عرض مشاركة واحدة
قديم 28-08-09, 05:22 PM   #5

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

دعاني ليماند لأعيش هنا مع أبني ديرميد وقد قبلت دعوته , وصلت منذ ستة أسابيع , وقررت البقاء في دانكريغان من أجل أبني كير يتربى في منزل جدوده ,هنا تربى والده كروفورد وترعرع وسأتيح لأبني فرصة التمتع بالأمتيازات ذاتها التي كانت لوالده من قبله , ولذلك سأبقى هنا .
عزيزتي ساندي , أحتاج لمساندتك المعنوية , مساندة لا تأتي ألا من فرد من أفراد العائلة الواحدة, وأنت أقرب ألي من شقيقتي في هذه الحياة, أقترح عليك أذا لم تكوني مرتبطة بعمل ما هذا الصيف , أن تحضري الى هنا لتساعديني في رعاية أبني ديرميد مقابل سكنك ومعيشتك , خلال عطلة الصيف, أنه شيطان صغير وأنا أجد صعوبة في ملاحقته لوحدي , أتذكر دائما رعايتك له يوم نزلت عندكم في أنكلترا, عند عمتي جين وعمي توم , والديك, بعد وفاة زوجي , أنا متأكدة أن وجودك معنا في دانكريغان سيساعدني وأبني على الأستقرار.
يوم وصلت ومعي أبني , أستقبلني كل من في المنزل بحرارة وود , تعرفت الى بعض الأصدقاء الجدد, أنني أجد ليماند متحفظا ومنطويا وغريب الأطوار , أرجوك يا ساندي أن تحضري لأن وجودك يساعدني كثيرا ولأنك من لحمي ودمي ويمكنني أن أثق بك في رعاية أبني, أذا وافقت على الحضور أعلميني متى وكيف وأين ستصلين وسأرسل من يستقبلك".
طوت ساندي الرسالة وأعادتها الى حقيبتها , يوم أستلمت الرسالة وأطلعت والدتها عليها كان ردها الفوري:
" عليك بالذهاب, أن أبنة خالك مرتا تعرف ما عليها من واجب لكنها, كما هو واضح , تجد صعوبة في تحقيق غايتها , صحيح أنها ستبقى هناك من أجل أبنها ,ولكنني أقرأ بين السطور أنها تخاف من شقيق زوجها , أذهبي يا ساندي وأبقي قربها وأمسكي بيدها وشجعيها , مرتا تحب من يمسك بيدها ويحميها ويشعرها بالحب والأهتمام"..
وعلى الفور بدأت ساندي أستعدادها للسفر وأكملت المعاملات الضرورية له وأستعملت الباص لأنه أرخص وسائل النقل الى دانكريفان, وها هي الآن تدخل بلدة هنان.
توقف الباص في الشارع العريض الذي بللته الأمطار , حركة السير عظيمة, بدأ اللغط باللهجة الأسكوتلندية في حركة نزول وصعود الركاب , جلست أمرأة بدينة قرب ساندي , أعتذرت لها لأنها ستأخذ قسما كبيرا من المقعد المزدوج , كانت تحمل باقة ورد جميلة في يدها , أبدت ساندي أعجابها بالورود فأخبرتها المرأة أنها في طريقها الى المستشفى في دمفريز لتزور أبنتها التي وضعت مولودها الأول , كانت المرأة سعيدة جدا بحفيدها وقالت مخاطبة ساندي:
" عرفت من لهجتك أنك لست من هنا".
" كلا, أنا غريبة , قدمت من هامشير في جنوب أنكلترا في طريقي الى حصن دانكريفان".
" أوه, لكن لماذا تقصدين هذا الحصن؟".
" لأبقى في ضيافة أبنة خالي التي تسكن هناك, هل تعرفين المكان؟".
" آه , نعم , لقد تربيت في مكان قريب من الحصن وما يزال شقيقي يملك مزرعة بالقرب منه".
" أذن أنت تعرفين أصحاب الحصن والعائلة التي تملكه؟".
" أل كالدويل السود تعنين؟". تنحنحت المرأة وأكملت:
"ليس هناك ما لا أعرفه عنهم ".
" أخبريني لماذا لقبوهم بالسود؟".
" هو يا صغيرتي لقبهم لأن لون بشرتهم يميل الى السواد فشعرهم أسود فاحم وكذلك عيونهم سوداء , وربما أيضا لقبوهم بالسود نسبة لأعمالهم السوداء في الماضي".
" ما هي نوع أعمالهم السوداء؟".
" أعمال بشعة كالسرقة , النهب والتهريب وما شابه".
" ماذا كانوا يسرقون؟".
" كانوا يسرقون الماشية من الغير, كالخراف والبقر وغيرها , كان العديد من الناس يقومون بمثل تلك الأعمال ولكنهم يبرزونهم ويتفوقون عليهم , ومع الأيام أصبحوا من الأثرياء وبالتالي أحترمهم الناس لمالهم, سمعت أن المايجور كاقن كالدويل , الذي توفي منذ سنتين , مات مفلسا , عمل في الجيش , مثل جدوده , وأستحق العديد من الميداليات لبطولات أحرزها في الجيش , كان السيد كافن منطويا على نفسه ومنعزلا عن الناس بعد وفاة زوجته وحزنه عليها , كانت زوجته وقحة ومتهورة وقد تركت له ولدين توأمين ليعتني بهما ويربيهما , شيطانين , شريسين , وغدين ولا يستغرب ذلك , فسوء تصرفهما أكبر شاهد على أنهما ينتميان الى هذه العائلة السوداء , يعيش كبير التوأمين في الحصن الآن , ترك منزل والده منذ أثنتي عشرة سنة بعد أن تشاجر مع والده لسوء تصرفه مما حط من قدر العائلة , ثم عاد ليرث الأملاك , هو صارم وقاس جدا".
تشعب الحديث بين ساندي وجارتها البدينة وشغل مواضيع أخرى , وصل الباص الى ضاحية بلدة أخرى , نزلت لمرأة الثرثارة وتابع الباص سيره ببطء , كانت ساندي تراقب المنازل وقرميدها الأحمر , حجارتها بللها المطر , مرت أمامها ساعة قديمة في برج قديم في الشارع الرئيسي , ثم وصل الباص الى ساحة كبيرة قرب النهر حيث نهاية الرحلة.
نزلت ساندي من الباص الى الشارع المبتل , لفحها الهواء البارد على وجنتيها كما داعب خصلات شعرها الأصفر المنسدل على كتفيها , كان صوت أنسياب مياه النهر فوق السد يصل لسمعها , تساءلت هل حضرت أبنة خالها لأستقبالها؟
" آنسة فيليبس؟".
سمعت صوتا خلفها يناديها , كان صوت رجل بارد , غير مميز , كأن الذي ناداها لا يهمه أن كانت هي الآنسة فيليبس أم غيرها , ألتفتت ساندي ناحية الرجل الذي ناداها , كان يقف خلفها مباشرة , أطول منها بقليل , عريض المنكبين , ويلبس سترة صفراء واقية من المطر , شعره الأسود القصير المبلل ينسدل فوق جبهته بدون ترتيب , ياقته مرفوعة الى أعلى أتقاء للمطر , وجهه الصارم بدون أي أبتسام , تجلت قساوته في شدة سواد عينيه.
" نعم أنا الآنسة فيليبس , ومن أنت؟".
أجابها بأقتضاب:
" كالدويل من دانكريغان".
ألى أي طبقة تنتمي هذه العائلة في علم الأنساب؟ تساءلت ساندي وهي تنظر الى الرجل الواقف أمامها , لا بد أنه ليماند المنطوي , المنعزل , الغريب الأطوار , هو بعينه وريث حصن كالويل وممتلكاته.
سألها بجفاف وهو يشير الى حقيبة صغيرة بقربها:
" هل هذا كل ما تحملينه معك من متاع؟".
أجابته وهي تحاول الأبتسام , رافضةأن يسخر منها ويحط من قدرها :
" نعم , أنا أسافر خفيفة".
رمقها بنظرة آمرة وقال:
" الشباب عادة يسافرون هكذا ". وفي أجابته حزم أكيد على أن الحديث قد أنتهى.
حمل لها حقيبتها على كتفه وأدار ظهره ومشى أمامها قائلا:
" السيارة واقفة في الجهة الأخرى من هنا".
كان على ساندي أن تتبعه عبر الشارع العريض المبلل الى سيارة قديمة بالية , وتأمل أن تجد أبنة خالها مرتا وأبنها بأنتظارها داخل السيارة , لترحب بوصولها , لكن السيارة كانت فارغة من البشر , فتح ليماند صندوق السيارة الخلفي , ووضع فيه الحقيبة فوق عدة متنافرة الأشكال مختلفة الأنواع ثم أقفل الصندوق.
" أدخلي! ", أمرها ثم مشى هو الى المقعد خلف مقود السيارة.
" هل أجلس في المقعد الخلفي أم الأمامي؟".
" كما يحلو لك! الأبواب كلها مفتوحة ".أجابها بدون أي أكتراث فشعرت بأنها بدأت تكرهه وترفضه , لم تنتظر منه أكثر من لياقات أولية في معاملتها , كان عدم أكتراثه بها وقحا ومريرا ويصعب عليها أحتماله .
وجدت كيسا صغيرا أمام المقعد الخلفي على أرض السيارة , لذلك أختارت المقعد الأمامي , دخلت بعد أن أدار ليماند محرك السيارة , خلع سترته الواقية ورماها على المقعد خلفه , كان يرتدي طقما رماديا مخصصا للصيد مصنوعا من أجود الأقمشة , وكنزة سوداء لها قبة عالية.
أدار المحرك وحل الكابح وبسرعة قفزت السيارة عدة قفزات ومشت بعدها بصعوبة , مشت فوق الجسر الى جهة الشمال وتوقفت على المفترق تنتظر دورها بالمرور , نظرت ساندي الى أشارة جانبية على الطريق كتب عليها : غلاسكو الى اليمين, من ضمن لائحة بأسماء مدن أخرى , أضاء اللون الأخضر وتابعت السيارة تحركها الى الأمام.
كانت مسّاحات الزجاج الأمامي تزيل الأمطار وهي تزقزق لأنها تحتاج للتزييت , والمحرك يخرج أصواتا نشاذا , لم تكن ساندي تنتظر سيارة مهترئة كهذه , كانت أبنة خالها تخبرها أن عائلة زوجها كروفورد من الميسورين ويملكون أفخر الأثاث ويقتنون سيارات السبور والليموزين وغيرها من السيارات الفخمة.
بدأت رائحة تزكم الأنوف تنتشر داخل السيارة , نظرت ساندي حولها متفحصة , لفت نظرها الكيس الموضوع في أرض السيارة خلفها , أعادت التحديق اليه , رأت عجلا صغيرا يقبع في داخل الكيس ولم يظهر منه سوى رأسه , كانت عيناه مغلقتين , تمنت ساندي أن لا يكون ميتا , أستراحت ساندي بعد أن عرفت مصدر الرائحة الكريهة , نظرت عبر النافذة تتسلى , مرت السيارة بالمنازل القديمة من البناء الحجري الجيد يعلوها القرميد الأحمر وتلفها الشجيرات الوردية كأنها أكاليل الغار, وغيرها من المنازل التي بدأت تلمع الأنوار من داخلها لتبدد العتمة التي بداخلها باكرا مع المطر الشديد , تابعت السيارة سيرها وسط حقول شاسعة رمادية بعضها مزروع بشجر الحور القاسي ... أو الدردار.
أسترقت ساندي النظر اليه بمكر من طرف عينها , تذكرت جميع الصفات التي أسبغتها المرأة البدينة في الباص عليه ( رجل أسكوتلندي قاس وصلب) أعادت النظر , نعم هو كذلك , وجهه وجبهته العريضة وشموخ أنفه.... مع فمه الدقيق وفكه ينحرف في زاوية معينة كأنه تمثال حجري ... أنه يشبه تمثال الفارس النورماندي الموجود فوق قبر في بلدتها هامشير بداخل الكنيسة.
سافرت ساندي مع أحلام اليقظة عبر التاريخ وهي تنظر من النافذة الى البعيد , لا بد أن مؤسس عائلة كالدويل هو فارس نورماندي , تخيلته قادما من شمال أنكلترا ليساعد الملك داوود الأول في تثبيت دعائم ملكه في أسكوتلندا وبالمقابل أعطاه الملك الأ**** الواسعة مكافأة له على مساعداته.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس