عرض مشاركة واحدة
قديم 24-01-20, 09:32 PM   #543

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السادس عشر
اقترب خالد من غرفة آسر متألما مترددا في الطرق على الباب ولا يعرف كيف يخرج صاحبه من تلك الحالة التي تسيطر عليه منذ يومين.. حالة اكتئاب حاد أضيفت لحالته الصحية التي ليست على ما يرام جعلته يعتكف في غرفته منذ أن علم بالخبر.

بشعور بالحزن والأسف قرر خالد ألا يطرق على الباب وعاد ليقف في شرفة تلك الشقة السرية التي يختبئ فيها هو و آسر منذ أسبوعين .. وغامت عيني خالد وهو يتذكر معرفته بإصابة آسر بطلقة قريبة من القلب قبل ثلاثة أسابيع ...تلك الإصابة التي كادت تودي بحياته لولا رحمة الله التي جعلته ينحني ليلتقط نظاراته الشمسية التي سقطت من يديه في نفس لحظة إطلاق القناص للطلقة وبمجرد أن رفع رأسه تفاجأ بستورم يدفعه والذي لمح ما يحدث لكن الأخير لم ينجح في حركته المباغتة التي جاءت ابطأ قليلا من سرعة الرصاصة الثانية ألا في انحراف الرصاصة عن مسارها المقصود عدة سنتيمترات فأصابت آسر في صدره بدلا من قلبه ...
ومع سرعة تصرف فائقة من رئيس أمنه ستورم استطاع سحب آسر لداخل المشفى وهو يضع جسده درعا لحمايته فلحقت الرصاصة الثالثة بكتف ستورم ...لكن الأخير رغم إصابته استطاع أن يسرع بآسر الغارق في دمائه للداخل ليتم ادخاله فورا غرفة العمليات وما أن خرج منها حتى استطاع نقله وهو ما زال مخدرا تحت حراسة مشددة من اخلص رجاله.. وبشكل سري لأحد المراكز الطبية الخاصة والتي يثق بطبيبها ودون أي تسجيل لبياناته ...مكان سري لم يعرف عنه مخلوق شيء حتى موظفيه ...فقط خالد الذي قتله القلق عند اختفاء أخباره فتواصل مع ستورم الذي يعرف صلة كلا منهما بالآخر وثقة آسر به ليبلغه بما حدث فيحضر هو على أول طائرة ...

وما أن تحسنت صحة آسر قليلا بعد أكثر من أسبوع حتى نقلاه بشكل شديد السرية لهذه الشقة وبذلا مجهودا مضنيا لأقناعه بعدم الظهور العلني.. بعد أن حاول خالد قدر إمكانه تسيير أمور عمله بمعاونة بعض مساعديه بعد أن اتصل بهم آسر ...دون أن يمنحهم أي تفاصيل عن مكانه وموعد عودته ...وها هم يخبئونه في هذه الشقة منذ ما يقرب من اسبوعين لحمايته ..
لكن ما حدث قبل يومين صدم كلاهما بشدة .. صدم آسر بالخبر الذي علمه بالصدفة وصدم خالد بما علمه عن مشاعر آسر العاطفية والتي لا يزال يشعر بالذهول من أن يقع آسر الراوي بعد كل هذه العلاقات النسائية في الحب .. ومن فتاة هي ابعد ما يكون عن عالمه
إنه يشعر بالشفقة عليه وبالحرب التي اتقدت بداخله ...غاضب هو منه ...وغاضب عليه ...مصدوم من اكتشافه لمشاعر ابن عمه بعد فوات الأوان ...ويشعر بالذنب من أن يكون سببا بمعرفته بزواج سماء ...خاصة في هذا التوقيت ...رغم أن الأمر لم يكن مقصودا ...

قبل يومين
قال خالد في الهاتف :
" لا اعرف يا همس ...لا استطيع أن أحدد لك موعدا دقيقا للعودة ...الأمور هنا مرتبكة ...لا عزيزتي ...أخبرتك لا تقلقي ...فقط آسر ما زال متعبا ويحتاجني ...لا طبعا ..(ليضحك بعشق وهو يجيبها )وهل لديك وقت للاهتمام بي مع انشغالك بزفاف قريبتك...هنئيها وأسرتها واعتذري منهم لعدم قدرتي على حضور عقد القران اليوم ...وسأحاول أن أعود قبل حفل الزفاف الأسبوع القادم ...فى حفظ الله حبيبتي قبلي أمجد حتى أعود ..."

اغلق الخط يضحك على كلماتها الشقية لكنه حين التفت تفاجأ بآسر الشاحب واقفا خلفه ينظر له بغرابة ليفاجئه أكثر بسؤاله:
"من التي ستتزوج قريبا؟؟؟ ..من سيعقد قرانها اليوم؟!!"
قطب خالد باندهاش واجابه بتعجب:
"سما ابنة خالة همس ...لماذا تســ ….."
قاطعته صرخة آسر الغاضبة وهو يقترب منه ممسكا قميصه بحدة :
"لا ...لا يمكن ...أمنعها خالد ...أوقف الأمر ...لمَ بهذه السرعة ؟؟؟...تصرف ...لا تسمح لهم بعقد قرانها ...هاتف همس لتمنعها "

كان وجهه يزداد شحوبا وشعر به خالد ينتفض و يترنح ..فمد يده يسنده بسرعة محاولا تهدئته هو يقول :
"ما بالك آسر ...أهدأ ...تعال لتجلس ...جسدك ما زال ضعيفا ...والطبيب منعك من أى إجهاد أو حركات عنيفة لفترة "

دفعه آسر يده بغضب وهو يقول من بين لهاثه :
"لا تخبرني أن اهدأ ...أقول لك تصرف ...أمنع هذا الأمر كلم همس ...اقول لك ...أنا من سأحدثها "

حاول آسر سحب هاتف خالد الذي قطب بحدة وأبعده عنه قائلا بصرامة:
"هل جننت آسر ؟ ...ماذا هناك ؟...ما شأنك أنت بسما وعقد قرانها ؟...ولم تـ..."
اتسعت عيني خالد بذهول وهو ينظر لوجه ابن عمه و غمغم بذهول غير مصدق لما يستقبله عقله من معلومات بعد تحليل حالة آسر الغريبة :
"يا الهي ...أنت تحبها ...أنت تحب سما!! ..."

لم يرد آسر وإنما أغمض عينيه متألما فهتف خالد بغيظ :
"أيها الغبي الأحمق ...إن كنت كذلك لمَ صمت حتى الآن؟؟ ...لمَ لم تتخذ خطوة قبلا ...كانت تعمل لديك لفترة طويلة ...كيف تنتظر حتى تضيع منك؟"

فتح آسر عينيه وانقض مجددا يمسك بقميص خالد قائلا برفض :
"لا تنطقها ...لن تضيع سما مني ...لن اسمح لها ...قد أكون غبيا وتأخرت حتى فهمت مشاعري ناحيتها ...لكني لن ادعها تضيع مني ...سأنتزعها لي رغما عن الجميع "

صرخ به خالد بحسم:
"كف عن جنونك ...الأمر انتهي ... سما ليست من نصيبك ...عقد قرانها اليوم ...بل الآن تحديدا ...همس كانت تحدثني وهي في طريقها إليهم ... أنت تقول أنك تأخرت حتى فهمت مشاعرك ...حسنا إذا ...هو خطأك ...فتحمله...وإياك وجنونك آسر ...لن اسمح لك ...سما جزء من عائلتي ...ولن اقبل بأي إحراج أو اهانة أو فعل ما يسئ لها ولأسرتها ...النصيب لم يكتب بينكما ...هي أصبحت ملكا لآخر ...وزفافها عليه بعد اقل من أسبوع ...وأنت يجب أن تحاول تجاوزها ونسيان الأمر ...وهذا موضوع لا نقاش فيه "

تركه آسر وتحرك للخلف محبطا ساخطا متألما وألقي بجسده على الأريكة بانهزام يدفن وجهه بين كفيه ...
فوقف خالد يناظره بذهول غير قادر على استيعاب أن يكون آسر واقعا في الحب ومع فتاة بعيدة تماما عن طبيعة حياة آسر المليئة بالعلاقات النسائية .

وها هو بعد يومين لم يغادره الذهول بعد .. لكن حال ابن عمه المكتئب بالداخل تشعره بالشفقة ولا يعرف ماذا يفعل معه ..
سمع صوتا خلفه فدخل من الشرفة واتسعت عيناه بذهول وهو يرى آسر بوجه شاحب وشفتين باهتتين يرتدي حلة فاخرة ويبدو على وشك الخروج فهتف بغير تصديق :
" إلى أين يا آسر ؟؟"
قال آسر بتحدي مقاوما ضعف جسده " لن أختبئ هنا للأبد كالجبان .. ولا أريد أن تشعر مارجريت بأنها هزمتني "
هدر خالد بانفعال :
أجننت يا آسر؟... هل ترغب بالموت؟ ...ما تفعله بنفسك درب من دروب الانتحار ...رئيس أمنك أصابه اليأس...وابلغني أنه يخلي مسئوليته إن لم تلتزم بمحاولاتنا لإخفائك حاليا ... إن تصرفاتك هذه ليست شجاعة بل جنونا"
نظر له آسر بلا مبالاة ...يخفي وجعه ...ألمه ...غضبه.. تحت قناع زائف من التحدي ..
تحدي الخسارة ...الموت ...الفقد ...
ماذا يهم ..بعد كل ذلك ؟ ...
لقد فقد الصديق رغم أن قلبه ما زال يدق ...لكنها دقات مؤقتة يضخها جهاز يبقيه على قيد حياة أقرب للموت ...
وفقد حبيبة ما أن اقر القلب بعشقها حتى ضاعت من بين يديه ..أصبحت ملكا لآخر ...
فما فائدة الحذر إذن !! ...فليذهب الخوف وإجراءات الأمن والسلامة للجحيم ...
سيواجههم بكل قوته ...يحاربهم بصدر مكشوف ...يتحداهم ...ويتحدى معهم الموت حتى ينتصر أحدهما على الآخر ..

فتح آسر الباب وخرج يصفعه خلفه تاركا خالد قلقا عليه بشدة بعد أن أدرك أن آسر قد قرر أن يتحدى الجميع حتى نفسه ...وبأنه لم يعد قادرا على منعه ...وخائف بقوة من نتيجة تصرفاته .

*****************************



رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس