 الفصل الثالث
هي مجرد حيطان لكن الذكريات عميقة هنا قضت دانا ثلاث سنوات من حياتها مازالت تتذكر كيف كانت فرحتها عند اول مرة دخلت لها ، هجرها لتتخلى عنها هذه الشقة ايضا .أما الآن فلا حل سوى المكوث عند خالتها إلى أن تجد حلا لهذه المعضلة .قامت بافتراش الارض لتغمض بعد ذلك عينيها لتترك الغد للغد.في الصباح استيقظت في السابعة صباحا لتجهيز افطارا خفيفا تناولته بسرعة لتحمل بيديها حقائبها الثلاث لتطرق الباب على السيد العاص ليفتح فتقول مادة له ظرفا ورقيا :"تفضل يا سيد ايجار الشهرين الماضيين وشكرا لك"
السيد لؤي :"هذه وظيفتي آنسة حمدان ".لتغادر دانا لتبدأ رحلة جديدة الله وحده العالم بما خفي خلف طياتها
اتجهت دانا الى المحطة بعد أن أوصلتها سيارة أجرة. اتوقفت السيارة اما المحطة لتخرج دانا مرتدية فستان اسود اللون يتجاوز الركبتين بقليل معه حذاء طويل نسبيا عتاركة شعرها ينساب على ظهرها واضعة نظارة سوداء تغطي عينيها السوداوين .ما زالت تعشق اللون الاسود بقوة .لتتجه بسرعة نحو القطار المنشود لتصل إلى مقصورة معينة وبذلك تجلس بطريقة ارستقراطية .بينما يتنحنح الشخص الجالس بجانبها لتجد عصام رؤوف زميلها في الثانوية لتقول وقد غلبتها الدهشة :"عصام مالذي تفعله هنا ؟"
عصام:" انت من جلست بالقرب مني لذا أنا من يجب أن يسألك"
دانا:"انا ذاهبة لزيارة قريبتي .ماذا عنك انت؟"
عصام :"لقد عدت من سويسرا هذه الأيام لذا اردت ان ازور والدي "
دانا :"جميل حقا .هل كنت تتسكع في سويسرا ؟"
عصام :"لا ،ياعزيزتي لقد تغيرت بحيث صرت اكثر تعقلا فأنا ذهبت اليها من أجل دراسة إدارة الأعمال ،اما انت ما شغلك الشاغل ؟"
دانا :"انا حاليا في السنة الثالثة من سلك الإجازة تخصص ادب انجليزي "
عصام :"ماهذا التغير المفاجئ ؟, الم تكوني تخصص علمي في الثانوية ."
دانا:"بلى ،لكن الضرورات تبيح المحظورات "
عصام :"بالتوفيق اذن "
دانا مبتسمة :"ولك أيضا"
لتوقف بذلك الكلام بينهما بإمساك دانا لكتاب تقرأ فيه بينما يضع عصام سماعات الاذن ليكمل استماعه لموسيقاه الصاخبة .وبذلك تمر الدقائق تليها الساعات .لتنتهي بذلك رحلة كل من دانا وعصام .
لتدير دانا وجهها ناحية عصام قائلة :"عصام من فضلك عندما ننزل من القطار تصرف وكانك لا تعرفني تعلم أن الناس تحب فهم الاشياء بشكل خاطئ ".
عصام وبإنزعاج:"حقا وماذا سيقولون عنا ؟"
دانا :" لا اعلم المهم الوقاية خير من العلاج، رغم أنه لا علاج لإشاعات الناس "
عصام :"الى اللقاء " ،ليغادر بذلك عصام تاركا دانا التي تحاول انزال حقائبه، بمجرد أن رفعت نظرها تجمدت ملامحها و بهتت.
|