلبي ويزيل همي. دعوته وانا أقف بين يديه اخجل من كل ما اقترفته وامل يأكل النور بداخلي يخبرني ان مغفرته واسعة فقط قفي امامه وتجردي من كل شيء. اخبرته عن مخاوفي عني وعن مشاكلي، اخبرته ان لا حجة لي لتمردي، وانني هنا أقف اطلب مغفرته وقد اعود لأقتراف اثام أخرى جديدة لكنني أيضا مؤمنة بعدله، بكيف كثيرا في السجود بكيت ذنوبي بكيت همي وضعفي، بكيت الى ان افرغت كل ما بقلبي، لأستلقي على سريري وانا ما زلت مرتدية ثياب الصلاة واغط بنوم عميق ككل مرة اُصلي فيها وانام، هذه أحد الأشياء التي علمني إياها جدي ان بكيتِ صلي، ان حزنتِ صلي، ان فرحتِ صلي، ان مرضتِ صلي. أخبرني ان الصلاة دواء سريع المفعول قادرة على إزالة عسر هضم الذنوب والهموم.
في اليوم التالي ذهبت صباحا لزيارته بعد ان استيقظت وكل طاقة بعد ان نثرت كل هم مسني في الليلة الماضية. مررت على احدى المخابز القريبة من منزله لنتناول الفطور معا، فتحت الباب بمفتاحي لأوقظه بنفسي. دخلت لكنني رأيته قد استيقظ للأسف، كان عاريا لا يرتدي سوى ثيابه الداخلية، قلت وانا مازحة: ارتدي شيئاً.
فزع عندما رآني كان يقف ليحضر القهوة لنفسه، شعرت بشيء غريب في المكان، وضعت الاكياس جانبا وانا اقترب من سريره المبعثر بطريقة ملفتة لأتفحص سريعا الأرض التي رمي عليها ثياب نسائية، لتسرع اذناي في استراق السمع لصوت الماء المنبعث من الحمام! أشياء حدثت في ثوان أدركت خلالها ما يجري في محيطي. اقترب هو ليقف امامي وقد شل لسانه، ابتسمت بسخرية وانا أعجز عن التصديق! بعد ما افعله واتلقاه يستمر هو بخيانتي! هو حتى لم يفكر كيف امسيت الليلة الماضية، فتح ذراعيه ليقل: ماذا افعل؟ وانتِ كل فترة تخبرينني انهم يريدون تزوجيكِ؟
ضحكت بسخرية وانا انظر الى سخافة اعذاره، اقتربت منه لأرفع نفسي وقد شممت رائحة مقرفة لإمرأة على جسده: انتهينا.
هممت بالمغادرة لكن يده امسكت بذراعي بقوة ليقل بعدم تصديق: انتِ لستِ جادة.
قلت بثقة: جربني.
مد يده الأخرى ليمسك بذراعي الثانية ويقل بتوسل: لا، انتظري، لا يمكنكِ فعلها.
حاولت التملص من بين يداه وانا ادعي البرودة وانا احترق، ثم شيء غريب هو ان وسط جهنم يوجد زمهرير صقيع برودته لا ترحم أسوأ من النار، اجتماع الجحيم والصقيع معا شيء ملفت يكاد لا يصدق حتى، لكنه كان بداخلي حينها غضب يتملكني ونار تحرق اوصالي وبرود في تصرفاتي وكلامي/
خرجت تلك العاهرة من الحمام وهي تلف جسدها بمنشفة لتتسمر في مكانها، وزعت نظراتي بينها وبينه لأبتسم له وانا اسحب جسدي: اختيار موفق.
وسرت خارجة من منزله لأنتهي منه، حاولت طوال الطريق تنظيم انفاسي اُفكر بأنني لن أكون ضعيفة كأمي، انني مختلفة عنها ان كان ابي يذلها باسم الزواج والطاعة فلن يذلني هو باسم الحب. عدت للمنزل لأدخل غرفتي واقف امام المرآة ناظرة لانعكاس صورتي عليها، كان وجهي جافا يخلو من أي بوادر للحزن، لم ابك! التقطت هاتفي وقمت بمنع مكالماته ومنع ارساله لأي رسائل، بقيت لثوان انظر للهاتف ثم قمت بإلغاء ما فعلت. لا علي بمنعه من العبث في قلبي، علي منع نفسي منه قبل ان امنعه من هاتفي، اعدت النظر لوجهي في المرأة، جوى لماذا لم تبكِ؟ لم انتِ مريبة على غير العادة هذه المرة! ام اننا حقا انتهينا بلا عودة لذلك يصعب عليكِ التصديق!
في الواقع أكبر الالام هي تلك التي لا نبكي فيها، يصعب على تلك الدموع حمل هذا المقدار الكبير من الوجع، عندما يصل نزيفنا عند هذا القدر يصبح حتى الكلام عنه صعباً بل محالاً.




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس