عرض مشاركة واحدة
قديم 13-12-19, 05:09 AM   #18

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الفصل السادس عشر


جوى



١٦ مايو ٢٠١٦

التقينا نحن الأربعة في مول المنصور، ككل فترة نذهب للغداء انا وعبدالله، ياسمين وعلي، كان روتيناً نفعله كل شهر ربما، بعدها ندخل للسينما لنشاهد احد الأفلام، جلسنا في مطعمنا المعتاد لنتغدى، نحن الرباعي نشكل مجموعة رائعة، مليئين بالصخب والجنون، تارة نتفق انا وياسمين على رجلينا، وتارة يتفق كل ثنائي ضد بعض، ترتفع ضحكاتنا، ونصرخ احياناً ان كنا نتناقش في موضوع مهم، انتهينا من تناول الغداء، طلبت كعادتي طبقي المفضل وهو الدجاج بالكاري، لا امل من اكله مهما اكلت منه، في كل مرة اتي لهذا المطعم اعقد النية بأنني سأطلب شيئاً مختلفاً هذه المرة، لكن سرعان ما اعود لطعامي المعتاد، انتهينا من وجباتنا، ليقترح علي ان نطلب الحلويات فوراً، كانت معدتنا ممتلئة لكنه اصر اصراراً غريبا، اتى ما طلبناه ولكن ما لم يكن كالمعتاد هو ما كتب على صحن ياسمين بالشوكولا ( تتزوجيني )، بقيت تحدث بصدمة لصحنها تنقل نظراتها المصدومة بين الصحن وبين علي، اتسعت ابتسامته فأقتربنا لنرى ما كتب عليه، صرخت انا بفرح: اوووه، ما هذه الرومانسية.
قهقه علي وهو ينظر لها بحب: هييي يا ( بنية )، هل توافقين على الزواج بي.
افاقت والدموع تجري من عيناها بنعومة، دموع رقيقة، وضعت يدها على ثغرها وهي تؤكد: بالطبع انا موافقة.
نهض من على كرسيه ليقترب منها، انحنى ليقبل رأسها، بينما انطلق عبد الله يضحك ويضرب ظهره قائلا: ستدخل السجن برجليك.
التفت علي اليه ليحتضنه والفرح يتراقص داخل عينيه: هذا امر حتمي.
بادرت انا بتقبيلها واحتضانها لأبارك لها، طلبا من عبد الله ان يصورهما معا لا سينما ان الكاميرا كانت في حوزته ذاك اليوم، لم تكن مصادفة بل طلب منه علي احضارها بحجة أخرى لكنه قد تبين لما طلبها منه الان.
بدأ بتصوريهما بينما انا استأذنت ذاهبة للحمام، سرت وانا ابلع غصتي، كأن الطريق المؤدي للحمام كان أطول مما يجب، دخلته كان مزدحماً تتجمع النساء امام المرايا، قمت بحبس نفسي داخل احد غرف المرحاض، أغلقت غطائه وجلست عليه لانفجر باكية، ما بينهما رائع، ما بينهما سيثمر، كأنني عقيم اشتهي طفلا لن الده مطلقاً، هكذا بدى احساسي، بكيت لأنني لن أعيش لحظة كهذه، لن ارزق بفرحة كتلك التي دخلت قلبها، سأبقى معلقة، لن ترسو سفينتنا يوماً، لن نصل للميناء الذي من المفترض ان يحاول كل عاشقين الوصول اليه، لن يزين يدي خاتم حفر عليه اسمه، ولن ارتدي فستان ابيض مطلقا، بكيت بصمت، أحاول إخفاء شهقاتي، حاولت تنظيم انفاسي وانا امسح بيدي وجهي رأيت يدي قد تلطخت بالمكياج الذي كنت اضعه، كل شيء قد اُفسد الان، شعرت لوهلة انني حقيرة، وكأنني احسدها، كأنني انانية بدلاً من ان احتفل الان وان اشاركها هذه اللحظات التاريخية ابي في الحمام بمفردي، كم انتِ سيئة يا جوى، كم انتِ انانية، عار عليكِ ذلك.
نهضت من لأخرج واغسل وجهي بالماء وانا اشعر نظرات تلك الفتيات اللاتي يقفن بجانبي امام المغسلة، ذاك الفضول الي رُسم على وجههن، رفعت رأسي لأنظر للمرآة، كنت بشعة للغاية، وقد تلون وجهي بلوني الأسود والزهري، تباً لي كان علي مسحه بمناديل إزالة المكياج، رأيت يد تمد لي كيس لهذه المناديل، رفعت رأسي لأجد الفتاة التي كانت تقف بجانبي تمده وتبتسم بحزن لي، اخذته منها وانا ابتسم، لأمسح وجهي وانظفه جيداً، اختفى منه أي اثر للتبرج، لكن بقي انفي احمر وعيناي اللتان انتفختا يحاولان ان يشيا بما فعلت.
خرجت من الحمام لأعود لهم، عقدت ياسمين حاجبيها بقلق وهي تنظر الي من بعيد، بينما انا سارع برسم ابتسامة مزيفة كعادتي لأقترب منهم قائلة: اسفة على تأخري.
جلست وانا اكمل بتذمر واكمل كذبتي: هذه ( الماسكرا ) سيئة للغاية، التهبت عيني بسببها، اضطررت لإزالة المكياج بالكامل.
ابتسمت لأتركهم يواصلون حديثهم، بينما شعرت بعبد الله وهو يراقبني، وكأنه يعلم انني كاذبة ماهرة، حاولت تجنب النظر اليه لأنني اقسم ان فعلت فسأنفجر باكية مرة أخرى. خرجنا معاً واتجهنا لكراج السيارات حيث قام عبد الله بركن سيارته هناك، سرت امامه بخطوات سريعة أحاول قدر الإمكان الإفلات من أي سؤال قد يطرحه، ركبت بجانبه وانا صامتة، قام بتشغيل السيارة ليقودها وهو يفعل المثل، شعرت بيده تلامس يدي، ادخل أصابعه بين اصابعي بينما كلانا يتجنب النظر للآخر، هو يراقب طريقه، وانا اتيه بين الزحام، مد يده ليمسح بظهرها على وجنتي، ابتسمت بحزن، اعلم ان ليس بيده شيء، وانا لست قادرة على إقناعه بشيء، بأن الحياة تستحق، بأن يعيش هنا، بأن يخلق اسرة، انا عاجزة مثله.
بكل ما اوتيت من قوة رافقت ياسمين خلال فترة تحضيرها للخطوبة، كنت اساعدها في اختيار فستان مناسب، تزيين الحفل، الصالون الذي ستذهب اليه، ساعدتها ورافقتها في كل شيء، سأكون كاذبة ان قلت انني لم أتمنى ان أعيش تلك التفاصيل، بل راحت الأفكار والاحلام تأخذني لمنطقة محرم علي الخوض بها، تخيلت كيف سيبدو هو في حفل خطبتنا، ما لون وشكل الفستان الذي سأختاره، ما الاغنية التي سنرقص عليها رقصتنا الاولى، كيف ستهاجر الأكاذيب وتترك حياتي ولساني، بنيت أوهام على الرمال.
أقيمت حفل الخطبة في منزل جدتها لأنه كبير جدا ويتسع للكثير. ذهبت برفقة اختي نجمة وجدتي فقط، كنت أشارك ياسمين لحظاتها الأخيرة قبل ظهورها امام علي، كانت رائعة، تتوهج من الفرح، العشق كان يجمل وجهها، والحسرة اقامت عزاءً على وجهي، لكنني تجاهلتها وتجاهلت ذاك النواح بداخلي، لأساعد رفيقة عمري، خرجت برفقتها ورفقة أمها، فهي لم يكن لديها اخوة او اخوات، لذلك وجودي كان مهم لي ولها، ركلت أي طاقة سلبية حاولت الوقوف في طريق فرحتي بخطبة صديقتي، وبدأت بالاحتفال كأنني لم احتفل من قبل. بدأت ازغرد مع أمها واصفق بحفاوة، اقترب هو منها ليقبل رأسها ويديها، هربت انظاري منهما لتجري وتلتقي بين أحضان نظراته، كان يقف مع أصدقاء علي، يرتدي بدلة سوداء بدت رائعة عليه، كنت اصفق واتمايل قليلا مع وقع انغام الأغاني وعيناي تراقصاه هو، حاولت ام ياسمين ان تجر يدي وتدعوني للرقص لكنني فورا رأيت علامات الرفض على وجهه فأعتذرت منها بخجل، بدئا بالرقص على اغنية ( ع بالي حبيبي )، تبا لا اريد سماع هذه الاغنية اللعينة الان، كل كلمة بها كانت تنسج حسرة بداخلي، على الرغم من حبي لإليسا ولصوتها الرائع، تملصت من بين الحضور لأختفي بينهم وادخل لغرفة ياسمين، أغلقت الباب خلفي لأسير تجاه زجاجة المياه البلاستيكية الصغيرة التي كانت تستقر على الطاولة البيضاء وسط علب المكياج المنتشرة هنا وهناك، شربت منه دفعة واحدة أحاول ان اهدئ نفسي، فتحت الباب فالتفت لأراه قد تبعني! صدمت لأقل وانا اضع يدي على فمي: ما الذي تفعله هنا.
اغلق الباب بقدمه ثم التفت اليها ليقفلها بالمفتاح، عاد ليواجهني وكل خطوة تقل المسافة بيننا اشعر بالتوتر اكثر، كأنه على وشك اكتشاف امري، ابتسم قائلا: من الجيد ان صغيرتي لم ترقص.
ابتسمت لاُعلق: اعلم ان رقصت سأواجه متاعب كثيرة.
توقف امامي مباشرتاً مد يده تجاه وجهي بسبابته لامس استدارة فكي ليترفع به للأعلى ليرسم شفتاي، انفي واسفل عيني، قال وهو مستغرق برسم ملامحي: حلاوتكِ تقتلني.
ابتسمت بهدوء واطرافي ترتعش وقلبي يضطرب بسببه وقع كلماته، اقترب مني اكثر فبدأت اتوتر اكثر، حتى قهقه بهدوء عندما لامس انفه انفي ليقل: لم انتِ مضطربة لهذه الدرجة.
حاولت تدارك نفسي لأتأتئ: أأ.. لا ..
اقترب اكثر حتى اصبح انفه على وجنتي، فتحت شفتاي واغمضت عيناي أحاول ان اغرق معه في قبلة لكنه سار بأنفه وانفاسه تمشط وجنتي لوصوله لأذني ،، تباً اعتقدت انه سيقبلني، اشتهيت تقبيل شفتيه، عتابه من خلال قبلة، كانت انفاسه الساخنة تستقر عند صيوان اذني لتقف خلايا جسدي، واكتم انفاسي قليلاٍ، أنفاسه قادرة على بعثرتي فكيف بشفتيه ولسانه!
همس باذني: لنرقص.
عقدت حاجبي باستنكار ابتعد قليلا، اخرج من جيب سترته هاتفه ليعبث به وانا مصدومة، صدر من هاتفه ذات الاغنية، وضع الهاتف جانباً على الطاولة ليمد لي يده، بينما انا انظر له بدهشة، لم يتركني اجلس برفقة دهشتي ولو لثواني بل اقترب ليفرض نفسه واضعاً يديه على خصري، رفعت يداي لتحيطان بعنقه، التصقت بطني ببطنه، جسدي كان يتمايل بنعومة مع جسده، عينانا كانتا تراقص بعضهما، نسيت كل شيء، نسيت اين انا، ونسيت الناس، والمجرة بأكملها، لأبقي معه.




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس