عرض مشاركة واحدة
قديم 10-01-20, 02:39 PM   #38

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل السابع
================

قالت بسمة:- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ثم صمتت بمقدار ما يرد الطرف الثاني التحية.
فقالت بسمة:- ازيك يا بوسي أيه أخبارك؟
فنظرت هدى إلى شاشة التليفون لتتأكد من المتصل فقد كانت هدى هي الطرف الاخر الذى تحدثه بسمة.
فقالت هدى:- بوسي مين يا بنتي سلامتك، أنتي لخبطي في النمرة ولا أيه.
فقالت بسمة:- الحمد لله أنا بخير وتمام.
فقالت هدى:- بخير وتمام أيه أنتى شكلك سلوك مخك دخلت في بعض.
فقالت بسمة:- كدا برضو يا ندله يبقى بقالي فترة شغاله في شركة قريبة من بيتك ولغاية دلوقتى مفكرتيش ولا مرة تيجي تشوفيني فيها، فلحة بس كل ما تتكلمى تقولي أنك هتجيلي تزوريني ومفيش حد شاف وشك لغاية دلوقتى.
وكانت بسمة تنظر إلى آسر فوجدته ينظر لها بإمعان ويتابع حديثها بتركيز شديد.
فقالت هدى:- لا... كدا أنا اتأكد أن شغلك مع الاشكيف طير الشوية اللي كانوا فضلين في عقلك.
فقالت بسمة:- خلاص تمام هستناكى بكره أن شاء الله تعدى عليا في المكتب وعلشان كمان تشوفي صحبتك في شغلها الجديد.
فقالت هدى:- مين دي اللي تجيلك... هو أنا مجنونه، دا أنا بالشكل دا مش هفكر أنى أعدى من جامب الشركة عندكم.
فقالت بسمة:- يللا سلام.
فقالت هدى:- يا عيني عليكي يا بسمة، كان بدرى عليكي عقلك يطير يا لوزه... يللا خد الشر وراح، سلام.
فقالت بسمة وهي توجه حديثها إلى آسر:- خلاص يا أستاذ آسر بوسي بكره أن شاء الله هتكون هنا... حضرتك بس تؤمر.
فقال آسر:- شكراً... بجد مش عارف أشكرك أزاي.
فقالت بسمة:- على أيه... الموضوع مش مستاهل.
فقال آسر محدث نفسه:- الموضوع مش مستاهل أزاي...(ثم تنهد وكأن أحد ازاح الهرم الاكبر عن كاهله) آاااه لو تعرفي أنك بكدا رجعتي لي روحي تانى ليه.
وبعد فترة رن هاتف بسمة فأمسكته وكانت المتصلة هي هدى فردت عليها بسمة وهي جالسة على مكتبها، وكانت هذه أول مرة تكلم بسمة هدى ولم تذهب إلى مكان منعزل.
فقالت بسمة:- أيوه يا هدى.
فقالت هدى:- الحمد لله أنك عرفتي أنى هدى مش بوسي.
فقالت بسمة:- أكيد عارفة، أيه يا بنتي مالك؟
فقالت هدى:- أنا برضو اللي مالي ولا أنتى اللي كله ساح عندك على بعضه.
فقالت بسمة وهي تضحك:- لا متخفيش مفيش حاجه ساحت ولا حاجه.
فقالت هدى:- أومال أيه اللخبطة اللي كانت من شوية دي.
فقالت بسمة:- مش هينفع دلوقتى علشان عندي شغل كتير لما هروح هكلمك وأفهمك على كل حاجه.
فقالت هدى:- خلاص ماشي بس ما تنسيش... أنا عاوزه أفهم.
فقالت بسمة:- لا متقلقيش مش هنسى، يللا سلام.
وما تبقى من يوم العمل كانت بسمة تسترق النظر إلى آسر فتجده شارد الذهن يتنقل بين ذكرياته تعلو وجهه أحياناً ابتسامه خفيفة وأحياناً تلمع قطرات من ماء العيون في مقلتيه.
وفي بيت بسمة كانت بسمة تكلم هدى في التليفون قائلة:- ايوه يا دودو.
فقالت هدى:- أيه يا بنتي اللخبطة اللي كنتي فيها الصبح دي.... فهميني بقى في أيه؟
فقالت بسمة:- مش الاشكيف طلع يعرف بوسي!
فقالت هدى:- بوسي مين؟! ومين دا اللي طلع يعرفها؟ هو منين بيودي على فين؟!
فقالت بسمة:- أيه يا هدى متركزي معايا شوية مالك النهاردة؟
فقالت هدى:- ما انتى اللي بتقولي حاجات عجيبة النهاردة.
فقالت بسمه:- هو فعلاً النهاردة يوم العجب العجاب.
فقالت هدى:- الاشكيف اللي هو آسر طلع يعرف بوسي.
فقالت بسمة:- أيوه... تخيلي.
فقالت هدى:- بوسي.. بوسي.. اللي هي بوسي بتاعتنا.
فقالت بسمة:- ايوه بوسي بتاعتنا.
فقالت هدى:- وآسر... آسر اللي هو الاشكيف.
فقالت بسمة:- أيوه هو آسر الاشكيف وبوسي إياها.
فقالت هدى:- طب أزاي دي صعبة أوى.
فقالت بسمة:- مش بقولك النهاردة كان يوم عجب.
فقالت هدى:- لاء أستنى الموضوع مش هينفع على التليفون أنا هلبس واجيلك.
وأثناء عودة آسر إلى بيته مر أمام محل ألعاب ودمى فتوقف ونزل من سيارته ودخل المحل وأخذ يبحث عن دميه مختصة فآتت بائعة في المحل ووقفت بجوار آسر وقالت له:- شكل حضرتك بدور على حاجه بعنها، قولي على شكلها يمكن أقدر اساعدك.
فقال آسر:- آه... فعلاً أنا بدور على حاجه مخصوصة، هو دبدوب لونه موف فاتح وبطنه كانت باللون الأبيض مرسوم فيها قلب بجناحين لونه بمبي غامق.
فقالت البائعة بتعجب:- أنا بقالي فتره هنا مشوفتش قبل كدا دبدوب بالمواصفات دي.
وهم آسر بالمغادرة وقد علا وجهه الحزن حتى استوقفه صاحب المحل وهو رجل تنم التجاعيد في وجهه عن سنه الذى قد يكون تجاوز الخمسين إن لم يكن قد اقترب من الستين قائلاً:- يااا... هو لسه في حد بيدور على دبدوب السعادة.
فنظر آسر له بفرحة وقال:- حضرتك تعرفه؟
فقال صاحب المحل:- اكيد طبعاً، أنا ياما بعت منه من 20 سنة تقريباً، بس أنت أيه اللي فكرك بيه دلوقتى دا بقاله مده كبيره محدش سأل عنه والمصنع بتاعه بطل يعمل منه.
فقال آسر:- اصلى كنت محتاج واحد منه ضروري. بعد أن لمع الحزن مرة ثانية في عيني آسر.
فقال صاحب المحل:- خلاص متزعلش نفسك، أنا ممكن اتصرفلك في واحد طالما أنت عاوزه ضروري أوى كدا.
فقال آسر:- ياريت يا عم، أنت كدا تبقى خدمتني خدمة كبيرة يحسن بقالي مده بدور عليه ومش لقيه ومحتاجه بكره ضروري.
فقال صاحب المحل:- بكره.... بكره.
فقال آسر:- ويا سلام لو لقيتهولى النهاردة.... ساعتها مش عارف أنا ممكن أعمل ايه.
فقال صاحب المحل:- خلاص يبنى عدي عليا أخر اليوم على الساعة 11 بليل أكون شوفت عندي في المخزن القديم أو أكون قدرت أتصرفلك في واحد.
فقال آسر:- يارب تلاقي وأن شاء الله هكون عند حضرتك الساعة 11 بالتمام، تحب أسيب لحضرتك حاجه من حسابه.
فقال صاحب المحل:- خليها لما ألقيه الأول.
وفي بيت بسمة كانت هدى قد وصلت وسلمت على والدت بسمة قائلة:- ازيك يا طنط، عامله أيه دلوقتى؟
فقالت والدت بسمة:- الحمد لله يا هدى بخير، انتى عامله أيه ومامتك وأخواتك؟
فقالت هدى:- بخير الحمد لله، ماما كانت عاوزة تيجى تشوفك بس حضرتك عارفة أن رجلها بتوجعها ومبقتش تقدر تنزل كتير اليومين دول.
فقالت الام:- ألف سلامه عليها، ربنا يشفهالكم ويعفيها ويباركلكم فيها وتفرح بيكى عن قريب، وأن شاء الله في اقرب فرصه اروح ازورها واقعد معاها شوية.
فقالت هدى:- تسلميلي يا طنط، تنورينا في أي وقت.
ثم عم الصمت للحظات وكانت بسمة وهدى ينظران إلى بعضهما، ففهمت الام ما ترمى له نظرات هدى وبسمة فقالت موجها كلامها لبسمة:- بسمة خدى هدى واقعدوا في اوضتك علشان تكونوا على رحتكم... هدى مش غريبة.
فأمسكت بسمة هدى من يدها وتوجهة إلى غرفة بسمة وهدى تقول:- عن اذنك يا طنط.
وفي غرفة بسمة جلست هدى على سرير بسمة والتقطت أحد الدباديب الموجودة على السرير واحتضنتها وأسندت رأسها عليه وجلست بسمة وهى تتكأ بجانبها على السرير في مواجهة هدى.
فقالت هدى:- تعالى هنا وفهمينى كل حاجة بالتفصيل.
فشرحت بسمة ما حدث معها بالتفصيل إلى هدى.
فقالت هدى بتعجب:- معقول دا يحصل.... أيه الصدفة الغريبة دي؟!
فقالت بسمة:- شوفتي يا بنتي.
فقالت هدى:- طيب والصورة دي وصلتله أزاي؟
فقالت بسمة:- ما هو دا اللي محيرني ومن ساعة ما شوفتها بحاول أفكر مش عارفة أوصل لحل.
ثم عم الصمت حتى خرجت بسمة بفكرة وهنا اعتدلت بسمة في جلستها قائلة:- بس... انتى عارفة يا هدى أن الصورة دي جت في وقتها.
فقالت هدى:- أزاي يعنى؟
فقالت بسمة وهى تذهب وتجيء أمام هدى:- أنا من خلال الصورة دي اقدر اخد حقي واخلص تاري مع الاشكيف.
فقالت هدى وهي تتابع بسمة بعينيها:- أزاي!... قصدك أيه، شكلك كدا نويه على حاجه.
فقالت بسمة:- قبل ما أعرفه فين بوسي لازم أعرف الأول الصورة دي وصلتله أزاي والاهم أنى اخلص كل اللي كان بيعمله فيا وأحرق دمه زي ما ياما حرق دمى.
فأمسكت هدى يد بسمة وقالت لها:- اقعدي هنا كدا وفهمينى انتى ناوية على أيه؟
فجلست بسمة على السرير ثم قالت:- هلعبه لغاية موصل للي أنا عاوزاه.
ثم اتبعت كلامها:- انتى كل اللي عليكى أن بكره على الساعة 12 ونص أو 1 تتصلي بيا وأنا هكتب على رقمك في الموبايل اسم بوسي وتقولي أنك مش هتقدري تجيلى وأنك هتحاولى تجيلى في وقت تانى... اشطة.
فقالت هدى:- أشطات... بس خدى بالك يحسن تتقلب اللعبة عليكى.
وفي الصباح كان آسر يكاد أن يطير قلبه من بين أضلعه فرحاً، لقد آتى اليوم الذى لطالما انتظره فكم تمنا أن يلتقي بصديقة طفولته، حب صغره الذى رافقه طوال عمره، فكان يجلس على مكتبه ويضع صندوق هدايا على ترابيزة صغيره ملاصقة لمكتبه من ناحية يمين آسر موضوع عليها التليفونات الخاصة بالمكتب.
وكانت بسمة من حين إلى آخر تسترق النظر إلى آسر فتجده إما أنه ينظر إلى ساعته أو يقلب الصندوق بين يديه وكان كثير الشرود.
وكان آسر يترقب وصول بوسي في أي وقت وكان يتنقل بين ذكريات طفولته وبين الواقع حتى وضع يده على الصندوق وتذكر بوسي وهي تمسك بدبدوب مثل الذى أشتراه آسر بالأمس.
بوسي وهى تلعب بالدبدوب:- أصحى يا صونؤر... أصحي يللا كدا هتتأخر على المدرسة.
فقال آسر وهو يتصنع الجدية:- أيه هو سي صونؤر دا لسه مصحيش لغاية دلوقتى يللا علشان أوصله المدرسة في طريقي.
فقالت بوسي:- يللا بقى يا صنؤرى أصحى... بابا بيزعق.
فقال آسر:- أنا كدا هتأخر على الشغل.
فقد كان آسر وبوسي دائماً يلعبا سوياً لعبة الاسرة فتقوم بوسي بدور الام الحنونه ويقوم آسر بدور الاب الحامي لأسرته والعطوف عليها وكانت كوكي هي البنت الكبرى لآسر وبوسي والدبدوب هو الابن الصغير الشقى والمدلل صونؤر.
وأثناء اندماج آسر وبوسي في لعبهم إذا بأحد الأطفال ينقض على صونؤر ليخطفه ويجري به.
وهنا أحست بوسي وكأن احد قام باختطاف أبنها صغيرها المدلل وانفجرت في البكاء حزناً عليه وما إن رآها آسر على هذا الحال حتى أطلق لساقيه العنان ليسابق الريح لكى يصل إلى هذا الغادر الخاطف لأبنهما وبالفعل لحق بيه وأمسكه وحاول أن يستعيد صونؤر من يديه ولكن كان هذا الطفل متمسك بالدبدوب ويمسك به بقوه ولكن كان آسر مستميت على صونؤر بكل قوته حتى استطاع أن يفلته من يد الطفل ولكن بعد أن تمزق جزء من إحدى أطرافه.
وعندما عاد آسر وهو يحنى رأسه ويخفي صونؤر خلف ظهره ثم أخرجه وجعله أمامه رويداً رويداً وما إن وقعت عيني بوسي على صغيرها حتى تلألأت قطرات من الدمع في عينها.
فضم آسر بوسي إليه وقال:- متزعليش يا بوسي أنا هصلحه دلوقتى وهيكون أحسن من الأول.
ثم هرول آسر إلى بيته ثم عاد وهو يحمل إبره وخيط ثم جلس بجوار بوسي وأخذ من يدها الدبدوب ووضعه على رجليه وفي محاولة منه أن يعيد حشو الدبدوب الذى خرج منه وأن يخيط الجزء الذى تمزق أستطاع بالفعل أن يداوى ما حدث ولكنه لم يستطع أن يخفى آثر الخياطة جيداً، وعندما أنهى آسر اصلاح الدبدوب نظر إليه فوجد آثر الخياطة واضحاً أحس بالحزن وبدا ذلك عليه جلياً، فأطرق برأسه إلى الأسفل.
وهنا وضعت بوسي يدها على خد آسر وقبلته في خده الآخر وقالت له:- شكراً أنك صلحتهولى.
فنظر آسر لها ثم عاد بناظرة إلى الدبدوب وأخذ يمسح بأصبعه على آثر الخياطة.
ففهمت بوسي أنه حزين لآنه لم يستطع إرجاعه كما كان، فأمسكت يده وقالت:- كدا بقى صونؤر مميز ومفيش حد تانى شبهه.
ثم أكملت موجهه حديثها إلى الدبدوب:- شوفت يا صنؤرى بابا عملك عمليه وخلى دراعك أقوى من الأول.
وفي المكتب كان يرتسم على وجه آسر ابتسامة واسعه بسبب ما داعبه من ذكريات، وما أفاقه إلا صوت هاتف بسمة وهو يرن فقد حان الميعاد الذي اتفقت عليه هدى وبسمة.
فجذبت بسمة تليفونها ونظرت فيه ثم قالت:- دي بوسي.
وهنا انتبه آسر ولأول مره يتابع بسمة وهى تتحدث في التليفون.
فقالت بسمة وهي تبتسم:- أيه وصلتي خلاص. ثم صمتت وتظاهرت بالاستياء ثم نظرت إلى آسر الذى كانت أعيونه متعلقة بها.
وقالت:- أيه... مش هتقدرى تيجى ليه؟!
وهنا وقعت هذه الكلمات على قلب آسر وكأنما سكين غمست فيه وصعد أثرها على وجهه.
فقالت بسمة وهى تتابع حديثها على التليفون:- آه.. خلاص ماشي، زي ما تحبي.. سلام.
ثم نظرت إلى آسر وقالت:- أنا آسفة يا أستاذ آسر... بوسي أتصلت وبتقول أنها مش هتقدر تيجى.
فقال آسر بلهفة تملؤها الحزن الممزوج بالقلق:- هي كويسة.
فقالت بسمة بتعجب:- آه كويسة!... بس حصل عندها ظروف ومش هتقدر تيجى النهاردة.
ثم أكملت حديثها سريعاً:- بس قالت أنها هتيجى قريب.
فارتسمت على شفتي آسر ابتسامة لا تصل إلى أن تقلل من الحزن الذى يملأ عينيه وهز برأسه فقط.
ثم جلست بسمة تفكر في موقف آسر وتحدث نفسها:- أزاي بعد كل اللي حصل دا يكون كل اللي هامه أنه يعرف أنها كويسه ولا لاء وأن سبب اللي مخلهاش تيجي أنها متكونش تعبانة أو حصل لها حاجه، دا أنا لو في حد عمل معايا الحركة دي مش بعيد كنت معرفتهوش تانى... هي أيه الحكاية بالظبط.
وفي البيت كان آسر يحاول أن يتظاهر أمام كارما أنه على طبيعته ليخفى عنها ألمه وشعوره الكبير بخيبة الأمل بعد أن بنا لنفسه قصوراً من الاحلام وكم كان يمنى ننفسه بالنظر إلى حبيبته وقطته الصغيرة والقرب منها وإعادة وصل ما قد قطع ولكن للآسف هذا لم يحدث، فحاول أن يخفى عن كارما مدا ألمه ولكن لم يفلح في هذا الامر، فقد شعرت كارما بما يحاول أن يخفيه فبعد أن تناولا الغداء ذهب آسر إلى غرفته وما لبث أن آتت كارما لتطمئن عليه.
فطرقت الباب قائلة:- آسر أنت نمت؟
فقال آسر:- ادخلى يا كارما.
فتساءلت كارما بعد أن جلست بجواره على السرير:- مالك يا آسر؟
فأجاب آسر:- أبداً يا كوكى، مفيش حاجه أيه اللي خلاكي تقولي كدا؟
فقالت كارما:- دا على أساس أنى مش عرفاك، متنساش أنى أقدر أعرف أمتى بتكون بتهزر مبسوط فعلاً من قلبك، وأمتى بتكون حاطت ماسك الهزار.
فقال آسر:- ماشي يا عم المفتش كونن، انتى عاوزه تفهمينى أنك كبرتي أوى كدا.
فقالت كارما:- الموضوع ملهوش دعوه بالسن، الموضوع هنا يخص الإحساس.
فنظر آسر لكارما وهو معجب بها ثم قال:- أيوه يا عم الحساس.
فقالت كارما:- أيوه يا آسر أحساس، أنت عارف... انت بالنسبالي مش بس أخويا، أنت أبويا وسنتي في الدنيا دي، أنت السند اللي بتسند عليه لما بكون هقع، أنت أماني من أي حاجه بتخوفني، أنت اللي برمي عليك همومي وبيشيل عنى أي حمل أو أي حاجه تزعلني لأنى متأكدة أن مفيش حد هيخاف عليه ويتمنالى الخير غيرك أنت، بس لما بشوفك زعلان أو مضايق بحس أنك ابنى وببقى هتجنن علشان اعرف مالك، وساعتها بتمنى أن يكون معايا استيكه أمسح بيها كل احزانك وهمومك، وأفلتت دمعه من عيني كارما.
وهنا احتضن آسر كارما بقوة وكأنما أراد أن يمزجها بأضلعه، فقد أيقن أنه لا توجد قوة في هذا العالم تستطيع أن تفرق بينه وبين كارما، وأنهما جزئيين يكمل بعضهما الاخر ولا يمكن أن ينفصلا.
وفي بيت بسمة كانت لأول مرة تشعر بالضيق لما حل بآسر وأنها هي السبب فيما حدث له، فقد كان ضميرها يؤرقها لما فعلته بآسر واللعب به بهذه الطريقة فكانت بسمة تحدث نفسها:- أيه اللي أنا عملته دا؟ وأيه كمية الإحباط دي اللي شوفتها في عيون آسر، أنا من ساعة ما أشتغلت معاه مشفتوش بالضعف دا ولا الحزن دا، هو فعلاً كان كل ما يشوفني كان يضايق بس برغم كدا عمرى ما شوفته بالشكل دا.
ثم أكملت حديثها وكأن روح الانتقام هي المسيطرة:- حزين أيه.. دا يستاهل اللي حصل فيه واكتر، علشان يشوف شوية من اللي ورهوني ويتحرق دمه زي ما ياما حرق دمى ونرفزني، أيه يا بسمة هو هيصعب عليكي ولا أيه؟ علشان زعله شوية ما أنتى من ساعة ما أشتغلتى معه وهو مزعلك على طول ووقفلك على الوحدة... دا أنتى من كتر عمايله معاكى فكرتي أنك تسيبي الشغل من تحت راسه، لاء أجمدى كدا وكملي اللي بدأتيه للآخر، انتى خلاص بدأتي في الدرس ولازم تخلصيه للآخر لازم تعلمية أن لكل فعل رد فعل وممكن يكون اقوى منه مش بس مساوى ليه، وعلشان يعرف أن مش الكل بيسامح في حقوقه.
************
ومرت عدة أيام لم يعرف آسر كيف مرو فقد كانت عينيه متعلقة بالباب ينتظر قدوم بوسي ودخولها من باب المكتب في أي وقت ولكن هذا لم يحدث وكان كل يوم ينبعث فيه امل أمكانية رؤيته لقطته، حبيبته الصغيرة ويموت هذا الامل ومعه جزء من روحه عندما يحين موعد الانصراف من العمل، حتى آتى يوم فقد فيه آسر كل أمل له في أن تأتى بوسي وتزوره في المكتب واستجمع فيه شجاعته وتوجه إلى بسمة قائلاً:- أستاذة بسمة... أنا عارف أنى طلبت منك قبل كدا رقم بوسي أو حتى طريقة أعرف اتواصل بيها معاها.
فقالت بسمة:- أنا، آسفة....
وهنا قاطع آسر بسمة قائلاً:- أنا عارف أنك مش هتقدرى تدينى نمرتها غير لما تستأذنيها، أنا فاهم دا كويس ومقدره، بس أنا فعلاً محتاج أتواصل معاها فلو ممكن تستأذنيها أنى اخد رقمها أكون شاكر ليكى.
فقالت بسمة:- حاضر.... هبلغها وارد على حضرتك بكره أن شاء الله.
فقال آسر:- شكراً. وتوجه إلى مكتبه وجلس ينهى ما تبقى لديه من عمل.
واخذت بسمة تفكر كيف تخرج من هذا المأزق، حتى ابتسمت ابتسامه تنم عن أنها توصلت لحل.
وفي البيت كانت بسمة تكلم هدى على التليفون فقالت:- أيوه يا دودو، ألحقى صاحبتك يحسن شكلي كدا وقعت نفسي في مشكلة.
فقالت هدى:- ليه في أيه؟ أيه اللي عملتيه يا كارثه؟
فقالت بسمة:- الاشكيف.
فقالت هدى:- ماله تانى، والله دا أنتى اللي بقيتي الاشكيف والواحد بدأ يخاف منك؟
فقالت بسمة:- ما هو اللي بدأ، والبادي أظلم، المهم دلوقتى دبرينى.
فقالت هدى:- في أيه بس وأيه اللي حصل يا أخرة صبري.
فقالت بسمة:- الاشكيف النهاردة طلب منى أنى استأذن بوسي واديله رقمها.
فقالت هدى:- يا نهار أبيض، وهتعملي أيه دلوقتي؟
فقالت بسمة:- أبيض... قولي يا نهار كحلى، بني، أنما مش أبيض خالص، مش عارفه أعمل أيه، هو لو أنا عارفه هعمل أيه كنت أتصلت بيكى أخد رأيك؟
فقالت هدى:- طب قوليلى هو سمع صوتك في التليفون قبل كدا أو معه نمرتك؟
فقالت بسمة:- لاء طبعاً، أنتى متخيله أنه ممكن يكون في يوم من الأيام اتكلمنا في التليفون، بس مش عارفة في الـ c.v اللي كنت قدمته كنت كاتبه رقم واحد بس ومعتقدش أن في حد في الشغل معه رقمي التانى، بس بتسألى ليه؟
فقالت هدى:- بما أن صوتك في التليفون بيكون متغير عن صوتك الحقيقي، وكتير بيتلخبطوا لما بيكلموكى فيه، أيه رأيك تكلميه أنتى؟
فقالت بسمة:- أزاي دا، طب ما هو كدا ممكن يعرفني.
فقالت هدى:- أنا هقولك تعملي أيه.
وفي بيت آسر كانت كارما جالسة على كنبة الانتريه تشاهد التلفاز فآتى آسر وجلس بجوارها وقال:- أيوه بالناس البخيلة.
فقالت كارما وهي تنظر إليه:- ليه بقى؟!
فقال آسر:- أنتى مش ملاحظة أن من ساعة ما أتخطبتى معزمتيش وليد وأهله ولا مره عندنا، هو مش المفروض نعملهم عزومه حلوه كدا، حتى علشان يطمنوا على أبنهم أنه هيتجوز ست بيت شاطره، ولا عاوزاهم يقولوا أننا نسبنا بيت ناس بخلا أو يقولوا أن مراة ابننا مبتعرفش تطبخ.
فقالت كارما:- ايوه صحيح... أزاي راح عن بالى فكرة العزومة؟
فقال آسر:- علشان تعرفي أنى على طول بفكر فيكي وفي مصلحتك.
فقالت كارما:- ربنا يخليك ليا، أنا من غيرك مكنتش عارفه كنت هعمل أيه.
فأمسكت كارما تليفونها وأخذت تكتب لوليد رسالة على الواتس.
وهنا سألها آسر:- بتعملى أيه؟
فقالت كارما:- بكلم وليد علشان أقوله على العزومة.
فقال آسر:- بسرعة كدا.
فقالت كارما:- أيوه خليها فحموتها كدا وأنا متحمسة، خير العزومات عاجلها.
وفي المكتب كانت بسمة تعطي لآسر بعض الأوراق ليراجعها وهنا انتهز آسر الفرصة وسألها عن رد بوسي على طلبه.
فقال آسر وهو يتلجلج:- استاذه بسمة... ياترا قدرتى تكلمى بوسي؟
فقالت بسمة:- آه كلمتها. وهنا نظر آسر باهتمام مترقب لما ستجيب به بسمة.
ثم أكملت بسمة حديثها في قليل من التردد:- هي بتفضل أنها تاخد رقمك وهى تكلمك لما يكون الوقت مناسب ليها... أنت عارف علشان ميكونش في مشاكل ليها، فقولت استأذنك الأول قبل ما ادهولها.
فقال آسر متفهماً:- آه طبعاً... تتصل في أي وقت، بس كنتى اتديلها الرقم على طول.
فنظرت بسمة بتعجب ثم ابتسمت وقالت:- ادهولها أزاي وأنا اصلاً مش معايا.
فضحك آسر وقال:- آه صحيح... معلش أنا آسف.
فقالت بسمة وهى تبتسم لآسر:- حصل خير... وأعطت التليفون لآسر ليسجل رقمه.
ثم عادت إلى مكتبها وأخذت تفكر كيف ستخرج من هذا المأزق وكيف لها أن تتخلص وتخرج بسلام من بعد مكالمة آسر وبوسي المرتقبة، وبعد قليل رن هاتف آسر وكانت المتصلة كارما.
فقال لآسر:- السلام عليكم، أيوه يا كوكى.
فقالت كارما:- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، ازيك عامل أيه؟
فقال آسر:- أنا كويس الحمد لله زي ماكنت من شوية قبل ما نزل من البيت، يعنى اللي ملحقتش يحصل حاجة أصلاً.
فقالت كارما:- يعنى أنا غلطانه أنى بتصل أطمن عليك.
فقال آسر:- لا مش غلطانه بس جديدة، أنا كل يوم بنزل أروح الشغل وعادى ومفيش مره أتصلتي علشان تطمنى عليه يعنى.
فقالت كارما:- الله بقى، أنا اللي غلطانه أنى بكلمك علشان أوصلك رسالة.
فقال آسر:- رسالة أية؟!
فقالت كارما:- وليد كان بيسلم عليك.
فقال آسر:- ااااه.... هو الموضوع في وليد، بركاتك يا سي ويلو وعلى العموم الله يسلمه.
فقالت كارما:- وحبيت أقولك أنى أكد على وليد أن العزومه تكون بكره أن شاء الله.
فقال آسر:- قولي كدا، يعنى طلبات العزومه هي اللي خلتك تتصلي.
فقالت كارما:- لاء... متفهمنيش صح.
فقال آسر:- ماهى مشكلتى أنى بفهمك صح، عموماً يا ستي أنا فاكر أننا عزمين وليد وأهله عندنا بكره على العشا، وأنا النهاردة همشي من الشغل بدري شوية علشان ألحق أجيبلك كل الطلبات اللي عاوزاها لزوم العزومه وأن شاء الله مش هنسي حاجه، في أي أوامر تانى، ولا في حاجه افتكرتيها تانى غير اللسته الطويلة اللي ادتهانى النهاردة الصبح.
فقالت كارما:- لا كفاية عليك كدا وأنا لو أفتكرت حاجه تانى أمرى لله أبقى اجبها معايا وأنا رجعه.
ورنت هذه الكلمات في مسامع بسمة وعلمت مدا اهتمام آسر بهذه العزومه وتوقعت أن آسر غداً سوف يكون منشغلاً بها إلى ابعد حد وهنا تهللت اسارير بسمة مما سمعت وكأن أحد مد لها يده وأخرجها من جب عميق، وأفاقت من شرودها على صوت آسر ينهى المكالمة قائلاً:- ماشي يا ستي هعديها لك علشان خاطر الناس اللي جيين بكره دول.
فقالت كارما:- يسلملى العاقل الحنون.
فقال آسر:- ماشي يا عروستنا يللا سلام.
وفي الصباح كانت كارما مستيقظة باكراً لتنهي تجهيزات العزومه من تحضير الاكل والحلويات والمشاوي وعندما استيقظ آسر توجه إلى كارما في المطبخ وهو يقول:- أكيد هلاقيكى هنا صاحيه من بدري بدل ما تعملي لينا الفطار شغاله طبخ وأشي صوانى في الفن وأشي حلويات، وأيه الهمه دي كلها أومال مبنشوفش الحاجات دي كلها على طول ليه؟
فقالت كارما:- يا سلام يا سي آسر يخونك الشيز كيك اللي كنت عملاهولك من يومين.
فقال آسر:- اااه.... أنتى قصدك على الشيز كيك اللي كنتى عملاهولى يوم ما جالنا ويلو وأكله، اللي أنا أصلاً مبحبهوش وبحب الكريم كراميل.
فقالت كارما:- مليش دعوة المهم أنى عملت حاجه حلوة وخلاص.
فقال آسر:- المهم فين بقى الفطار؟
فقالت كارما:- فطار أيه... هو مش الفطار دا تخصصك أنت.
فقال آسر:- ليه هو مش النهاردة في عزومه يعنى اللي يعزم يعزم بقى من أول اليوم، واليوم بيبدأ بالفطار، ها بقى فين الفطار؟
فقالت كارما:- يا سلام ودا من أيه أن شاء الله، أيه اللي جاب الفطار للعزومه، هو أيه اللي جاب القلعة عند البحر؟!
فقال آسر:- خلاص... خلاص هعمل الفطار وأمرى لله، بس أنتى وسعيلى شوية وفضيلى مكان أحضر فيه الفطار.
وبالفعل أنها آسر تحضير الفطار، وعلى ترابيزة السفرة وضع آسر طبق به فول وأخر طعمية وطبق يحتوى على مخلل (طرشي) وطبق آخر يحتوى على قالب جبن ويضع من يده طبق العيش ثم نادى على كارما قائلاً:- يللا يا ستو هانم الاكل خولوص وجاهز.
فخرجت كارما من المطبخ وتوجهت إلى السفرة وهي تقول:- الاكل جهز يا عثمان.
وضحك الاثنين ثم جلسا يتناولان الفطار، وبعد الانتهاء من الفطار قام آسر وأمسك في يديه أطباق فارغة ليدخلها المطبخ.
فقالت كارما:- سيب أنت يا آسر الاطباق هشلهم أنا ويللا أنت علشان تلحق تاخد شور علشان تلحق صلاة الجمعة.
فقال آسر:- لسه بدري، أساعدك شوية قبل ما أنزل انتى لسه فاضلك حاجات كتير لسه مخلصتيش.
فقالت كارما:- يللا أنت بس علشان انت بتحب تصلى في الصف الأول يللا علشان تلحق ولو على الحاجات اللي فضلالى فدول مش هيكملوا معايا حاجة ويكونوا خلصوا.
وقبل أن يأتي ميعاد أهل وليد كانت كارما قد أنهت كل ما يتعلق بالعزومة وبدأت في تجهيز ملابسها وأرتدت درس بسيطاً لكي يكون سهل عليها التحرك ويكون مريح لها أثناء تقديم الطعام.
وعندما كان آسر في غرفته لينتهى من تغيير ملابسة وقبل أن يأتي الضيوف بقليل رن الهاتف فنظر آسر بتلهف ظناً منه أن بوسي هي المتصلة ولكن للآسف كان المتصل مدير آسر في العمل ليخبره عن موضوع هام يخص العمل ويطلب منه الحضور مبكراً والتوجه له أول ما يصل إلى المكتب وأثناء ما كان ينهي مكالمته رن جرس الباب وقبل أن يتوجه لفتح الباب إذا برقم غريب يظهر على شاشة موبايله ويصاحبه خفقان سريع لقلبه وأسرع في الرد على المتصل قائلاً:- السلام عليكم وكان المتصل صامت قليلاً قبل أن يجيب.
فأسرع آسر قائلاً:- بوسي؟
فقالت المتصلة:- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. أيوه أنا بوسي حضرتك مين؟
وهنا أتت كارما وهي تنادى عليه قائلة:- آسر... يا آسر الناس بره بيسألوا عليك. وكان صوت كارما مسموع للمتكلم.
فقالت بسمة وهى تحاول أن تغير من نبرة صوتها:- أنا آسفة، شكلي اتصلت في وقت مش مناسب.
فقال آسر:- لاء متقوليش كدا، أنا كنت مستنى الاتصال دا من بدري.
فقالت بسمة:- خلاص أحنا ممكن نقفل دلوقتى ونبقى نتكلم في وقت تانى.
فقال آسر:- هو فعلاً أنا مضطر أنى أقفل دلوقتى، بس لو ينسبك أكلمك بكره الصبح أن شاء الله.
فقالت بسمة:- أن شاء الله.
فقال آسر:- ينسبك اتصل على الساعة 11؟
فقالت بسمة:- خلاص تمام.
فقام آسر بحفظ رقم المتصل، وخرج ليرحب بضيوفه، أما عند بسمة فكانت سعيدة أنها خرجت من مأزق مكالمة آسر وانهتها بأقل أضرار ممكنة بالنسبة لها، وبعدها أغلقت بسمة الهاتف وأخرجت منه الشريحة.
أما آسر فقد أمضى ليلته وهو يطير فرحاً بعدما أخيراً نال مبتغاه فقد كان في غرفته يفكر:- ياااه... معقول أخيراً لقيت بوسي، قطتي الجميلة وأمسك الموبايل وأخذ ينظر للرقم الجديد الذي تمت اضافته لقائمة المتصلين "حب العمر" هذا كان الاسم الذي حفظ به آسر رقم بوسي ثم أتبع حديثه لنفسه:- لاء وكمان أيه رقمها أخيراً بقى معايا.
وفي الصباح في المكتب كان آسر ممتلأ بالسعادة التي فاضت من عينيه لتلامس وتملئ كل ما يقع عليه عيني آسر سعادة وبهجه.
وكان بمعدل كل خمس دقائق ينظر آسر إلى ساعته ينتظر تمام الساعة 11 بفارغ صبر، حتى أتمت الساعة 11 وهنا أشرق وجه آسر أكثر فأكثر وأمسك موبايله وخرج خارج المكتب بقليل لكي يتحدث دون أن يستمع له أحد أو أن يقاطعه هذه المرة أحد، ولكن عندما أجرى هذا الاتصال اختلفت ملامح آسر وتبددت السعادة التي كانت تملأ عينيه عندما سمع صوت يخلو من المشاعر يردد هذه الكلمات البغيضة "عفواً هذا الهاتف غير متاح الأن" فقد كان تليفون بوسي دائماً ما يكون مغلق فقد حاول آسر مراراً وتكراراً أن يصل إلى صوت بوسي مرة آخري ولكن هيهات أن يحدث هذا. فقضا يومه بين النظر إلى شاشة الموبايل في التحقق من استلام رساله بفتح رقم بوسي وما بين محاولته معاودة الاتصال ثانيةً.
وفى اليوم التالي أنتهز آسر الفرصة وسأل بسمة في قليل من التردد:- استاذه بسمة... هي بوسي متعودة أن تليفونها يكون مقفول باستمرار.
فقالت بسمة:- لاء، يعني بيكون زي الطبيعي معظم الأوقات مفتوح إلا لو الشحن خلص منها أو في حاجه.
فأحس آسر بالقلق الشديد على بوسي من غلقها المستمر للهاتف قائلاً:- طب ما دا حاجه تقلق أن تليفونها يفضل من إمبارح مقفول كدا.
فقالت بسمة وهى تحاول تتارك الامر:- لا... عادي هي ساعات تليفونها بيفصل شحن ومش بتحس بيه غير لما تعوز تتصل بحد بتكتشف أنه فاضي واتقفل.
فقال آسر:- طيب...
وهنا قاطعته بسمة:- بس المفروض أننا هنتقابل بكره أن شاء الله قصدي الشلة كلها، ممكن حضرتك تيجى ساعتها.
فقال آسر:- ياريت... لو ينفع.
فقالت بسمة:- آه ممكن، احنا كدا كدا كنا هنتقابل في النادي بكره على الساعة 7 بعد المغرب.
وهنا عاد الأمل من جديد إلى آسر إلا أنه أصبح آمل يشوبه الحذر.
وفي البيت كانت بسمة وهدى يتفقان ويضعان باقي تفاصيل خطتهما ويقسمان الأدوار فيما بينها.
فتسألت بسمة:- بلغتي البنات عن خروجه بكره؟
فأجابت هدى:- آه بلغتهم وكلهم جايين وعرفت كمان كل واحدة هتعمل أيه وفهمتهم على كل حاجه.
فاستكملت بسمة سؤالها:- طيب وااا...
فأسرعة هدى في مقاطعتها:- متقلقيش قولتله وفهمته هيعمل أيه كويس أوى، أطمنى وراكى رجاله.
فضحكت بسمة واحتضنت هدى قائلة:- تسلميلى يا أحلى دودو في الدنيا.

****قراءة ممتعة للجميع****




سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس