عرض مشاركة واحدة
قديم 22-12-19, 08:11 PM   #149

آلاء منير

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آلاء منير

? العضوٌ??? » 458020
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 827
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » آلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
الكلمات تبني جسوراً في مناطق لم تستكشف بعد !..
افتراضي

الفصل الرابع
..................

" حيرة تغزو قلبي .. مرساي أنت أم .. غرقي ! "

ارتفع صوت صفير السفينة القوي .. معلنا عن تحرك السفينة
عن مغادرته مرفأ .. وبحثه عن آخر
عن إستعداد السفينة لشق الماء المالح من جديد في رحلة أطول هذه المرة بمخاطرها ومتعتها
معلنا عن قلوب لا مبالية .. وأخرى قلقة وأخرى .. مذعورة !!

وقف آدم ينظر للأرض التي تبتعد من أمامه بعينين تضيقان بتركيز .. وتتحركان بسرعة
وكأنه يريد أن يلمحها .. فقط يلمحها ليشعر ببعض الراحة
لكن السفينة تبتعد وتبتعد .. دون منحه تلك الراحة المنشودة
لا يعلم هل بصمته وعدم التبليغ عنها للشرطة .. فعل شيئا جيدا ام خاطئا !!
لكنه ببساطة خشى عليها .. ماذا سيخبرهم
هربت الفتاة من السفينة .. حتى لا تسلم نفسها للشرطة .. إتهام الشرطة لها بمحاولة دخول البلاد بطريقة غير شرعية أول ما سيفعلونه خاصة وهي عربية !!

أغمض عينيه يجز على أسنانه ناعتا إياها في سره للمرة الألف ربما بالغبية .. الغبية الغبية
سحب نفسا طويلا وهو يطرق ناظرا للماء أمامه ..
لن ينكر .. إنه يتألم .. يشعر أنه اضاع الفتاة وتركها للمجهول حتى وإن كان بإختيارها .. كان يجب أن يكون أكثر صرامة
هناك قوانين معينة لتلك الحالات كان يجب أن يطبقها ببساطة
لا أن يستمر في قلقه عليها الغير مبرر .. ما شأنه بها .. لمَ دائما يحمل نفسه مسئولية كل شئ .. هل في قلبه مكان ليشعر بالذنب والتخاذل أكثر من ذلك !!

رفع نظراته للسماء .. يدعو فقط أن تصبح بخير وألا يصيبها مكروها .. أن ترجع لبلدها سالمة مهما كان نتيجة أفعالها الرعناء
يتمنى هذا حقا ..

سحب نفسا يهدئ من مشاعره المختلطة .. ثم استدار يدخل لغرفة القيادة يتابع عمله وقد نزل ستار الجمود العملي على ملامحه من جديد .. مؤجلا كل حساب ضميره لما بعد ..


......................

ليلا ..
صوت شخيره المزعج يتعالى كاسرا صمت الليل الهادئ من حوله مما جعل جون ينظر له بطرف عينيه كاتما ضحكة مجلجلة ..
ليس مراعاة له وإنما .. خطة شريرة !
نهض جون من مكانه يسير على أطراف أصابعه لا يصدر أي صوت حتى اقترب واقفا أمامه
انحنى يجلس القرفصاء أمام نومته الغيرة مريحة على الكرسي بينما سيمفونيات الشخير لم تتوقف تهدر في المكان واصلة للأسماك الصغيرة ربما فتفزعها !
وضع عود الثقاب الذي كان في يده بين إصبعي قدميه يثبته جيدا ثم وبمنتهى الخبث .. أشعل العود بعود آخر وانتظر .. !
ولم تكن سوى لحظات قصيرة جدا نهض فيها ممسكا كاميرته يصور ما حدث بعد إنتهاء تلك اللحظات

انتفض من نومه قاطعا سيمفونياته متأوها وهو يضرب بقدمه في الهواء دون معرفة سبب محدد لما يشعره بين إصبعيه
" آآآآآآه .. جوووووون سألقي بك هذه المرة في الماء "
قالها وهو يبعد الثقاب أخيرا بينما يمسك بقدمه يسب جون بوقاحة والأخير ضحكاته تتعالى بشقاوة !
اندفع يركض ورائه فخرج جون من الغرفة وهو لا يزال يصور مقهقها بانشراح مشتاق لبعض المقالب التي اعتادها بينما يصرخ من بين ضحكاته " بالله عليك تايلور .. ألا يصل صوت شخيرك لأذنيك "
أمسك به المدعو تايلور أخيرا يخنقه بذراعه قائلا من بين أسنانه بغيظ " تكفي أن تصل لأذنيك أنت .. عسى أن تخرقهما "

" ما الذي يحدث هنا "
إنتبها كلاهما لآدم الذي يسأل دون سؤال حقيقي .. فهو أعلم الناس بما بهما من جنون
رد جون وهو يخلص نفسه أخيرا " آدم .. أنظر لهذا المقطع المصور .. ستسقط من شدة الضحك "
قالها وهو يقوم بتشغيل المقطع فينظر آدم لها بملامح استرخت كدليل كافي على الضحك دون ظهور معالمه أكثر بينما تايلور يقول عابسا بتهديد " جون .. جد لك طباخا آخرا .. لن يكون لك نصيبا في طعام الغد "
نفش جون كتفيه بغرور مصطنع وهو يقول " وهل أنا أحد العمال عندك .. أنا الضابط الأول هنا .. سأسجنك إن حرمتني من طعامك اللذيذ "
" أرني ما عندك "
" ستندم على هذا إن فعلت يا تايلور "
" أوه حقا .. أرني هذا الندم إذن "

تأفف آدم بنفاذ صبر وصرخ بهما مقاطعا " كفى .. بل أنا من سأسجن كليكما الأن في صندوق وسط البضائع "
كتما الإثنان ضحكهما دون جدوى فهز آدم رأسه يأسا وهو يتمتم " هذا نهاية العمل مع أصدقائك "
أنهى كلامه وهو يستدير عائدا لغرفته فأوقفه جون مناديا يقول باهتمام " ماذا حدث لفتاة الشرق "
توقف آدم متشنجا للحظة وقد هاجمته ذكرى ( مجنونة الشرق ) ثم أكمل سيره يقول بجمود عاد إليه " ذهبت بلا رجعة " و دخل غرفته ممنيا نفسه ببضع ساعات من النوم المستعصي عليه

بعد إختفاء آدم نظر جون لتايلور بتعجب وهو يقول " ماذا به ؟ "
ظل الأخير صامتا فأكمل جون بجدية بتقرير أكثر منه سؤال " أثرت به ! "
ابتسم تايلور بإدراك وهو يرد " بالطبع ستفعل .. يكفي طريقة انقاذه لها ليتأثر "
أومأ جون بتفهم ثم أكمل بسؤال شارد " أكانت علاج له برأيك ؟ "
زفر تايلور قائلا وهو يتحرك عائدا للغرفة " العلاج أحيانا يحتاج لوقت أطول .. وهي لم تطول فترتها على السفينة .. للأسف ! "
ظل جون واقفا وقد حل وجوم على وجهه .. ينظر للمقطع المصور بشرود دون ضحك هذه المرة بينما يعود لذكرى قد مر عليها ست سنوات
لكن على ما يبدو أنها ستظل حية في قلب صديقه .. للأبد !


يتبع ..


آلاء منير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس