عرض مشاركة واحدة
قديم 16-12-19, 10:12 PM   #28

نور*الشمس

? العضوٌ??? » 422868
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 64
?  نُقآطِيْ » نور*الشمس is on a distinguished road
افتراضي للذكري همس قاتل

الفصل الثالث ..

قيل من قبل ' أن الصمت لغة العظماء.
بينما انا أراه حديث الأرواح ومناجاة المتألم ..
فى الصمت حديث لو أدركه المتكلم لسقط سريع لمعناه ..
لا نصمت فقط لأننا نشعر بالوحدة أو الألم بل نصمت احيانا لأننا لا نجد من يتفهم حديثنا أو يقدر شكوانا لذلك كان الصمت عالم آخر يتداخل معنا فنعيش فيه حديث بطريقة ترضينا وتخدم معتقداتنا...
………
أحاول العودة لحياتي والتعامل مع كل شيء كأن لم يكن ، مجرد لحظة شهدت فيها مالا يحق لي مشاهدته ، حتى وأن كان عقلي يخبرني بعكس ذلك وبأن ما رأيته لم يكن سوى البداية ، وبأن القدر هو من ساقني تلك الليلة لأتأخر واتوه فى أروقة الشركة ، مر شهر كامل منذ تلك الليلة وثلاث اسابيع منذ عودتي إلى منزلي ، الجميع يعلم بأني اعاني فى صمت كما لاحظ الجميع ذلك التغيير بي ، ولكن لا أحد اطلاقا يعلم حقيقة ما حدث تلك الليلة سواي بالطبع ، عدت الى عملي بتلك الشركة مجددا ولكن ليس لأني تلك رغبتي ، بل خوف من شكوك قد تطالني أو حتى مشاكل قد تطال عائلتي فما عانته العائلة بأكملها بعدما حدث لفؤاد لا يزال حيا بالذاكرة حتى الآن فلأيام بقينا فى حالة خوف وهلع وانا اخاف تكرار الأمر معي الآن خاصة كوني فتاة وما حدث لفتاة امامي يمنعني من البوح بما حدث حتى مع ذاتي....
ذاهبة إلى مدير الشركة لسبب اجهله وهذا أكثر ما يثير حيرتي واستغرابي فى نفس الوقت ، اقتربت من مديرة أعماله وما يطلق عليها لفظ ' السكرتيرة ، فأشارت الى الباب بألية تليق بها على الرغم من عدم تعاملنا مع بعضنا البعض مطلقا فأنا لا أراها سوى بوقت الاستراحة ويكون لقاءا عابرا أثناء مرورنا لا نتبادل فيه كلمة سوى اماءة خفيفة بالكاد ترى ، لم افكر طويلا وأن أجد نفسي فى لحظات فى مكتب عريض يكاد يكون بحجم شقتهم وبتصميم عصري أنيق بدرجات متعددة من اللون الرمادي متداخلة مع اللون الأبيض فى مزيج ساحر وكيف لا وهى تعمل فى كبري الشركات المتخصصة فى التشطيبات والديكورات ، لحظات فقط ما استغرقتها وهى تنظر حولها بانبهار قبل أن تسمع صوت ساخر يقول بتلكؤ " لم أكن أدرك بأن تصميم مكتبي يخطف الأنفاس لتلك الدرجة ، إذن يستحق بجداره ما أنفقته عليه "
رفرفت بعينيها أكثر من مرة تحاول محو نظرة الانبهار من ملامحها حتى لا تبدو بلهاء أمام مديرها أكثر من ذلك وبنظرة خاطفة لمحت عيناه تنظران إليها بشغف غريب جعلها تبعد عينيها بسرعة قبل أن تعاود النظر إليه مجددا بعدما رسمت ذلك القناع الجامد والذى لا يظهر شيء من ملامحها ، ما أن التقت عيناها بعينيه حتى سرت قشعريرة فى جميع أجزاء جسدها وعيناها تقع على ذلك الجسد المتحفز أمامها والذى يشبه نجوم السينما بل وأكثر غموض ووسامه بلون عينيه الذى يشبه لون مكتبه ، تلك الدرجة الغامقة مع لمعة واضحة تجعل الناظر يتوه فيهما ، ولكن مهلا لقد رأت مدير شركتها فى أول أسبوع عمل لها بالطبع هى لم تتحدث معه ولكنها علمت من زميلة لها تعمل معه منذ سنوات بأنه هو ، إذن كيف يكون ذاك هو مديرها ولم تدرك بأن سؤال عقلها تجاوز لسانها بصوت مسموع ، حتى رأته يقف أمامها رافعا حاجبيه باستنكار قائلا بخفوت " ماذا ' هل تقولين بأنك لا تعلمين من هو مديرك بالعمل ؟. "
نظرت إليه بذهول سرعان ما تحول إلى ادارك وهى تقول " انا فقط كنت مريضة وتغيبت عن العمل منذ شهر كامل وعدت منذ يومين فقط ، لذلك لا أعلم ، كما واني لم التحق بالعمل هنا سوى منذ شهرين ، أحدهما لم أحضره "
نظر إليها بغموض لم تفهمه وهو يشير إلى الكرسي ورائها قبل أن يجلس مقابلا لها وليس بكرسيه ، مما جعلها تنظر إليه بملامح ممتعضة سرعان ما أخفتها قبل أن يراها ، فتحدث قائلا بتساؤل " هل تعنين بأنك لم تعملي هنا سوى شهر واحد والشهر الثاني أخذتيه اجازة هكذا بكل بساطة وبشركة كهذه ؟.."
نظرت إليه بغباء للحظات قبل أن تفهم ما يرمى إليه فارتبكت لجزء من الثانية قبل أن تجيب بثابت " الأمر لم يكن بيدي ، كما وأنى وقعت على عقد العمل أو بمعني اصح فترة التدريب الخاصة لكي انال الخبرة المطلوبة قبل أن اوقع رسميا أن نال عملي الاستحسان من مدير القسم الذى اعمل تحت عهدته ، ولكن وقبل ظهور النتيجة الأولية ، حدث معي حادث ، اضطرني للبقاء بالمشفى لأسبوع كامل بسبب دخولي بغيبوبة غير معلومة الأسباب ، واخي من قدم طلب الإجازة بناءا على حالتي وقتها ، وباقي الشهر كنت بفترة نقاهة واسترداد نشاطي قبل العودة إلى العمل وهذا كل شيء " ....
نظر إليها بهدوء يخفي خلفه عواصف عاتية لم يسبق له وأن مر بها فى حياته قائلا بحزم " حسنا طالما الأمر كذلك وبما أن لديك اسبابك الخاصة وبما تتفق مع قوانين الشركة ، وانا سأعتبر ما حدث مجرد فترة مرت قبل استلامي الشركة هنا فأنا بالفعل لم أمتلك تلك الشركة قانونيا سوى من شهر تحديدا وأن سبقها بعض المفاوضات وكنت أظنك أيضا من المهندسات الأساسيات هنا فعملك مكتمل التفاصيل وكأنه يعود لخبرة أعوام وليس فتاة خريجة على ما يبدو ، وانا لا تهمني الخبرة والعمر بقدر ما تهمني الموهبة والتفاني ولذلك وما أن رأيت تصميمك المقدم إلي من ضمن افضل خمس تصاميم قدموا لهذا المشروع وأن أردت رؤيتك خصيصا لأنسب إليك العمل وحتى تكونين المسئولة امامي عن كل شيء بالتصميم فانا لا أقبل بالأخطاء وامنح الفرصة مرة واحدة لمن أراه يستحقها لذلك ' صمت قليلا ليرى ردة فعلها وحينما لم يجد أي اختلاف فى ملامح وجهها اكمل بخفوت متلاعب " لذلك عليك اغتنام الفرصة وبعدها سيصبح توقيعك على الملف الأصلي وليس ملف التدريب "
وأشار إليها بالملف الخاص بالتصميم وهو ينظر إلى الباب المغلق.....
أمسكت التصميم وبسيطرة تحسد عليها تقدمت من باب الخروج وقبل أن تفتحه سمعته يقول بمكر " أمممممم بالمناسبة لم تسألي عن اسمي ، لذا سأقوله أنا بصوتي حتى لا تكون هناك فرصة لنسيانه راسل سالم العمري أرجو حفظه جيدا "
بدون أن تنظر للوراء إجابته بغيظ " بالطبع لن انسي صوت مديري ' أستأذن '"
ما أن خرجت من عنده حتى شرد بتفكيره لذلك اليوم حينما أتي لكي يرى البند الذى اضافه شريكه لكي يستلم الشركة وتصبح ملكه ، فقد رأي خيالها من بعيد وسيطر عليه لدرجة أن تزوره فى أحلامه وهو ما لم يحدث معه على الإطلاق أن يتأثر بفتاة رآها من بعيد ولم يسمع صوتها ، ولكن تلك الهالة من الملائكية التى تحيط بها تجعل الأنظار تعتنقها من بعيد وتغوص فيها ، انشغل وقتها بأكثر من أمر جعلها تبتعد عن عقله قليلا ولكنه ومنذ أصبحت الشركة له وهو يبحث عنها بناظريه يمني نفسه لرؤيتها بدون فائدة حتى رآها اليوم مصادفة من نافذة مكتبة خارجة من المبني فى اتجاه الحديقة المقابلة للشركة فلم يتمالك نفسه وهو يخرج هاتفه ملتقطا صورة لها وما ساعده هو هاتفه الحديث ، دقائق وكان يطلب عامل القهوة ويريه الصورة ويعرف اسمها ملاك وهى بالفعل تشبه الملاك وكما وصفها بالضبط حينما رآها لأول مرة بقيت لنصف ساعة بالحديقة فقط تنظر أمامها بدون صوت أو حركة حتى ظنها نامت قبل أن تجفل وتبحث بحقيبتها عن شيء تبين انه هاتفها ، لحظات وكانت تنظر إلى المبني بنظرة غريبة لم يفهمها ربما لبعد المسافة ......
طرق خافت على باب مكتبه تلاه دخول مساعدته طالبه منه أن يتجهز لغداء عمل خارجي كما أخبرها صباحا قبل أن تعاود الخروج ويرتدي هو قناعه الثلجي المعتاد .......
كان جالسا على طاولة جانبية منتظرا حضور ذلك الأحمق ، ومعرفة سبب تأخيره وهو يدرك تماما أن هذا أكثر ما يثير ضيقه وحنقه ، عدم الالتزام يشعره بأنه على حافة الهاوية ، وذلك يتأخر ساعة كاملة بدون أن يبدي ملاحظة ويجعله يجلس مع هؤلاء بدون فائدة لهو الغباء بعينه وسيريه ما أن يراه ، بقي لدقائق وعندما شعر بتململ مرافقيه طلب منهم الذهاب معه فى رحلة قصيرة بسفينته الخاصة ....
وطلب من القبطان الإبحار بعدما أوصي رجاله بالبحث عن المفقود بنظره ، فهذا التأخير ليس من شيمه .....
……………..
كان يشعر بصداع قاتل يكاد يفتك به قبل أن يضرب ناقوس الخطر عقله متذكرا ما حدث معه فى الشاحنة ، يا ألهي كيف وصل إلى هنا ، بل كيف وصلوا إليه وهو من أخذ كامل حذره حتى وصل إلى المكان المطلوب ، فهل ذاك كان مقصودا وما سهل إليه الأمر سوى ليقع مع الشحنة ؟!!
الشحنة يا ألهي انها عمل أشهر ، كانت تلك فرصتي الوحيدة بعدما خسرت جلب المعلومات التى كلفت بجمعها ، إذن حياتي الآن أصبحت على المحك '
قاطع تفكيره الدخول المدوي لراكان وهو يمسك بيده سوط طويل يضربه فى الهواء مصدرا صوتا مخيف جعل امعاءه تتقلص من الالم " اممم مروان حقي الفتى اللامع والذى كان يحلم بالالتحاق بكلية الشرطة ولم يسعفه الحظ لذلك بسبب ما فعله ابني عمه وحرم من القبول ، لذلك جعل همه العمل ضدنا باستخدام عقله كما يبدو ،'
صمت لدقيقه لكي يرى ردة فعله ويسترعي انتباهه وحينما بفعل اكمل بحزم " ولكنه نسي فى خضم ذلك بأن المبدأ مبدأ ولو خسر حياته وليس حلمه ، على الرغم من أن المستقبل كان ما يزال بيدك وخسارة جزء من حلمك لا يعني خسارة طموحك وكان بقدرتك استغلال ذلك بأكثر من طريقة وبالطبع بعدد لا متناهي من الجامعات والأقسام ، ولكنك وقفت مكانك تبكي على اطلال حلم لم تكن واثق من قدرتك على تحقيقه والسبب ليس أبناء عمك ، بل تلك القدرات الخاصة والتى وجب توفرها فى كل من تقدموا لكلية الشرطة " ...
حينها ثار الشاب الثلاثيني قائلا بغضب جم " انت تقول هذا الكلام ببساطة لأنك لم تختبر ما عايشته وذلك القهر الذى تلبسني بسبب أبناء عم كما تقول ولكني لا أعرفهم ولم اتعامل معهم قط حتى أنهم كانوا يعيشون بمنطقة أخرى ومنذ الصغر ، فلما أخذ بذنهم ، لما على أن أجد حلمي يتهدم قبل أن المسه ولسبب ليس بي ، هل تدرك شعوري وانا ولثلاث سنوات اتدرب واتعامل كحامي الحما كما يقال أساعد الجميع بدون مقابل واسهر جزء من الليل فى كل مرة موعد مختلف فقط لكي أكون مستعد لأي اختبار قد اتعرض له بتدريبات الشرطة ثم أرفض هكذا وامنع من القبول والسبب أبناء عمي ، هل هذا سبب يستحق أن يشمت بي القريب قبل البعيد بسبب هذا وانا على قولهم وثقت بنفسي وتلبسني الغرور حتى تناسيت القوة العظمي وبأن ما يستحق شيء فقط يناله ، وأن ما حدث معي ورفضهم لي كان لعدم استحقاقي ، حتى أنهكوني وجعلوني أهرب ليس منهم فقط بل من عائلتي وقبلهم نفسي '' ثم قال بشر دفين جعل راكان ينظر إليه باندهاش فلقد علم مقدار تحسسه من الأمر وحزنه لما حدث ولم يكن يظن بأن الأمر وصل إلى هذا الحد ....
فتحدثت بهدوء قدر الإمكان قائلا " وهل تظن بفعلتك تلك قد ربحت شيئا ، فها انت اصبحت مجرما بجداره متهم بجريمتي قتل وشحنة أطفال تعدوا الثلاثين طفلا غير معلوم الغرض منهم أن كان لاستخدامهم فى أعمال غير مشروعة أو ابتزاز عائلاتهم أو الأكثر إدانة تجارة أعضاء " ……….
نظر إليه مروان بغل أسود سيطر عليه قائلا بصوت يقطر حقدا " حتى وان كان هذا ما حدث فقط يكفيني فى هذه اللحظة أن أرى تلك النظرة تعلوا وجهك ، نظرة يأس ، أن تعلم بأن هناك المئات مثلي يفعلون ذلك بدون أدنى إحساس بالخوف أو الحزن ، أن أمسك بيدي هاتين طفل صغير ما زال يتلمس طريق خطواته وأنا القي به إلى مصير مجهول هل سيعيش ام فقط سينتظر والدته بالجنة ' صحيح الاطفال يدخلون الجنة " كان يقولها بتساؤل ناظرا إلى عمق عيني راكان ....
نظر إليه راكان بشفقة جعلت المسجى ارضا يثور " وهل تظن بأن ما تفعله يؤثر مقدار شعره بالشرطة أو البلد إذن فأنت واهم كبير ' الشرطة منشغلة لدرجة انها ما أن تنتهي من قضية حتى تضعها برف ملئ بالقضايا المشابهة والتى اخفاها التراب وغبار الزمن ، ومن أخذت طفلها أنجبت غيره واحتسبته عند الله ، ومن قتلت زوجها تزوجت ، ومن قتلت ابنها عوضها الله بأخيه أو ذريته ' هل ظننت بأن العالم سيتوقف عند جريمتك ليتحسر على ذكائك الذى تستخدمه ضدنا وأن رأيت انا العكس ' فالذكاء أن لم يستخدم فى الخير فلا داعيا له ، وانت نهايتك أصبحت وشيكة ولكني أحب رؤية الفأر ينسلخ قبل ذبحه لذلك مرحبا بك فى جحيم افعالك ، وأيضا لم اندم على حديثي معك فأنا أؤمن بأن البعض يستحق فرصة كريمة أن اغتنمها عاش بها ولها ، وأن لفظها فالجحيم يرحب به دائما فى ضيافته " ……………
………….
نظرة واحدة منه إلى رجاله جعلتهم يقفون ارتعادا منه ، وهم يقرؤون على أرواحهم الفاتحة قبل أن يسمعوا صوته الغاضب مزلزلا موقع اجتماعهم والذى وعلى ما يبدو أصبح بلا فائدة الآن " هل أنا أوظف مجموعة من الخراف لدي ؟ ، لا خبرة لديهم على الإطلاق بقوانين عملنا ، ام تناسيتم بأني لا اسامح على أي خطأ خاصة فى عملنا هذا "
كان دورهم لينظروا إليه فتحدث أحدهم قائلا " نحن نعرف خطئنا سيدي ، ولكن ما حدث لم يكن ذنبنا فمهمتنا تقضي بانتظار مروان فى المكان المتفق عليه ، ونحن انتظرنا طويلا بدون جدوى "
نظرة صاعقة من راسل جعلته يبتلع باقي كلماته قائلا بفحيح مرعب " جملة اعتدت قولها لكم ومنذ بدأتم العمل تحت أمرتي ' لا أحد على الإطلاق يملك الحق بأخذ قرارات نيابة عني مهما كان حتى مروان حقي نفسه ' وانا سبق واخبرتكم بأني انتظر الشحنة منكم جميعا ولم اقل مروان وفقط ، لذلك جميعكم مسئولون امامي ،
وعهدة الشحنة لا تعود لعمل فردي ابدا فمن الغباء أن يظن أحدكم بأن من يجلبها لهنا هو الرابح الأكبر والعائد يكون له وفقط ، فلعبتنا لعبة جماعية اذا اختل لعب أحدهم تأثر الباقي وحادوا عن الهدف ، لذا مروان حقي أصبح خارج اللعبة بل ورصاصة قتله طبعت باسمه "
ونقل نظراته بين الجميع متوقفا عند شخص بعينه بتلك الندبة التى تميزه قائلا بصوت صارم " صفوت لقد صدر الأمر وتلك مهمتك الجديدة واحرس على إتمامها بشكل جيد ملتوي كما اعتدت وأيضا '
أعاد نظره إلى رجاله قائلا بصوت متشفى " وهؤلاء الخمسة رجالنا لذا اجعل الشرح مبسط لهم فليس راسل العمري من ينسي خطأ كاد أن ينهيه ، وامممم أراك بعد اتمامك المهمة بيومين لا أكثر "
.............
كان بشر ينظر إلى راكان ببسمة خفية لم يستطع أن يخفيها قائلا بصوت ضاحك " كفي يا صديق لقد اصبتني بدوار من كثرة ذهابك وايابك كف عن ذلك فيكفيني ما يحدث لي بالمنزل "
نظر إليه راكان بحنق قائلا " كيف وصل لذلك فقط كيف ؟ ...
الأمر مستعصي وانا لا اريد ان اخسره ، فالرجل عبقري وسيفيدنا كثرا أن انضم إلينا ولو بشكل غير مباشر ، وبتلك الأفكار التى تلازم عقله تجعله غير طبيعي مطلقا ، وبما أننا نحن من امسكنا به وبأوامر عليا اخشي أن يحدث معه كما حدث مع حكيم وانت تعلم جيدا بأن هذا سهل للغاية بداخل السجون ولا يحتاج سوى لمعركة حامية الوطيس وحركة خاطئة تنهى النزاع كما يحدث يوميا " ...
نظر إليه بشر قائلا بصوت هادئ حازم " راكان ما تفعله لن يجدي فأنت تعلم جيدا قدرة من هم مثلهم وأن كان القانون ضدهم فهم يستطيعون أن يجعلوه معهم ببعض التحايل أو القوة ، ومروان هذا أصبح بالنسبة إليهم كارت محروق الآن لا فائدة من وجودة ، ثم مروان نفسه لن يتحدث فهو كاره لنا ، لذلك لن يهمه أن سجن أو أعدم ، فجل ما يهمه أذيتنا وأذية من حوله لأنهم حكموا عليه فى وقت ما وطبع ذلك بذاكرته "
كان راكان يستمع إليه وعلى الرغم من تيقنه من كل ذلك الا انه يرى بأن هناك جانب مضيئ مازال موجودا بقلبه ولعل ذلك الجانب يسوقه إلى الفعل الصحيح الآن....
نظر إليه بشر بغضب جامح قائلا بشر " راكان رجاءا لا تقل لي بأنك تنتظر منه اعترافا بأنه مجرد بيدق بتلك اللعبة ، يا إلهي ستصيبني بالعته يا رجل أفق من أوهامك تلك لقد فعل هذا بنفسه وبكامل قواه العقلية ، فلا مزيد من التخبط كما أننا أصبحنا على مقربة من الهدف وايقاع أكبر رأسين هنا ، فلا تشغل عقلك بشخص كهذا فأنت اعطيته أكثر من فرصة ولم يحاول اغتنامها ، وقبل أن تنظر لي تلك النظرة نعم انا أعلم بأنك تركته فى المواجهة القديمة بمحض أرادتك ولم يكن هروب تكتيكي فدعك منه الآن لقد تعدي الخطوط الحمراء بفعلته تلك المرة " ...
نظر إليه راكان بيأس فهو يريد القضاء على الجريمة وليس المجرمين ولكن كما يبدو لا حل سوى إكمال ما بدأوه.......
.........
كانت مستلقية بغرفتها تنظر إلى السقف بتشتت ودمعة شاردة على وجنتها لم تشعر بها ، فمتى تكون الحياة عادلة تعطي بدون أن تأخذ حتى مع ثقتها بأن هذا قانون الكون بلا منح لا يوجد عطاء ، فها هى بصحة جيدة امام الجميع تحاول ادعاء القوة ، لكنها منافقة فما أن تعود لغرفتها حتى يتصدع قناع القوة ويتساقط على الأرض تاركا إياها مجردة عارية بحقيقة ترفض الاعتراف بها ، بأنها ضعيفة بلا حيلة رأت فتاة تنتهك أمامها بكل قسوة وتجبر ، وشاء القدر أن تكون هى شاهدة على كل لحظة انتهاك مرت بها تلك الفتاة بدون أن تملك حتى حق الاستنجاد بأحد ، تتذكر بعض اللمحات التى مرت بها وهى تحاول الا تصدر أدنى حركة واضعة يدها على قلبها حتى تخفف من سرعة نبضاته وباليد الأخرى ممسكة بالهاتف لكي يسجل ما يحدث ، للحظة كادت أن تتراجع وتغلقه فيكفيها أن ترى هى ما يحدث بكل وحشية ، لكن دخول مفاجئ لشخص ما جعل خلايا جسدها بأكملها فى حالة تأهب واستنفار ، جعلتها تتراجع عن الفكرة قبل أن تجده ينزل إلى مستوى الفتاة قائلا بصوت قاس لم يخلو من الشماتة " هذا هو جزاء الرفض عندي يا جميلة ، فلم تخلق بعد من ترفضني ، ووعد منى بأن اسمي سيرافقك منذ اللحظة مدى الحياة والتى اثق بكونها قصيرة للغاية "
وتركها وذهب هكذا بدون أي شيء آخر يذكر حتى وجهه لم يظهر أو تراه قبل أن تجد الحقيرين اللذان انتهكا الفتاة يحملاها ويخرجا سويا وتبقي هى واقفة لا تصدق ما حدث أمامها وشاهدته بمنتهي الخسة ..... بقيت مكانها لدقائق أو ساعات لا تعلم ، حتى شعرت بتغيير مفاجئ فى حركة الهواء ورائحة الغرفة من حولها مع تلك الحالة اللذيذة من الخدر قبل أن تستيقظ صباحا بمنزلها......
صوت مفاجئ ايقظها من شرودها فنظرت إلى نافذة الغرفة حيث اتجاه الصوت قبل أن تنظر الى هاتفها بضياع ' فهل سيفعلها ' ولكنها بقيت منتظرة الرسالة المعتادة ، التى لم تصل كما أخبرها بالأمس " ملاكي لقد أصبحت بخير ولا داعى لوجودي حولك وانت عدتي لعملك وحياتك ، وكما أخبرتك من قبل هذه الشركة لا أريدك بها ، ابحثي عن غيرها لن أمانع أو حتى اذهبي للعمل مع ابن عمك ريان معاذ الدين فى مكتبه كما اخبرك والدك ، ولكن هذه الشركة لا استسيغها ولا أحب فكرة تواجدك بها ولذلك وما ان تعودين اليها حتى تعتادي على عدم وجودي " ......
ذكرتها تلك الرسالة بأخرى تبعتها تلك الليلة فى سابقة لم يفعلها معها " فقط كوني حذرة وبخير ، لا تدعى نقاء الزجاج يخدعك فجرحه صعب ، كما جمال البحر فما أن تقتربي منه حتى يسحبك للعمق وبعدها لا ندم ' تذكري فقط بأني موجود حولك بكل مكان متى احتجتني مساعدتي ستجدين يدي تمتد إليك بدون طلب ' كوني بخير ملاكي فى حفظ الله " ......
مرت لليلتان على نفس المنوال لا رسائل تصل ولا هى تستسلم حتي ينتشلها سلطان النوم وهناك تراه يظهر من بعيد قبل أن يرميها بنظرة غامضة لم تفهمها قبل أن تقتحم عينان رماديتان حلمها بضحكة مستفزة تصحوا على إثرها منتفضة بفزع تمسح تلك الحبات المتجمعة على جبهتها بسرعة وهى تقرأ آية الكرسي بصوت منخفض ولكنه مسموع حتى تهدأ نفسها قبل أن تخرج من الغرفة لتبقي بردهة الشقة قليلا ...
دقائق فقط بقتها تنظر إلى الألشي حتى شهقت فزعة من أثر ملامسة لكتفها كانت من والدها وهو ينظر إلى تجهمها وجلوسها هكذا بهذا الوقت بذهول سرعان ما اخافه ما أن شهقت فرفعها بيديه وهو يسحبها إلى صدره بحنان ودفئ جعلا ملاك تسترخي وهى تشتم رائحة والدها الحبيب قبل أن تسمع صوتها يقتحم غياهب عقلها بقوله " مهما كان ما حدث معك حبيبتي وتصرين على كتمانه كعادتك ، لا تجعليه يأخذ أكثر من وقته وحقه ، كموجة عالية قذفتنا بعيدا عن الشاطئ ولكنها ذهبت فى حال سبيلها ،
فالحياة أمواج منها الخفيف القصير ' ومنها الثقيل الطويل ، ولكل منهما وقتها المحدد ، علينا نحن فقط أن نأخذ الدرس والعظة منها حتى نتحكم فى أنفسنا ونتعلم كيفية الوقوف فى وجهها بدون أن نقع ، فتلك لن تكون الموجة الأولى كما لم تكن الأخيرة ' أليس كذلك " .....
نظرت إليه بحب غامر وهى تومأ برأسها قبل أن تتجه إلى غرفتها مجددا ....
........
مرت الأيام ببطيء ثقيل على نفس ملاك ، من جهة غياب الرسائل المجهولة عنها ومن جهة أخرى اشتعال قلبها بما تخفيه فيه ويصر على الظهور للعلن بدون إرادة منها ....
وأيضا تلك النظرات التى يرميها بها مديرها فى العمل والتى لم تعد تفهمها خاصة مع حديثه الغامض اليوم ، الذى أثار حيرتها وتشتتها أكثر من ذي قبل فمهما كانت نظراته إليها غريبة بالنسبة إليها الا انها تبقي بالأخير نظرات ، للكن الحديث وبتلك الثقة الغالية شيء آخر .....
" ملاك هل انت مرتبطة بشخص ما "
نظرت إليه ببلاهة للحظات قبل أن تقول " لم أفهم ماذا تقصد بمرتبطة " .
رد بسخرية لم تخفي عنها " وهل هناك معني آخر للارتباط بنظرك "
نظرت إليه بذهول قائلة " ولما تسئل هكذا سؤال غبي اصلا فالجواب معروف للكل "
فكان رده هو ضحكة صاخبة " انا أعلم جيدا بكونك غير مرتبطة ولكن قصدت بشخص ما تلك ، وضعي مائة خط أحمر تحت شخص ما هذه ' مشاعر حب له وليس بالضرورة أن يكون ارتباط معلن بمحبس وخاتم ' وهذا بالضبط ما قصدته " واكمل بعد لحظات صمت ، كان فضولها وصل عنان السماء ..
" فأنا لا اتهاون فيما يخصني ومنذ هذه اللحظة أصبحت ملكية خاصة لراسل العمري " ... قالها بشغف ومشاعر تملكية واضحة لم يحاول أن يخفيها كما كان يفعل قبلا .....
وبسببه بقيت طوال اليوم بالموقع مشتتة ' مضطربة ' لا تعلم كيف تتصرف خاصة وهى لا تزال تحلم بالشبح '
لقد مضي شهر كامل منذ آخر رسالة وصلتها منه ، حتى اللحظة لم تفهم ماهيته ، ..
هل هو انسان ؟ أم شبح كما أخبرتها عهد ابنة عمها معاذ الدين...
وأن كان انسان كيف لا تراه ولا تعلم من هو وكيف يعلم عنها وعن حياتها كل شيء ، وهى لا تعرفه ...
وأن كان شبح بالفعل فلما اختفي فجأة بل وحذرها من العمل بالشركة ، وقد كان هو من انقذها واخرجها منها بطريقة لم تجعل احدا يجمع بين مرضها وما حدث تلك الليلة بطريقة لم تعلمها ، كما وانه يتواجد فى لحظات ضعفها فقط وكأنها يحميها '
صوت مفاجئ لزميلتها ايقظها من ذهولها وهى تقول بهيام جعل ملاك تبتسم بسخرية من وردية بعض الفتيات " يا إلهي ملاك انظري إليه ، هل شاهدتي مثله من قبل بالتلفاز أو الحقيقة ' انه يمثل الكمال بعينه خلافا لما نراه يوميا ، لون العيون بل وجسده العضلي وعضلاته المتناسقة ونظرته الحارة خاصة عندما يغضب يييي أنه أشهي من حلوة العيد "
ما أن نطقت زميلتها هناء بآخر جملة حتى انفجرت ملاك بالضحك فالوصف يناسبه تماما ' حلوة العيد '
فما كان من هناء سوى النظر إلى ملاك بشر قائلة بنبرة مجروحة " ملاك ليس معني إنك تقضين الكثير من الوقت معه وتتعاملان أحيانا وكأنكما صديقين أن تسخري مني ، فتبقي تلك أحلام وثرثرة فتيات "
قطعت ملاك ضحكتها وهى تنظر إلى هناء بصدمة لمثار افكارها قائلة بصوت هامس " هناء رجاءا انت تعلمين جيدا بأن ما يجمعني بالسيد راسل هو العمل وفقط ، ولا داعي لحديثك هذا فانت تعلمين بأني اعتبرك صديقتي وليس مجرد زميلة ، وما اضحكني هو الوصف ذاته وليس أفكارك فأن تتخيلي رجل مثله بقوته وغموضه حلوي عيد لهو شيء صادم ، فقط لا غير حبيبتي ، انا اعتذر ان كنت أزعجتك " ..
نظرت إليها هناك بجدية قبل أن تتعالي ضحكاتها هى الأخرى قائلة من بينها " لم أتخيل بشاعة الوصف سوى بعد حديثك له ، ولو علم المدير بما وصفته لأوقعني صريعة بنظرة واحدة "
نظرت إليها ملاك بابتسامة رائقة نادرا ما رأيتها محدثة نفسها لا أعلم لولاك هناء ماذا كان حدث لي هنا فأنا لا أشعر باليوم الذى تكونين فيه معي فقط لأن روحك النقية البيضاء ماتزال تسكنك عسي الله أن يمنحك السكينة دوما وألا يحدث ما يغير نظرتك للحياة ' ...
.......
عادت ملاك إلى المنزل مجهدة لا ترغب سوى بسريرها لكي تنام عام كما تريد ،
ما أن اقتربت من شقتهم وفتحت الباب حتى استشعرت ذبذبات غريبة منتشرة بالجو زادت مع نظرة شهدان المتشفية لها ، ولكن مع اقترابها من ردهة المنزل حتى سمعت صوت ضحكته العالية نسبيا مما جعل مقلتيها تكادان تخرجان من محجريهما ، وما ذاد الأمر سوءا هو قول والدها " ملاك حبيبتي تعالي لتلقي السلام على ضيفك فلقد جاء خصيصا من أجلك "
نقلت نظراتها من والدها إليه فلم تستطع تكبيل مشاعرها المستنكرة بصدمة خاصة وهى ترى نظرته المتلاعبة 'الوغد يتسلى على حسابي '
" مرحبا ملاك لقد تأخرت اليوم فهل هناك مشكلة ما ؟ "..
هل يسئلها عن سبب تأخرها وهو السبب فى .....


نور*الشمس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس