عرض مشاركة واحدة
قديم 21-01-20, 06:03 PM   #141

Hend fayed

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Hend fayed

? العضوٌ??? » 434417
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 215
?  نُقآطِيْ » Hend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond repute
افتراضي


{ في منزل يوسف }

عاد من صلاة العشاء وهو يُسبح الله بخفوت، وحين وصل إلى بيته قطب متعجبا من سكون البيت وغياب أصوات صغيرتيه اللتان عادة ما تثيران حنق الجيران بسبب صياحهما الذي لا يتوقف أبدًا.
فتح الباب بمفتاحه الخاص بعدما رنّ الجرس لثلاث مرات ولم يفتح له أحد، وبحذر شديد كان يخطو أولى خطواته لداخل بيته لكن حذره تبخر فجأة وهو يُطلق العنان لصيحته المجفلة التي ندت عنه رغم إرادته حين أضاءت نغم المصباح فجأة لتُنير البيت بعد أن كان يغرق في الظلام الدامس.
ظلت نغم صامتة، باسمة بإتساع وهي تقف أمامه وكأنها تمثال منحوت من الشمع بينما يوسف يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وهو يحدق فيها بذهول، وبترقب شديد اقترب منها، يتفحص مظهرها الغريب قائلا بتوجس: " أهناك مناسبة خاصة أم ماذا؟ ما هذا الزيّ يا نغم؟ "
دارت نغم حول نفسها دورة كاملة قبل أن تتوقف مكانها قائلة ببسمة عريضة: " ما رأيك؟ ألست جميلة ويليق بي الثوب الجديد؟ "
أراد أن يخبرها عن شعوره بالحسرة على المبلغ المالي الذي أُهدِرَ على هذا الثوب الذي لا يجد له مسمى من شدة بهرجته وكأنه زِيّ مُهرج، لكنه نحى فورا كل ما فكر فيه كرد مناسب على سؤالها وهو يراها ترفع حاجبها بتهديد صامت ولا ينقصها إلا أن تُشهر في وجهه السكين الذي تستخدمه في تقطيع اللحم.
قطب يوسف مدهوشا من سؤالها وهو يخبر نفسه بأنه وقع في الفخ حرفيا وعليه الكذب الآن وإلا ستسود ليلته وتقلب ما تبقى منها إلى نواح وولولة لن تنتهي حتى تشرق شمس الغد.
تنحنح وهو يطالع ملابسها المتداخلة الألوان ببهرجة تؤذي العين وتُسبب تلوث بصري حاد، قبل أن يبتسم بلطف زائف قائلا: " طبعا يليق بكِ، أنتِ جميلة في كل حالاتكِ حبيبتي "
صفقت بيديها جزلا دون أن تعقب بشيء في اللحظة التي شهق فيها يوسف مجفلا من مظهر ابنتيه اللتين كانتا نسخة مصغرة من أمهما بزيِّهما الطويل المُبهرج وكُحل العينين الأسود الذي جعل منهما عفريتتين صغيرتين ولم يكن المسكين قد لاحظ وقوفهما في إحدى الزوايا حتى أصدرتا صوتا لتُنبهانه إلى وجودهما.
اقتربت منه الكبرى ذات التسع سنوات وهي تقول ببسمة ماكرة تشبه خاصة أمها: " ما رأيك بابا؟ لقد كانت فكرتي في الأساس "
عبس يوسف وهو يغمغم: " فكرة سيئة ومن صميم قلبي لا أتمنى أن تتكرر "
رفعت الفتاة حاجبًا بتهديد تقول: " لم أسمعك جيدًا يا بابا، هل قلت عني فكرتي أنها سيئة أم أنني سمعت خطأ؟ "
ابتسم يوسف ابتسامة صفراء وهو يجز على أسنانه مجيبا: " بل قلت أنها فكرة رائعة، لا تحرمينا من أفكاركِ الفذة هذه أبدًا يا زينة "
ابتسمت زينة ابتسامة مستفزة وهي ترد: " لا تخف سترى الكثير من أفكاري في الفترة القادمة بابا "
طالعها يوسف بغيظ وهو يغمغم في سره: " فليلهمني الله الصبر إذن "
نزل على ركبتيه أرضا وهو يتأمل مظهر ابنته الصغرى ذات السبعة أعوام بأسى قبل أن يبرم شفتيه متمتما: " وماذا عنكِ يا حبيبة؟ أليست لديكِ فكرة تريدين عرضها أنتِ الأخرى؟ "
ابتسمت حبيبة فماجت حدقتيها العسليتان بقتامة لذيذة وهي ترد: " لا بابا ليس عندي "
هز رأسه بأسى وهو يقول: " أفسدت أختكِ العفريتة جمال عينيكِ "
ردت حبيبة ببراءة: " الكُحل كان فكرة ماما "
رفع يوسف بصره لنغم وهو يتمتم بحنق: " فكرة رائعة "
استقام واقفا وهو يعبس قبل أن يشير لابنتيه قائلا بصرامة: " أمامكن من الزمن عشر دقائق حتى تتخلصان من تلك الفوضى "
اومأت حبيبة بطاعة لكن زينة هتفت باعتراض: " أنا لا أريد "
رفع يوسف حاجبًا وهو يسألها: " ما الذي لا تريدين بالضبط؟ "
طالعته زينة بأنفة وهي ترد: " لا أريد أن أزيل تلك الفوضى، أنا أحب الفوضى "
هتف يوسف بضجر: " أحبيها كما تشائين ولكن ليس في بيتي يا هانم "
لوحت زينة بكفيها وهي تغمغم بنزق: " إذن أسمح لي بالرحيل حتى تحافظ على نظام بيتك "
فغر يوسف فاهه بذهول وهو ينظر تارة لنغم وتارة لزينة، لا يصدق ما قالته ابنته للتو قبل أن تتدخل حبيبة ببراءة قائلة: " ماما أخبرت زينة أن تقول هذا الكلام لو اعترضت على مظهرها "
ضيقت نغم عينيها وهي تحدج ابنتها بتهديد بينما ابتسم يوسف بتهكم وهو يعقد ساعديه أمام صدره قائلا: " أهلا وسهلا بصاحبة الأفكار والمؤامرات المفضوحة "
رمقته نغم بسماجة وهي ترد: " أهلا بك "
زمت زينة شفتيها وهي تقول بحنق: " ماذا نفعل الآن؟ أنُزيل الفوضى أم نتركها؟ "
رد يوسف بهدوء مستفز: " اسألي أمكِ "
تأففت نغم بتذمر قبل أن تغمغم على مضض: " حسنًا اذهبا إلى غرفتكما وامسحا الكُحل "
طالعها يوسف ببرود وهو يضيف: " والملابس؟ "
فرمقته بنظرة مغتاظة قبل أن تقول لابنتيها: " وبدلا ملابسكما هذه، هيا "
اومأت حبيبة من جديد متمتمة ببساطة: " حاضر ماما، تصبحون على خير "
وانسحبت بهدوء تنفذ ما أمرتها أمها به أما زينة فهتفت بغيظ: " ما هذا الظلم والاستبداد؟ سأشكوك لجدي سليم على فكرة "
وذهبت بخطى عصبية فهتف يوسف في أثرها بدهشة: " استبداد! من أين لكِ بتلك المصطلحات يا بنت؟ "
ردت حبيبة من الداخل: " من ماما "
فشهقت نغم وهي تتمتم: " تلك الوشاية حبيبة أبوها سأقص لسانها عما قريب "
إلتفت لها يوسف يطالعها بنظرة نارية وهو يتمتم من بين أسنانه المطبقة: " ليلتكِ بلون كُحل عينيكِ يا عفريتة، أتريدين قلب ابنتايّ عليّ؟ "
ردت نغم بعبوس: " وما ذنبي أنا؟ كانت فكرة زينة "
رفع حاجبا يطالعها بغيظ قائلا: " لكني لا أظن أن تلك المصطلحات كان فكرة زينة أيضًا "
تنحنحت بحرج وهي ترد: " اممم بصراحة هي من عندي أنا، أردت أن اساعدها حتى لا تعترض على فكرتها، زينة من حقها أن تفعل ما تشاء طالما في حدود المسموح "
هتف يوسف بتعجب: " هل كان يُعجبكِ شكلها أو أفكارها؟ الفتاة مظهرها أقرب لأحد أفراد قبيلة الهنود الحُمر وآكلي لحوم البشر ولا ينقصها إلا ريشة تعلقها في رأسها حتى يكتمل مظهرها الغريب "
كتمت نغم ضحكتها وهي تتمتم: " في الحقيقة الريشة موجودة لكنني شفقة عليك منعتها من وضعها حتى لا... "
قاطعها وهو يضرب كفا بالآخر محوقلا قبل أن يوليها ظهره، متجها لغرفة النوم وهو يغمغم: " لقد جُنت نغم تمامًا والحمد لله "
لحقت به نغم وهي تضحك قائلة: " أنتظر يوسف أنا لم أُكمل لك بقية مُخططنا لهذه الليلة "
إلتفت يصيح بنفاذ صبر: " استغفري ربك وابتعدي عن وجهي اللحظة يا نغم "
كتمت ضحكاتها وهي تهز رأسها بطاعة وحينما همَّ بأن يوليها ظهره قالت: " ألن تسمعني حتى؟ "
صاح يوسف بغيظ: " لا أريد سماع أي شيء منكِ حتى الغد "
رفعت سبابتها وهي تقول باستعطاف: " كلمة واحدة "
فهدر بحنق: " قلت.. لا "
دخل الغرفة وصفق الباب في وجهها فأجفلت للحظة قبل أن تضرب الأرض بقدمها بطفولية هاتفة: " هذا قمة الاستبداد والظلم على فكرة "
فصاح هو من الداخل: " وما تفعلينه هو قمة الجنون على فكرة "
زمت شفتيها بانهزام قبل أن تخطو ناحية غرفة ابنتيها هامسة: " إذن الليلة مصيري مع القردتين الصغيرتين، يا للخسارة! ضاع المُخطط "
°°°

} في غرفة يوسف }

كان يقف في منتصف الغرفة متخصرا، عاقدا الجبين وهو يغمغم بامتعاض: " تبًا! لم تكن تلك مُخططاتي لهذه الليلة "
تأفف وهو يتجه نحو خزانة الملابس قائلا: " منكِ لله يا نغم، منكِ لله ستجلطينني "
لم يكد يفتح الخزانة ويسحب ملابسه منها حتى وجدها تدخل الغرفة باسمة بتوتر وهي تقول: " أردت أن أخبرك أنني آسفة ولن أكرر ما فعلت مرة ثانية "
رفع يوسف حاجبيه بدهشة قائلا: " حقًا! "
اومأت إيجابا دون رد وهي ترمقه باستعطاف فتنهد يوسف مستسلما ككل مرة وهو يشير لها بصمت حتى تقترب، فهرولت إليه ترتمي بين ذراعيه، قائلة: " لا حرمني الله منك يا يوسف "
فرد يوسف وهو يضمها برفق إلى صدره: " ولا منكِ يا فراشة يوسف الغالية "
*****

{ في فيلا الباسل }

كانت مروة تلعب بحماس مع حفيدتها الصغيرة ذات الخمسة أعوام، من يراها وهي تلاعبها بهذه الحيوية يمنحها تقديرا لعُمر أصغر من عمرها الحقيقي وقد بدت مروة اللحظة امرأة جميلة حقا ببشاشة محياها وصيحات التشجيع الحنونة التي تدفع بها الصغيرة للتفاعل معها.
على بُعد مسافة قريبة كانت فرح تقف وإلى جوارها أكرم المبتسم بصمت عميق يكمن فيه مزيج رائع من السعادة والراحة والرضا التام.
تنهدت فرح فجأة قبل أن تبتسم بلطف قائلة: " لقد كانت عمتي مروة أكثر من تأثر بموضوع تأخر الحمل الذي عانيت منه "
هز أكرم رأسه مجيبا بمرح: " نعم، كانت خائفة جدًا وكأنها هي من تواجه المشكلة لا أنتِ حتى كادت تصيبنا جميعا بالهستيريا من توترها الشديد "
ضحكت فرح وهي تقول: " لازلت أتذكر ما كانت تفعله في الطبيب بعد كل زيارة فاشلة يخبرنا فيها بأن العلاج لم يأت بالنتيجة المرجوة "
وضع أكرم قبضته على فمه بسرعة وهو يحدج فرح بلوم مرح ليقول بعد لحظات قليلة: " حرام عليكِ يا فرح، ألم تجدي سوا اللحظة لتُذكريني بهذا الموقف بالذات؟ "
قطبت للحظة بحيرة من فهم مقصده لكنها سريعا ما حدقت في عينيه لثوان قبل أن تنفجر في الضحك الذي شاركها إياه وهي تتمتم من بين ضحكاتها: " نسيت أنك كنت معنا وشاهدا أيضًا على كل ما كان يحدث وقتها، يا الله كلما أتذكر هذه المواقف لا أصدق أن عمتي مروة سيدة المجتمع الراقي من كانت تتفوه بتلك الألفاظ "
رد أكرم وهو يبتسم بتواطؤ: " وأنس ذاته كاد يتبرأ منها ذات مرة حينما وصفت الطبيب بأنه قرد أبله لا ينقصه سوا ذيل وبعض الموز "
انحنت فرح للأمام وهي تمسك ببطنها من شدة الضحك حتى دمعت عيناها وهي تقول: " كفى عمي، سيتوقف قلبي من الضحك "
ابتسم أكرم بحنان غامر وهو يربت على ظهرها قائلًا: " بعيد الشر عنكِ يا فرحة دخلت حياة ابني فأنارت عتمتها "
اعتدلت فرح في وقفتها، تطالعه بود وهي ترد: " الآن علمت ممن تعلم أنس الكلام اللطيف، بارك الله لنا في عمرك عماه "
مال أكرم يُقَبِّل جبينها قبل أن يتمتم بمشاكسة: " هيا خُذي ابنتكِ واصعدي لزوجكِ، دعي جود تفسد نومه فهو عاد لتوه من سفر عمل دام لشهر كامل بعيدًا عنكما ولا يصح أن تتركاه يرتاح بهذه البساطة "
هزت فرح رأسها ضاحكة وهي تقول بتواطؤ: " طبعًا لا يصح، كيف ينام ببساطة دون أن يتحمل القليل من مشاكسات وشغب ابنته الذي لا ينتهي؟ "
اومأ أكرم وهو يردف: " معكِ حق ثم أنا أريد الاختلاء بزوجتي قليلا وفي وجود تلك المشاغبة جود لن تلتفت لي مروة أو تمنحني ولو نظرة حتى "
ابتسمت فرح بمرح وهي تغمز له بطرف عينها قائلة: " اوامرك مُجابة يا حمايا العزيز، سأرحل وابنتي حتى أُخلي لك الساحة تمامًا "
فطالعها أكرم باسما وهو يقول بجدية مصطنعة: " إن شاء الله سأرد معروفكِ هذا قريبًا "
فرمقته فرح بشقاوة وهي ترفع كفيها متمتمة: " لا أريد شيء، إنها خدمة لأجل الوطن "
تركته فرح وتقدمت من مروة لتأخذ ابنتها بينما أكرم يطالعها بنظرات ممتنة، فمنذ دخلت فرح البيت عروسا لابنه وهو لم ير أنس يومًا حزينا أو شاكيا نِعم الابنة كانت في بيت أهلها والآن هي نِعم الزوجة في بيت زوجها.
بعد قليل من المحاولات الفاشلة خلال تشبث مروة بجود والأخيرة تضحك حائرة بين أمها وجدتها استطاعت فرح بشق الأنفس أن تأخذ ابنتها وتفر من أمام حماتها التي توعدتها بالكثير من العقاب.
اقترب أكرم، يجاورها في جلستها قبل أن يحيط كتفيها بذراعه فتميل لتضع رأسها على كتفه وهي تبتسم بعتاب قائلة: " أعلم أنك من حرضت فرح على أخذ جود مني ولن أسامحك على فكرة "
ضحك أكرم بمرح وهو يرد: " أنتِ دومًا تقولين هذا وفي النهاية تسامحينني على فكرة "
صمتت مروة دون تعقيب جهري وفي سرها تُردد ما تعلمه يقينا في قرارة نفسها 'أسامحك لأنني أحبك جدًا'
°°°

{ في جناح أنس وفرح }

دخلت تحث الخُطى وهي تظنه قد غفا بسبب هدوء الغرفة لكنها تسمرت مكانها فجأة مجفلة للحظة واحدة قبل أن تتنهد حين سمعته يقول: " أهلا وسهلا، أنرتِ الغرفة بل الجناح كله وشرفتيني بحضوركِ الباكر اليوم فرح هانم "
ابتسمت بمرح يشبه ما صدح في نبرته وهي ترد عليه: " الشرف لي أنس بك "
اعتدل جالسا بعدما كان مضطجعا على الفراش وهو يفتح ذراعيه مُرحبا بصغيرته: " أهلا بحبيبة بابا "
فارتمت الصغيرة بين أحضانه وهي ترد ضاحكة كما قالت أمها: " أهلا أنس بك "
ضحك أنس وهو يدغدغها قائلا: " أشتقت لشقاوتكِ يا قردة "
أطلقت جود العنان لضحكاتها وهي ترد: " وأنا أيضًا إشتقت إليك بابا "
فتخصرت فرح وهي تدعي الضيق هاتفة: " هل أصبح كل الدلال لابنتك وحدها الآن؟ وماذا عني أنا يا سيد أنس؟ "
رمقها أنس بطرف عينه، قائلا بمكر: " لو أحببتِ أن تقتربي لتحصلي على حصتكِ من الدلال فلن تجدي ما يمنعكِ على فكرة "
ابتسمت بشقاوة وهي تتمتم: " اممم وماذا سنفعل في ابنتك؟ "
رد أنس بمشاكسة: " لو شئتِ ألقيتها من النافذة لأجل خاطركِ "
فشهقت فرح وهي تدعي الخوف قائلة: " هل تريد أن تقتلنا والدتك؟ ألا تعلم كم هي تحب جود؟ "
زم أنس شفتيه بتفكير للحظات قبل أن يتمتم: " معكِ حق، ستقتلنا فعلا، ماذا برأيكِ لو تركناها الليلة تنام مع جديها؟ "
ضحكت فرح بحرج وهي تجيبه: " أتريد فضحنا أم ماذا؟ "
تأفف أنس بتذمر كطفل صغير وهو يغمغم: " ماذا أفعل إذن؟ أنا إشتقت إليكِ وتلك القردة الشقية لا تنام سوا خمس دقائق ماذا سنفعل فيهم بالله عليكِ؟ "
عبست جود بحيرة وهي تتمتم: " أنا لا أفهم "
رمقها أنس بسماجة مغمغما: " وهذا هو المطلوب "
فتأففت جود وهي تقول: " ألن نلعب يا بابا؟ أنا أريد أن ألعب "
رد أنس بعبوس: " وأنا أريد أن أنام "
رمقته جود بعبوس مشابه له وهي تصيح: " بابا سيء أنا أريد جدتي مروة "
فقفز أنس عن الفراش فجأة وهو يصيح بابتهاج طفولي: " غالية والطلب رخيص، تعالي يا حبيبتي سأوصلكِ إلى جدتكِ بنفسي "
حملها بسرعة وهو يخطو ناحية الباب بينما فرح تهتف بذهول: " ماذا تفعل يا أنس؟ "
فرد وهو يخرج من الغرفة: " سأتخلص منها بسرعة وآتيكِ "
°°°

لحظات قليلة وكان أنس يقف أمام والديه اللذَين تفاجئا من حضوره وهو يُنزل جود أرضا قائلا: " خُذاها عندكما الليلة "
رفع أكرم حاجبا بمكر وهو يسأله: " لماذا؟ "
بينما قطبت مروة بتعجب قائلة: " ماذا حدث؟ "
فيرد أنس بهدوء لا مبالي: " لا شيء، لكن جود ظلت تبكي وتقول 'أريد جدتي مروة' فلم يتحمل قلبي الرقيق بكائها واسرعت لتلبية طلبها "
طالعته جود بذهول وهي تتمتم: " أنا بكيت! "
حدجها أنس بعبوس مغتاظ بينما والده يعقب بتهكم مرح: " عيب عليك أن تتهم الطفلة البريئة بما لم تفعله يا صاحب القلب الرقيق "
لم تبال مروة بما يقولان وأسرعت تحمل جود بفرح قائلة: " تعالي حبيبتي لنُكمل لعبنا "
فصفقت جود بفرح وهي ترد: " نعم جدتي هيا نلعب "
رمقهما أنس بامتعاض وهو يغمغم: " تبًا! طفلة مولودة في مدينة الألعاب "
عاد ادراجه إلى جناحه وهو يصفر بسعادة بعدما تخلص من ابنته لتفاجئه فرح وهي تقف في منتصف الغرفة بملامح مرتبكة.
قطب أنس بحيرة وهو يسألها: " ماذا بكِ يا فرح؟ "
تنحنحت بحرج وهي تتمتم: " اممم أظن أن الليلة لن يفلح الأمر.. أنا... "
طالعها أنس بترقب وهو يقول: " أنتِ ماذا؟ "
فردت وهي تعض على طرف شفتها بإرتباك: " أنا الليلة غير مُتاحة "
ارتفع حاجبيه بدهشة قائلا: " نعم! لم أفهم "
تنحنحت من جديد وهي تغمغم: " أنا أقصد أنني... في فترة راحة "
رمش بغباء وهو يطالعها قائلًا: " وهل كنتِ تعملين في السابق أم ماذا؟ "
تأففت بحرج وهي تهتف: " أوف، أنت تُصر على احراجي "
ليزفر هو بغيظ، هاتفا في المقابل: " أنا لا أفهم تلك الأُحجية من الأساس ولا رغبة لي في إضاعة الليلة على الكلام "
رمقته بشفقة وهي تتنهد قائلة: " لكن لن يفلح الليلة سوا الكلام للأسف فأنا صدقني لم أكن أحسب لها حسابا لكنها غافلتني و... "
قاطعها أنس وهو يصيح بصدمة: " لا، لا تقولي أن ما أفكر فيه صحيحًا "
اومأت برأسها إيجابا وهي تغمض عينيها بترقب لسماع صياحه الذي لم يتأخر وهو يهدر: " يا حسرتي! وأنا الذي ركضت كالمجنون لأتخلص من جود حتى تخلو الساحة لنا، تبًا يا فرح! "
كتمت ضحكتها شفقة على حاله بينما هو يتجه نحو الشرفة لتسمع صوته بعد لحظات وهو يُنادي والديه: " إذا سمحتما اتركا جود تصعد إليّ ما عُدت أريد النوم ولا الراحة سألاعبها طوال الليل ولمدة... (صمت مفكرا للحظات قبل أن يردف بصوت مُتَحسِر) ولمدة ثلاثة أيام كاملة "
كتمت فرح ضحكتها وهي تراه يدخل بوجه محتقن مغمغما بامتعاض: " طار كل شوقي لكِ وذهب أدراج الرياح، اخلدي للنوم يا فرحة العمر التي ما تمت "
انفجرت فرح ضاحكة وهو يطالعها بغيظ حانق قبل أن تذهب هي إليه وتحاول استرضائه كثيرًا حتى هدأ أخيرًا وتنهد بأسى يقول: " ضاعت الليلة يا فرح "
فابتسمت فرح برقة وهي ترد: " يكفيني أنكَ إلى جواري يا حبيبي "
ليبتسم أنس باستسلام وهو يقول: " كالعادة هزمتِني يا فرحة عمري "

•• يتبع ••👇


Hend fayed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس