عرض مشاركة واحدة
قديم 10-01-20, 11:55 PM   #195

sabrounaa

نجم روايتي وطباخة في مسابقة فطورنا يا محلاه وكنز سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية sabrounaa

? العضوٌ??? » 298324
?  التسِجيلٌ » Jun 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,358
? دولتي » دولتي tunis
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » sabrounaa has a reputation beyond reputesabrounaa has a reputation beyond reputesabrounaa has a reputation beyond reputesabrounaa has a reputation beyond reputesabrounaa has a reputation beyond reputesabrounaa has a reputation beyond reputesabrounaa has a reputation beyond reputesabrounaa has a reputation beyond reputesabrounaa has a reputation beyond reputesabrounaa has a reputation beyond reputesabrounaa has a reputation beyond repute
افتراضي

جلست مها بجانب أمي التي إنسجمت في الحديث برفقتها ...و كذلك أنس التي تعرفت بمها للمرة الأولى في حياتها فهما لا يعرفان بعضهما أبدا ..
أتت ساعة الحسم أحسست بشعور لم أشعره مسبقا و لم أجرب لذة هذا الشعور رغم ما يحدث ..
بدأ ابي حديثه مندد :
-"كما تعرفا يا عم أحمد و سيد محمود نحن هنا كي نخطب إبنتكم الكريمة مها لأبننا أسامة راجين من الله أن تقبلوا به صهرا لكم .."
لم يتتطرق أبي بالمرة لموضوع الإجبار أبدا تفهما لموقفي رغم أنه جد متحفظ بهكذا موضوع فلمن لا يعرف أبي فهو من أشد المناصرين لحقوق المرأة و قدرتها على إتخاذ قرراتها بنفسها ...فأبي لمن لا يعرف من أكبر المحامين و أشهرهم بالمدينة ..
و هو من نصحني بهكذا خطة حتى تحفظ كرامة مها على حد قوله..
أجابه السيد أحمد و البسمة لم تفارقه منذ حلولنا عكس ما كان يظهره سابقا من عدم تقبل لي ..
-"طبعا شرف لنا مصاهرتكم و القرب منك يا سيد علي إعتبرها إبنتك منذ الأن ...لقد أعطيناكم البنت .."
يبدو أن إجابة العم إستفزت أبي كما إستفزتني و لربما الجميع و لكن إحترما لكبر سنه وث لم ينطق أحد منهم بحرف ...و كأن مها بضاعة ..
فرد عليه :
-و شرف لنا أيضا و لكن أولا نريد سماع رأي العروس فهي الأولى بالسؤال .."
وجهت نظري ناحيتها لأستقبل أول رد لفعلها ..
لا تعبير بادي على وجهها و لم تجب سوى حال إستعجلها أباها الإجابة لترفع وجهها و تتأمل جميع من في القاعة
بألم فهمته من عيناها الصادقتان ..
ثم أجابت :

★★★★★مها★★★★★
شعوري في الحين بينما أنا جالسة بينهم أستمع للأحاديث دون إصغاء كأني في عالم أخر غير الذي نحن فيه تماما ...غير مكترثة بالمرة بما يجري من حولي ..
ربما لو كنت في زمن أخر أو في موقف غير الذي نحن به الأن لكنت وافقت على أسامة رغم عدم إستغاثتي له فيما سبق و لكن موقفه الأخير معي يدل على رجولة كنت أضنه يفتقدها بالمرة بسبب طيشه و علاقاته المتعددة مع الإناث ..
سؤال العم علي اللطيف أعادني للواقع أحسست بمكانة و لو بسيطة سألت عن رأيي أخيرا حتى و لو كان شكليا ..
لمن يرى عائلة أسامة من الوهلة الأولى يشعر بترابطهم و الإنسجام البادي عليهم جميعا يظهر للعين المجردة عائلة بما للكلمة من معنا عكسنا فكرا و مظهرا ..
أخذت وقتا ليس بقصير لأرد عليه ثم أجبته بإبتسامة عكس ما أحمله بداخلي ..
-"نعم أقبل .."
فقط هذا ما إستطعت قوله لم تسعفني الكلمات فالنطرات كلها موجهة علي ..
لو كان بيدي لصرخت بوجههم رافضة و لكنهم لن يكترثوا لي بطبيعة الحال ..
ثم غادرت المكان بعد توديعي لعائلتي خطيبي الحالي ...
لن أستطيع البقاء و التفرج على المهزلة و التمثيل الذي يحدث من قبل عائلتي ..
صعدت لغرفتي ... لم أنهر كما جرت العادة بل تمالكت نفسي و أخذت ركنا لي منزويا حيث مكتبي و عدت لعالمي و هوايتي المفضلة الكتابة..
بين أوراقي غرقت مجددا مع بنات أفكاري محاولة تناسي ما يجري من حولي و لو لفترة بسيطة..
"قمة جبل عالي و السحاب ممتد في الأفق و الشمس ترسل أشعة خجولة من خلفه معلنة بداية يوم جديد و حياة جديدة .."
لن أنكر ما حدث لي ليس بحدث سعيد و لكني أحاول التناسي قدر الإمكان و عدم التفكير بما جرى ..
عدت لمقاعد الدراسة بعد العطلة الشتوية و كأن شيء لم يكن لا همزات لا نظرات مريبة لم أتلقى سوى التهاني بمناسبة خطوبتي ...و التى على ما يبدو حديث الموسم بلا منازع هذه االفترة ..
الجميع يبارك ...و تمنيات لطيفة بحياة سعيدة و كأن للناس ذاكرة بعوضة ...فعلا خبر ينسيهم أخر فقد نسوا ما جرى ليجدوا موضوعا دسما أخر يتداولونه..
تلاقيت برفيقاتي في الدراسة و توجهنا لمقهى الجامعة حيث ننتظر الحصة المقبلة كما جرت العادة فهو مكاننا المفضل في أوقات الفراغ ..
طلبنا قهورتنا المعتادة اللذيذة و جلسنا بالمقاعد العالية الموضوعة أمام الطاولات ننتظر تجهيز طلباتنا ..
-"مها فرحت لأجلك كثيرا ...أنتما تليقان ببعضكما كثيرا .."
قالت صديقة مقربة مني بحماس شديد و بفرحة حقيقية غير مدركة لما حدث لي في العطلة فقط تكتمت عليه و لم أخبر أحد بالأمر ..
تليها صديقتي سوسن مضيفة :
-"ما أجملكما سويا... لقد عرفت منذ رأيتكما معا أنكما حبيبين ... حفضكما الله من كل سوء .."
فرحتهم لي أسعدتني و إن كان ما يحمله قلبي مختلف و بعيد كل البعد عن السعادة ..
أخذنا نتسامر و نتبادل بعض ملاحظات الدروس حتي ناد العامل علي لأخذ الطلبات من فوق المنضدة بجانبه ..
ذهبت مسرعة لأخذها و ثم شكرته على صنيعه و بينما أنا عائدة لم أعي بنفسي سوى و أنا على الأرض و قد غرقت ملابسي بالقهوة تسارعت صديقاتي لتساعدنني و كذلك مني بالمقهى ..
لم أفهم ما جرى سوى حين سمعت صوت الضحكات الساخرة مني و تليه إعترافها منددة:
-"تستاهلين أيتها الخبيثة و أنا كنت أتصورك فتاة بسيطة... أنت تخطفين مني حبيبي... و لا و الأدهى سيتزوج منك ..
ما الذي رأه فيك كي يختارك أنت دون سواك .."
و أخذت تأشر بإصبعها بتعالي و ترفع ..
-"لا جمال... لا أناقة ... و لا حتى ذات مقاسات مثالية تجعله يركض ورائك ...ما الذي أعجبه بك .."
صمتت لتعود مردفة كأنها تذكرت شيء مهما ..
-" آه عرفت ما الذي وجده فيك و جعله يطلب يدك بسرعة... نقود والدك و جدك الكثيرة .."
لم أتمالك نفسي من قذفها لي و سخريتها مني و تجريحها في على الملأ و فنهضت غير عابئة بالقهوة المنسكبة على ملابسي و توجهت لها و صفعتها بكل ما أوتيت من قوة ..
و بعدها غادرت و كأن شيء لم يكن و صديقاتي خلفي يحاولنا اللحاق بي ..
لم أستمع لأحد أخذت السيارة و قدت بسرعة جنونية ...لم أقد بها مسبقا و توجهت للبحر ملاذي الأمن أشكو له ما بداخلي ...صرخت بكل ما أتيت من قوة... بكيت ...تخبطت... و أخرجت ما بجوفي لعلي أرتاح..


sabrounaa غير متواجد حالياً  
التوقيع