عرض مشاركة واحدة
قديم 13-12-19, 05:05 AM   #16

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الفصل الرابع عشر


روح

الحاضر

لا اعلم متى حل المساء ومتى اتيت لهذه الحديقة؟ هذا اول سؤال طرق باب فضولي، تلفت حول نفسي لأري حديقة واسعة جدا أشجار لكنها بعيدة، ومكان مفتوح يمتد نحو الأفق حتى لامس السماء، سمعت صوت جعل جسدي يلتفت لجهته فوراً، رأيته مرة أخرى، جدي نعيم يجلس على العشب يبتسم لي، بدأت ملامح وجهي تلين أكثر وانا اقترب منه ليشير الى العشب بجانبه، جلست بجانبه وانا اتفحصه، اسقي ما بي برؤيته، سألني قائلاً: عديني.
سألته بفضول: بماذا؟
اجابني وهو ينظر للسماء مبتسماً: ستتمسكين بالنجوم.
سألته بقلق: هل سأبقى معك؟
التفت الي ليجيبني: انا دوماً معكِ.
اتسعت ابتسامتي لسماع ما قاله، رفعت رأسي ونظرت للنجوم، كانت واضحة براقة جدا، لكن سواد هبط على المكان ليأكل كل شيء، طال لفترة لا اعلم مقدارها مجدداً هذا الشيء يتكرر معي وكأنني اطفو بين عالمين، وكأن هذه العتمة هي الطريق بينهما، نور ابيض كان في نهاية المطاف صادفني، اغمضت عيني لأن هذا النور قد المني بشكل مفاجئ، فتحتها مرة أخرى حتى اعتدت عليه، انا في غرفة! نهضت قليلا لأجد انني في غرفة محمد مجددا، نهضت لأجده جالساً امام النافذة يشرب شيئاً، قلت له: لقد رأيت جدي مجددا.
التفت الي بدهشة فابتسم فعلق بثقة: انتظرتكِ كثيراً.
راقبته يضع الكوب على الطاولة ويتناول من على الأرض حقيبة حجمها متوسط ليقل لي وحماس يشع من عيناه: لنذهب.
خرجت برفقته من الغرفة ليجيبني وهو يقفل بابها: سنذهب للمشفى الذي اخبرتكِ عنه.
نزلنا عبر السلم ليكمل: سبق وان قلت انه في مدينة أخرى لذا سنذهب في السيارة يقودها صديق لي.
خرجنا للخارج كانت هناك سيارة حمراء وشخص يقف بجانبها حيا محمد من بعيد، بعد ان بادله محمد التحية قال لي: لن نتحدث امامه لأنه سيظنني مجنون.
جلست انا في الخلف بينما هو بجانب صديقه في الامام، انطلقت السيارة الى المكان الذي سأجد فيه إجابات على اسئلتي.


























جوى


٢٣ يناير ٢٠١٦


طوال تلك الفترة وانا ادعي القوة ادعي انني قادرة على تحمل هذا القرار، لحظات كثيرة انهار التقط هاتفي فوراً أحاول الاتصال لكنني اتراجع، أتذكر ما فعله، وهو ايضاً لم يفعل شيئاً ينتظرني انا كالعادة اعود له، أحاول كبت تلك الرغبات التي بداخلي عند حدوث أي تفاصيل في يومي، أفكر انني سأسرد له تلك التفاصيل في نهاية اليوم، اشتقت لأن أغفو على صوته وانفاسه، اشتقت لتقبيل شفتيه ومعانقته، عطره وملمس ذقنه، استيقظت صباحاً، من الأساس لم أتمكن من النوم طوال الليلة الماضية. تقريباً عند الساعة الخامسة والنصف استيقظت، بهدوء نزلت للطابق السفلي كي لا اوقظ احد، الجوي كان بارداً دخلت لغرفة المعيشة كنت انوي ان اوقد المدفئة، لكنها كانت بالفعل موقدة، لونها القرمزي يضيف لمسة ساحرة، رأيت ابريق الشاي اعلاها يطير البخار منه فوهته، اقتربت من المدفئة لأضع كفاي امامها، ابتسمت لأستمتع بالدفء. اتجهت الى المطبخ بالطبع جدتي من حرضت على اعداد هذه الأجواء بعد صلاة الفجر. كانت تحاول ترتيب بعد الاواني، قلت: صباح الخير.
التفت الي لتحييني، لاحظت انها لا ترتدي جوارب في هذا البرد القاسي، سألتها بقلق: لم لم ترتدي الجوارب.
اجابتني: اووه نسيت، سأفعل لاحقاً.
لكنني لم استمع اليها صعدت فوراً لغرفتها لأحضرها لها، انبتني لأنني بذلت جهد! جلست على الكرسي تنوي ارتدائها، لكنني جثوت على ركبتي لأرفع قدمها والبسها إياها، مسحت على شعري قائلة: حبيبتي لا تفعلي هذا.
- ماذا! انا فقط الامس الجنة التي تحت قدميكِ.
- ستكون الجنة من نصيبكِ بأذن الله، انتِ تستحقين ذلك.
ابتسمت بحزن لأعلق: ربما انا آثمة، مليئة بالذنوب ولا استحق الدخول للجنة.
اكدت هي: وان كنتِ كذلك، فرحمة الله واسعة، تسعكِ وتسع الجميع.
انتهيت لأنهض واقبل رأسها، قبلت وجنتها الرقيقة لأقل: احبكِ كثيراً.
لحسن الحظ ان جدتي ما زالت على قيد الحياة، والا كان النور سيختفي من حياتنا ان مات جدتي وجدتي معاً. بعد ان انتهينا من تحضير الفطور خرجت قاصدة المخبز لأحضر الخبز الساخن وال(قيمر عراقي) سيكون رائعا ان تناولته مع دبس التمر. خرجت من المنزل لأراقب الطقس كان ا بارداً والسماء تكاد تبكي لكنني كنت احتاج ان اتنفس، ان يخترق هذا الهواء صدري بقوة يثلجه، عند خروجي لمحت على بعد مئتي متر من البيت سيارته، سرت بخطوات سريعة تجاهه حتى أصبحت اقف امام السيارة كان نائما داخلها هذا المجنون، طرقت الزجاج عدة مرات حتى استيقظ ليفرك عيناه بنعاس، استوعب ما يدور من حوله ففتح الباب وترجل وقد بدى التعب واضحا على ملامحه، سألته وانا اتلفت حولي وبيدي الف المعطف بقوة على صدري لشدة ارتباكي: ما الذي تفعله هنا.
اجابني: علينا ان نتحدث.
قلت بحزم: لن نتحدث ارحل.
هممت بالمغادرة فأمسك بذراعي وهو يجز على اسنانه: سنتحدث هيا اركبي والا لن ارحل.
تأففت وانا اسير للجهة الثانية لأجلس بجانبه، قاد السيارة لنبتعد عن الشارع بأكمله، بقيت اُحدق في الشوارع الرمادية بتعب، شعرت بيده الدافئة تمسك يدي كنت احتاج دفء يده لكن علي ان اصمد اكثر، سحبت يدي منه لأضم ذراعي لصدري، علق ساخراً: ههه لهذه الدرجة!
قام بتشغيل أغاني لفيروز هو يعلم انها المفضلة لدي، ابتسمت بوهن حتى أوقف السيارة جانبا في احدى الطرق، قال بتركيز: أتعلمين كم مر على فراقنا؟
التفت اليه: اووه اتعلم كم مرة قمت بخيانتي؟
رفع نبرة صوته: حسناً اعلم بأنني قذر جداً، لا استحقكِ.
فتحت ذراعي لأعلق: اذن! هذه حقيقة لكن هل تنوي ان تستمر بها.
- أترغبين ان اكذب عليكِ واعدكِ بشيء لن افعله؟
تأففت بنفاذ صبر: الى متى سأبقى اعاني؟ اعاني منك ومن عائلتي؟
جر يدي ليضعها على انفه وكأنه يمنع بيدي تنفسه، ابعدها ليقل: هكذا انا في غيابكِ، لا يمكنني التنفس حتى، لا استطيع اخباركِ انني سأصبح شخص افضل، لأنني سيئ جداً.
بقيت انظر اليه وقد تجمعت دموعي بلهفة تنتظر اذني لأطلق سراحها لكنني ما زلت اقاوم، أكمل وعيناه بدأت تلمع، تُظهر شيئاً لم اعهده من قبل، شيء يشبه الدموع المقيدة.
- ان كان هناك شيئا يربطني بهذه الحياة، فهو انتِ، ان كانت قدمي ما تزال عالقة على هذه الأرض وفي هذا البلد فأنت هو السبب.
قبل راحة يدي بنعومة ليغمض عيناه، اخذ نفساً عميقاً ليسترسل: انتِ امي، صديقتي، عائلتي وحبيبتي، انتِ الوطن الذي أنتمي اليه.
تحررت دموعي بهدوء لأقترب منه واخذه بين احضاني التي ذبلت بدونه، تنفست عطره، احتركت بشرتي ببشرته ليتعانقا بشوق.
ابتعدت قليلاً لأنبهه: هذه هي المرة الأخيرة اتفهم؟
حرك رأسه بطاعة يرجوني بنظراته فعدت كأن شيئاً لم يكن، وتأكدت مرة أخرى نظرية اننا من المستحيل ان نفترق او يجف نهر حبنا.



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس