عرض مشاركة واحدة
قديم 17-12-19, 11:41 PM   #666

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

موجة غضب تليها موجة استنكار تتدافع واحدة وراء الأخرى تضرب بقوة صخور توازنها فتتشبث أصابع السيدة جلنار بحافة الطاولة التي تجلس إليها برفقة نرمين ابنتها الكبرى في النادي القريب من مجمعهم السكني .
تراقب بعينين ترفضان التصديق أصغر بنتيها الجالسة بجانب جارهم الطبيب في طاولة بطرف المكان ، قريبة جدا منه حد الفضيحة ، تكاد تخيط جلدها بجلده لولا بقية حياء .
- كلا لا يمكن أن أسكت أكثر .
- ما بك ماما الآن ؟ تمتمت نرمين و عيناها لا تحيدان عن جسد طفليها كأنما ملتصقتان بهما بغراء خفي .
- أختك ، لم أعد أعرفها .
انظري إليها كيف تركت تربيتي لها جانبا و تكاد تجلس في حضن الرجل .
- خطيبها يا ماما و قريبا جدا سيصبح زوجها .

بحاجب مرتفع و نظرة حادة التفتت أمها نحوها .
- أفهم أنك أيضا راضية عن هذه التجاوزات بين أختك و .. خطيبها ؟
- ماما لكل مقام مقال .
هما ليسا مراهقين أو صغيرين في السن كي نعاملهما على هذا الأساس .
بريهان ابنتك و تعرفينها طوال عمرها و الدكتور رجل ناضج و يريدها زوجته و المسألة مسألة وقت فقط .
ثم ما الذي تفعله بيري ماما ؟
هي فقط تسمح له بأن يمسك يدها و هو نفسه يعلم حدوده و لم يكن ليتجاوز هذا الحد .

" أما بالنسبة للقرب ، فكرت في مكر صامت ، فكلها أسابيع و تقترب منه قربا لا تريدين تخيله "
هزت السيدة جلنار رأسها مرتين برفض و بعدم اقتناع تمتمت :
- كأنها جديدة علي ، كأنها ليست ابنتي .

استدارت نرمين قليلا تلتمس وجه شقيقتها الصغرى .
تأملت جفنيها المسدلين ، ابتسامتها الخجولة ثم عاطفة عارمة تمكنت من قلب الأخت فيها فلمعت عيناها بينما تقول بحرارة :
- و ما الذي تفتقدينه في بريهان القديمة ماما ؟
حزنها ، عقلها الأكبر كثيرا من عمرها ، خواءها و انطفاءها ؟
دعيها تعيش ماما ، دعيها تعيش قليلا .

ما المشين في اثنين يطفئان شوقهما لبعضهما قليلا دون فجاجة في انتظار لحظة الحلال التي لن تتأخر ؟
تأملتهما معا ، متآلفان مؤتلفان يؤلفان مشهدا يتمنى الأبد أن يخلده بين صفحاته .
من جهتها فتحت السيدة جلنار فمها لتنفس عن غيظها ثانية لكن عادت و ابتلعته و نرمين تقف فجأة تشير بيدها بحركة عسكرية نحو ابنها الذي استغل سهوها لثوان كي يبدأ تسلق النافورة التي تتوسط المكان .
تركت جلنار ابنتها الكبرى تتبادل مبارزة لفظية مع ابنها ذي السبع سنوات و ذي السبعين لسانا و استدارت بجسدها ثانية ترسل وفودا من المشاعر المعارضة تجلت في نظراتها المتجهمة نحو ابنتها الصغرى ، مدللة عمرها و من كانت آية في التعقل و الرصانة .


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس