عرض مشاركة واحدة
قديم 18-01-20, 02:26 PM   #225

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الــفــصــل الـحادي عــشــر


" لا مفر من الحب و لا من الوجع "

مقر قيادة الأمن العسكري

الوجع هو الاساس الذي يقوم عليه الحب
لعله منطق سخيف أو سخافة منطقية ،لا يدري، بل ما عاد يكترث
الحب واحد و الوجع واحد ..لا مهرب من الأول و لا شفاء من الثاني و فؤاده رفقة كل أحلامه تحطمت و تناثرت بعيدا تحت أقدام الاثنيين ، حتى حينما خال نفسه سيبدأ من جديد ، دون مشاعر ، دون حب ..فشل
ضيم حبه لها كان أول ضربة و نهى أكملت الباقي
و في أوج تشتته و ضياعه لم يحسب أن لينا ستظهر أمامه،بكل ما يحمله لها من حب و كل ما أسقته إياه من خذلان و خيبة أمل
لم يكن يريد رؤيتها،و لا أن يساوره خيالها للحظة خاطفة
فببرود أمرها:- غادري مكتبي.
- يعقوب، دعنا نضع خلافاتنا جانبا، فالمسألة تتعلّق بأمن الوطن.
فأخذ يصر على موقفه لا يقبل أن يلين :
- عملك مع المخابرات، أنا لا يمكنني مساعدتك.
اقتربت من مكتبه بخطوات غاضبة و ألقت بالجهاز أمامه ، تنظر إلى عمق عينيه السوداوين و كل ما يتأجج داخل لججهما من غضب و سخط
- هناك رجل أعمال فرنسي-جزائري، أظنه جاسوسا، بل إنني متأكدة، وقد رأيته بنفسي مع قادة عسكريين ومن المخابرات أيضا ، الجهاز الاستخباراتي منذ تم انتدابه من قبل الرئاسة و الأمور ليست على مايرام.
ما جاء به لسانها لفت انتباهه بل أيقظ فضوله ليفهم أكثر فتابعت :
- لقد نسخت ما يوجد على لوحه الالكتروني ، وأظنه سيكتشف أمري، أنا لا أثق بأحد غيرك.
نظراته المدققة نزلت من عينيها نحو القميص الذي ترتديه فسمعته يشتم همسا من بين أسنانه و قد كوّر قبضتيه، ثم ضرب سطح المكتب بقوة و هتف باستهجان:
- و تأتينني بقميصه! ، أشاركته سريره أيضا؟
- يا لك من نذل!
- احترمي نفسك يا لينا .
- ما شأنك أنت بي، أرتدي قميص رجل ما أو لا أرتدي شيئا ، من أعطاك الحق لتتدخل ،اهتم بزوجتك فحسب! .
- لا تقحمي زوجتي في هذا .
تأففت حانقة و مضت تتحرك وسط الحجرة بغير هدى، هي في واد و أفكاره تجول في واد آخر ، تتمنى لو لمرة واحدة يضع ما بينهما خلفه و يركز على عمله فحسب..لمرة واحدة.
و هذا من ضمن الأسباب التي دفعتها لترفضه ،فيعقوب يصرّ على ربط حياته الشخصية بالمهنية فلا يتصرف بعقلانية
حاولت أن تقنعه:- المسألة مهمة للغاية، فساعدني، أرجوك.
- لا يمكنني،فالأمر ليس بيدي.
شعورها بالعجز تفاقم حتى حجب كل ذرة عقل امتلكتها فأخذت تنطق بأول ما قد يخطر على ذهنها دون الاكتراث لفداحته
- هل هذا انتقامك؟
- ما الذي تهذين به بحق الله ؟
- لأنني رفضتك،ترفض مساعدتي، لقد تزوجت و بدأت حياة جديدة فلمَ لا تنسى؟
الوجع يأتيك ممن تحب،سنة بني عليها الحب و لن نجد لها تبديلا و ما علينا سوى التسليم بها و الخضوع لأمرها منكسري الفؤاد
أحيانا الأقوال تؤذي أكثر من الأفعال ، فأثر الكلمات يبقى مدموغا في القلب لا يمحوه الزمان مهما طال
فابتسم يعقوب مستهزئا و إن ظلل الحزن تفاصيل وجهه و سكن اليأس نظراته
- أتظنين بأنني لم أرد نسيانك؟ أنا أستيقظ كل يوم أدعو الله أن ينتزعك نزعا مني لأنك تضرينني و تفسدين عليّ راحتي.
وجعه أوجعها أكثر من ألفاظه ، فهربت بعينيها أرضا لا تريد أن تضعف أمامه و تنهار باكية ، فتبكي غباء تفكيرها و ندمها و حتى حبها له
- ما كان حظي من حبك و من معرفتك سوى الفشل و الخسارة، حتى زواجي أفسدته بسببك،دفعت زوجتي لارتكاب أفظع الأمور لأنني لم أمنحها أي شعور بالأمان و الاستقرار.
صدمتها انعكست على نظراتها و قد تجمد سائر جسدها
لا يعقل أن يكون ما فهمته خطأ
أطلّق زوجته؟
و أي جزء ضئيل بالفرح سعى ليتسرب إلى قلبها اضمحل ما أن أتتها كلماته :
- لو كان قتلك حلالا لقتلتك يا لينا.
سكتت،و إن كان صخب انكسار قلبها يصم الآذان
لو صرخ بكرهه لها لما توجعت كما تتوجع في لحظتها تلك
فأومأت ثم غادرت مكتبه،منكسرة الفؤاد و الخاطر ، متهدلة الكتفين ، فتشعر كأن مجرد وجودها في الحياة لم يعد له معنى،وكأن كل ما حولها قد أظلم وقد ضاقت عليها الأرض بما رحبت
فإن كانت قبلا تستشعر الحياة بوجودها في قلب يعقوب، فها هي قد باتت مشردة دون مأوى أو مأمن
قد خسرت
بل أخسرت نفسها إياه و ما عاد ينفعها ندم أو توسل


*
*
*

بعد ساعتين..
شقة لينا


دخلت شقتها مهمومة الفؤاد، تنوي النوم و إسكات صوت يعقوب الذي يقرع مسامعها بكلماته القاسية و ما أن أغلقت الباب عليها و أشعلت الأضواء حتى زحف إليها شعور غريب دفع بالقشعريرة على طول ظهرها، فتحفّزت حواسها و مضت تتفقد ما حولها بعينين مدقّقتين و عند أول خطوة داخل غرفة المعيشة قابلها "غابرييل" بابتسامة متعجرفة
- تطفلك على أموري كان غاية في الغباء يا نور (ضحك باستهزاء) أقصد لينا.
صمتت فأكمل:- لا أنكر أنك قد خدعتني ، لكن الكلمة الأخيرة ستكون لي.
وقف من مقعده يلوح بالمسدس و يدنو منها و عند محاولتها للتحرك للخلف صوب رصاصته قريبا جدا من قدميها و لولا كاتم الصمت لجذبت الضجة انتباه الجيران، فوقفت مكانها بعجز تام تبعد وجهها جانبا
ما أن لامس خدها بظهر أصابعه و قد همس:
- ظننتنا سنكون مناسبين لبعضنا جدا.
- ما الذي تريده؟
- ما سرقته مني، و صمتك التام...أمامنا الكثير لنتحدث عنه.
أبقى نظراته عليها و مضى يوصد الباب بالمفتاح ثم يقذف الأخير بعيدا،فاستغلت لينا ذلك و هربت نحو المطبخ،حيث تقبع الكثير من الأشياء التي تستطيع استخدامها كسلاح
و قبل أن تلتقط أي شيء أتاها صوته من خلفها :
- لا تحاولي دون فائدة.
استدارت تواجهه ،تبذل قصارى جهدها لتحافظ على هدوءها التام، فهي لوحدها ضد جاسوس و مسدس ،و الاحتمالات ليست في صفها
يا للسخرية!
- لا تضيعي وقتي و أخبريني أين هو الجهاز الذي نسخت عليه ملفاتي.
ردت بتهكم :- لقد تأخرت جدا يا غابرييل.
التقطت شوكة من الرف الرخامي خلفها و بسرعة خاطفة غرزتها في رقبته ثم ذراعه و فرّت نحو غرفتها، في نفس اللحظة التي رن فيها جرس الباب و صوت يعقوب يأتي من خلفه قلقا و قد أخافه صوت صيحة "غابرييل " المتوجعة
- لينا ! هل كل شيء بخير؟
صرخت:- يعقوب ساعدني !!
انحنت بسرعة تهرب من الرصاصة التي أطلقها مهاجمها و التي اخترقت الجدار بجانبها،لكن الثانية جرحت ساقها فتعثرت تسقط أرضا،ثم تتأوه بألم ما أن قبض غابرييل على شعرها يوقفه أمامه في ذات اللحظة التي صدح فيها صوت رصاصتين من مسدس يعقوب ثم ركله لباب المنزل و ظهوره رافعا سلاحه
- خطوة واحدة منك و سأقتلها...ضع المسدس أرضا...ببطء شديد.
استجاب الآخر للأوامر و انحنى على مهل شديد يدير سلاحه بشكل أفقي،و في جزء من الثانية كان يطلق النار فيصيب ساق غابرييل،ثم يسدد رصاصة أخرى باتجاه يده

بعد ساعات
ارتمت على الأريكة بتعب، تكاد لا تصدق أن الكابوس الذي عاشته قد انتهى باعتقال غابرييل و خروجها هي من المشكلة دون ضرر إن تجاهلت الجرح الذي تعرضت له و دقائق طويلة من الاستجواب
رفعت نظراتها نحو يعقوب الذي سأل:
- متأكدة من بقائك هنا لوحدك؟ أعني سيبقى بابك مفتوحا.
ردت :- أنا بخير،يمكنك الذهاب.
- ستتجاوزين هذا الأمر،أنتِ بارعة في هذا و في المضي قدما بكل بسهولة.
وقفت تواجهه:- ما الذي تعنيه؟
- أعني بأنك لا تعترفين بأي صعب،مثلما نجحت في دفعي بعيدا،ستفعلين نفس الشيء مع المشاكل التي تنتظرك.
لوحت بقبضتيها في الهواء ، العبرات تغرق مرافئ جفنيها فتنزل أدمعها ترافق كل حرف موجع ، كل حرف دمغه الشجن و كلماتها تتقطع و تترنم فوق لحن أليم يكاد يشبه الأنين الغاضب و قد طفح كيلها :
- أتظنه كان من السهل عليّ دفعك لامرأة أخرى ، كان ذلك أغبى قرار اتخذته و كم أندم عليه! .
تنهيدتها كانت مرتجفة شابها نشيج خفيف و هي تتابع و يداها تقبضان على قميصها فوق قلبها :
-أنا أراك في كل مكان وكل شيء، أنام و أنا أحاول أن لا أفكر بك ، أنت..أنت أول من افتح عيني عليه ،لا أستطيع أن آكل أو أن أعيش ،لأنني أحبك،لأنني مريضة بك،مجنونة بك و أحبك...أنا أتنفسك مع الهواء ، أعشق الأرض التي تمشي عليها .
صمتت كلماتها و تتابعت دموعها أمام عينيه المصدومتين من اعترافها الصاخب،تفاجأ بها تتخذ خطوة نحوه و تكمل بوجع هامسة :- لن تصدق كم أحبك ، أنت أجمل وأنقى شيء عرفته ،أنت كل ما أؤمن به ، أنت بدايتي ومنتهاي ...
تكورت قبضتاه بجانبه يمنع نفسه عن جذبها إلى صدره و احتواء ضعفها و تقبيل كل دمعة و جرح يؤلم روحها ، أراد أن يتحدث إلا أنه أخذ يلومها:
- لماذا أبعدتني عنكِ ؟
هتفت باكية :- لأنني لا أستحقك ، و لا أناسبك، لا أصلح للزواج و خفت أن تمضي السنوات و تكتشف تلك الحقيقة فتبتعد عني ،تصرفت بأنانية و فضّلت عملي عليك لكنني أتعذب بدونك ،وندمت على قراري الغبي السخيف ، ندمت !! ..ندمت و أنا أراك تعيش حياتك معها و تلومني على خطئي ، ندمت أن حزني و وجعي دفعاني لقول كلامي هذا كمثيرة للشفقة!!
أجابها غاضبا:- سابقا كنت أريدك أن تحاربي من أجلنا ، تدافعي عنا ،أردت أن تفضليني ، أن تحبيني و أن تختاريني ، تختاريننا لكنك اتخذت الطريق الأسهل ،هربتٍ ، فعذرا منك إن كنت قررت متابعة حياتي ..ندمك لن ينفع ، تأخرتِ و قد أثبت لي كم أننا لم نكن لنتناسب .
- يعقوب رجاءً
- أنا رجل متزوج ، يكفيني ما خسرته بسببك .
- أنا أيضا خسرت
- مجرد وجودك يتعبني ، أنت أكبر ندم لي في هذه الحياة .
سألته :- أحقا هذا ما تريده ،ألا أمل لنا يا يعقوب ؟
يجيبها ساخرا :- أتظنين أن طلاقي من نهى سيجعلني أعود لكِ ركضا ؟..لو أنها لم تؤذني في ماريا ما كنت انفصلت عنها حتى آخر عمري ، لأنها و إن اختلفت طرقها حاربت كي تكون معي ..عكسك .. لذا مثلما ذهبتِ سابقا ،غادري و لا تعودي و دعي عملك يمنحك كل ما تحتاجين.
تركها واقفة هناك تراقب يغادر حياتها و يسد الباب عليهما،فيفصل طرقهما
ربما الكلمة الاولى كانت لها ،لكن الأخيرة له
و قد قضت بالفراق


يتبع....


bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس