عرض مشاركة واحدة
قديم 17-12-19, 11:34 PM   #665

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

كنغمات سوبرانو عالية تتحدى الهمسات الخافتة التي تعزفها جوقة الشفاه ، رن هاتف إيثار فصارت على الفور مركز دائرة من العيون المستهجنة
ضغطت زر قبول المكالمة بإبهامها المرتجف حرجا ثم تمتمت بهمس :
- أنا موجودة في قاعة المراجعة بجانب مكتبة الكلية

استمعت بارتباك لثرثرة الأخرى العالية التي تجاوزت مجالها السمعي و فرضت هيمنتها على مجالات بعض من حولها ليصبح وجهها من جديد قِبْلَةً لسهام استنكارهم .
- سأنتظرك خارج القاعة ، قاطعت محدثتها بسرعة و هي تقوم مغادرة مجلسها و تتجه نحو الباب .
- أنا هنا و أراك الآن .

سمعت إيثار صوت الأخرى ينبعث من هاتفها فالتفتت يمينا ثم يسارا لتتلون الحيرة داخل عينيها بصدمة و هي ترى الفتاة المألوفة الوجه جدا تتقدم نحوها تسبقها ابتسامتها النضرة .
- أنا شيرين و أنت إيثار طبعا ، قالت بمرح تلقائي .
نتصافح أم نقبل ؟

مدت وجهها في نفس الوقت الذي بسطت فيه إيثار يدها فأضافت بعفوية محببة :
- لا بأس بالاثنين .

بعد قبلتين سريعتين كانتا تدخلان القاعة ، خطواتهما القصيرة تنسجم في إيقاع متناغم بينما نظرات إيثار لم تسيقظ بعد من دهشتها .
أشارت إليها إلى الطاولة التي كانت تجلس إليها و بدأت تعود لكرسيها ببطء بينما تتأملها .
جسدها رشيق يميل للضآلة مثلها هي ، في الواقع تقل طولا عنها بسنتيمترات كعبها العالي .
بشرتها بيضاء نوعا ما ، أفتح ببضع درجات من بشرة أخيها ، وجهها طفولي القسمات ، شفتاها رفيعتان بزاويتين مرتفعتين طبيعيا نحو الأعلى كأنهما توقعان التزام أبديا مع الابتسام .
عيناها يلعب داخل عسلهما مكر لذيذ .
لا تشبه شقيقها خارجيا في شيء .
- نبدأ الآن ؟ قالت شيرين بصوت تجاوز الدرجة المسموح بها فأومأت إيثار برأسها بسرعة و فتحت الكتاب تقربه منها .

تناولت شيرين قلما من أمام إيثار و رفعته بين أصابعها تحك فروة رأسها بينما تغوص بنظراتها بين الرموز الكثيرة المصطفة حشودا تشاكس ذهنها الصدئ .
ضاقت عيناها و هي تحك فروة رأسها أقوى كأنها تستدعي شرارة ذكاءها الخامد .
هل هي درست حقا كل هذا ال... عبث المنطقي ؟
هل عذبت عقلها المسكين الصغير بكل هذه الآثام العلمية ؟
- هذه هي هندسة التحكم ؟ تساءلت أخيرا و هي تسحب باستسلام جميع جنود تركيزها .
- هي نفسها .
- متأكدة ، تساءلت ثانية و راية الشك ترتفع عينيها الجميلتين .

نظرت إليها إيثار بدهشة ثم هزت رأسها و هي تطلق ضحكة يائسة .

*
*
بعد دقائق ، كانت تجلسان في كافيتيريا الكلية ، على طرف طاولتهما تنزوي الكتب بعيدا عن متناولهما مغلقة على معادلتها ، منتظرة في قنوت اهتماما لن يأت .
- إذن لديك أخ و أخت ؟ قالت شيرين بينما ترتشف كوب المانجا الخاص بها ، يا لحسن حظك .
أنا لدي أكرم فقط .

" فقط ؟" استنكر قلب إيثار ، هل يجوز ربط الكلمة به ؟
المفروض أن تقول لدي أكرم بحاله ، أكرم كله .
- ماما دكتورة في معمل تحاليل و بابا مهندس طرقات و أنت ؟
- ماما ممرضة رئسية في قسم التخدير داخل مستشفى خاصة و بابا محام .

رفعت إيثار كوب الليمون تبل حلقها المتعطش إلى نطق اسمه ثم تمتمت بتردد :
- أنت طالبة دكتوراه عند أكرم ؟

رمشت شيرين قليلا بعينيها ثم هزت رأسها تنكر بشدة :
- كلا طبعا ، أنا و دكتوراه ؟ ماذا يمكننا أن نفعل مع بعض ؟
الماما و البابا عليهما أن يحمدا الله أني دخلت كلية هندسة و صمدت فيها حتى نلت الشهادة .

زمت شفيها و مالت نحوها شيء من الاعتذار يطوق نظرتها إليها :
- أنا آسفة اضطررت أن أكذب عليك أنت و البنات و أمثل أني طالبة دكتوراه لأن أكرم طلب مني أن أتعرف عليك عن قرب .
- امم ، ارتشفت إيثار جرعة أخرى من كوبها ، هذه المرة لتغطي مرارة مفاجئة .
و كيف كان كشف حسابي ؟
- اسمعيني إيثار ، قالت شيرين برقة و هي تلامس يدها ، أكرم معجب بك للغاية و أرجو أن لا تغضبي منه لأنه طلب مني التأكد .. منك قبل أن يفكر في أخذ خطوة جدية نحوك .
أكرم كانت له تجربة سابقة في غاية السوء و بالكاد تجاوزها .

تأملت الفضول الصارخ داخل مقلتي إيثار و أضافت بلطف :
- كنت أتمنى إخبارك بكل التفاصيل لكني أعرف أن أكرم يريد أن يخبرك بنفسه .

صمتت تضم شفتيها تقيد لسانا تعلم جيدا أنها فاقدة السيطرة عليه ، دارت عيناها داخل محجريهما بضع مرات ثم مالت تقترب بوجهها من إيثار ، صوتها يخفت إلى درجة الهمس كأن ما ستقوله تود إخفاءه حتى عن نفسها :
- اسمعيني سأخبرك الحكاية و ما فيها و لكن أكرم لن يعرف بأي شيء ؟ مفهوم ؟
- يعرف ماذا ؟
- أحب الناس التي تفهم ، تمتمت شيرين و هي تزيح ضحكتها و ترتدي قناع الكلام الجاد .
أكرم كان مرتبطا .
و قبل سفره لينهي رسالة الدكتوراه عقد قرانه عليها ثم عاد للوطن و عمل سنتين ثم حددا موعدا للزواج و قبله بأسبوعين أخبرنا أنهما اتفقا على الانفصال .
- و السبب ؟
- حينها لم يطلعنا على أية أسباب لكن منذ شهر تقريبا أخبرني أنه وصلته رسالة من مجهول على بريده الإلكتروني يخبره فيها عن زواجها عرفيا بأحد زملائها .
- و هي على ذمة أكرم ؟ !
- كلا طبعا لم تصل بها الحقارة إلى تلك الدرجة .
على ما يبدو هي قطعت علاقتها به خلال فترة خطوبتها لأكرم .
- يعني كانت تخونه
- بالضبط .

بصوت مرتعش كأحاسيسها همست إيثار :
- و كيف استطاع الثقة بي و هو لا يعرفني .
- ربما لأنه للمرة الثانية قرر أن يتبع قلبه .

*
*
بعد ساعات ،
و إيثار تجلس على سريرها ، تنظر إلى كومة الأوراق على جانبها الأيسر فينتابها النعاس ، تنقل بصرها إلى الهاتف بجانبها فيتخلى وعد النوم عن عينيها .
منذ أكثر من نصف ساعة تنتظر مكالمته التي أعلمتها شيرين بها .
رن أخيرا فتمايلت له نبضاتها ، و طاشت أنفاسها .
فتحت شفتيها عن آخرهما تختزن نفسا طويلا تعرف جيدا أنها ستحتاجه ثم فتحت المكالمة .
- إيثار ؟ وصلها صوته يسير على حبال هواها ، يتسلق جسر غرامها .

الليل و الشوق الأسير و أثير الهاتف جعلاه صوتا آخر .
فريد الصدى .
متضخم ، عملاق المدى .
يقع ثقيلا على قلبها فتتهاوى دقاته .
- إيثار

كرر ثانية فكان إذنا لأنفاسها التي أخذها بأن تعود .
إيثار دون آنسة .
كم هي شهية بين نبراته و كم نبراته شهية بها .
- أخبرتني شيرين أن من الأفضل أن أراجع لك أنا بنفسي ، ما رأيك ؟
- كما تريد دكتور .

ترددت العبارات على لسانها ثم قالت بخفوت :
- و لكن كيف ؟
- لا تقلقي ، لن تكون هناك مقابلات بيننا ، فقط اختاري التطبيق المفضل لديك و سنتعامل من خلاله

تنهد ارتياح وصله بأمانة عبر الأثير وُلِدت له ابتسامة بنفس المعنى بين شفتيه .



التعديل الأخير تم بواسطة نغم ; 18-12-19 الساعة 12:21 AM
نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس