عرض مشاركة واحدة
قديم 26-12-19, 11:36 PM   #649

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الخامس و العشرون

(شششششششش.... أنتِ دوما خياري الوحيد ، لأنكِ تستحقين أن تسكني القلب دون منازع... لا بأس لقد أنتهى الأمر حبيبتي... لا بأس)

في غمرة المشاعر تُحمل أمنيات الروح فوق سفن الكلمات لتعبر بشراعها المتين حيث القلوب... تصنع منها مرسى و تهبط بسلام لتبرد نيران الشوق و الحنين... بعد صراع مع الموج العتي و الليل الطويل يأتي الضوء المنتظر من بعيد يعطي إشارته بأن القلب بات مستعدا ليتمتع بما يشعر دون خوف أو رقيب... القلب وجد ضالته و أدار دفته حيث هنا ... حيث هذه الهضبة الخضراء المشع فوقها الحب برونق جذاب...
و فوق رُبى الحب يتجدد لقاء القلوب بعد ضمور أصابها لسنوات...

بكاؤها لم يمنحها الفرصة الكافية لفهم كل ما قاله بقلب بات لا يتحمل البعد أكثر و عقل كل ما به يتوق لها... ربت فوق ظهرها بهدوء يهمس في أذنها بكلمات دافئة كي تستكين... رفع نظره حيث باب مكتبها الذي فُتح فجأة ليطل منه هذا الشريك الجديد بوجه مقتضب و هيئة حانقة... تقدم منهما ليتمسك بذراعها و يخرجها من بين احضانه قائلا بلهفة أشعلت قلب "أحمد":
(هل ما سمعته صحيح؟!... كيف أنتِ الآن؟!)

استندت بكفها على ذراعه تمسح دموعها بالأخر و تهمس بصوت مختنق:
(بخير... أين كنت؟)

نظر خلفه لتدخل فتاة بشعر أحمر و وجه متوتر تتجه ناحيتها بسرعة و قلق... قال "إياد" :
(كنت استقبل "تقلا" في المطار لأن مواعيد طائرتنا كانت مختلفة... و حينما أتيت سمعت من الموظفين ما حدث!!!)

سحبتها "تقلا" منه تقول بلغة عربية متكسرة متداخل معها الكثير من الكلمات الانجليزية:
("رُبى" حقيقي لا أصدق ما حدث!!... من الذي نشر مثل هذه الصورة ؟!... ألا يكفي ما مررتِ به قبل سنوات؟!!)

تنحنح "أحمد" بهدوء قائلا:
(ما حدث لن يمر مرور الكرام... مهما كانت هوية الفاعل!)

ضيقت "تقلا" عينيها بتدقيق لفت نظر كل من "إياد" و "أحمد"... نظرت له طويلا لتقول بالإنجليزية:
(هل تقابلنا من قبل؟!)

عقد "أحمد" حاجبيه بتعجب من السؤال لكنه قال بهدوء:
(لا أعتقد...)

نظر لها جوار هذا المدعي "إياد" ليجدها في حال أفضل قليلا عن قبل... قال بصوت حنون :
(سأذهب الآن لأفهم ما حدث... و أنتِ لا تفكري في أي شيء سأحلها أنا و أعيد لكِ حقكِ )

تركهم ليخرج من المكتب تحت نظرات "تقلا" المتفحصة له... تشبثت بذراع "رُبى" تأخذها حيث كرسيها قائلة بتعجب:
(أشعر و كأني أعرفه من قبل...)

نظرت لصديقتها ثم حبيبها لتجلس أمامها قائلة بصوت مستفهم:
(أحكي ليّ ما حدث بالتفصيل كي نجد طرف الخيط...)
...............................

وقف فوق رأسه يضع له الثلج بحدة مكان كدمات وجهه... تأوه بصوت عالٍ يقول بخشونة:
(وجهي يا "عبادة" لا ينقصه غبائك في التعامل...)

جلس "عبادة" قبالته يقول بتأنيب:
(و الله تستحق ما حدث لك ... كيف تمكن منك غضبك و ضرب عرق البهائم في دمك لتجري إليها و تتهمها في شرفها بهذه البساطة؟!)

زفر بحدة من كل ما حدث و كان خارج سيطرته بالمرة... لقد ارتكب خطأ جسيما في حقها يعترف بهذا لكنه رجل ذو دم حامي لم يقوى على معرفة أن الفتاة التي أراد الزواج بها كانت حاملا من قبل... و الله أي رجل محله لو حصل معه مثل هذا الموقف لفعل مثل ما فعل... تحدث بصوت حوى الذنب يقول بخشونة:
(الصورة تسببت في فوران دمي... كيف ليّ التمهل و الأمر تعلق بالشرف؟!)

زفر صديقه يقول بحدة:
(و لأنه يتعلق بالشرف كان يجب أن تتعقل... و الله كنت أعدّ نفسي ثور مندفع و اتكل عليك لكن بعد ما حدث الثور يجلس ليعطي لنا دروسا...)

زمجر "أدهم" بخشونة رافضا يقول:
("عبادة"!!...)

حرك صديقه يده بقرف في وجهه قائلا:
(والدك لو عرف عما حدث سيجعلها جلسة عرب و يجلب للفتاة حقها منك و أنت أدرى الناس بوالدك حينما يتعلق الأمر بسمعة أحدهم...)

شرد "أدهم" في الفراغ يقول بتأكيد:
(بالفعل أصبح لها عندي حق عرب... عليّ الاعتذار عن كل شيء و ما تريده سأفعله لها بكل نفس راضية)

وقف "عبادة" يبدل له قطعة الثلج بأخرى قائلا بسخرية:
(أين كانت هذه المعاملة الطيبة و النبيلة قبل أن تهدم الدنيا فوق رؤوس أهالينا؟!)

تأوه بحدة من خشونة معاملة صديقه معه و بعدها صمت قليلا ليقول بنبرة مقصودة:
(بارك الله في الآنسة "رحمة" هي من أعطت ليّ الثلج كي ألحقك به)

شعر باضطراب انفاسه فابتسم "عبادة" بخبث و همس له بخفوت:
(ابنة حلال و الله.. رجاء لا تهد ما تبقى لنا هنا من سمعة طيبة و عامل البنت معاملة حسنة تليق بمساعدتها لنا ... و ركز جيدا من تريد يا "أدهم"...)

ارتفعت انظار "أدهم" له ليغمز صديقه له بشقاوة قائلا:
(هيا يا ابن الحاج "صلاح" أكمل نصف دينك)

تركه مبتسما ليخرج من المكتب و يمنح صديقه الوقت ليفكر جيدا فيما يريد... تأوه بصوت مكتوم يقول :
(يدك ثقيلة يا ابن "النجار"... يد قوية تدك بقسوة لحماية من تحب... لكن غريب و الله ابتعاده عنها رغم حبه الكبير هذا!!!)

سرح قليلا في الفراغ ليهمس بخفوت:
(و أنتِ يا حبة الكرز كيف اسلك طريقي لكِ بعد كل ما حدث؟!...)

في مكتب "رُبى"....
وقفت بوجه محتد الملامح فجأة لتفزع "تقلا" أيضا و تقف تتمسك بذراعها تقول برجاء:
(انتظري هذه كانت مجرد فكرة فقط كي نعرف الحقيقة...)

نظرت لها بأعين غاضبة لا يزال أثر البكاء بها لتقول بتأكيد:
(سأعرف الحقيقة و أعرف لماذا فعل هذا بيّ؟!)

تحركت ناحية الباب بعدما فشلت صديقتها في منعها... وقفت "تقلا" بقلق تنظر ل "إياد" بقلة حيله... همست بخفوت متوتر:
(يبدو فكرتي ستهدم الدنيا في الشركة...)

زفر "إياد" بحدة يقول:
(ما دام هي كذلك لماذا اقترحتها يا عبقرية؟!!!... الله يستر و تتعامل "رُبى" بروية لأنها تبدو على وشك حرق المكان بمن فيه!!)

فتحت باب مكتبه بحدة ليلتفت لها "أحمد" و "مصطفى" معا... كان وجهه تائها لا يصدق بعد المصيبة التي حدثت من رقمه الخاص هنا... بينما أخاه واقفا يفكر بعمق ليجد طرف الخيط ... تقدمت منهما تحت نظراتهما المتفحصة لتقف قبالة "مصطفى" بنظرات جامدة شعر أنها محملة بخيبة الأمل... خرج صوتها الجامد بثبات عجيب تقول:
(لماذا فعلت ما فعلته يا "مصطفى"؟!...)

تراخت ملامح وجهه بيأس بعدما تأكد من أن "رُبى" صدقت كل ما حدث... ما أبشع أن يشعر بالخسة كما هو حاله الآن!!... جلس فوق كرسيه بأعين مرهقة لينظر لها نظرة طويلة محمل بها الحزن!...

................................

ربتت فوق ظهره بحنان بينما هو واقفا أمام نافذة غرفتهما بصمت كحاله قبل شهرين ... تنهد بثقل ليلتفت لها بأعين باتت تحمل اليأس و الحزن... أوجعها قلبها بقوة عليه فابتسمت بسمة صغيرة مهزوزة تقول بحنان:
(لم تأكل جيدا على الغداء... هل تحب أن أحضر لك شطائر خفيفة؟!)

سحب نفسا عميقا ثم تحرك للداخل يقول بخفوت مرهق:
(لست جائعا يا "ندى"...)

تحركت خلفه بحزن تقول برجاء:
(أرجوك يا "مصطفى" هذه ليست الطريقة الصحيحة التي نواجه بها الأمر... أنت على هذا الحال منذ ما يقارب شهرين!!... صحتك تأثرت و مزاجك تغير تماما...)

وضع رأسه داخل كفيه بعدما جلس على السرير يقول:
(و ماذا عليّ أن أفعل مع نظرات الناس التي تتهمني كل يوم؟!... ماذا عن همسهم المسموع بأنني شخص خسيس تلاعبت بسمعة من كانت زوجة أخي؟!... حتى "رُبى" منذ ذاك اليوم و هي ترمقني بنظرة خيبة تقتلني... بعد بحث دام شهرين لم أجد الفاعل الحقيقي... لم أبريء نفسي من هذه التهمة!!)

جلست جواره بوجه حزين على حاله و ما يحدث له من تعامل اختلف تماما من الناس حوله... تمسكت بكفه تقول بتوسل:
(وضعك الله في هذا الاختبار لأنك تقوى عليه... و كما وضعك بداخله سيخرجك منه صدقني... فقط أرجوك عش حياتك بشكل طبيعي و حاول السيطرة على نوبة اليأس هذه!!)

هتف بحدة غير مقصودة في وجهها يقول:
(أي حياة هذه يا "ندى"؟!... أي حياة يتهمني بها الناس بقلة الشرف و تريديني منيّ عيشها؟!.. لمن أعيشها بقلب خالٍ من الهموم؟!)

غصبا دمعت عيناها لتتمسك بكفه تقول بصوت مختنق:
(ليّ أنا و لابنك يا "مصطفى"... نحن بحاجتك و نريدك أرجوك تماسك كي يظهر الحق...)

زفر ببطء ليتمسك بيدها بقوة بقول بصوت خافت آسف:
(أعتذر يا "ندى" منذ شهرين و أنتِ تتحملين منيّ مزاجي المتعكر و تقلبي)

مالت على كتفه بأعين دامعة تقول بتأثر:
(لا تعتذر حبيبي أنا معك في أي وقت و تحت أي ظروف... لكن أريد منك ترك الأمر لله سيدبره )

همس بشرود متعب يقول :
(و نعم بالله...)

صباح اليوم التالي في مقر المجموعة....
دلف رجال الحراسة الخاصين ب "عدوي الجندي" مقر المجموعة تحت انظار الجميع المندهشة... و بعد وصول الخبر للرؤساء تحركت "رُبى" مع "أحمد" و "أدهم" و خلفهم "مصطفى" ليعرفوا ما سبب هذه الزيارة خصوصا بعدما تم رفض صفقته من قبل... وقفت "رُبى" أمامه تنظر له بحدة تقول بصوت رافض:
(ماذا تفعل هنا؟!...)

ابتسم بسخرية بعدما رمقها نظرة مستهينة ليقول بصوت مستفز:
(مرحبا بالفتاة الصغيرة ... لعبة "الحسيني" المدللة)

احتدت نظرة عينها لتقف له ندا قائلة بحدة:
(التزم حدود التعامل باحترام معي... ماذا تريد من مجموعتنا ؟!)

تحرك أمامها ليقول ببسمة متسعة:
(أنا هنا بصفتي عميل تم الاتفاق معه على صفقة عمل)

اتسعت عيناها بقوة لتقول بعدم تصديق:
(أنت تكذب بالتأكيد!!...)

احتدت ملامحه ليتقدم منها بصورة مخيفة جعلت "أحمد" يسرع ليقف أمامها و يقابل "عدوي" بوجه محذر ... ضحك "عدوي" بتهكم ليقول بصوت عالٍ:
(يعجبني في الشباب قوة اندفاعهم... حسنا يا فتاة كلامي ليس كذبا بل هو موثّق من مجموعتكم...)

تقدم "أدهم" ليقف جوار "أحمد" يقول بعدم فهم:
(لا تهذي دون دليل)

أشار بيده لأحد الحرس خلفه ليحضر ورقا ما رفعه في وجه الجميع قائلا:
(هذا هو دليلي... ورق اتمام الصفقة موقّع من الرئيس "مصطفى النجار"....)

صدمة الجميع بما قيل لم تعادل صدمته و لو قليلا... ماذا يقول هذا الرجل؟!... هو وقع له على اتمام صفقته التي تم رفضها من قبل لسوء سمعته؟!... ماذا يحدث معه بحق الله و ما كل هذه المصائب التي تتساقط فوق رأسه من لا مكان؟!!!... ابتلع ريقه بصعوبة و شعور بالتيه يعصف بكيانه... وقف بذهول يقول:
(ماذا؟!!!... أنا من وقع لك عليها؟!!!)

نظرة عين الجميع المستفهمة له و تأكيد "عدوي" الأمر غير توقيعه الصحيح على الأوراق... كل شيء جعله واقع في بئر أسود لا يرى منه شيئا... بعد مُشادَّة كلامية مع الرؤساء و "عدوي" قاموا بإخراجه عنوة من المقر تحت رفضه القاطع ... اجتمعوا كلهم في غرفة الاجتماعات لتقول "رُبى" بإرهاق:
(لقد وقعنا في مصيبة كبيرة .. لو انفض العقد سندفع شرط جزائي كبير جدا ربما سيقع اقتصاد شركاتنا بسببه!!... و ايضا لا نستطيع التعامل مع رجل مثله سيء السمعة في السوق!!!)

حاول الجميع ايجاد الحل و لكن لا حل سوى التعامل مع "الجندي" و اتمام الصفقة... تدخلت "سارة" تقول بتأكيد:
(لقد فهمت الآن لماذا نشر "مصطفى" صورة رئيس المجموعة في هذا الوقت... أراد أن يشوش عقلنا بشيء مثله كي يمر أمر تعاونه مع "عدوي الجندي" دون أن نلحظ...)

صرخ بها "أحمد" بحدة يقول بوعيد:
(أخرسي يا "سارة" ... عمن تتحدثين بهذه الطريقة؟!!)

اتسعت عيناها لتقول بحزن زائف:
(أ هذا جزائي بعدما حاولت مساعدة المجموعة؟!)

دلكت "رُبى" جبهتها بتعب لتقول بصوت خافت مرهق:
(بل هذا جزاء دخولكِ هنا بعدما منعت دخول غير الرؤساء... للخارج دون مزيد من الكلام...)

رمقتها بنظرة عدائية و تحركت ببطء حاقد نحو الخارج... وقف "أحمد" يتحدث للجميع بتأكيد:
(أخي مستحيل أن يفعل ما قيل... مستحيل)

تكلم أحد الشركاء يقول بسخرية:
(من يسرب صور لزوجة أخيه و يجعل الجميع يظن بها السوء يفعل أي شيء...)

احتدت نبرة "أحمد" ليقول :
(لا تخلط الأمور معا ثم لم نعرف الفاعل الحقيقي حتى الآن...)

اشتد الجدال بين الجميع فوقفت "رُبى" تقول بأمر:
(أنتهى الاجتماع ... الكل يذهب لمكتبه و من الأفضل أن نفكر في حلول بدلا من حديث لا معنى له...)

بعدما بقت بمفردها اتصلت ب "تقلا" تقول بنبرة صوت راضية:
(لقد تم كل شيء كما توقعنا... تعالِ اليوم بعد انتهاء العمل في المقر)

في المساء...
دلف البيت بوجه مرهق بشدة... تراكمت عليه المصائب و زادت بكارثة كتوقيعه على صفقة عمل مع "الجندي"... ما الذي يحدث و كيف لا يعرف!!... وصل لباب البيت لتقابله "حنان" بوجه بشوش فتتفاجأ من ملامح وجهه الغير معتادة بالمرة... لم يتحدث معها بكلمة واحدة و صعد غرفته بصمت تحت أنظارها المندهشة... وصل غرفته يفتحها بجسد ثقيل و رؤية تسود شيئا فشيئا... نزع رابطة عنقه بأيد مرتخية و ألقاها فوق الأرضية ببطء... اتجه ناحية النافذة يستنشق بعض الهواء لشعوره بضيق مفاجئ في التنفس... فتحها لينظر إلى السماء الواسعة أمامه يهمس بقلب متعب من كثرة ما يحدث له مؤخرا...
(يا رب تعرف أنني بريء فساعدني أرجوك...)

فتحت "ندى" باب الغرفة تحمل ابنها بقلب وجل بعدما أخبرتها "حنان" بحالة زوجها... وجدته واقفا عند النافذة مستندا عليها بهيئة أخافتها ... اقتربت منه بقلق تقول:
("مصطفى" ماذا حدث؟!)

التفت لها بأعين ضيقة و كأنه يعاني من شيء ما يهمس بخفوت:
(زادت المصائب واحدة جديدة يا "ندى"... واحدة أصعب من سابقتها)

ربتت فوق كفه بحنان تقول:
(لا تحزن الله كفيل بكل شيء)

هز رأسه بخفوت مهزوم و منحها بسمة صغيرة مهزوزة... تحركت أمامه توليه ظهرها قائلة:
(هيا لننزل للأسفل و نجلس مع العائلة لتنسى همومك قليلا)

داهمه الاختناق بقوة و غيم سواد كحيل على عينيه... شعر بروحه تسحب منه ببطء و بعدها فقد الشعور بكل شيء... تجمدت مكانها و هي تسمع صوت الارتطام خلفها على الأرضية... التفتت بخوف تنظر لجسده الساقط أرضا دون حركة واحدة تدل على حياته!!!... أصابها الهلع فانحنت جواره تصرخ بكل قوتها في محاولة لأن تنادي عليه... فزع ابنها مما يحدث فبكى بضعف مختلط مع ضعف والديه أمامه... هزته أكثر من مرة ببكاء تقول برجاء:
("مصطفى" انهض ارجوك ... "مصطفى" لا تفعل هذا بيّ و توجع قلبي... أخبرتك أنني و ابنك بحاجتك لا تفعل هذا!!!!)

وصل الجميع للغرفة بعدما صدح صوت صراخها لهم... اتسعت عينا "سوزان" و هي تراقب جسد ابنها ساقطا ارضا بلا روح... تمسكت بهاتفها بأيد مرتعشة تتصل بالإسعاف و قلبها يتألم مما تراه...

في المشفى....
وصلا معا بعدما عرفا الخبر في الشركة... "أحمد" يقطع الممر المؤدي لغرفة أخيه بعقل لا يستوعب ما سمعه... و "رُبى" جواره تهرول بوجه مضطرب... وقفا أمام باب غرفته ليجدا زوجته تبكي بينما يحدثها الطبيب... وقف "أحمد" بصدر يلهث قائلا بخوف:
(ما به أيها الطبيب؟!)

التفت له يقول بهدوء:
(هبوط حاد في الدورة الدموية سببه حالته النفسية الأخيرة و عدم انتظامه في تناول الطعام... كانت حالته خطيرة منذ وصل و لكن الآن استقر الوضع... سيبقى في المشفى للغد لنطمئن عليه)

ابتلع ريقه بوجل و هو يسمع ما أصاب أخاه الصغير... تركهم الطبيب لتنظر لهما "ندى" نظرات غاضبة و تهدر بهما بتوبيخ:
(ما الذي أتى بكما إلى هنا؟!... أنتما السبب فيما حدث له... "مصطفى" مستحيل أن يفعل ما تظنونه كيف صدقتما أنه الفاعل؟!!!)

وقفت تبكي أمام "رُبى" تقول بحزن:
(كنتِ دوما غالية عنده ... هل جزائه أن تشكِ به كما فعلتي؟!!!... لماذا ؟!)


راقب "أحمد" الألم المرتسم على وجه "رُبى" و هي تستمع للوم زوجة أخيه... تنحنح بخفوت يقول:
("ندى" نحن نعمل جاهدين لنعرف من الفاعل الحقيقي وراء كل هذا... و أقسم لك بمجرد أن أعرفه سأجعله يدفع ثمن ما يمر به أخي غاليا...)

تمكنت "رُبى" من كبح دموعها حزنا عليه و ألما لرؤية زوجته بهذه الحالة لتقول بخفوت مختنق:
(قريبا سيظهر الحق يا "ندى"... )

اولتهما ظهرها ببكاء لتتجه نحو غرفة زوجها و تغلقها خلفها... نظر "أحمد" لها بطرف عينيه ليقول بهدوء:
(لا تحزني فهي متأثرة بما حدث...)

هزت رأسها بنعم ثم قالت:
(لقد وصلت "تقلا" قبل أن نعرف ما حدث ل "مصطفى" و اكتشفت أن كاميرات المراقبة كانت مشوشة ... قالت أحدهم غير نظامها المتصل بالكاميرات المركزية كي لا يصل لها ما يحدث في مكتب "مصطفى"...)

سحب نفسه بقوة ليقول بعدها بوعد:
(فقط أصل للفاعل و سأجعله يتجرع الويل...)


يتبع....


AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس