عرض مشاركة واحدة
قديم 30-12-19, 04:16 AM   #16

صابرين شعبان

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية صابرين شعبان

? العضوٌ??? » 329422
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,814
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » صابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل العاشر
💕💕💕💕💕
كان أثير يسير جوارها بعد إنتهاء العمل في الفندق . فقد ظل معها حتى انهت عملها رغم رفضها و طلبها منه أن يعود للمنزل . عندما ذهبت لتبحث عنه مع سليم كان كما توقع سليم يلتف العاملون حوله و هو يثرثر بحماسة عن فيلمه المقبل و الذي يقوم بتصويره الآن . عندما رأوا سليم ذهب الجميع كلا لعمله . وقف أمامه بتحدي سائلا .. ” متى تنتهى رحيل “
رفع سليم حاجبه مستنكرا سؤاله فلا يخصه أن يسأل عن عملها .
ردت رحيل بضيق .. ” يمكنك الرحيل للمنزل اذا أردت فأمامي عمل كثير لحين انتهي “
رد أثير بتصميم .. ” سأنتظر فليس هناك شيء ينتظرني في المنزل “
و هكذا ظل معها و لم يبرح جوارها أو ترك فرصة لسليم أن يتحدث معها و عندما أحضر لهم سليم طعام الغداء . أصر أن يرسل أحد العاملين لديه ليحضر له طعامه المفضل . و جعلهم ينتظرون لحين يعود و يتناولونه سويا . ركل أثير حجرا في طريقه و هو يسير جوارها بصمت فسألته رحيل بنفاذ صبر .. ” ماذا هناك تتعارك مع الحجارة في الطريق “
” في ماذا كنتما تتحدثان عندما كنتما تحتسيان القهوة بعد الغداء “
سألها أثير بصوت لازع يشوبه الإتهام مما جعل رحيل تصعق من سؤاله
” لا أفهم ، ماذا تقول “ سألت ذاهلة
أجاب أثير بتكبر .. ” ذلك الرجل في ماذا كنت تحادثينه وحدكما “
نظرت إليه بدهشة هل هو يحاسبها على تصرفاتها . ما دخله بما تفعل و بما قالت و مع من تتحدث . ” و ما شأنك أنت “ قالت ببرود بعد أن تمالكت نفسها حتى لا تجيبه بغضب و هم في الطريق ربما أثار فضيحة و هو يحقق معها هكذا و قد أقتربت من المنزل .
رد أثير ببرود .. ” ألم تخشى على سمعتك و أنت تتخذين جانباً في الحديث معه أمام العاملين . أليس هذا ما قلته لي و أنت تخبريني أن لا أ قول أنك زوجتي . حتى لا أشوه سمعتك “
وقفت أمامه و كتفت يديها باعتراض .. ” و هل حديثي البرئ مع الرجل يشوه سمعتي و كذبي بأنك زوجي لا يفعل . هل أنت مجنون “
” بل أنت الحمقاء . و لا ترين أبعد من أنفك . أفيقي “ رد غاضبا و لا تعرف سبب غضبه ذلك .
رفعت أصبعها في وجهه محذرة .. ” لا تتدخل في شؤوني أنت مجرد ضيف لدينا ستمكث بضعة أيام و ترحل . فلا تعين نفسك حارسا و ناصحاً لي و أنت أبعد عن ذلك “
” هل تخبريني أنه يروقك ما يفعل الرجل معك “ سألها أثير بخشونة
ردت رحيل بحدة و قد نفذ صبرها .. ” ماذا يفعل . لا شيء . أنت هو المريض الموسوس كما قالت عمتي “
” هل تخبريني أنك لم تنتبهي لنظراته إليك كلما كان جوارك “
سألها أثير بغضب أثارها .
نظرات ماذا هذا المخبول الرجل يتحدث معها بأدب و لم يتعدى حدوده معها أو حاول أن يقترب منها ليثير ريبتها . تعلم أنه إنما يلقي بعض العبارات التي تظن خلفها شيء أخر يقصده غير ما يظهر و لكن ربما هى من تفهم بشكل خاطئ كذلك اليوم عندما أتى لمتجرها . قالت رحيل بحزم و هى تتحرك مسرعة لتصل إلى المنزل .. ” أنا لن أجيب “
أسرع أثير خلفها ليلحق بها و هو يتمتم ببرود .. ” بالطبع لن تجيبي فأنا معي حق في حديثي لذلك لا تجدين ما تدافعين به عن نفسك “
و هل هى متهمة هذا الأحمق لتدافع عن نفسها . ” أنت رجل فظ أرحل من بيتنا “ قالتها رحيل حانقة و هى تسرع في الذهاب .
” عندما تعطيني العقد سأذهب “ قالها بغيظ من عدم اهتمامها به و رغبتها في التخلص منه و رغم أنه يعلم أنه يكذب و قد استعاد العقد و لكنه لن يسمح لها بالفرصة لطرده إذا علمت أنه استعاده . وصلت لأول الطريق . كان هناك عدة عمال يقومون بالحفر لا تعلم لماذا و قد تركوا الطريق صباحاً على حاله منذ زمن ربما ليوصلون الغاز أو الكشف على مواسير الصرف أو أي شيء آخر لا تعلم و لا تهتم أن تعلم . كان الأولاد يلتفون حولهم يراقبون العمل كمن سيستخرج كنزا بعد قليل و ملامح الترقب على وجوههم . كان يمان يقف من ضمن الصبية . فذهبت إليه لتأخذه معها هذا الأحمق ربما سقط في الحفرة أو. دفعه أحد الأولاد في مزحة ثقيلة منهم . ” يمان “ هتفت به رحيل بغضب و هى تندفع نحوه و لم تنتبه لتلك الأسلاك الغليظة الخاصة بمولد الكهرباء الخاص بماكينة الحفر الدقاقة . كادت رحيل أن تسقط على وجهها عندما أندفع أثير نحوها قائلاً بلهفة .. ” رحيل أنتبهي “ قبل أن تسقط على وجهها كان أثير قد أمسك بذراعها بقوة و بدلاً من الإندفاع للأمام سقطت بين ذراعيه للخلف في ردة فعل عنيفة . تسمرت رحيل لثواني بين ذراعيه قبل أن ترى ضوء الهاتف يضيء في وجهيهما عدة مرات و صوت كاميرا الهاتف تعمل بدون توقف . أوقفها أثير سائلا بهدوء ” أنت بخير رحيل “
أومأت برأسها و قد شحب وجهها من الصدمة لم كان سيحدث معها أمام كل هؤلاء المتفرجين الذين وقفوا يشاهدون . أدار أثير رأسه ينظر للممسك بالهاتف و على شفتيه ابتسامة عريضة و كأنه وقع على كنز . مد يده إليه قائلاً بأمر .. ” الهاتف يا ولد “
أبعد الصبي هاتفه قائلاً .. ” لماذا “
رد أثير ببرود و هو ينزعه من يده بحدة .. ” سأعيده لك لا تقلق . هيا يمان للمنزل “
اتجه يمان إليهم بقلق بعد ما حدث يعلم أن رحيل ستوبخه الآن و لكن ليعود للمنزل أولا حتى لا تفعل أمام الأولاد .. ” أنت بخير أختي “
ردت رحيل بخفوت .. ” أجل هيا للمنزل يمان يكفي حديث على الطريق “
قال الصبي بضيق .. ” و لكن هاتفي “
رد أثير ببرود .. ” سنعيده لك تعرف يمان صحيح “
نظر الصبي ليمان قائلاً .. ” إياك أن تعبثا بهاتفي و ما عليه “
” حقاً . ماذا ستفعل “ سأله أثير ساخرا و هو يعلم مقصده من العبث بهاتفه . هل حقاً يظن أنه سيترك صورته مع تلك الحمقاء تظهر للعيان هذا ما كان ينقصه . زم الصبي شفتيه بضيق و غيظ و قال بحدة ..
” أعطيني صورة لك إذا و أنا سأصمت عما التقط هاتفي .“
دفعه يمان في صدره قائلاً .. ” و ما التقط أيها الغبي كف و إلا أبرحتك ضربا “
تدخل أثير و رحيل ليفضوا النزاع بينهم بعد أن أمسك الصبي بيمان يريد ضربه هو أيضاً .. ” كفى يمان هيا للمنزل “ قالها أثير و أردف موجها حديثه للصبي .. ” و أنت أخبرك أني سأعيد هاتفك هيا أرحل الآن “
قال الصبي بتحذير .. ” أعيده إلي و إلا أبلغت الشرطة أن النجم المشهور أثير سرق هاتفي و الأولاد سيشهدون معي “
شخر أثير ساخرا .. ” أفعل أيها المبتز الصغير . ما هذا المكان الذي أمكث به ملئ بالحمقى “
رد يمان بغضب .. ” أرحل إذن يا سيد لم ما زالت لدينا “
ردت رحيل غاضبة .. ” يكفي هيا للمنزل لقد أصبحنا مادة للألسن بسببك سيد يمان و وقوفك هنا و هذا المغرور المتذمر “
تركتهم و تحركت عائدة للمنزل و هى تقسم أنه سيعود لمنزله اليوم قبل الغد و لو أبلغ عنها الشرطة .

************************
دلفت ونس للمنزل بتعب بعد يوم عمل طويل ألقت بحقيبتها باهمال و نزعت حذائها و ألقته بعيداً و هى تفتح أزرار قميصها الأنثوي بقماشه الخفيف . سمعت صوت يقول .. ” أيتها الحمقاء البغيضة ما زالت تفعلين هذا عند دخول المنزل غير عابئة بمن ستجدين فيه . ربما أحدا غريب أو مثلي “
صرخت ونس بفرح و أندفعت تجاه الأريكة لتجد جلال يجلس و بين يديه كوب عصير ربما أعده لنفسه فوالدها لم يعد بعد .. ” جلال أيها الحقير اشتقت إليك يا وقح أين كنت كل هذا الوقت “
كانت تتحدث و هى تمسك بكتفيه تهزه بعنف حتى سقط عليه العصير و أتسخت ملابسه ، رد جلال غاضبا لأفسادها ملابسه .. ” أنت أيتها المجنونة أفسدت ملابسي “
ضحكت ونس و أمسكت رأسه تقبله بقوة قائلة .. ” أين كنت كل هذا الوقت لي فترة طويلة لم أراك أو أتيت لترى أبي . سأخبر أبيك عندما يعود ليحقق معك عن مكان أختفائك و ابتعادك عنا “
أمسك جلال بيدها بين راحتيه و شدها لتجلس جواره على الأريكة أحاط كتفها برقة قائلاً بحنان .. ” اشتقت إليك أنا أيضاً ونس ألم يأن أوان عودتك لنا الن يحظى أبي بالصفح بعد كل ما حدث “
وضعت رأسها على كتفه لتلمع عينيها بالدموع قائلة .. ” جلال أنا لم أنس بعد أرجوك لا تتحدث معي عن ذلك حتى لا تزيد من ألمي كلما تذكرت “
قبل جلال رأسها بحنان و أجاب .. ” حسنا غاليتي لك ما تريدين و لكن لا تضعيني في نفس المكان مع أحد فهذا سيؤلمني أنا أيضاً “
هزت رأسها على كتفه موافقة و مسحت دموعها بعنف تنفض عنها ذلك الألم الذي عاد و أتقد في صدرها وقالت سائلة .. ” متى عدت حبيبي “
ابتسم جلال براحة و فرح فهو مازال يحظى بمحبتها رغم كل ما حدث و ابتعادها .. ” ليس من وقت طويل و لكني انشغلت قليلاً الفترة الماضية و لم استطع المجئ و رؤيتك لقد كنت متعب ذهنيا و ميزاجي كان أسود فلم أشأ المجئ و أحزانك معي “
سألته برقة و راحتها تدير وجهه إليها لتنظر في عينيه .. ” درة “
خفق قلبه بحزن بمجرد ذكر اسمها المجرد . قال جلال بحزن ..
” لقد عقدنا القران منذ أيام “
شهقت ونس بدهشة .. ” ماذا ، دون أن تخبر أبي “
سألها جلال بسخرية مريرة .. ” أي واحد منهم تقصدين ونس “
ارتسم الحزن على وجهها لتتغير ملامحها الرقيقة الناعمة بعينيها الزرقاء الشبيهة بعينيه و بشرتها الخمرية و فمها بشفتيه الرفيعة التي ارتعشت بتوتر و هى تتجاهل الجواب .. عادت لوضع رأسها على كتفه ثانياً و لفت ذراعها حول خصره تضمه تلتمس منه بعض الحنان التي تفتقده رغم ما يحاول والدها تعويضها عنه . رفع جلال رأسها ينظر في عينيها سائلا .. ” ماذا تفعلين هذه الأيام ، مازالت تعملين طاهية “
ابتسمت ونس برقة .. ” نعم بالطبع ماذا تظنني أعمل و لكن لا تستهن بي أنا رئيسة الطهاه في الفندق الذي أعمل به “
قال جلال بمزاح .. ” الفندق الذي لم يدخله زبون للأن “
ضربته ونس على صدره بمرح .. ” كف عن مراقبتي أيها الأحمق و إلا “
ضحك جلال قائلاً .. ” ماذا ستفعلين تجعليني أغفو دون عشاء “
قبل أن تجيبه ونس سمعت صوت الباب يفتح و يدخل والدها قائلاً
” من جاء لزيارتنا يا ترى “
نهضت ونس من جوار جلال و اتجهت للرجل ذو الشعر الأبيض و ملامح الكبر على وجهه من تجاعيد و خطوط جبينه التي تعلن عن مداومته على عقد حاجبيه مفكرا .. ضمته ونس قائلة برقة .. ” اشتقت إليك أبي هل أنت جائع أجهز لك العشاء “
رد حسان بهدوء .. ” نعم عزيزتي حتى يتناوله معنا جلال قبل رحيله “
ردت ونس بأمر و هى تنظر لجلال .. ” بل سيبيت معنا اليوم فأنا لدي أحاديث كثيرة معه “
شعث جلال شعرها الناعم القصير كالرجال قائلاً .. ” نعم بالطبع أنا أيضاً لدي حديث طويل معك ، هيا أذهبي لحين أتحدث قليلاً مع عمي “
تركتهم ونس بفرح لموافقة جلال عدم الرحيل . نظر إليه حسان قائلاً بهدوء .. ” كيف حالك جلال . لم لم تأت منذ عدت “
رد جلال بتوتر .. ” لقد كنت منشغل قليلاً الفترة الماضية فلم أستطع المجئ قبل الآن “
سأله حسان ..” كيف حال والداك “
رد جلال .. ” بخير حال سيعودون قريبا “
شعر حسان بالقلق و التفت لمكان إحتفاء ونس قائلاً بضيق .. ” عودة مؤقتة أم نهائية “
فهم جلال ما مقصد عمه من سؤاله ” لا أعلم بعد عمي سنعرف قريبا “
سأله حسان بضيق .. ” هل علمت ونس بعودتهم “
هز رأسه نافيا .. ” لا ، ليس بعد و لكني سأخبرها “
جلس حسان بتعب و قال .. ” و أنت كيف هى أحوالك “
رد جلال بتوتر .. ” لقد ،لقد تزوجت “
نظر إليه حسان بصدمة و لم يعلق بشيء فيبدوا أن الأيام المقبلة لعودة أخيه الأصغر ستشهد توتر على جميع الأصعدة .

**************************
دلفت رحيل للمنزل بغضب تاركة الباب لأثير و يمان القادمين خلفهم
خرجت فوزية من المطبخ تجفف يديها قائلة بضيق .. ” لم تأخرتم هكذا اليوم لقد غربت الشمس “
لم يجيبها أثير الذي ذهب لغرفة رحيل صافقا الباب خلفه دون أن يجيب . فأمسكت فوزية بيمان قبل أن يذهب لغرفته الماكثة فيها رحيل . سألته بضيق .. ” ماذا بهم . و أنت أين ذهبت كل هذا الوقت “
قال يمان بملل .. ” هما لا أعرف . أنا كنت في الخارج أشاهد عمال الحفر هل لديك أسئلة أخرى “
ضربته كف على مؤخرة رأسه قائلة .. ” حسنا أذهب ، هذا ما أخذه منكم أنت و شقيقتك الغبية “
تركها يمان و دلف للغرفة يقف أمام رحيل الجالسة على الفراش ضامه يديها بغضب . كان ينتظر ما ستقوله و توبخه من أجله و من أجل ما حدث مع ذلك البغيض أيضاً رفعت نظرها إليه بضيق .. ” لن أتحدث الآن يمان فأنا غاضبة ربما ضربتك كف جعلك أصم “
ابتسم يمان بمرح و قال .. ” لا تخافي أختي السيد أثير سيحذف الصور من هاتف أيمن لن يرها أحد “
نهضت رحيل بعنف متوعدة فهرب يمان من الغرفة و هو يقول بتوتر ..
” سأذهب لأعيد الهاتف له قبل أن يخبر أبيه و يأتي ليستعيده “
عادت للجلوس على الفراش و ارتسمت بسمة مرحة على شفتيها من مشاغبة شقيقها . تلاشت بسمتها ما أن عاد لتفكيرها ما حدث منذ بداية اليوم و ذهاب ذلك الرجل معها للعمل .

*************************
كان مضجعا على الفراش يتصفح الهاتف . كان ينظر للصور الذي التقطها الصبي . عندما كادت تسقط ليشدها قبل أن تندفع على وجهها تفحص ملامحها المصدومة و عينيها المتسعة . و جديلتها التي تلامس الأرض . مر على الصور بسرعة قبل أن يقوم بحذف بعضها و يده تقف عن العمل ليستمر بالنظر مطولا إليها . وجد نفسه يخرج هاتفه و يرسل له ما تبقى من الصور . قبل أن يحذفها من على هاتف الولد . أرسل بعض صوره لهاتفه ترضيه له حتى لا يتفوه بالهراء و هو في غني عن ذلك الآن . دلف يمان للغرفة بعنف . فقال أثير غاضبا .. ” ألا تطرق الباب يا ولد ألا تعرف الأدب أبدا “
رد يمان بلامبالاة .. ” أنه بيتي أدخل وقت ما أحب مكان ما أحب هل رأيت أحدا يستأذن لدخول غرفة في بيته “
زمجر أثير بحنق .. ” تبا لك ، فقط أصمت , ماذا تريد “
رد يمان بسخرية .. ” أصمت ، أم أخبرك ما أريد “
نهض أثير من على الفراش و وضع الهاتف في يده قائلاً .. ” خذ هذا أعده لصاحبك و عد سريعا حتى لا تأتي شقيقتك السمينة و تضايقني “
نفض يمان يده عن كتفه التي تدفعه للخروج قائلاً .. ” كف عن سب شقيقتي و نعتها بالسمينة و إلا ألقيناك في الخارج “
تركه يمان و خرج فتمتم أثير بحنق .. ” ما هذه العائلة التي لا تملك غير لسان طويل “
بدل ملابسه و عاد ليضجع على الفراش ليحصل على قليل من النوم قبل أن توقظه تلك المرأة صباحاً ليحضر لها الخبز من المخبز .

**********************
طرقت فوزية الباب بعنف قبل أن تدخل إليه قائلة .. ” تعال قليلاً أحتاج مساعدتك في الخارج “
نهض أثير بتذمر قائلاً .. ” ماذا تريدين الآن . خبز و أحضرت . مقاعد و حملت ، تنظيف و ساعدت ، سجاد و رفعت . فراش و أخرجت للشرفة أرجوك أرحميني ، ماذا تريدين بعد “
قالت فوزية ببرود .. ” لا تخف ، لن تحمل شيء ، فقط ستمسك لي شيء “
خرج أثير خلفها بتذمر قائلاً .. ” ما هو هذا الشيء الذي تريدين مني أمساكه “
دخلت فوزية للمطبخ و قالت ” هذا “
أمسكت بحمامة ، قالت و هى تشير لرأسها قائلة .. ” أمسك هنا “
فعل ما أخبرته به و سألها أثير بضيق ..” ماذا هل ستطعمينها “
أمسكت فوزية بالسكين جوارها من على رخامة المطبخ المعلقة قائلة
” لا ، سنُطعمها “
مرت فوزية بالسكين على رقبة الحمامة لتذبحها فشهق أثير بأشمئزاز
” تبا ، اللعنة ماذا تفعلين بالكائن المسكين “
نظرت إليه فوزية بسخرية .. ” مسكين “
وضعت الحمامة في طنجرة كبيرة حتى لا تلوث الأرض بدمائها و أمسكت الأخرى قائلة ” أمسك بهذه أيضاً “
رفض أثير غاضبا .. ” لا . لن أفعل ، ألا قلب لديك “
هتفت به فوزية بحنق أمرة .. ” قلت أمسك برقبتها بدلا من جز رقبتك أنت “
فعل أثير و أمسك برقبة الحمامة التي اهتاجت بين يديهم كمن يعلم ما سيصير له و ما مصيره . ذبحتها بدورها و أثير يشيح بوجهه و معدته مهتاجة من رؤيتها للطائر المسكين الغارق في دمائه . فهو رغم أنه تربي في قرية و عائلته تمتلك مزرعة كبيرة تضم جميع انواع الحيوانات و الطيور و لكنه لم ير يوماً أمه تقوم بذبح أحدهم أو أبيه فعل . يا إلهي هل هذا غثيان ما يشعر به . سمع فوزية تقول بأمر .. ” هذا أيضاً “
التفت إلى الطائر الضعيف ليشعر بموجه من القيء تصعد لحلقه فأسرع هاربا من المطبخ و هو يضع يده على فمه يكتم تقيئه . نظرت فوزية إليه بذهول و تمتمت بخفوت دهشة .. ” هل هذا رجل “

*****************************
قال يمان بلامبالاة بعد أن عاد من غرفة رحيل المحتلها أثير .. ” لا يريد تناول الطعام “
عقدت فوزية حاجبيها بتعجب .. ” لماذا فهو لم يتناول غداءه أيضاً “
قال يمان بعدم اهتمام لأمره .. ” يقول أنه متوعك و لا يريد تناول شيء حتى لا تسوء حالته “
تمتمت بخفوت .. ” جبان أحمق “
سألت رحيل بتعجب .. ” هل حدث شيء و نحن في الخارج عمتي “
ردت فوزية بحنق .. ” لا أنه معتكف في غرفته منذ ساعدني بذبح الحمامات . حتى لم يكمل ذبحهم لقد هرب كالجرو من المطبخ “
نظرت رحيل إليها بصدمة .. ” جعلته يذبح معك الحمام عمتي لماذا “
ردت فوزية ببرود .. ” و لم لا ، هل طلبت منه قتل نفسه “
قالت رحيل بضيق .. ” لا عمتي و لكن كان عليك أن تعلمي أنه لا يقوم بفعل هذا في حياته أنه يأكل الطعام المطهو بمياه معدنية ، هل كنت تنتظرين أن يتقبل أمر ذبح الحمام أراهن أنه لن يأكله مرة أخرى في حياته و قد علم ما يحدث له قبل أن يقدم على طاولته “
ضحك يمان بخفوت و تمتم بمرح .. ” جيد سأتناول نصيبه إذن “
نظرت إليه فوزية بضيق ، و أمسكت بأحدى الحمامات المحشوه و وضعتها أمامه قائلة .. ” و نصيبي أيضاً فهذا الأحمق قد أفقدني شهيتي أنا أيضاً “
نهضت رحيل قائلة .. ” سأعد له بعض الطعام حتى لا يغفو و هو جائع يكفي أنه لا يتناول الفطور و يظل يتلاعب بالطعام حتى ننتهى “
نهضت فوزية بدورها قائلة .. ” حسنا أفعلي ما تريدين أنا سأذهب لغرفتي أستريح قليلاً فيومي كان طويل بعد تنظيف الحمام و طهوه “
تركت كلتاهما يمان الذي نظر للطاولة بمرح قائلاً .. ” يا لحظك يا يمان لا تناول أرز اليوم فقط الحمام . “
سمع صوت رحيل تقول .. ” حمام و تنظيف الطاولة أيضاً “
زم شفتيه بضيق قبل أن يمد يده و يمسك بالحمام يأكله متمتما ..
” لا يهم تنظيف تنظيف سأحظى بوليمة على ايه حال “

************************
قال رفعت لمحدثه بهدوء .. ” لا ، لم يعد بعد ، غداً سأذهب إليه لأراه فغيبته قد طالت “
صمت قليلاً ينصت لمحدثه . قبل أن يجيب .. ” لا ، لم أخبره بالطبع عن معرفتكم لطلاقه “
صمت و أنصات و معاودة الحديث .. ” نعم بالطبع أخبرته بمجيئكم و أنكم تريدون رؤية زوجته . و لا أعرف حقاً كيف سيحلها فهو لم يحادثني عن ذلك “
أنصت قليلا ثم قال باسما .. ” أنا أيضاً متحمس لمعرفة كيف سيحل الأمر قبل مجيئكم “
بعد قليل من الانصات و الرد أغلق رفعت الهاتف و قد قرر الذهاب لأثير غداً ليخبره بأن أوان عودته للمنزل قد حانت .

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

ونس هو اسم عربي يطلق على الذكور والإناث و معناه الصحبة و الألفة و يوحي بالدفء و الأنس
حسان اسم علم مذكر عربي من الحُسن، جاء على صيغة المبالغة ليدلَّ على كثرة الحُسْن. أو هو مبالغة في الحِسِّ، فهو شديد الإحساس.


صابرين شعبان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس