عرض مشاركة واحدة
قديم 17-12-19, 11:47 PM   #667

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

على المقعد الحجري الذي يجمعها بنديم ، تململت بريهان في جلستها لا تعرف إن كانت تريد مزيدا من القرب أو بعضا من البعد فالأول يحرق و الثاني يؤلم .
رفعت عينيها الخجلتين إلى وجهه القريب جدا فالتقت الغابات المشتعلة داخل حدقتيه .
خفضتهما فورا فاستقر نظرها على صدره يعلو و يهبط بأنفاس تلهث عطشا إليها .
لم تعد تقدر على كل المشاعر التي تتزاحم غوغاءًا على أبواب قلبها ، بصوت خافت جدا قالت تناشده :
- نتمشى قليلا نديم ؟

وصلها تنفسه العميق قبل أن ترتجف شفتاها تعاطفا و هي تراه يستند على الطاولة أمامه و يقف .
- تفضلي .

رأته يمسد رقبته و هو يلتفت حوله فأضافت بدفء :
- لا تقلق أبدا على أوس ، أنا أوصيت عليه سنية و ستضعه بعينيها .
- أعلم ، تمتم بإيجاز و هو يبدأ بالسير متمهلا .

تمشيا لحظات و الصمت يخطو بينهما ، من حين لآخر ترفع بريهان نظراتها نحوه فتلاحظ الشرود الذي يخفق بين جفونه .
تباطأت خطواتها فجأة و قبل أن تشعر بنفسها همست :
- أنت غارق في حزنك جدا نديم .

رغم ضياع ذهنه بين أفكاره التقطت أذناه كلماتها الخافتة و دون أن يلتفت أو يتوقف قال بهدوء :
- و أنت ترين أن الموضوع لا يستحق ؟
- يستحق إلى ما لا نهاية لكنه لا يفيد .
- امم .

اضطرب قلبها ندما و هي ترى ظلا قاتما يستوطن قسماته .
- و أنت بريهان ؟ ألست غارقة في حزنك ؟
- لو الحزن بحر فأنا أطفو فوق سطحه ، أراه في كل مكان حولي لكني أتذكر أن الله حق و لا أسمح لنفسي بالغرق .
عندما نريد أن نحزن الحياة ستعطينا أكثر من فرصة لذلك يظل الاختيار بداخلنا نحن .
- امم ، تمتم ثانية بينما يواصل السير بلا هدف .
كيف استطعت تجاوز ما حصل ؟
- الصبر و الزمن يمسحان القلب ، قالت و شروده ينتقل إليها .


صمته المتواصل لم يكن هذه المرة علامة رضا أو موافقة .
كان صمت رفض و إنكار .
أطرقت بريهان برأسها تترك خطواتها تسير بها معه .
هي أكثر من يفهمه .
هي أكثر من يعرف أنه ما زال في مرحلة الاحتياج و عاجز تماما عن العطاء .
بعد الحزن ، الفقد أو أي ابتلاء يعود الإنسان رضيعا ضعيفا فقيرا مفلسا من جميع قواه .
كأنما حملته الحياة داخل رحمها ثم ولدته إلى القسوة و العراء .
و تماما مثل الرضيع تتربى داخله تلك الجذوة الأنانية من الحاجة إلى الأخذ ثم الأخذ دون رغبة أو قدرة على المنح .
لأنه يكون خائر المشاعر جدا كما هو حال زوجها المستقبلي الآن رغم تماسكه الظاهر، يحتاج أن تكبر عاطفته بالاقتيات على دفء الآخرين حوله و أهمهم هي .
التفتت تتفحص جانب وجهه الصامت عن أي انفعال و أضافت بتردد :
- أتعرف كيف استطعت أن أصبر ؟ حين قررت أن أبتعد عن العزلة .
ألم تشعر أنت بالتحسن و لو قليلا حين تعاملت مع الأطفال ؟

وقف فجأة يواجهها بطول جسده ، يداه داخل جيوب بنطلونه ، عيناه تطلان عليها بنظرة بعيدة ، ثبت نظره داخل مقلتيها طويلا ثم قال ببساطة :
- شعرت بالتحسن حين عرفتك أنت .


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس