عرض مشاركة واحدة
قديم 28-12-19, 12:37 AM   #200

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفندق ..ليلا

الندم ، أسوء ما قد يحمله القلب من شعور ، كأنه سرطان يقتل كيان المرء و يبعث المرارة لتحتل كل جزء من حياته ، فلا يكاد معها يطيق نفسه
و هي و إن كانت ما تزال تصطنع الثبات فإنّ داخلها يتمزق وجعا على ما خسرته .
تشابهت أيامها بكل الزيف الذي تحتويه و الكذب الذي تدّعيه لإنجاح "مهمة" ،فتكاد تنسى من تكون حقيقة !
بعدما كان "يعقوب" كل حقيقتها ، ما بقي لها شيء و قد أخسرت نفسها إياه ،فأدركت ما كانت تعنيه كلماته " سينسونك بعد عملك "
ندمها لا يعني تقبلّها لفكرة أنها تصلح للزواج ، أو أن يغلق عليها داخل بيت كقطعة أثاث يستوطنها الغبار
تحتاج الحرية ، السلاح ، الأدرينالين كي تعيش
حياة ليست كلاسيكية لامرأة عادية ، لكنها "طبيعية " بالنسبة لمن هنّ مثلها
ندمها الوحيد هو خسارتها لرجل اعتبرته و ما زالت تراه" كالحياة" ، و لا يسكِت وجعها سوى خياله و ذكراه ، فتتداوى منه به كما يتداوى المخمور بالخمر
انتهت مناوبتها فنهضت تستعدّ للمغادرة ، فتجد "غابرييل " يقف أمامها ببذلته الرسمية شديدة الأناقة و اللمعان ، ستكون كاذبة إن قالت بأنه لا يثير إعجابها كرجل ، لتتفاجأ بنفسها تحمّر خجلا لمّا ابتسم قائلا :
- يا مساء الياسمين ، تشدو البلابل حين ترى وجهك المليح .
- كفاك غزلا .
- فقط الجميلات مثلك من يليق بهنّ الغزل .
ضحكت بخفوت و علّقت :
- أراك تبالغ قليلا ، لكن لا يهم ..سأغادر الآن .
تحركت لتتجاوزه فأوقفها بأن أمسك بمعصمها و أعادها بجانبه بل قرّبها قليلا منه ، يبتسم لعينيها البهيّتين ، و يمدّ يده ليداعب فكّها بظهر سبّابته :
- هل نتغدى سويا غدا؟
تراجعت للخلف ،تبتعد عن مرمى لمساته :
- لا أعلم ، عليّ الذهاب الآن .
- إن كان طلبي أزعجك ، فلا بأس بالرفض .
- لم يزعجني ، اطمئن .
استدارت توليه ظهرها ،و مضت تخطو خارج أبواب الفندق ، ثم ثبتت مكانها ، تفكّر بما قالته لغابرييل ،فتندم عليه;لم تكن نيّتها معاملته ببرود لكن شيء ما يثير حفيظتها حوله ، فإن كان يبدو للناظر كرجل دبلوماسي وسيم و لعوب ،فلعينيها يبدو أكثر من ذلك ، و جزء منها يسألها توخي الحذر منه في حين لا يراه الآخر كتهديد ،فلأيام و أسابيع تراقبه دون أن تشهد ما يثير الشكوك حوله .
هذا إن تجاهلت حركاته المغازلة التي تربكها ، فتتأثر بها كأنثى و لا تريدها .
قررّت الرجوع إليه ، و اتجهت تركب المصعد نحو غرفته و قبل أن تخطو داخل الرواق تراجعت للخلف مختبئة ما أن رأت أحد جنرالات الجيش بلباسه المدني يرافقه إلى الغرفة .
لحظتها دق ناقوس الخطر عندها،لم تك تريد وضع شكوك ليست في محلها لكن حتما عليها توخّي الحذر .
بعدها كانت تتجه نحو شقّتها، منشغلة الفكر و مثقلة بالهموم ، و على بابها عثرت على "يعقوب" و قد بدا في انتظارها، لبرهة سكن كل ما فيها ثم كادت روحها تتلف من عنف صرخات قلبها
يقال أن العاشق من نظرة يتمتّع ، ما كذبوا ...
فها هي تنظر إليه و لا تكاد تشبع ،تود لو تحتضنه حتى ما تعود تعرف متى تنتهي ليبدأ هو ، لو تحفظ رائحته داخلها !
شيء في وقفته و استناده على الباب بدى غريبا ، فدنت نحوه على مهل حتى إذا ما وقفت أمامه نظر لها ثم سقط فأسندته جزعة :
- يعقوب! ...يا الهي! .
بشق الأنفس استطاعت جرّه و تركته يستلقي على الأريكة في غرفة المعيشة ، ترى بوضوح بقعة الدم التي لونت قميصه جهة كتفه ، تراه يتمتم بكلمات لا تفهمها سببها حرارته المرتفعة
همست :- لا أراك ترحمني قط، من بين كل الناس ها أنت تأتِ إليّ دون أن تدري .
تردك يقينا أنه لم يكن بوعيه عندما قرّر زيارتها ، و العيب اللوم على الأحمق الذي سمح له بقيادة السيارة و إصابته ما زالت حديثة
خلال الدقائق التي تلت طفقت تضمد جرحه بعدما نزعت عنه قميصه ، و تضع كمّادات باردة على صدره و جبينه و قدميه ؛ ثم جلست أرضا بجانب رأسه تلامس شعره بأصابعها و تغمغم:
- لا تكرهني لأنني اخترت عملي، فإن كنت تتوجع فأنا كذلك أتوجع من فراقك.
لعله يزعم بأنها لا تحبه ، بلى و الذي خلقه و أسكن حبه في قلبها ، فإنه كل ما لها في هذه الحياة ، تحبه أكثر من الدنيا و من نفسها
فلا تكاد تطعم غمضا و لا راحة منذ اختلفت طرقهما ، فما غاب عن عينها خياله لحظة،و ما فارق حبه قلبها لحظة ،حتى و إن غاب عن عينيها فإنه فيها ّ ،داخها ، يسكنها
همست له :- فرقتك أحرّ من الجمر يا يعقوب .

أما في الفندق فقد وقف غابريل أمام النافذة الطويلة يطالع المنظر المقابل له و على أذنه هاتفه و قد خاطب من بالطرف الآخر باللغة الفرنسية :
- غدا سأحادث السفير ، كل شيء يسير على ما يرام .



انتهى الفصل... قراءة ممتعة
ألقاكم الأسبوع القادم بإذن الله



التعديل الأخير تم بواسطة bella snow ; 28-12-19 الساعة 01:17 AM
bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس