عرض مشاركة واحدة
قديم 13-12-19, 05:07 AM   #17

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الفصل الخامس عشر

عبدالله

٤ فبراير ٢٠١٦


على سطح منزلي الذي يعلو طابقاً واحداً فقط، جلسنا على الأرض علي مفرش تتناثر الوسائد عليه، كنت قد وضعت الفحم في المنقلة واشعلته حتى اصبح جمراً، وضعت ابريق الشاي أعلاه، نسيم الهواء الذي كان يهب ولا سيما في هذا الوقت في بغداد يكون مثلج، كتفي كان يلتصق بكتفها يغطي كلانا غطاء صوفي، انفاسنا كانت ساخنة برغم برودة الجو، رؤية الجمر بلونه القرمزي والأسود كان رائعاً، رفعت رأسها هي للسماء لتبتسم قائلة: هل هناك شيء اجمل مما نحن فيه.
علقت ساخراً: بالطبع يوجد، ثم عاشقين الان يتناولان العشاء امام برج ايفل.
اقتربت مني لتداعب انفي بأنفها: سطح منزلك أجمل من برج ايفل.
امسك يدي وبدأت تداعب اصابعي لتسألني بجدية: هل هناك امل؟ ان..
صمتت لبرهة لتغمض عيناها وتفتحها مرة أخرى قائلة بنبرة ترتجف: ان تترك ما انت عليه؟
ابتسمت وانا اشبك اصابعي بأصابعها: كيف اتغير ولم؟
وضعت رأسها على كتفي قالت وهي تنظر امامها: اترك المشروب كخطوة أولى.
علقت ساخراِ وانا اضحك: واعود الى الله اصلي واعود لصف الخرفان ههه ..
رفعت رأسها قليلا لتنظر الي فأكملت: و انجب أطفال ليجدوا انفسهم في وطن يأكل ابناءه، اجعلهم يفخرون بماض لم يروه، يسمعون عنه فقط حتى يصبح لهم كأنه خرافة..
اخفضت صوتي قليلا لأردف: ثم اموت واتركهم يعانون من بعدي.
مسحت وجهها بكفيها بهدوء التفت الي لتبتسم قائلة: لا، لا تفعل، سنبقى هكذا.
تجمعت الدموع في عيناها بينما اصبح انفها احمر تلقائياً لتستطرد: سأبقى اعاني انا بمفردي في ذاك الجحيم، وسأبقى اكذب وتبقى لقاءتنا سرية.
ابتعدت لتنهض قالت وهي تشير بيدها: سأصبح عجوز وانا هكذا، ورحمي لن يضم طفلاً على الاطلاق.
تأففت وانا انهض من مكاني لأقف امامها قائلا: هل ترين الى اين قدتنا من خلال هذا الحديث؟ اكان افضل.
ابتسمت هي ببرود تحاول كبت غيضها لتعود وتجلس مكانها، تتربع في الجلسة وتفتح ذراعيها.
- لا تزعج نفسك انا اهلوس.
انحنيت لألتقط علبة السجائر من على الأرض، اخذت واحدة بين شفتي لأشعل طرفها وابدأ بالتدخين، نفث الدخان وشكلي غيمة منه اعلى رأسي لأنظر اليها وهي صامتة تحدق في الجمر امامها، حاولت ان اطمئنها قائلاً: ربما ان هاجرنا يمكننا ان نكون عائلة في مكان اخر.
ركزت عيناها علي لتعلق: الموت موجود في كل مكان، قد تموت هناك بسبب حادث وقد تموت وانا نائم على وسادتك.
ابتسمت وانا اشفط كم من الدخان لأضحك قائلا: حسناً سأتصنع انني اقتنعت بفلسفتكِ هذه اتفقنا، لكن ماذا عن الحياة هل توجد هنا حياة من الأساس؟
نهض من مكانها لتقف وتشر بيداها على المحيط: هنا الحياة، في مكان تنتمي اليه، مكان يشبهك.
اقتربت منها وانا اقهقه: جوى تعيشين هنا؟ بين هؤلاء الناس وهذا المجتمع، انتِ اكثر شخص في هذا العالم تعلمين كم كان المجتمع ظالم معنا، يحكم علينا دون ان يعرفنا، يقذفنا ويلعننا.
انحنيت اليها لأقرب وجهي من وجهها: اباكِ نفسه لم يكن ليفرض سيطرته عليكِ بهذه الطريقة ان كنا في مكان اخر.
حاولت ان تقنعني بقولها: في كل مكان هناك الجيد والسيء، لأنك تعيش هنا فأنت على اطلاع بالسيء اكثر تنسى ما هو موجود.
مددت يدي لأقرص وجنتها: محاولة جيدة للإقناع لكنها لم تنجح معي، شعاراتكِ تشبه تلك التي يقولها الذين يهاجرون للخارج بعدها يبكون بسبب اشتياقهم للوطن أي هراء هذا؟
ردت علي بنفس الأسلوب: حبيبي هذا ليس هراءً، هناك معاناة يعيشها كل من يترك وطنه؟
ثنيت ذراعي لصدري لأسأل بإستهزاء: أي نوع من المعاناة؟ هل يعانون مثلنا؟ هل لديهم انقطاع في الكهرباء، انفجارات؟ انعدام النظام والرعاية في جميع المجالات.
قالت بنبرة بدى عليها الجزع: الحياة ليست مثالية، لديهم الامهم، امراض ربما، حتى ربما يصابون بأمراض نفسية، اووه مهلا بالمناسبة.
وضعت يدها على خصرها كأنها تستعد لتسديد هدف الانتصار علي: اغلب الدول التي تتحدث عنها لديهم نسب انتحار مرتفعة جدا، لديهم مستوى عالِ من الكآبة.
- ههههه ونحن في العراق لا نصاب بإكتئاب بل نحن شعب سعيد!
- لا بل نحن شعب مؤمن، شعب قوي مر علينا الكثير والاسوأ نتمسك بخيط اسمه امل.
أي حب هذا الذي تكنه لهذا الوطن الذي لم يمنحها أي شيء في المقابل، لم يسقها سوى الألم ورغم هذا تتمسك به، اخبرتها ان الوطن هو المكان الذي نجد فيه راحتنا ليس بالضرورة تلك الأرض التي ننتمي اليها، لكنها على قناعة ان الوطن كالام وان لم تمنحنا شيء فأن حبها يبقى موجود خالد في القلب، لا يمكن لأحدهم استبدال امه ولا يمكنه ان يتخذ اماً جديدة وان احسنت تلك معاملته، الام هي الأصل، والأرض هي الام منها ينبت الصالحين والفاسدين، وكلا الاثنين جذورهما مزروعة داخلها مع مرور الوقت تتشعب اكثر. من يملك ارضاً لا يملك لأي هبة ريح اقتلاعه وهزه.
في النهاية هي لا تعلم انني وحتى بعد استماعي لهذا المبدأ وان كانت الام تربة، فهناك تربة فاسدة تقتل كل ما يزرع بها.


















روح


الحاضر

كنا في الطريق اجلس في المقعد الخلفي في السيارة، امامي يجلس محمد والى جانبه صديقه، كنت احدث في الأشجار المنتصبة على جانبي الطريق بشكل ملفت ومرتب، لونها الأخضر يبعث شيئاً غريباً في النفس، السماء الزرقاء كانت تعانق الشارع الطويل، ترسمان لوحة رائعة، لوحات زرقاء عليها كتابة لا يمكنني فهمها تقف على جانب الطرق، لا اعلم منذ متى أصبحت عيناي تتمتعان بهذا الحس الفني للنظر للاشياء ولم اجد نفسي منجذبة للمحيط هذا؟ لم الألوان باتت واضحة اكثر وكأنها تحرك شيئاً بداخلي.
التفت محمد الي وهو يبتسم ابتسامة عذبة ليشيل لي تجاه النافذة، أخرج رأسه من النافذة فأخرجت رأسي من نافذتي أيضا لأراه قائلا: الا يمكنكِ الشعور بهذا الهواء؟
سمعه صديقه ليسأله بالتركية فأدخل رأسه للداخل ليجبه وهو يضحك بينما انا ابقيت رأسي في الخارج، اشعر بإندفاع الهواء تجاه وجهي! نعم انا اشعر بالهواء؟ اتسعت عيناي وانا أرى شعري يتحرك واستشعر برودة نسبية في هذا النسيم، أدخلت فوراً رأسي للداخل لأقل له: لقد شعرت بالهواء، لقد حرك شعري!
التفت لينظر الي بصدمة ويطلب من صديقه بسرعة إيقاف السيارة، توقفنا جانباً فترجل بسرعة وترجلت انا ليبقى هو يحدق بي مذهول، سألني ومازالت عيناه ترمقانني بالكثير من الأسئلة: كيف حدث هذا؟
رفعت كتفي بحيرة: لا اعلم.
سار قليلي وهو يقل لي: تعالي هنا لنجرب شيئاً.
سرت خلفه للجانب كانت ارض يستلقي العشب الأخضر عليها على مد البصر، توقفت في المنتصف امامه ليرفع يداه بحيث اصبح كأنه يرغب بالتحليق، قال لي: قلديني.
فعلت كما طلب مني ومددت ذراعي في الهواء، شعر بالرياح وكأنها تحرك جسدي قليلاً، تخترق فستاني من الأسفل، تلامس فخذاي، فتحت عيني بدهشة ناظرة اليه فاتسعت ابتسامته ليسألني وهو يحاول تأكيد شكه: شعرتي به؟
اجبته والدهشة مرسومة على وجهي: اجل.
صفق بيديه ليقل بمرح: رائع.
سألته وانا انزل يداي لوضعهما: ما الرائع؟
اجابني: هذا يفي انكِ ميتة، الأموات لا يشعرون.
- ماذا عن الأرواح؟
حك ذقنه وهو يفكر لوهلة ثم رفع رأسه وهو يجيب: سنكتشف هذا ان وصلنا للمشفى وتأكدنا.
انحنى للعشب ليقل لي: ما رأيك ان تجربي لمسه؟
انحنيت وانا امد يدي بحذر، شعرت بملمسه، حاولت فركه بأصابعي لأتآكد مما اشعر به، اغمضت عيني لأتذكر ملمس عشب حديقة جدي، فتحتها لأرفع رأسي له قائلة: أتذكر هذا الملمس.
اتسعت ابتسامته ليشير الي بحماس اكثر: هيا انهضي، سنفعل شيئاً اخر.
لم يقدني فضولي خلفه بل انقدت فوراً لإكتشاف ما يود فعله. سرنا حتى وصلنا لأول شجرة قابلناها، استند عليها بظهره ليشير بإبهامه وهي خلفه: جربي لمسها.
قربت راحة يدي لجذعها العريض، شعرت بنبضها، اغمضت عيني وكأنني اشعر بها تخاطبني، لامست شقوقها، خشونتها، امتدت يدي تسلك طريقاً على معالمها، فتحت عيني وانا انظر بهدوء للشجرة الواقفة بقوة ترى يدي تقبل جذعها.
مددت يدي تجاهها لأكمل رحلتي في اكتشافها، مد هو يده يلامسها وعلى شفتيه ابتسامة لم أرى مثلها من قبل.
انزلت يدي فراقبته وهو يقطف غصنا صغيرا منها ناولني إياه قائلا: احتفظي به، ولامسيه كلما شعرتِ انكِ لستِ موجودة.
اخذته منه الغصن وراحت اصابعي تلامسه بشكل طولي وكأنه مزمار بين يداي. فكرت قليلا وانا انظر للغصن هذا، رفعت رأسي له لأخبره قائلة: ادفن هذا الغصن معي ان لم يكن لي وجود.
بقي ينظر الي وقد تلاشت ابتسامته، تنهد ليقل محاولا تغيير الموضوع: وقد تزرعينه في حديقتكِ.
بقينا لثواني ننظر لبعضنا، حتى قال مشيراً للسيارة: لنعد، اعتقد ان صديقي قد تأكد من انني مجنون.
سرنا عائدين للسيارة ليقل لي قبل ركوبه خشية ان ينتبه صديقه انه يتحدث مع نفسه: اكملي لي حكايتكِ ونحن في الطريق سأصغي فقط واسجل الملاحظات اتفقنا؟
اومأت رأسي بإيجاب لنركب السيارة ونكمل الرحلة وانا اعود لإكمال سرد قصتي له.



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس