الموضوع
:
ظل في قلبه *مميزة ومكتملة *
عرض مشاركة واحدة
17-12-19, 11:22 PM
#
664
نغم
كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
?
العضوٌ???
»
394926
?
التسِجيلٌ
»
Mar 2017
?
مشَارَ?اتْي
»
2,980
?
الًجنِس
»
?
دولتي
»
?
نُقآطِيْ
»
¬»
الفصل الثاني و العشرون
طرقات ملحة ملحنة كأنها دقات شرقية على طبل بلدي بدت نشازا أزعج نبض الهدوء داخل غرفته الخاصة .
رفع أكرم رأسه عن الرسوم البيانية المعقدة لإحدى المكنات المطلوب منه صيانتها في وظيفته داخل المصنع ، مدد ذراعيه يرخي عضلاته و بلهجة تقريرية تمتم يحدث نفسه :
شيرين .
وجه بصره ناحية الباب و علا صوته عدة درجات يناديها :
- ادخلي .
انقطع صوت طرقاتها لتحتل مكانه دقات كعبها العالي الذي لا تأخذ منه استقالة أبدا حتى داخل البيت .
عقد أكرم ما بين حاجبيه و هو يشعر بانكماش مؤلم في الأعصاب جهة صدغه الأيسر لكن ابتسامة بطعم صباح ربيعي على وجهها أذابت تعبه .
راقبها تجلس على طرف سريره ، تتنهد بصوت مسموع فاستدار على كرسيه الدوار يواجهها بكامل جسده .
- اتصلت بها ؟
- اتصلت .
- و تكلمتما مع بعض ؟
- أنا تكلمت .
" و متى تسكتين ؟ " سخر أكرم بداخله .
- و هي ؟
ضمت شفتيها و عانقت يدها الصغيرة خدها بينما تقول :
- البنت خجولة جدا يا أكرم !
جدا جدا جدا
حين فتحت المكالمة و قلت لها أنا شيرين أخت أكرم انكتمت كليا و ظلت لمدة دقائق غير قادرة على الكلام .
ابتسم أكرم و عقد ذراعيه خلف رقبته بينما يغمض عينيه نصف إغماضة كأنه يقسم ذهنه بين واقع و حلم .
- البنت كلما أتعامل معها أكثر أتعقد أكثر ، جعلتني أشعر كأني رجل يكلمها إلى درجة أني رفعت يدي أكثر من مرة أتحسس " شنبي " .
اتسعت ابتسامة أكرم أكثر و بذكورية فخورة قال رافعا زاوية شفتيه :
- معقول ؟
- و حياة ذقني .
تعالت ضحكته المسترخية تتردد بين جدران الغرفة و داخل قلب أخته فتتلألأ ابتسامة واسعة على ثغرها و في عمق عينيها .
استوى في جلسته و انحنى نحوها يقول بجدية تهزمها بقايا مرحه :
- ألف مرة أخبرتك يا شيرين أن الحلفان بغير الله شرك حتى لو كان مزاحا .
- أعوذ بالله ، تمتمت شيرين و يدها تعبث بسلسلتها الذهبية .
- واصلي الحلفان بذقنك و سترين التغييرات التي ستطرأ عليه .
و من الوارد جدا أن نناديك بعدها الأستاذ شريف بدل شيرين .
رفعت وجهها نحوه بنظرة مجروحة و تعبير طفولي دغدغ مشاعر الأبوة بداخله بينما تتمتم و هي تقلب شفتها السفلى :
- فأل الله و لا فألك .
مررت أصابعها على ذقنها الناعمة و هي تتذكر الخشونة الشائكة لذقن العمة نجاة ابنة عم أبيها .
سرحت بنظراتها تسترجع طعم قبلات شفتي سيف الرجولية لها على بشرة فكها فاكتسبت نظرة عينيها لمحة فزع و هي تفكر كيف تراه يكون مذاق خسارة هكذا متعة ؟
- فأل الله و لا فألك ، كررت و كل وجهها ينكمش رفضا .
وقفت تترك له سريره و بدأت تنفض بنطلونها القماشي بكفين متوترتين .
- أفهم أنك تبت ؟
- أكيد تبت ، رمقته باستنكار و أضافت ، و من اليوم فصاعدا سأقسم بحياة صلعتك .
تقوس حاجبا أكرم في صدمة و قبل أن تنبت أية حروف بين شفتيه كان كل ما تبقى منها هو رائحة عطرها و صدى كعبها العالي .
بقلق رفع يده يمرر أصابعه دون وعي يتحسس خصلات شعره الكثيفة الناعمة .
أفاق لنفسه فتحرك مع كرسيه الدوار يعود لمواجهة مكتبه ، ينظر إلى التصاميم الهندسية المتشابكة قبل أن يهز رأسه مقطبا جبينه ، نبراته الخشنة تلين بأثر ضحكة و هو يغمغم :
- ما كان هذا الكائن ؟
بسط كفيه على الأوراق العريضة أمامه كأنما يأخذ هدنة لعقله و يعطي الكلمة لمشاعره .
حنان شارد وجد معناه في ابتسامة عينيه ، في اللحن الذي ولد متمايلا بين انفراج شفتيه بينما يدق فكره على أبواب عالم لا يسكنه سوى طيفها .
بعيدا عن الطالبة التي يدرسها ، بعيدا عن الأنثى التي يهواها كيف تراها تكون ؟
كيف هي بين أفراد أسرتها ؟ كيف يتعامل معها أخوها ؟
هل لديها أخ أصلا ؟ و هل علاقته بها مميزة مثل علاقته هو بأخته ؟
فجأة أمام علو ألحان فضوله تداعت كل قراراته بالانتظار ، بحركة واحدة قام نحو الباب الذي تركته أخته مفتوحا ، دفعه بيده و أطل بين ضفتيه مناديا :
- شيرين ، تعالي حالا .
نغم
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى نغم
البحث عن كل مشاركات نغم