- أصمتى ريماس ، تأدبي أمام جدكِ.. .
هتفت ريماس بشراسة :
- لن أصمت أكثر من ذلك ، لن أصمت على ظلم أخي ، فهو لا يستحق كل هذه الإهانة أمي بسبب الميراث، جاد لا يستحق ذلك.. .
أقترب معاذ منها وزجرها بعينيه ونبرته تخرج حادة :
- ريماس لا تتعدي حدودكِ ، هيا لغرفتكِ.. .
كادت تعترض بصراخها لكنه صرخ بها أدى لفزع أبنتهما :
- الأن ريماس.. .
فصرخت ريماس بعنف :
- أكرهك جدي أكرهك.. .
أنهت جملتها ثم انتشلت أبنتها من معاذ وصعدت إلى غرفتها وقد حسمت أمرها بترك كل شيء لجدها!.. .
ما أن صعدت ريماس حتى نظر معاذ لحمدي وقال له بهدوء يخفي خلفه غضب كبير أحترامًا له بعد كل ما حدث :
- أتأسف لحديث ريماس وغضبها عليك ، ولكن صدقني سيد حمدي ، تعاملك مع من بهذا البيت خطأ وإن ظللت على هذا النحو فصدقني ستخسرهم جميعًا.. .
وما أن أنهى حديثه حتى صعد خلف زوجته وحتمًا سيوافقها بقرارها!.. .
كان حمدي جامد الوجه ، ونظره معلق على أثر وقوف معاذ ، الذي ولأول مرة يدعوه بأسمه وليس "بجده" ، نقل بصره لولده وزوجته والذان ينظران له بنظرات مختلفة ، فكامل ينظر له بجمود ، بينما علا تنظر له بتوتر ، فخرج صوته بصرامة :
- ونعمّ تربيتك كامل ، الفتاة تقف أمام جدها وتكابره بقلة حياء والآخر يذهب ويتزوج من خادمة البيت التي لا نعلم عنها شيء وكسر كلمتي.. .
وكان رد كامل صادم بالنسبة له :
- ولأول مرة أتفق معهما على وقوفهما بوجهك أبي ، فأنت زللتهما وأهنتهما بما يكفي ، وظلمت جاد بما يكفي ، فرجاءًا أبي أتركهما وشأنهما ، أتركهما وأتركنا بحق الله ، فنحن لا نريد أموالك بشيء ، فقط أترك أبنائي وشأنهما.. .
ثم صعد لغرفته هو الآخر تتبعه علا تاركين حمدي ينظر على أثرهما بجمود ظاهري لا يعبر عن ما يشعر به بداخله من غضب ، صدمة ، رهبة ، خواء ، وقطرة من الندم!.. .
***
أقفل الباب خلف الشيخ الذي عقد قرانهما وسامي وإحدى أصدقائه ليشهدا على الزواج، ثم أتجه للجالسة على الفراش والصدمة لم تزول بعد ، جلس بجانبها والإبتسامة الماكر تشق ثغره يقترب منها هامسًا :
- والأن حان وقت عقد صفقة الملكية.. .
نظرت له أسيف بعينان لامعة تقول بخفوت :
- هل أنت متأكد جاد.. .
ضم جاد وجهها بين راحتيه مقربًا وجهه منها يغمغم أمامه بصوت أجش: |