عرض مشاركة واحدة
قديم 21-01-20, 06:07 PM   #142

Hend fayed

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Hend fayed

? العضوٌ??? » 434417
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 215
?  نُقآطِيْ » Hend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond reputeHend fayed has a reputation beyond repute
افتراضي

اليوم التالي / المدينة الجبلية
{ دار الجبالي / في جناح ياسين وملك }

أنهى اتصاله بأخيه وهو يُطمئنه بأنه درس أوراق صفقة العمل الجديدة جيدًا وبلا شك تُعتبر تلك الصفقة مُربحة جدًا لهم.
خرج من الشرفة وهو يبتسم برضا عن إتمامه ما يلزم في الوقت المحدد دون تأخير وإلا لكان ناله من توبيخ قاسم ما يكفيه لبضعة سنوات مُقبلة ولكنه فجأة قطب مُستغربًا وهو يرى ابنته تقف كقطة مُنكمشة على نفسها في إحدى زاويا غرفة الجلوس الصغيرة المُلحقة بجناحه الخاص فناداها بحيرة: " ماذا بكِ يا تالا؟ لماذا تقفين بهذا الشكل؟ "
رمشت الصغيرة ذات التسع سنوات بخوف وهي تجيبه: " لأنك ستُعاقبني "
زادت حيرته بينما يقول: " ولماذا سأُعاقبكِ يا تالا؟ ماذا فعلتِ؟ "
هزت تالا رأسها وهي ترد: " لستُ أنا يا بابا، إنها ماما من فعلت أقسم لك "
رمقها بتوجس وهو يسألها: " وماذا فعلت ماما بالضبط؟ "
أشارت على المنضدة الصغيرة الجانبية _التي سبق ووضع عليها ملف الصفقة الجديدة قبل قليل بعد أن أنتهى من دراسة الجدوى الخاصة به_ بينما بصره تلقائيًا يتتبع ما تشير إليه وهو يسمعها تقول: " لقد سكبت ماما فنجان القهوة على الأوراق "
شهق ياسين بصدمة وهو يرى الأوراق المُتناثرة هنا وهناك على سطح المنضدة وقد تلونت باللون البُني القاتم، وفي اللحظة التي هرول ناحية المنضدة ليتفقد الأوراق ركضت تالا إلى أمها حيث تختبئ في غرفة النوم.
لحظات قليلة وصدح صياح ياسين في الأرجاء بسرعة مدوية كانتشار النار في الهشيم وبخُطى تعكس إنفعالاته كان يدخل إلى غرفة النوم صارخًا: " يومكِ بلا ملامح يا ملك، عِقابكِ عسير... "
قطب باستنكار وهو يسمع صوتها يعلو بالتكبير وهي تستقبِل القِبلة للصلاة فصاح بعصبية: " حسنًا، صلي اليوم بطوله يا حُلوة، فوالله لن يمر الأمر بسلام تلك المرة "
وقفت تالا تكتم ضحكتها وهي ترى ملامح أمها المُنقبضة بخوف جليّ وهي تدعي أنها تصلي لكنها لم تكن تفعل إذ أنها للتو كانت قد أنهت صلاة الظهر.
في ذلك الحين وقف ياسين أمام الباب يستند عليه وهو يعقد ساعديه أمام صدره والغضب جليًا على ملامحه وفكيه المتصلبين.
انتظرها أن تركع لكنها لم تفعل فرمق تالا بشك ليرتفع حاجبيه باستدراك حين رآها تضع كفيها على فمها، تُخفي عنه بسمتها.
أشار لها بالصمت فأومأت له بوداعة بينما تأخذه خُطاه بحذر ناحية تلك المسكينة التي تدعو الله أن تنشق الأرض وتبتلعها حتى يهدأ غضبه على الأقل.
وعلى حين غفلة صدحت شهقة ملك المُجفلة وياسين يقبض على ملابسها من الخلف وكأنه يُمسك بلص سرق منه حذاءه، وانفجرت تالا ضاحكة حينها وهي تمسك ببطنها.
تنحنحت ملك ببراءة مُدعية وهي تلومه بالقول: " ما فعلته حرامًا على فكرة، لقد قطعت عليّ صلاتي "
رد ياسين وهو يرمقها بتهكم: " أيُّ صلاة تلك التي تخلو من الركوع والسجود؟ "
ردت وهي ترمقه بإرتباك: " كنت سأفعل "
رفع حاجبا بشك دون أن يعقب فطالعته باستعطاف وهي تتمتم بخفوت: " أترك ملابسي لو سمحت، أنت هكذا تُهينني أمام البنت وهذا لا يصح "
رد ياسين ببرود: " لقد اعتادت البنت على الحماقات التي تفعلها أمها كل حين وباتت تنتظرها لتضحك عليها "
علت ضحكات تالا فحدجتها أمها بشراسة لتنكمش الأولى على نفسها وهي ترفع كفيها باستسلام وتكتم بقية ضحكاتها في جوفها.
إلتفتت ملك تواجه ياسين بعبوس قائلة: " ما كل هذه الضوضاء؟ ماذا حدث؟ "
طالعها ياسين باستنكار وهو يرد: " والله! تعبسين في وجهي وتوبخينني على علو صوتي أيضًا؟ ألا حد لوقاحتكِ؟ "
تخصرت بيد بينما تُشهر سبابة كفها الحُر وهي تصيح: " لعلمك أنا لا أسمح لك بإهانتي فإما تختار أسلوبًا مُهذبًا في الحديث معي أو... ماذا تفعل؟ "
تراجعت خُطاها للخلف وهي تراه يخلع عنه حزام بنطاله الجلدي بينما يقول: " أحاول التفكير في طريقة مُهذبة للكلام معكِ "
طالعته بترقب حذِر وهي تسأله: " وهل وجدت؟ "
اومأ برأسه وهو يبتسم بشراسة مُجيبا: " بلى، وجدت طريقة فعالة للغاية لا أعلم كيف لم أُجربها معكِ من قبل؟ "
حين رفع يده المُمسكة بالحزام عاليًا صرخت ملك وهي تفر منه هاربة وتالا في أثرها تضحك بشدة حد أن دمعت عينيها.
صاح ياسين بغيظ: " والله لو وصلتِ إلى المريخ يا ملك فستُعاقبين رغم ذلك "
هتفت ملك وهي تفتح باب الجناح خارجة: " سأشكوك لوالدك أيها الفظ "
°°°

حلَّ المساء وهما لا يزالان مُتخاصمين، كل منهما يجلس على طرف الفراش من ناحية وتالا في المنتصف ترمق والدها تارة وأمها تارة أخرى حتى هتفت فجأة وهي تنزل عن الفراش: " أنتما لا تكبُران أبدًا، لقد مللتُ "
عبس ياسين بامتعاض بينما غمغمت ملك: " منكِ لله يا حلا ما أوثتِك إياه من وقاحة أسقيتِه لأطفال العائلة جميعًا "
هتف ياسين فجأة: " تالا اطلبي من عمتكِ حياة أن تُعد لي فنجان قهوة "
فردت تالا ببرود: " عندك زوجتك أطلب منها ما تشاء ودع خالتي المسكينة في حالها فعمي قاسم سيُعلقها من أذنيها على باب الدار "
قطب ياسين بفضول وهو يسألها: " لماذا؟ ماذا فعلت خالتكِ المسكينة؟ "
اقتربت تالا من والدها وهي تخفض صوتها وكأنها على وشك الإدلاء بسر حربي خطير فاقتربت ملك منهما تريد أن تعرف فرمقها ياسين بطرف عينه بنظرة ممتعضة قبل أن يُولي انتباهه لابنته التي قالت: " لقد حضرت عصرًا الجدة ثريا ومعها ابنتها الكبرى ولم يكن في الدار سوى خالتي حياة وخالتي حفصة وبعد قليل تشاجروا "
سأل ياسين بقلق: " مَن الذين تشاجروا يا تالا؟ "
ردت تالا بتلقائية: " ابنة الجدة ثريا وخالتي حياة (تابعت بحزن) تلك المرأة قالت عن خالتي حياة أنها خاطفة رجال وأنها سرقت منها عمي قاسم وخالتي حياة بكت كثيرًا بعد رحيل الجدة ثريا وابنتها "
هبت ملك من مكانها صارخة بحنق: " لماذا لم تخبرينني وقتها حتى أخرج لتلك الشمطاء وأُريها مقامها؟ "
طالعتها تالا بخوف وهي ترد: " خالتي حفصة قالت أنتِ بالذات لا يجب أن تعرفي شيئًا عن مجيئهما "
سحبت ملك حجابها، تضعه على رأسها بفوضوية وهي تغمغم بغضب: " لن تمر ليلتها بسلام تلك الحرباء فقط لأطمئن على أختي أولًا "
استوقفها ياسين بصرامة: " اذهبي إلى غرفتكِ يا تالا ولا تخبري أحد أننا عرفنا بشأن هذا الأمر، وأنتِ اخلعي عنكِ حجابكِ واستكيني في مكانكِ، الموضوع انتهى "
انتظرت ملك حتى خرجت تالا من الغرفة وبعدها هتفت بضيق: " كيف انتهى؟ هل تريدني أن اتغاضى عما فعلته تلك الحقيرة وخالتك المصون؟ "
نهض ياسين من مكانه هاتفا في المقابل: " أغلقي فمكِ الثرثار هذا بنفسكِ وإلا أغلقته لكِ بالقوة يا ملك "
أولاها ظهره يهمّ بالابتعاد حينما أمسكت مرفقه وهي تقول بصوت بدى مُهتزًا قليلا: " لم يسبق لك أن صرخت في وجهي هكذا "
إلتفت برأسه يطالعها بصمت تام فأطرقت بحزن تتمتم: " حسنًا اعترف أنِّي أخطأت و... لكن لعلمك أنا لم أتعمد سكب القهوة على أوراقك "
رد ياسين بهدوء: " أعرف "
حينها طالعته بدهشة تقول: " وطالما تعرف علامَ تريد مُعاقبتي إذن؟ "
رد وهو يعبس قليلا: " لا أعرف "
قطبت بذهول وهي تغمغم: " لا تعرف! "
لانت نظراته وهو يقول: " تعرفين أن ما يُزعج حياة يُزعجني بالطبع ولكن أن تُسيئي إلى خالتي مهما كانت سوء أفعالها فهذا ما لن اتقبله يا ملك "
فتحت فمها تريد الرد والدفاع عن نفسها لكنه سبقها بالقول: " أما يكفيكِ أن قاسم ما أحب امرأة غير أختكِ؟ فيما سيُجدي العِراك مع خالتي أو ابنة خالتي وأنتِ تعرفين أن ما يدفعهما لِفعل ذلك هو حقدهما عليكما؟ "
صرحت ملك بشعورها بقوة: " أنا أكرههما "
اومأ ياسين وهو يرد: " أعلم هذا، لكن ما لا أعلمه حقًا هو لماذا تكرهينهما بهذه القوة ومن قبل أن يفكر قاسم في خطبة ابنة خالتنا ثريا من الأساس؟ "
صمتت ملك دون أن ترد فهي مهما حدث لن تخبره بشأن اكتشافها أن تلك الحقيرة ابنة خالته كانت تحبه هو لا قاسم.
تنهد ياسين بعمق قائلا: " سأذهب لأطمئن على تالا "
تشبثت به ملك أكثر متمتمة: " ألن تُعاقبني؟ "
استدار ياسين بكُليته يُناظرها بحب وهو يجيبها: " ما يعنيه عقابي لكِ أنِّي أُعاقب نفسي يا ملاك وأنا لستُ أحمقا لهذه الدرجة حتى أفعل "
أشاحت وجهها جانبا وهي تعاتبه بالقول: " كنت ستضربني هل نسيت؟ "
رد ببساطة: " بل كنت أنوي تبديل ملابسي التي اتسخت ببضع قطرات من القهوة وأنا أتفقد الأوراق وأحاول انقاذها "
رمقته شذرًا فانفجر ضاحكا وهو يقول: " هيا يا ملاك لا تكوني قاسية لهذا الحد، تعرفين أنني ما كنت لأفعلها بكِ "
هزت كتفها بدلال وهي ترد: " ظننتُ أنك ما عُدت تحبني "
تراقصت بسمة على ثغره وانعكست شقاوتها على صفحة مُقلتيه وهو يقترب منها، مُعتقلًا خصرها برفق وهو يميل على أذنها هامسا: " كل هذا إذن لأجل ظن أحمق راودكِ، ألا تعلمين أنني أحيا على حُبّكِ؟ "
رفعت رأسها، تطالعه بحب والبسمة تعانق ثغرها الوردي وهي تجيبه بمناكفة: " هذا كلامي أنا "
فرد عليها باسما بحنان: " كلانا واحدا أليس كذلك يا ملاكي؟ "
حينها تنهدت براحة وهي تميل واضعة رأسها على صدره متمتمة: " بلى يا أميري "
°°°

{ في جناح زيد وشمس }

كانت شمس على وشك جذب شعرها من الغيظ وهي تستمع إلى صراخ ابنتها الذي لا ينقطع بينما الأخيرة تقف أمامها عاقدة ذراعيها أمام صدرها وهي تطالع أمها بغضب وتوجه إليها اللوم والعتاب.
فاض الكيل بشمس فهبت من جلستها على الفراش تتخصر أمام ابنتها وهي تهتف: " هل تلوميني على شيء ليس بيدي؟ هل أنتِ مجنونة يا بنت؟ "
رمقتها نور بعبوس مغمغمة: " بالطبع ألومكِ فهذا ذنبكِ "
زفرت شمس بضجر وهي ترد: " يا حبيبتي افهمي هذه أمور بيد الله سبحانه وتعالي ونحن لا نقدر على التدخل فيها "
هزت نور رأسها بحنق هاتفة: " لكن عمتي نبض أنجبت غيد بعيون ملونة "
جزت شمس على أسنانها وهي تحاول التحكم في أعصابها بينما تتمتم: " وأنتِ أيضًا ذات عيون ملونة يا حبيبتي "
عبست نور بغير رضا فأبتسمت شمس على مضض تقول: " عينيكِ جميلتان على فكرة ولونهما رائع "
رمقتها نور بامتعاض مغمغمة: " ما الرائع في عيون باللون البني القاتم؟ أنا أريدهما زرقاوين "
رفعت شمس بصرها للأعلى مغمغمة: " يا الله يا ولي الصابرين "
في تلك اللحظة دخل زيد باسما وهو يحيهما فرمقته نور بضيق بينما زفرت شمس براحة وهي تقول: " الحمد لله، وصلت في الوقت المناسب تمامًا "
تقدم زيد منهما وهو يسأل بترقب: " ماذا بكِ يا شمس؟ "
فأجابته شمس باستياء: " ابنتك لا يعجبها لون عينيها وتلومني لأنني لم انجبها بعيون زرقاء "
ارتفع حاجبيه بدهشة وهي ينظر لابنته قائلًا: " حقًا! وما سر حبها المفاجئ للون الأزرق؟ ألم تكن تبغضه من قبل؟ "
تمتمت شمس بنفاذ صبر: " ها هي أمامك فأسألها "
التفت زيد إلى ابنته، يطالعها بإهتمام وهو يقول: " ما المشكلة يا نور؟ لماذا أحببتِ اللون الأزرق هكذا فجأة؟ "
فردت نور بعبوس: " غيد لن يقبل بي لأن عيناي ليستا زرقاوتين مثله "
قطب زيد بذهول يقول: " إذن تغيركِ المفاجئ هذا لأجل غيد؟ "
اومأت نور ببؤس قائلة: " سيضيع غيد مني يا بابا، ماذا أفعل؟ "
رمش زيد بذهول من حديث ابنته الذي يفوق سنها بينما تدخلت شمس تضيف بسخرية: " كان سيضيع أيضًا حتى لو كنتِ زرقاء العينين يا نور فما لا تعرفينه هو أن هناك قصة حب وود دموية ظلت قائمة لمدة لا بأس بها بين عمكِ صخر ووالدكِ العزيز وهذا يعني أنكِ خيار مستبعد على أي حال "
ضيقت نور عينيها وهي تطالع والدها باتهام قائلة: " إذن أنت السبب، أنت من أضعته مني "
فتح زيد فمه ليرد فسبقته نور وهي تهتف: " لعلمك أنا لن أسامحك أبدًا على ما فعلت يا بابا، أبدًا.. أبدًا "
وهرولت للخارج غاضبة بينما انفجرت شمس في الضحك وهي تقول: " كان ينقصها 'أبدًا' إضافية وتصل ابنتك للعالمية اللهم لا حسد طبعًا "
طالعها زيد بغيظ هاتفا: " لقد ورطتني يا هانم لتنجين من ابنتكِ "
هزت شمس كتفيها وهي ترد بلامبالاة: " في المواقف الصعبة العقل يقول 'تصرف لتنجو' وأنا فعلت ما أملاه عليّ عقلي وتصرفت "
عبس زيد متمتما: " نعم نجوتِ واوقعتني في الفخ بدلًا منكِ، صحيح إن كيدهن عظيم "
كتمت شمس ضحكتها بينما ترمقه بطرف عينها، منتظرة رد فعله التي هي موقنة من أنه سيأتي حالا دون تأخير، وحين رفع زيد حاجبه وتألقت الشقاوة في مقلتيه علمت أن لحظة رد الفعل قد حانت.
ببسمة ماكرة كان يقول: " تعلمين طبعا أن ابنتكِ حين تغضب مني فإنه يلزمني وقتها الكثير من الجهد حتى أتمكن من استرضائها أليس كذلك؟ "
زمت شفتيها تمنع بسمتها من الظهور وقد بدأت خيوط الاحجية تتجمع في عقلها بينما تهز رأسها مؤكدة قوله فيردف هو بنفس البسمة: " وطبعا يلزمني أنا الآخر مصدر طاقة أمد به نفسي حتى أتمكن من مواجهة غضبها أليس كذلك؟ "
للمرة الثانية تهز رأسها بالموافقة دون رد فتتسع بسمته هو مردفا: " جميل جدًا والآن ننتقل إلى النقطة الأهم ألا وهي أين مصدر طاقتي؟ "
توردت رغم أنها حاولت إظهار الغباء في قولها: " أين؟ "
لكن توردها فضح أنها علمت قصده فأبتسم في المقابل يرد بإيجاز: " أنتِ "
عبست شمس وهي تلوح بكفها مصطنعة الحنق بينما تقول: " لا تمزح يا زيد فأنا مرهقة وأشعر بالنعاس "
رفع حاجبه وهو يرد بشقاوة: " وهل قلت غير ذلك يا شمسي؟ لعلمك أنا أيضًا أشعر بالنعاس لهذا سوف نذهب ل... "
قاطعه صوت رنين هاتفها الذي صدح فجأة بنغمة مميزة جدًا.. جدًا خاصة لدى زيد الذي فغر فاهه ومظاهر البلادة تحتل قسمات وجهه وهو يغمغم: " حماتي العتيدة "
كتمت شمس ضحكتها شفقة عليه بينما هو يردف بنفس النبرة: " أقسم بالله بدأت أشك أنها تضع جهاز تنصت في كل مكان نذهب إليه، إنها تضبط موعد الرنين على نفس اللحظة في كل مرة "
طالعته شمس باعتذار صامت بينما هو يبتعد متجها إلى غرفة النوم متمتما ببؤس: " يا لحظك التعس يا زيد! صدق من قال 'فطريقك مسدودا.. مسدودا' سبحان الله لقد كان يصفني تمامًا "
انفجرت شمس ضاحكة مع نهاية حديثه فالتفت يطالعها بغيظ قبل أن يعود إليها هاتفا: " لكن إلى هنا وكفى، ما عُدت أريد الطريق المسدود (سحب منها الهاتف وأخرج شريحته ثم رماه على الأريكة قبل أن يخطو نحو الباب مغمغما) وها هو الباب أيضًا "
أغلق الباب بالمفتاح ثم عاد إليها مرة ثالثة وحينها مال بخفة يحملها بينما هي تهتف بإجفال: " ماذا تفعل يا مجنون؟ "
فرد وهو يتحرك تجاه غرفة النوم: " سأحاول شحن طاقتي حتى أتمكن من مواجهة ابنتكِ ولا تنسِ أنكِ كنتِ السبب في توريطي "
غمغمت ببؤس: " وماذا عن عمتي مروة؟ هكذا ستقلق عليّ "
ابتسم زيد بشماتة قائلًا: " عساها تغضب وتثور وتتبرأ منكِ بل وتقرر حرمانكِ من الميراث وفي المقابل تحرمنا من اتصالاتها المستفزة في الأوقات الحاسمة "
ضحكت شمس بقلة حيلة متمتمة: " أنت شرير "
غمز بطرف عينه وهو يرد بمرح: " فيما يخصكِ نعم أنا شرير جدًا يا نور حياتي "
فطالعته شمس برقة قائلة: " لا حرمني الله من شرك هذا أبدًا يا حبيبي "

•• يتبع ••👇


Hend fayed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس