عرض مشاركة واحدة
قديم 15-01-20, 03:07 AM   #1282

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثاني والستون
وإذا التقينا والعيونُ روامقٌ .. صمَت اللِّسانُ وطرفُها يتكلَّمُ
تشكو فأفهَمُ ما تقولُ بطرفِها .. ويردُّ طرفي مثلَ ذاكَ فتفهمُ
"بشار بن برد"
*******************
قطب (توفيق) حاجبيه وهو يستمع لرجله على الهاتف يقول بتوتر
"للأسف الحراسة شديدة على غرفته سيدي"
كز على أسنانه بقوة وهتف غاضباً
"ما هذا الهراء؟ .. قلت لكم ستصلون إليه بأي طريقة .. يكفي فشلكم الأول، أنا لن أتسامح مع فشلكم هذه المرة"
أسرع الرجل هاتفاً
"أخبرتك سيدي .. لقد كان يتوقع الهجوم واستعد له مسبقاً .. كان معه حراسة كبيرة وأتاهم دعم أكبر بسرعة"
صرخ فيه بغضب أشد
"لا أريد تبريرات غبية .. اللعنة عليكم جميعاً .. لم يكن يجب أن أعتمد على حمقى مثلكم"
هتف بسخط ليرد معتذراً
"آسف سيدي .. لكن .. حفيده وضع حراسة قوية هناك ولا .."
اشتدت يده على الهاتف وردد بصرامة
"هل سمعت ما قلت؟ .. لا تبريرات .. لا أريده أن يغادر المشفى حياً، فهمت؟ .. ستتسلل إلى هناك بأي طريقة وترسله للعالم الآخر"
"حسناً سيدي"
أكدّ بقسوة
"لا أريد أي اعتذارات أو أخطاء هذه المرة وإلا أنت تعرف الجزاء"
أسرع يقول
"بالطبع سيدي .. لا أخطاء .. سيحدث ما تأمر به"
أغلق الهاتف دون كلمة زائدة وألقاه على مكتبه وهو ينفخ بقوة
"اللعنة عليك .. ما كان يجب أن تنجو من الموت يا (فيليب) .. لنرى إن كنت ستنجو مطولاً .. لقد ارتكبت أكبر أخطاء عمرك عندما فكرت في العبث معي .. أنت وحفيدك ستدفعان الثمن عاجلاً أم آجلاً"
تراجع في مقعده الدوار وتحرك برتابة وهو يفكر .. يجب أن تكون تلك الحمقاء قد ابتلعت الطعم وصدقت أنّ شقيقها في يده بالفعل .. لكن ماذا لو فشلت خطة إخراجها من المزرعة؟ .. ماذا لو تدخل ابنه في الأمر ومنعها من الخروج؟ .. تنفس بقوة .. لا .. لا يجب أن يحدث أي خطأ .. إن فشلت الخطة فلن يقف متردداً .. سينتزعها بالقوة من (منذر) ولو أشعل النار في تلك المزرعة وأحالها رماداً .. ارتفعت طرقات على باب مكتبه فرفع صوته يأذن بالدخول .. انفتح الباب ليدخل أحد رجاله وأسرع يتحرك نحو المكتب مع إشارته وهو يقول
"لقد حضر (كارلوس) سيدي .. يقول أنّه أحضر الأمانة"
تألقت عيناه واعتدل في مقعده قائلاً
"دعه يدخل"
هز رأسه وأسرع يستدعي (كارلوس) الذي دخل بقامة مشدودة ووجه صارم وقال ما أن وقف أمامه
"سيدي .. لقد نفذت الأمر كما أمرتني .. إنّها في حوزتنا"
"جيد .. ماذا عنه؟"
أجابه بسرعة
"لابد أنّه عرف الخبر منذ قليل .. لقد استغللنا ابتعاده كما أمرت سيد (سيزار) وتركنا له رسالة"
تراجع في مقعده مبتسماً
"جيد جداً"
وأشار له متابعاً
"قل للرجال يضعوها في القبو .. يعرفون جيداً ما عليهم فعله"
أومأ متمتماً
"كما تأمر سيدي"
أشار بكفه يصرفه وانتظر حتى أغلق الباب فهز رأسه قائلاً بخفوت
"لا تتأخر (ريكاردو) فموعد اختبارك الأخير قد اقترب"
أشعل سيجاراً يدخنه بهدوء وعقله يشرد في سنوات بعيدة وشريط حياته مر كاملاً أمام عينيه .. طفولته وشبابه .. حبه لـ(حياة) وزواجهما .. اكتشافها لحقيقته وضعفها وتخليها عنه .. سجنه وطلاقها .. هربها بطفله .. هربه .. (سيزار) .. (ريكاردو) .. (رؤوف رضوان) .. (همسة) .. (كارل) الذي انتزع قوته بعد أن منحه ما كان يبحث عنه بجنون .. موت (عزت) .. سجن (أحمد اليزيدي) .. نهاية (فارس) .. ميلاد (منذر) .. (شوكت) .. سنوات طويلة وقائمة بأسماء لا تحصى من ضحاياه تحركت أمام عينيه لتتوقف عند اسم واحد في النهاية .. (توفيق الأغا) .. لا يمكن أن يسمح بتلك القائمة أن تنتهي باسمه أبداً .. مهما حدث لن يكون ضحية لأحد ولا حتى لنفسه .. هذه المعركة له في النهاية .. انقطع الشريط فجأة مع رنين هاتفه فعاد يلتقطه واعتدل في اهتمام ما أن لمح اسم المتصل
"سيدي .. لقد حصلنا على الفتاة"
لمعت عيناه بشدة بينما رجله يواصل
"غادرنا البلاد بها وفي طريقنا للعودة"
ردد بهدوء
"جيد .. ستجلبونها لي مباشرة .. لا أريد أي تأخير"
"حسنا سيدي"
أغلق الهاتف وعادت ابتسامة الصياد تعتلي شفتيه .. جيد .. (منذر) سيكون عنده بأقرب وقت .. لابد أنه اكتشف اختفاءها وسيعرف حتماً أنها لديه .. لا بأس .. المهم أن يصل قبل فوات الأوان .. تلك الصغيرة ستخبره أولاً بمكان المستندات وبعدها تذهب للجحيم مباشرة .. أما ابنه سيعرف شأنه معه .. إما ينجح في اختباره الأخير أو يفشل ويكتب النهاية بنفسه.
*******************
انهار جسد (ليزا) على الأرض وآهات ألم شديد تغادر شفتيها، بينما تشعر بكل جسدها يتوجع من أثر الصفعات والضربات التي انهالت عليها من رجال (سيزار) .. الأوغاد .. منذ اختطفوها إلى هذا المكان ولم يرحموها .. هل ذلك الحقير يريد قتلها بالضرب المستمر .. اللعنة عليه .. اللعنة عليهم جميعا .. سمعت أقدامهم تبتعد وباب الغرفة ينغلق بقوة .. انطوت على نفسها تبكي بحرقة وضياع .. لقد انتهت .. ستموت قبل أن ترى طفلها لمرة أخيرة .. و(ريكاردو) .. هل سيصل لها قبل أن تموت؟ .. هل سينقذها أم أنّ مخاوفها ستتحقق ويكون هو نهايتها؟ .. لم تظن أنّ النهاية ستأتي سريعاً هكذا رغم أنّ قلبها لم يكن مطمئناً وهما يغادران البلاد .. كان يجب أن تعرف أنّه سيصل لهما مهما ابتعدا .. كان يجب أن تمنعه من تركها لحظة واحدة .. لم يكد يبتعد عنها حتى وقعت في أيديهم .. هل اكتشف غيابها؟ .. بالتأكيد .. لا بد أنّه عرف أنّ والده قد اختطفها .. سيأتي من أجلها .. بالتأكيد سيفعل .. ارتعد قلبها بقوة وهي تفكر .. ماذا إن كان (سيزار) عرف بحقيقتها؟ .. ماذا إن أخبره وأمره بقتلها هل سيفعلها؟ .. ارتجف جسدها بخوف .. ستموت فعلياً قبل أن يفعلها حتى .. قلبها سينكسر لملايين القطع قبل أن تموت .. حاولت الحركة لكنّ كل خلية في جسدها صرخت بوجع فبقيت هامدة مكانها وهمست باكية
"(تيو) .. صغيري"
ليتها تتأكد من أنّ ذلك الفرنسي سيحميه جيداً ويبقيه في أمان .. على الأقل سترحل وهي مرتاحة .. تخشى أن يعرف بوجوده ويبحث عنه .. همست لنفسها تحاول بعث بعض الثقة بقلبها .. لن يعرف .. (تيو) سيكون بخير .. يجب أن تثق بهذا وإلا ستفقد عقلها قبل أن تموت .. جفناها تثاقلا من شدة التعب فأغلقتهما واستسلمت للغرق في الظلام وهي تمني نفسها أن يكون الموت أرحم مما ينتظرها .. لم تعرف كم من الوقت مر عليها في الظلام الذي غادرته لتجد نفسها في ظلام آخر ولولا شعاع من نور خافت تسلل من بعيد لظنت أنّها ماتت أو ربما لا زالت غافية .. زحفت بصعوبة حتى التصقت بالحائط واستندت إليه تحاول النهوض .. اعتدلت بصعوبة شديدة وأسندت ظهرها الحائط تحدق أمامها في الظلام .. متى سيأتي ريكاردو ويخلصها من هذا العذاب . بأي طريقة؟ .. يحررها أو يقتلها .. لم يعد يفرق معها .. اليأس الذي تسلل قلبها خلال ساعات حبسها تملك من قلبها حتى استنزف كل مكان فيه ولم يبق للأمل سوى نقطة صغيرة تجاهد لتحافظ عليها لكنها تكاد تنطفيء بين لحظة وأخرى .. متى يصل (ريكاردو)؟ .. تردد السؤال داخلها للمرة الألف ربما بينما تثاقلت رأسها لتسقط على صدرها مرة أخرى وقد هدها التعب والجوع فغرقت من جديد في الظلام تنتظر الأمل الذي يخبو ببطء.
*******************
"سامحني (منذر) .. أنا آسفة"
همست (ملك) بضعف وهي تضم جسدها على نفسها بعدما أفاقت لتجد نفسها في ذلك المكان الضيق المعتم .. جاهدت لتقاوم صرخة فزع تريد أن تتحرر من شفتيها ما أن اكتشفت أنّها محتجزة بداخل صندوق خشبي محكم الغلق ولا منفذ به إلا فتحة صغيرة تسمح بدخول الهواء لها .. حاولت أن تتذكر بصعوبة ما حدث بعد أن ساعدتها (عزة) في الهرب من المزرعة .. كانت تعرف أنّها لا تساعدها بطيبة منها لكنّها ما كانت تملك خياراً .. ضغطت عينيها بقوة تحاول التذكر .. كل ما تتذكره أنّها ندمت فور أن مست قدماها الأرض خارج أسوار المزرعة .. أوشكت أن تعود لكنّ خيال شقيقها جعلها تتردد .. ابتعدت خطوات قليلة لتتوقف بجزع وتردد .. ماذا لو كانت هذه كذبة؟ .. ماذا لو كان (جاك) لم يرد على هاتفه لأي سبب؟ .. عادت كلمات الرسالة إلى عقلها .. من أرسلها يعرف مكان شقيقها وذكر اسم (جاك) ومكان قصره بالضبط ليؤكد المعلومة ولا يدع لها مجالاً للشك .. ماذا عن (منذر)؟ .. لماذا لم تخبره؟ .. كان سيساعدها .. لا .. لقد حذروها من إخباره .. لم تكن لتخاطر بحياة أغلى اثنين إلى قلبها .. فلتتابع طريقها دون تردد .. لا تملك خياراً آخراً .. قلبها ظل يجذبها للخلف حيث تركت أمانها .. لم تجد الفرصة لمزيد من الانقسام والحوار بين عقلها وقلبها حين قاطع طريقها رجلان ضخمان لتتراجع بخوف ولم يمنحاها الفرصة لتهرب وأولهما يجذبها من ذراعيها ويكتفهما خلفها والآخر كتم فمها مانعاً صرختها .. سمعت الأول يخبرها بصرامة مخيفة
"تحركي في هدوء وإلا سيدفع شقيقكِ الثمن"
صمتت في لحظة وسالت دمعاتها وهي تهمس داخلها تستنجد بـ(منذر) .. ليته يظهر الآن وينقذها مرة أخرى كما يفعل دائماً .. دفعها الرجل في اتجاه سيارة قريبة كانا يخفيانها خلف منطقة كثيفة الأشجار .. لم تكد تركب السيارة وخلفها أحدهما حتى شعرت به يحيط فمها وأنفها بمنديل مبلل برائحة نفاذة بينما انطلق الآخر بالسيارة .. لم تكن تنوي المقاومة فهي اختارت من البداية .. شعرت بالدوار ينتابها والعالم يظلم خلال دقائق قبل أن يستيقظ عقلها مجدداً بعد مدة لم تعلمها لتجد نفسها في ذلك الصندوق .. عادت تردد بخفوت بينما تعجز عن الحركة ولا رفع يديها المقيدتين لتمسح دموعها

"أنا آسفة يا (منذر) .. أعرف أنني خذلتك .. سامحني .. لم يكن بيدي"
لا بد أنّه عرف باختفائها الآن .. هل سيأتي خلفها؟ .. هل سيصل إليها قبل فوات الأوان؟ .. انقبض قلبها بوجع وحسرة وهي تتذكر سعادته بينما يعد الأيام من أجل زواجهما .. و(شاهي) التي أصبحت رفيقتها رغم غرابة الظروف .. لابد أنّها تشعر بالخذلان منها الآن .. هل أصيبت بالذعر عندما اكتشفت غيابها؟ .. تذكرت حوراتهما الأخيرة و(شاهي) لا تكف عن محاولة إقناعها بعدم التراجع عن موافقتها على الزواج من (منذر) .. أقسمت لها أنّها لا تحمل له تلك المشاعر وما بينهما ليس زواجاً .. تذكرت بأسى ما أخبرتها به عن حياتها وزواجها السابق وإنقاذ (منذر) لها وترددت كلماتها بعقلها وهي تقول مبتسمة بامتنان
"(منذر) كان هدية القدر لي وأغلى صديق حصلت عليه في فترة من أصعب فترات حياتي .. أنا مدينة له بالكثير (ملك) وسأفعل أي شيء لأضمن له سعادته"
وحين مالت نحوها لتمسك كفيها وتضغطهما برجاء
"أريد أن أسافر وأنا مطمئنة أنّه وجد السعادة والحب اللذين يستحقهما (ملك) وأنا متأكدة أنّكِ من سيمنحهما له"
تأملتها لثوان ثم همست بخفوت
"وماذا عنكِ (شاهي)؟"

نظرت لها بتساؤل فأكملت
"ماذا عنكِ؟ .. ألا تستحقين السعادة والحب؟"

غامت عيناها وهي ترد
"لقد جربت حظي من قبل (ملك) .. لم أنجح .. تدخل القدر وتفرقنا بطريقة سيئة .. خضت معركة مؤلمة لسنوات كثيرة وغادرتها بروح مثقلة بالعذابات والجروح وقلب مهشم .. قلبي يحتاج الوقت ليتعافى"

قالت لها برفق
"ربما قلبكِ في حاجة لحبٍ جديد ليتعافى (شاهي)"
ابتسمت بأسى وأجابتها
"لقد اكتفيت من الحب (ملك) .. لو كنت في حاجة للحب حقاً ولو كان هناك من يستحق أن أقع في حبه بعد تجربتي تلك لكان (منذر) لكنني لم أستطع"

ووضعت يدها على قلبها متابعة
"أحتاج لوقت مع نفسي .. أحتاج لأتابع طريقي وحدي من الآن فصاعداً وأعيد (شاهي) قوية وقادرة على شق طريقها في الحياة مهما كانت صعبة .. لهذا .. في الوقت الحالي .. لا .. أنا لا أحتاج للحب كي أتعافى .. أما السعادة .. نحن نصنعها بيدنا .. أنا متأكدة أنني سأجدها في سفري .. سأصنع قدري هناك وأملأ حياتي بالسعادة التي أستحقها بعد كل ما عشته"

لم تقاوم ابتسامة صغيرة على شفتيها وهي تتأملها بإعجاب .. لم تر أبداً ما تتحدث عنه (شاهي) .. لم تر تلك الجروح والتشوهات .. كل ما رأته أمامها امرأة قوية جميلة من الداخل قبل الخارج وقادرة على تحقيق ما تريده .. في تلك اللحظة كانت ممتنة للقدر أن تقاطع طريقاهما لتعرفها وأدركت أنّها ولآخر عمرها ستبقى صديقة غالية وجزءاً عزيزاً من حياتها.
اهتز جسدها فجأة مع اهتزاز الصندوق والسيارة التي تحمله لتتوقف أفكارها من جديد وتعود لواقعها القاسي .. كانت تحاول جاهدة ألا تفكر فيما يحدث لها الآن .. كلما نهشها الواقع بأنيابها أسرعت تستنجد بذكرياتها .. تنفست بعمق تستدعي ذكرى جديدة له وغاصت بعقلها في أعماق ذكرياتها تبدأ الشريط من البداية .. من اللحظة الأولى التي التقيا فيها بقصر والده وأغمضت عينيها تاركة قلبها مع أمواج الذكرى الناعمة تمسح كل مخاوفه من الساعات القادمة التي تدرك داخلها أنّها ربما تكون أكثر ساعات عمرها رعباً وإثارة .. هذا إن لم تكن آخرها أصلاً.
*******************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس