عرض مشاركة واحدة
قديم 26-12-19, 11:31 PM   #648

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الخامس و العشرون

الفصل الخامس و العشرون

(هل هذا سبب سفركِ للخارج؟!... كي تداري على حملكِ هنا هربتِ هناك حيث لا سؤال و لا عقاب!!)
سقط فمها للأسفل بصورة مأساوية و هي تسمع ما يقوله... هو يعتقد أنها اخطأت هنا و هربت إلى انجلترا !!!!

احتدت نظرة عينها بقوة و قد فك سراح غضبها المكبل منذ فترة ... ضربت فوق سطح المكتب بكل حدتها و استقامت أمامه بجسد متحفز و وجه يقطر لعنات... تكلمت بصوت حاد تقول بنبرة قاطعة:
(أخرس يا "أدهم" و لا تتفوه بالمزيد...)

وقف قبالتها بغضب لا ينتقص يشعر كأنه مغفل تم الضحك عليه من فتاة نوى الزواج منها... تقدم من المكتب يحمل الهاتف و يرفعه حيث وجهها المحتد ليقول بصوت هادر:
(و ما بقى لأتفوه به بعد هذه الصورة؟!... لا احتاج مزيدا من الكلام!!)

صرخت بصوتها العالي تقول بوعيد:
(أخرج من مكتبي و إلا أجعلك تندم و تخجل من
دخول هذه الشركة مجددا)

اعتدل في وقفته يقول بتأكيد لا رجعة فيه:
(لقد طلبتكِ للزواج و من حقي أن تشرحي ليّ معنى هذه الصورة ... لن اتحرك من هنا إلا بعد أن أعرف)

سحبت نفسا عميقا لتكبح من غضبها القليل ثم خرجت من خلف مكتبها لتواجهه بأعين مشتعلة تقول:
(طلبك مرفوض سيد "أدهم" أنا لست موافقة ... و هكذا سقط حقك في معرفة حقيقة هذه الصورة)

ضحك عاليا يقول بسخرية:
(و هل معتوه أنا لأصدقكِ بكل هذه البساطة؟!!)

كورت يدها جوارها بحدة تقول:
(صدق أو لا تصدق هذا لا يهمني... أخرج من هنا و أحمل ما تبقى لك من كرامة أمامي)

ضرب الهاتف بالأرضية حتى أصدر صوتا عاليا بقوة جعلها تجفل و تنظر حيثه... تقدم منها يقول بنبرة بدت لها تائهة رغم خشونتها و غضبها...
(لقد وقعت في حيرة من أمري بينكِ و بين فتاة أخرى و لكني فضلتكِ عنها و رغبت في منحكِ اسمي... ليس هينا أن أخرج من هنا قبل أن أعرف حقيقة حملكِ يا "رُبى"...)

التفتت تواجهه بأعين حانقة بعدما فهمت أي فتاة يقصد... قالت بحدة عالية :
(حيرتك و تخبطك لا دخل ليّ أو لها به... أنت من يقرر خطوتك دون تدخل خارجي من أحد أو موقف... أعرف أنني قمت دون قصد باستفزاز جزء كبير منك ببساطة لأنك تعيش في محيط مختلف عنا... محيط يكبل المرأة داخل إطار ضيق و يجبرها أن تعيش به... أما أنا كنت أول مرأة تراها عينك بصورة متحررة و ربما عنيدة ، أقف ندا لرجال و أقود رئاسة مكان كبير... لكن صدقني يا "أدهم" ما تشعره تجاهي لا يزيد عن اعجاب بشخص لامع ظهر لك فجأة ... لو أعطيت نفسك الفرصة كنت ستختار الاختيار الجيد لك و لمن أحببتها و فضلتني عليها... هناك من يحبك كما تفعل أنت و لكنك رغبت في دخول عالمي ظنا بأنه عالم وردي و مشرق تريد بداخله خوض تجربة مختلفة عن نمط حياتك الروتيني... لكن صدقني عالمي مدمر يحمل رائحة الخراب في كل شبر به لن ينالك منه سوى الهم و الحزن... ثمن هذه القوة التي نالت اعجابك بيّ كان غاليا و كلفني الكثير...)

صدره كان يعلو و يهبط بحدة و هو يستمع لها... لقد قرأته بسهولة و عرفت دواخله!!... هل حقا ما يشعره نحوها مجرد إعجاب؟!... هدأ صوته قليلا ليقول بخشونة:
(من هي؟!)

ارتفع حاجبها بدهشة لتقول بصدق تام:
(و هل تنتظر منيّ قول اسمها لك مثلا؟!... إن لم تسعَ أنت لها لا تستحق وجودها معك... أنظر جيدا حولك و ستعرف)

توترت حدقته ليقول بعدها بصوت مضطرب من الاعتراف بأن "رحمة" هي المقصودة:
(لست هنا لمعرفة من أحب أو من يحبني... أنا هنا لمعرفة حقيقة هذه الصورة يا "رُبى" ... أنا لست ولدا لتستغفليني بهذه الطريقة!!!)

استنفذ كل طاقتها في التحكم بالنفس و الآن لا يلومن سوى نفسه على صوتها الحاد و الهادر بغضب يحرق كل ما حوله!....

.......................................
تحرك في مكتبه حتى وصل للباب يفتحه بسرعة و دهشة من صوتها العالي في مكتبها... اتجه نحوه بوجه قلق و عقل يفكر في كل الأسباب التي من الممكن أن تدفع "رُبى" للصراخ هنا تحديدا!!... وجد العديد من الموظفين متجمهرين أمام مكتبها بنظرات متسعة و أخرى متعجبة ... تحرك بينهم يزيح منهم من يقف من طريقه بحدة ...كل تفكيره بها و ما يحدث معها بالداخل... و حينما وصل لبابها و كاد يدخل توقف على صوت "رحمة" المصدوم و هي تناديه:
( سيد "أحمد"!!!! ...)

التفت لها ليجدها متسعة العين تضع كفها فوق فمها بذهول بينما ترمق هاتفها بنظرات مصعوقة... عقد حاجبيه بعدم فهم ثم اقترب منها يتساءل عن سبب ندائها... رفعت الهاتف له بوجه متعكر تهمس بخفوت:
(انظر لهذه الصورة !!...)

أخذ الهاتف منها بتعجب و قد زاد و تحول لنظرة عين غاضبة متواري خلفها الصدمة... صورة "رُبى" و هي حامل في حديقة بيته !!... بعد أقل من ثوان معدودة صدح صوت رنين هواتف المتواجدين لتصل لهم نفس الصورة و التي جعلت الهمهمات تعلو و النظرات تتسع... دفع الهاتف في يد "رحمة" بغضب و اتجه ناحية مكتبها يفتح بابه بقوة ليعرف من معها جعلها تحتد و هل ما يحدث بالداخل سببه هذه الصورة أم لا؟!... وقف بالباب ليجد "أدهم" واقفا في مواجهتها بجسد متحفز و وجه مشتعل... بينما هي ساخطة عليه بكل ذرة بها متشبثة بالقوة رغم التماع الدموع في عينيها الذي يراه من مكانه... اقترب بحدة منه ينوي تعليمه الأدب على معاملته لها لكنه تسمر حينما سمعه يقول بلهجة حادة لا تليق سوى بفتاة سيئة السمعة!!
(أخر مرة سأسألكِ يا "رُبى" ما معنى صورتكِ هذه و من والد هذا الطفل؟!... أم أنه حقا عشتي حياتكِ كما حلا لكِ في الخارج دون رقيب؟!!)

صرختها المنفعلة انحسرت في جسد "أحمد" الذي ظهر من العدم ليقف أمامها يحجبها عن هيجان "أدهم" المدمر بغباء... اتسعت عيناها و تسارعت أنفاسها الغاضبة و هي ترى تحفز جسد "أحمد" أمام عينيها و هيئته المشتعلة اشتعال تخطى ما يمر به "أدهم"... وقف أمامه بأعين حمراء و وجه مرتسم عليه الهمجية بشدة... تخلى عن التعقل و الصبر و هو يسمع أحدهم يتهمها في شرفها... و شرفه!!
دون النطق بحرف واحد ترك العنان للكمته القوية أن تحتضن وجه "أدهم" على حين غفلة لتجعله يتراجع للخلف بصوت متألم و جسد كاد يسقط... صرخ به "أحمد" بصوت مخيف يقول بتهديد و رغبة في حرقه:
(حينما تتحدث معها لا تتعدى حدودك ... لا تجرؤ على وصفها و لو لمرة واحدة بما وصفتها به أيها الحقير...)

اعتدل "أدهم" ليزداد غضبه و تتوحش نظرته ... تقدم بخطوات بطيئة قد أظهرت نيته من "أحمد" ليقول بصوت محتقن:
(بغض النظر عن تدخلك بيننا و الذي لا معنى له... من أنت لتدافع عنها؟!... هل وكلتك محامي لها؟!... أم أنك كنت تنوي الوصول لها بطريقة ما بعدما عرفت ما عرفته أنا اليوم؟!..)

ضيق عينيه ليقول بتأكيد:
(يبدو أنك كنت أذكى منيّ و وصلت لهذه المعلومات قبلي و اخترت طريقك لرئيستنا الجديدة... أنا فقط المغفل الوحيد هنا ... أنا فقط من ظن أنه سيرتبط بذات الطهر والعفاف الآنسة أو السيدة "رُبى الحسي....")

قطع جملته لكمة ثانية عنيفة و بدائية من "أحمد" ... سقط على أثرها أرضا بحدة... وقف فوق رأسه يقول بصوت حاد مخيف و كأنه تحول فجأة من رجل أعمال لرجل يفقد معاني التمدين كلها...
(أيها «....» عمن تتحدث بهذه اللهجة ؟!... تتهمها بمثل هذه التهم البشعة و تريد منيّ أن أقف مستمعا لك دون رد فعل؟!!... و الله يا "أدهم" لأقتلك بيدي دون ذرة ندم واحدة عقابا لك عما تقوله في حقها...)

انحنى يسحبه من سترته بحدة ليستقيم في مواجهته... اعتدل "أدهم" لينزع كل قيود الطبقة المخملية و يرتدي تصرفات طبقته الشعبية الغاضبة... كور يده ليضرب بها "أحمد" في معدته بحدة جعلت الأخير يتراجع بألم كبير... أمسكه من ياقة قميصه يهزه بعنف قائلا بصوت بدا عشوائي كأنه في شجار الحواري:
(سكوتي على ضربتك الأولى لا يعني قبولي لها أيها «....» هل تظن نفسك بأن ما تفعله الآن سيرفع قدرك عندها؟!... عند واحدة مثلها ...)

ركلة قوية من ساق "أحمد" أخرست باقي جملته و جعلته يتكور على نفسه بوجه متألم... التف لها بصدر يلهث ليجدها منكمشة عند مكتبها تراقب ما يحدث بأعين متسعة مصعوقة من هول كلمات "أدهم" الغير معتادة عليها ... و التي ربما لا تعرف كل معانيها المبطنة و التي جعلته يحترق فقط لسماعها... زفر نفسه بحدة ليعود ينظر له قائلا بصوت مخيف:
(لا تزيد عن هذا يا "أدهم" لأن وقع الكلمات السيئة لا يُمحى و لو مر عليه قرون... "رُبى" أشرف و أطهر من قد تقابلهم يوما و أقسم لك لو نطقت بالمزيد لآخذ روحك بيدي...)

لهاثه العنيف جعله يستند على الأرض لينظر تجاه "أحمد" الذي وقف كسد منيع أمام "رُبى" ليقول بسخرية:
(بأي حق تدافع عنها؟!...)

بأي حق؟!... بل هو الأوحد على الاطلاق الذي يمتلك الحق... هو الكتاب الذي سطر بداخله ذكرياتها معه... هو مرجع لكل البشر الذين يريدون معرفتها... هو وحده من يملك كل الحق!... اتسع صدره و ارتسم التملك على وجهه و قد استعد كليا ليعلنها للجميع و كأنها لا تزال ملك يمينه و تحت جناحيه ..
(بحق أنها زوجتي و أم ابني الذي تسأل عنه الآن بكل تبجح...)

توقفت أنفاس "أدهم" و تجمدت مراكز الشعور بداخله و هو يستمع لهذا التصريح الذي لم يطرأ باله للحظة... أي زوج و أي ابن يتحدث عنهم ابن "النجار"؟!!!... هل كان يعرفها من قبل بل هل حقا هو زوجها؟!... إذًا لماذا هما بعيدان و كأنهما لا يعرفان بعضهما؟!... لماذا سمحا له بعرض الزواج عليها؟!... هناك شيء ناقص لم يعرفه بعد... همس بتيهٍ خشن و عقل أصابه الغباء:
(ماذا تقول أنت؟!!)

نظم تنفسه بصعوبة ليتجه لها بالخلف ينتشلها من وضع الخرس الذي أصابها... امتدت يده ليسحبها بكف متملك و دافئ معه و يعبرا "أدهم" المراقب لهما بذهول... قبضته الحانية فوق كفها دفعت في قلبها رغبة مميتة في البكاء... الصراخ... شعورها بالاحتياج لحماية ... لسند... له هو... يهدم كل قوتها التي عاشت سنوات تبنها في الخارج... فتح باب مكتبها لتتفاجأ هي بهذا العدد الكبير الذي ينظر لها نظرات آلمتها رغم جهلها معناها... أوقفها خلف ظهره ليقابل هو الجميع بهيئته الفوضوية يقول بصوت به أثر الانفعال و التهدج:
(المتواجد منكم عليه أن يستمع ليّ جيدا و يُعلم الغائب بكل حرف سأقوله... الصورة التي وصلتكم قبل لحظات و جعلتكم مجتمعين هنا لمعرفة أصلها هي صورة زوجتي و أم ابني "رُبى الحسيني"... و التي لا اسمح لأي مخلوق بالخوض في احاديث تمسها من قريب أو بعيد... من نشر هذه الصورة بينكم سأعرفه و أعده بالله أن يكون حسابه عسير... حساب يجعله يتمنى الموت ألف مرة و لن يطله... شرف زوجتي و ام ابني ليس مادة خام لتصنعوا منها حكايات ...)

زادت الهمهمات أمام عينيه و أصابته نظرات الكل المستفهمة من لقب زوجة ... زفر بحدة ليقول بصوت قاطع ينهي هذا الجدل الذي ينهش في سيرتها...
(قبل ست سنوات كنا متزوجين و لكننا انفصلنا... هل هذا يكفي ليذهب كل منكم إلى مكتبه؟!)

توارت نظرات الشك و تبدلت بالحرج من الموقف ككل... الجميع لا يصدق أن "أحمد" و "رُبى" كانا متزوجين قبل سنوات و لا تعرف الصحافة عن خبر ثقيل مثله!!... قبل أن ينفض الجمع صدح صوتها الحاد تقول بنبرة شامتة:
(يبدو أن من سرب هذه الصورة الخاصة جدا كان يعرف عنها !!!)

التفت الجميع نحو "سارة" التي كانت تتطلع في هاتفها للصورة بنظرة عين باسمة... اقتربت من "أحمد" لتميل قليلا تنظر لها خلف ظهره ببسمة صفراء... صمتها و تشبثها بيد "أحمد" جعل قلبها يبتهج ... رفعت الهاتف للجميع تقول بتأني:
(الصورة تم ارسالها من رقم خاص بالشركة لجميع العاملين بها... تُرى من صاحب هذا الرقم الخاص ؟!)

تحدث أحد الموظفين يقول بتأكيد:
(لكل منا رقم هاتف خاص بالشركة مسجل على نظام الحاسب الالي المركزي و يمكننا معرفة الفاعل منه...)

هزت "سارة" رأسها بموافقة تقول بهدوء بارد:
(جيد ... فلنسأل مهندسين الحاسب الآلي)

بعد دقائق وقف مهندس مختص بالحاسب الآلي يحمل حاسوبه المحمول و يبحث أمام الجميع عن صاحب هذا الرقم الخاص... توقفت حركة يده لينظر ناحية "أحمد" بتردد يقول بصوت خافت غير مصدق:
(سيد "أحمد" صاحب الرقم هو السيد "مصطفى النجار"!)

اتسعت عينه بقوة و هو يستمع للاسم الذي لا يمكن أن يتوقعه بالمرة!... تعالت اصوات الموظفين ليهمس هو بعقل متوقف عن العمل يقول بتأكيد:
(مستحيل... مستحيل أن يكون الفاعل أخي!!)

صدر صوت "سارة" تقول بصدمة زائفة و بصوت عالٍ:
(لا يعقل ما نسمعه!!... هل واتت أخاك الجرأة لينشر صور زوجة أخيه السابقة و يجعل سيرتها علكة في فم الناس!!!)

تحركت وسط الجمع تقول بنبرة مقصودة:
(هل لكونه الأخ الغير شقيق لك يفعل هذا؟!!... لا أصدق!)

وسط صخب الموظفين و سم "سارة" التي تبخه في أذن الجميع ظهر "مصطفى" من بعيد بعدما أنهى ما كان يفعله بطابق الشركة الأرضي... تجمهر الناس حول مكتب "رُبى" قذف القلق في قلبه فتقدم يتحرك وسطهم تحت نظراتهم الرافضة لفعلته... عقد حاجبيه بدهشة يقول بجهل:
(ماذا يحدث هنا؟!!)

رمقه البعض بنظرات غير مريحة و البعض استلم أذن من يجاوره لينظروا له في خبث و يتحدثون في وجهه ... جميعهم كانوا غريبين تماما... وصل لأخيه يسأله بتعجب بينما يرمق "رُبى" القابعة خلف ظهره بصمت ...
("أحمد" ماذا هناك؟!)

نظرة أخيه أكدت له أن الأمر جلل و لم تمنح له الفرصة ليسأل حينما تدخلت "سارة" تقول بصوت مستفز:
(لقد عرف الجميع عن فعلتك يا باشمهندس... الصورة وصلت للكل و أنتهى الأمر)

نظر لها ببلاهة يقول بعدم فهم:
(أي صورة بالضبط؟!)

رفعت هاتفها له تقول :
(هذه الصورة التي ارسلتها من رقمك الخاص بالشركة لجميع الموظفين... و التي لا يعلم إلا الله نيتك منها في هذا الوقت تحديدا!!!)

التقف الهاتف منها بعدم تصديق ينظر للصورة التي التقطها لزوجة أخيه قبل سنوات... كيف أتت هنا و وصلت للجميع؟!... ثم ماذا تهذي "سارة" بكونه أرسلها من رقمه الخاص؟!!... عاد ينظر لها مختفية خلف أخيه بسكون غريب بينما "أحمد" ينظر له بأعين متسائلة اقترب منه يقول بصدق:
(أخي أنا لا أعرف كيف وصلت هذه الصورة للجميع... كانت من ضمن الصور على هاتفي و لكن...)

قاطعه "أحمد" حينما لمح الموظفين يتابعون ما يحدث بتدقيق... قال بصوت دفع به الثقة يقول:
(ليس الآن يا "مصطفى" ... ليس الآن)

من بين نظرات ضايقته... و كلمات خافتة أشعرته بالخسة انفض الناس من حوله ليتركوه تائها لا يعرف مصنف يضع أسفله ما حدث من كارثة... يبدو الوضع تأزم و اعتقد الناس ب "رُبى" السوء خصوصا أن زواجها من أخيه كان خارج حدود الصحافة و هي لم تظهر لعالم العمل سوى قبل أشهر بعد عودتها من الخارج... نظر للفراغ الذي خلّفه أخاه بعدما سحبها لداخل مكتبها كي يبعدها عن نظرات الناس... لم يبقى سواها هي تراقبه بنظرات راضية و بسمة كبيرة... همست بخفوت متسلٍ:
(حينما تسقط الشاه تكثر سكاكينها... و أنت سقطت فلننتظر السكين التالي يا "مصطفى"...)

.................................

أدخلها مكتبها بعدما أعلن للجميع حقيقة الأمر ... صمتها هذا يكرهه لأنه يذكره بفترة سيئة لهما معا... فترة الحادث و موت ابنهما كانت هكذا بالضبط و خوفه كله من أن تستمر على هذا الوضع كثيرا... أغلق الباب و تحرك ينظر لها بتدقيق بينما يقترب بوجه متألم من ضربات "أدهم"... وقف قبالتها مترددا في الحديث معها... في كل مرة تحمل هي نتائج زيجتهما و كل مرة يكن الحمل أثقل و أصعب مما سبقه... اتهامها في سمعتها شيء يدك من أجله الجبال فما بال حالها هي... لقد وقفت صامدة غاضبة و ثائرة في وجه "أدهم" لكن بعد تدخله ركنت للصمت... هل ترفض منه التدخل أم تلجأ للحماية بوجوده؟!... مهما كان ظنها فلن يتركها للحظة دون أن يحفظ لها اسمها و هذا أقل ما يقدمه لها بعد سنوات من العذاب بسببه... تنفس بثقل و قد تبعثرت منه الكلمات أكثر من مرة لكنه نطق أخيرا ليقول بهدوء مترقب:
(كيف حدث الأمر؟!)

انتظر ردها بفارغ الصبر فقط ليطمئن بأنها لن تستكين... انتظر و ظن أن الانتظار سيطول لكنها قاطعته حينما همست بخفوت دون ان تنظر له:
(لا أعرف...)

تنهد بتعب يوليها ظهره كي يفكر كيف لصورة في هاتف أخيه أن تنتقل لتصل للجميع... لكنه استمع لهذيانها الخافت تقول بصوت بدا له مرتعش...
(لقد دخل فجأة يخبرني أنه فضلني عن أخرى ليتزوجني و بعدها سألني عن ابني بطريقة سيئة... حاولت أن أحميه بكل طاقتي لأعوضه عن ضعفي السابق و فشلي في حمايته لكن ظل هو يتحدث و يخبرني بأشياء لم أفهمها... حاولت و الله حاولت أن أحمي ابني لكني ببساطة فشلت... لماذا دوما أقع كخيار ثان مع أخرى؟!... لماذا لست خيار أحدهم الوحيد؟!... ما ذنبي أنا لأتحمل كل فترة مثل هذه الاتهامات و الاوجاع؟!... هل لا استحق الراحة و لو لمرة واحدة في حياتي؟!)

زاد ارتعاشها و تداخلت كلماتها بهذيان كبير... وجهها ينظر للأرض و كفاها متشبثان ببعضهما بحدة... هيئتها دفعته ليقترب منها بسرعة قائلا بحنو بالغ:
(حسنا لا بأس لقد انتهى الأمر... لا تفكري بشيء)

فلتت منها شهقة مكتومة جعلته ينظر لها بصدمة... وجهها المحجوب عنه يمنعه من معرفة هل تبكي فعلا أم لا؟!... امتدت يده لكتفها المهتز يلمسه ببطء قائلا بصوت خافت :
("رُبى"!!!)

لم تتحمل المزيد بعد فصدر صوتها الباكي ليرج قلبه بقوة عليها... ابتلع ريقه بصعوبة يلعن كل ما حدث لها و كان هو سببا به بقصد او بدون قصد... تمسك بكتفها يقول برجاء:
(لا بأس يا "رُبى" ... لا تبكي أرجوكِ أنتهى الأمر)

و كأنها لم تسمعه بل زاد هذيانها لتقول بقلب موجوع:
(لماذا يحدث معي هذا؟!... لماذا لست خيار أحدهم الوحيد؟!... لماذا دوما يتم جرحي بصورة سافرة؟!)

آه يا حبيبة القلب على وجع قلبكِ... ليت همومكِ تتبخر من صدركِ و تحتل صدري... سأتحملها بقلب راضٍ لأخفف عنكِ... لم يستطع منع نفسه من ضمها إليه ... فور شعورها بذراعه المتينة التي حوتها غصبا تشبثت بقميصه من الخلف تبكي بكل طاقتها بصوت عالٍ يزداد مع الوقت... كانت ضعيفة و منتهكة ... كانت قاب قوسين أو أدنى من الدمار... كانت صغيرة و لا تزال على كل هذا... لامس شعرها القصير بيده يهمس لها بخفوت حنون:
(شششششششش.... أنتِ دوما خياري الوحيد ، لأنكِ تستحقين أن تسكني القلب دون منازع... لا بأس لقد أنتهى الأمر حبيبتي... لا بأس)


يتبع.....


AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس