عرض مشاركة واحدة
قديم 17-01-20, 11:00 PM   #374

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 1

الفصل الثالث
انعطف كامل يسارا نحو طريق ترابي ضيق فقال شامل متفقدا المكان "اعتقد بأننا نبتعد عن البيوت يا كامل إنها باتت خلفنا .. ولا أرى أمامنا سوى حقول شاسعة!"
قال كامل وهو يركز على الطريق " هو طلب مني أن انعطف يسارا عند اليافطة السابقة "
تطلع شامل حوله بشك .. قبل أن يتفاجآ بخروج عدد من الرجال يقطعون عليهما الطريق ..يحملون بنادق ويقفون في منتصف الطريق يصوبونها ناحيتهم .. فاتسعت عيني الـتوأمين متفاجئين.. وتبادلا النظرات قبل أن يهدئ كامل من سرعته مجبرا حتى وقفت السيارة على بعد أمتار من الرجال المتسمرين أمامهما في وضع استعداد لإطلاق النار ليصيح أكبرهم سنا "قف مكانك أنت وهو".


غيم الخطر على وجه التوأمين وحركا رقبتيهما يمينا ويسارا مصدران طرقعة واحدة في نفس اللحظة وكأنهما شخصا واحدا .. ليمد كامل يده ويفتح أحد أدراج السيارة ويخرج منه مسدسا فغمغم شامل مهدئا "اهدأ ودعنا نفهم ماذا يحدث ..فبالتأكيد هناك خطأ ما .. أو ربما دخلنا في مكان لا يسمح بالدخول فيه "
ظهر فجأة حصان يعدو نحوهم آتيا من خلف الرجال يمتطيه رجل.. فتحفز التوأمان في الوقت الذي كان مفرح يشد لجام حصانه بقوة مقتربا منهما والجدية تعلو ملامحه ..
وبمجرد أن اقترب أخرج مسدسه من جيبه الخلفي وضرب طلقتين في الهواء مهددا قبل أن يوقف الحصان الذي ظل يتحرك يمينا ويسارا بينما مفرح يهدر بصوت جهوري
"إلى أين تظنان أنكما ذاهبان .. أتحسبونها وكالة بدون بواب!!"
تسمر التوأمان لثوان يحدقان في المشهد قبل أن يتبادلان النظرات فيما بينهما .. ثم يعيد كامل المسدس إلى مكانه ويترجلا من السيارة بهدوء شديد ليتحركان نحو مقدمتها ..
ثم ..
استندا عليها يعقدان ذراعيهما أمام صدريهما ويتطلعان في مفرح بملامح شديدة الهدوء .



أما الغفر فشهق بعضهم وارتبك البعض الأخر بمجرد خروج التوأمين أمامهما بنفس الهيئة ونفس الملابس .. ليتحكم مفرح في ابتسامة تلح عليه بشدة وينزل المسدس ليعيده إلى جيب بنطاله الخلفي وهو يسيطر على الحصان المتململ.


تخلى كبير الغفر عن صدمته متمتما "بسم الله الرحمن الرحيم أهما من الانس أم من الجن؟! "
قال مفرح بلهجة حازمة "انزلوا الاسلحة "
ظل الغفر محدقين ببلاهة في التوأمين المتطابقين المتسمرين متكتفان يستندان على مقدمة السيارة يعلقا أنظارهما على مفرح الذي عاد يقول بلهجة أكثر صرامة "قلت انزلوا الاسلحة!! "
اسرع الغفر بالتنفيذ بينما قال مفرح لشيخ الغفر "يبدو أن البلاغ كاذب يا عويس .. لذا خذ رجالك وعد لدار العمدة "
حاول عويس ابعاد نظره عن التحديق في التوأمين اللّذين وقفا يتابعا نزول مفرح من فوق الحصان ..وأدار رأسه للأخير يقول بعدم فهم" بلاغ كاذب !"
أكد له مفرح وهو يحاول أن يداري ضحكة شقية تصارع للظهور على وجهه وقال ممسكا بلجام فرسه "أجل يا عويس فهذان صديقاي الآتيان من العاصمة لذا عد برجالك وكن في وضع استعداد لأي خلل أمني قد يحدث "
عاد عويس يحدق في التوأمين ثم نظر لمفرح يسأله بخفوت "هما اثنان وليس شخصا واحدا أليس كذلك؟.. اشعر بأني أهلوس "
هدر فيه مفرح بلهجة حازمة" عويس قلت عد بالرجال فورا"
انتفض عويس يغمغم "أوامرك يا باشا .. هيا أنت وهو بسرعة افسحوا الطريق "
بمجرد أن ابتعد الغفر وهم لا يزالون يلتفتون للتحديق في التوأمين بين خطوة وأخرى متمتمين بـ(سبحان الله) على تطابقهما .. وقف مفرح أمام التوأمين يمسك بلجام حصانه وعلى وجهه ابتسامة متسلية قائلا "مرحبا بوحشيّ الشاشة ..أنرتما قريتنا المتواضعة"
لم يبد عليهما أي استجابة بل ظلا يطالعانه بهدوء حتى تحدث كامل بعد ثوان قائلا "هلا أفهمتني معنى ما فعلته منذ قليل؟!"
اتسعت ابتسامة مفرح وقال بلهجة متشفية "هذا ردي على المقلب الذي قمتما به معي أول تعارفنا حين أوهمتماني بأنكما شخصا واحدا يا ظريف"
اسرع شامل بالقول مستنكرا " يا لسواد قلبك يا رجل! .. ألا زلت تذكر ذلك المقلب الذي قمنا به معك منذ عامين !"
رد مفرح بخيلاء مشيرا على نفسه" أنا مفرح الزيني يا ولد ولا أحد يستطيع أن يعبث معي"
نظر التوأمين لبعضهما ثم سأله شامل بامتعاض " وهل أخذت حقك الآن؟"
اتسعت ابتسامة مفرح بتشفي وكأنه صبي صغير .. فقال شامل "ألف مبروك .. (واعتدل يضيف ) هيا بنا نعود يا كامل"
تحركا عائدين للسيارة فاتسعت عينا مفرح واسرع باللحاق بهما تاركا لجام فرسه وأمسك بكامل قائلا" إلى أين يا شباب؟.. من منا قلبه أكثر سوادا الآن "


بحركة مباغتة استدار كامل ولف ذراعه الضخم حول رقبة مفرح وقد بدا فارق الطول بينهما واضحا .. فرغم قامة مفرح الطويلة إلا أن التوأمين كانا أطول من الطبيعي وبعد أن خضعا لحمية غذائية لأكثر من عام فقدا وزنا ملحوظا وازدادت عضلاتهما ليبديا كلاعبيّ كرة سلة .
غمغم مفرح وهو يجز على أسنانه ويحاول التخلص من ذراع كامل مزمجرا" بدأنا في قلة الأدب !"
قال كامل بلهجة خطرة " حتى لا تلعب معنا مرة أخرى يا خفيف "
بكوعه ضربه مفرح في بطنه فلاح الألم على وجه كامل ليتخلص الأول من ذراع الثاني ويبتعد مدلكا رقبته ..فقال كامل لأخيه " هل رأيت من قبل شخصا يقابل ضيوفه بالبنادق والمسدسات والأحصنة وأخيرا بالضرب ؟!"
طقطق شامل بلسانه وهز رأسه قائلا بلهجة آسفة مصطنعة" تؤ تؤ تؤ بصراحة لم أرى قلة ذوق كهذه أبدا في حياتي يا أخي "
رد مفرح بلهجة مغيظة مرقصا حاجبيه" هذا لأثبت لكما أني ابن عمدة حقيقي يا ولد أنت وهو "
تنهد كامل وقال لتوأمه بلهجة متهكمة "عدنا للهلوسة مرة أخرى !"
ليقول شامل لمفرح مستخفا" ألأنك قد أجّرت بعض الرجال يحملون البنادق ليقوموا بدور الغفر تظن بأننا قد اقتنعنا بأنك ابن العمدة؟! "
ضحكة ساخرة باردة ضحكها مفرح وهو يمسح على لحيته السوداء الأنيقة عدة مرات قبل أن يقول بخيلاء " لن اتحدث عن نفسي بعد الآن .. سأترككما لتكتشفا وحدكما "
هم بالاستدارة لكنه توقف منتبها لأول مرة لسيارتهما فاتسعت عينيه وقال متفاجئا وهو يقترب ليتفحص السيارة الضخمة "هل غيرتما السيارة يا (……)؟! "
ابتسامة متفاخرة زينت شفتي التوأمين ليقول شامل لأخيه "قلت لك سيصاب بنوبة قلبية حين يراها"
مرر مفرح انظاره بينهما قائلا" لم أكن أعرف بأنكما حقودان بهذا الشكل!.. ألأني قد غيرت سيارتي من بضعة أشهر تقلداني !.. مساكين والله (ومد يده يربت على كتف شامل قائلا بلهجة مواسية في ظاهرها مناكفة في حقيقتها) لا بأس .. أنا أعذركما .. فلن تصلحا من نفسية اللاجئين بسهولة "
رفع كامل حاجبه وقال لأخيه" أخبرتك بأن لسانه طويل وعلينا قصّه لكن قلبك العاطفي هو ما يوقفني"
وضع مفرح يديه في جيبي بنطاله يقول بكبرياء" لسان من الذي ستقطعه يا أبا نخلة أنت وهو !.. أنت في بلدتنا يا حبيبي .. ومن يمس ابن العمدة يُخسف به الأرض .. أتظناها سهلة ! ( وتحرك يشير بيده بتعال قائلا ) هيا اصعدا لسيارتكما واتبعاني لأجد لكما مكانا للإيواء .."


قالها واستدار يوليهما ظهره يهم بالتحرك لكنه عاد من جديد ينظر إليهما مشيرا بطول ذراعه على الأراضي الزراعية الشاسعة الممتدة على جانبي الطريق قائلا بلهجة متعالية "بالمناسبة ..هذه الأرض هي جزء من أملاك أولاد الزيني .. فلا تحسبا أنكما وحدكما الاثرياء"
عاد يوليهما ظهره ويصفر لحصانه الذي كان قد ابتعد قليلا ليعود إليه في خطوات متهادية فأسرع بامتطائه في الوقت الذي تبادل كامل وشامل الابتسامات وتحركا ليركبا السيارة .


على مدى العشر دقائق التالية كان مفرح يتبختر بتعمد أمام سيارة التوأمين التي تسير خلفه على الطريق الترابي الضيق ببطء شديد جعل كامل يزفر بعصبية ويتبادل النظرات المغتاظة مع توأمه الغارق في الضحك .. ليُخرج كامل رأسه من النافذة صائحا" لن أتحمل سخافتك يا ابن الزيني أكثر من ذلك فارحمنا منها كاستثناء الليلة"
ابتسم مفرح من فوق حصانه لكنه ظل يتبختر بهدوء شديد شاعرا بروحه قد باتت أخف بحضورهما .


انه يتحول إلى صبي صغير كلما تواجد في محيط هذين التوأمين اللّذين تعرف عليهما صدفة في إحدى صالات الحديد التي انضم إليها في العاصمة منذ عامين.


في أول الأمر لم يرهما معا فحسبهما شخصا واحدا حتى لاحظ التوأمان ذلك فقاما بإحدى مقالبهما معه ليكتشف بعدها بأنهما توأمان .. ثم توطدت العلاقة بينهم خلال العامين الماضيين بسرعة غريبة..
وكم كان ذلك حدثا رائعا بالنسبة له..
هو بالذات مفرح الزيني ..
الذي لم يحظ بصديق حقيقي منذ ما يقرب من خمسة عشرة سنة ..
فما حدث له في سن العشرين زعزع ثقته في كل المحيطين وأجبره على أن يحافظ على مسافة بينه وبين الناس ..لينخرط بعدها في العمل والدراسة محتفظا بنفسه في دائرة الأمان .. حتى ظهر هذان التوأمان في حياته.
الحقيقة لا يدري لمَ تعلق بهما؟ .. فالأمر قد حدث بدون مقدمات وبسلاسة شديدة بين ثلاثتهم .. ليجد نفسه شيئا فشيئا يرتبط بهما وزياراته المتكررة للعاصمة جعلته يتردد عليهما في المطعم الذي يملكانه .. وقد حاول كثيرا أن يقنعهما بزيارة بلدته لكن الأمر لم يتحقق إلا اليوم بمناسبة حفل زفاف اخته ولرغبة التوأمين في التعاقد على توريد خضروات وفاكهة للمطعم بعد أن تم توسيع مساحة المطعم واعادة تصميمه ليغطي عددا أكبر من الطلبات والزبائن ..
انه سعيد بوجودهما ..
ويشعر أخيرا بأنه ليس وحيدا.. لكن هذه السعادة باتت مهددة مؤخرا بعدما صُدم بقرار كامل بالسفر .. وربما لحق به شامل لعلمه بشدة ارتباطهما..
أخرجه كامل من شروده حين صاح بصوت غاضب " أتعلم يا مفرح .. أنا لن استعمل معك مسدسي .. يكفي بأن أضغط على بوق السيارة عدة مرات ليفزع حصانك ويفر من أمامي .


عندها قهقه مفرح ثم لكز حصانه وشد اللجام يقول لحصانه آمرا "هيا ألفونس .. أنطلق "




يتبع








Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس