عرض مشاركة واحدة
قديم 24-01-20, 09:34 PM   #544

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

الجامعة
"يا إلهي لا اصدق أننا انتهينا ...اخييييرا إجازة"
كانت رؤى ترفع يديها لأعلى وتصرخ بسعادة لتمد ياسمين يدها تحاول كتم فمها وهي تقول بإحراج:
"يا مجنونة كفي عن لفت أنظار الجميع لنا"
لتلتفت لها وهي تتمايل بشقاوة قائلة :
"أنا سعيدة سعادة مزدوجة لا بل ثلاثية (لتبدأ بالعد على اصابعها ) أولا انهينا الامتحانات ...ثانيا أجبت جيدا بمادة اليوفا ( مادة القواعد باللغة الصينية) "
وانطلقت ضحكاتها بسعادة وهي تقول بسخرية:
" ثالثا شمت في الغبية سهر التي تجند زملائنا الشباب لمحاولة تغشيشها "
ابتسمت ياسمين ورؤى تقلد زميلهم يوسف الذي كان يحاول تنبيهها للإجابة عن طريق رسم الرمز الخاص بالمصطلح ( الحروف باللغة الصينية تكتب على شكل رموز كالحصان والشجرة والنار ...الخ ) فيدعي مرة انه يشعر بالحر ويحرك يده أمام وجهه رغم أن الجو مثلج ..و كادت رؤى تسقط أرضا من شدة الضحك وهي تتذكر:
"المسكين ظل يحاول إفهامها رمز النار بلا فائدة وظلت الغبية تهز رأسها دون فهم ...لكن الأفظع عندما تمطى وحاول تقليد رمز الحصان وهو يزوم قائلا بخفوت( درجن درجن ) فامسكه المراقب من قفاه واخذ ورقته مخرجا إياه من اللجنة ...يستحق حتى لا يقوم بتمرير الأجوبة لها"
ابتسمت ياسمين قائلة بحرج:
" أتعرفين أن فعلته جاءت في صالحي.. كنت قد نسيت معنى المصطلح وحائرة في أي المعنيين مطلوب حتى لمحته وهو يحاول تقليد الحصان فتذكرت "
انطلقت ضحكات رؤى بسعادة وهي تقول شامتة :
"نعم لأننا ذاكرنا واهلنا دعوا لنا ...قد نسهى عن نقاط بسيطة نتذكرها بسرعة بعكس الغبية التي أضاعت الأحمق معها ...كم كنت فرحة بها وأنا أراها تكاد تبكي وهم يخرجونه ...(لتعود للضحك بصخب وهي تضيف ) أريت عندما حاول تقليد رمز الشجرة لها وأخذ يرسمها بإصبعيه ليميل المراقب ناحيته سائلا ماذا تفعل فيرد أحاول التذكر فيسخر منه المراقب قائلا تذكر برأسك لا أصابعك وإلا جعلتك تنسى اسمك "
أطرقت ياسمين مبتسمة في الوقت الذي لكزتها رؤى قائلة بسعادة :
"الجميع سعداء اليوم عزيزتي انظري حولك أيتها الكئيبة ...الكل فرح انظري هناك لهذا الذي ألقى بالأوراق والكتب أرضا وبدا يقفز فوقها...والثاني بجواره يرقص كالهنود الحمر( لترفع يدها لأعلى بهتاف ) إنها الاجاااازة انتهينا من نصف المواد ونصف هذا العام ...متى سننهي الدرااااسة ونتخرج متــــــــــــي..."
كانت تقولها بنفس الصراخ المرح متجاهلة نظرات صديقتها الناهرة لتفاجئ بالصوت المازح خلفها:
"هنيئا لك آنسة رؤى ...ترى أين ستقضين إجازتك؟ ...إن لم تكن لديك خطط مسبقة فلدي اقتراح رائع ...بإمكانك الانضمام لنا ..اقصد كلاكما طبعا"
قطبت ياسمين حاجبيها وهي تنظر لهذا السمج الذي لا تستسيغه باسم قريب سهر ..والذي أصبحت تراه بشكل متكرر طوال الأسابيع السابقة ولا يكف عن محاولة التقرب وفتح الأحاديث مع صديقتها الحمقاء ...لتنظر لرؤى بغضب وهي لا تراها تصده كما يجب ...صحيح أنها لا تتجاوز معه لكنها تترك له الباب مواربا ...فضغطت على نواجذها غيظا وهي تسمعها تجيبه برقة مصطنعة :
"الانضمام لمن؟! ..وأين باسم؟! "
قال الأخير بابتسامة وهو يرفع نظارته الشمسية محدقا في عينيها :
"لمجموعتنا ...أنا وسهر وعدد من أصدقائنا المقربين سنذهب في رحلة على متن الباخرة ( نايل كروز ) خلال هذه الإجازة...سنقضي أسبوعا نزور الأقصر وأسوان وهناك برامج ترفيهية رائعة ...بالإضافة للنشاطات على متن الباخرة ...لقد تم حجز كل الأماكن مسبقا ...لكن بإمكاني أن أجد مكانين لكلاكما أو أكثر لو أردتم إحضار احد معكما ...صدقيني ستستمتعين كثيرا"
ردت ياسمين بسخرية مستبقة رؤى التي تنظر لهذا السمج بغموض أقلقها :
"أتعرف يا باسم ...أنت يجب أن تعمل مندوب لشركات السياحة فأنت تجيد الترويج ...لكن شكرا لا داعي لأن تتعب نفسك وتحضر لنا تذاكر لرحلتك فنحن لا نذهب في رحلات خاصة مع احد"

تجاهلها باسم وهو ينظر لرؤى التي تتلاعب بخصلاتها القصيرة ويرتسم على وجهها ابتسامة لا يستطيع فهمها وقال محاولا اقناعها :
" لكنها ليست رحلة خاصة ...بل نحن مجموعة كبيرة نسبيا أغلبنا طلبة بالجامعة الأمريكية ومعنا بعض زملائكم هنا ...فقط نحن من ننظمها ....وليست الجامعة ...حتى نضمن أن نختار من يعجبوننا ونتآلف معهم لنكون على راحتنا بلا رقابة وتضييق من إشراف الرحلات وتعنتهم "
قالها بغمزة جعلت ابتسامة رؤى تختفي وتنظر له بحدة وهي تجيبه :
"شكرا للعرض باسم ...لكن كما قالت ياسمين ...نحن من عائلات محافظة وأسرنا لا تقبل بتلك الرحلات الشللية ...فقط الرحلات الرسمية التابعة للجامعة "
مال بجذعه ناحية رؤى بطريقة جعلت عيني الفتاتين تتسعان ورؤى تتراجع وهي تنظر له بتحذير بينما ادعى هو عدم الانتباه وهو يقول:
"حسنا ...بإمكانكما إخبار أسركم أنها رحلة تابعة للجامعة ...لا داعي لأن يعرفوا التفاصيل ..الأمر بسيط و لن يفرق كثيرا "
شهقت ياسمين بينما اشتعلت نظرات رؤى وهي تجيبه بصرامة:
"عفوا سيد باسم .. بسيط عندك أنت ومن تعرفهم حيث الكذب والادعاء وخداع الأهالي أمر عادي لديكم ...لكننا لسنا كذلك بالإذن ...رحلة سعيدة لكم "
واستدارت تسحب يد ياسمين مبتعدة بمشية عصبية تاركة إياه وقد اختفت ابتسامته فدمدم حانقا بسباب خافت .
جاءته ضحكة ساخرة من الخلف عرف صاحبتها قبل أن يلتفت لينظر للعيون الشامتة خلفه و سهر تقول:
"يا حسرة على كازانوفا الجامعة الأمريكية الذي أذاب قلوب جميلاتها وأوقعهم بشباكه ...لتأتي فتاة وضيعة لا تسوى شيئا تجعله واقفا ككتكوت مبلل وتتركه قفاه ينضج الخبز "
ضغط باسم على نواجذه وهو يقول بتحذير غاضب:
" سهر احترمي نفسك ..واحفظي لسانك"
اختفت ملامح المزح والسخرية من وجهها وهي تقترب منه صارخة بغضب:
"عندما تحترم أنت نفسك يا ابن عمي ... لقد كنت اشك بالأمر ...والآن تأكدت ...تصميمك على إيصالي ....الانتظار لإيصالي كل أيام اختباراتي حتى بعد إصلاح سيارتي ...والذي تأخر جدا وأنا واثقة انك كنت وراء تأخيرها في التوكيل ..عشقك الذي ظهر فجأة للسياحة الداخلية وأنت تكاد تجبر الشلة على أن نشترك في رحلة داخلية بحجة أننا نلف العالم ولا نعرف شيئا عن أثار بلادنا ( واطلقت ضحكة قصيرة ساخرة بغضب وهي تضيف ) منذ متى كنت هذا الوطني العاشق لآثار بلده ...ها ...أتعرف ...رغم كرهي لتلك الفتاة القصيرة المغرورة ..لكني سعيدة أنها تجاهلتك ...واهانتك"
اشتعل الغضب والتحدي في عينيه وهو يجيبها:
"من تلك التي تجاهلتني ...إنها فقط تتمنع وترسم صورة الفتاة الخجولة المؤدبة أمامي ...تتلاعب قليلا ظنا أنها بذلك تعلقني بها ...أسلوب تتبعه بعض الفتيات ظنا أنهن بذلك يوقعن أمثالي لنتقدم للزواج منهن ...لعلمك ...تلك الفتاة معجبة بي بجنون ...فقط تحتاج لإستراتيجية مختلفة ونفس أطول قليلا ...واعدك خلال شهرين على الأكثر سترينها معلقة بذراعي تستجدي مني نظرة رضا "
نظرت له سهر ساخرة لتقول وهي تستدير :
"حسنا باسم ...معك شهرين وأريني كيف ستوقعها وتكسر أنفها الأفطس ...وقتها سأنحني لك معترفة بقدراتك الفذة عزيزي"
لتسبقه تاركة إياه يلحق بها بينما يلتفت هو ليلمح رؤى وصديقتها واقفتان مع شاب يبدو اكبر قليلا من كونه طالب ...خاصة مع ارتدائه بدلة كلاسيكية ...فزفر بضيق قبل أن يرتدي نظارته الشمسية ويسرع للحاق بابنة عمه التي نادته بنزق ..
قبل عدة دقائق
سارت الفتاتان تتجادلان بضيق قبل أن يقاطعهما نداء عمرو ينادي على ياسمين لتتسمر كلتاهما وتناظران بعضهما ..واحدة بمرح ...والأخرى بقلق جعلها تشد على كف صديقتها وهما تستديران ناحية عمرو الذي اقترب منهما مبتسما وهو يسألهما عن أحوالهما وكيف ابليتا في الاختبارات لترد رؤى بشقاوة إن أجمل ما فيه انه انتهى وتحاول الاستئذان منهما قائلة:
"حسنا ياسمين سأسبقك للبوابة والحقي بي "
تمسكت الأخيرة بكفها رافضة وهي تقول بحدة رغم خفوت صوتها:
"لا ابقي معي ...سنذهب سويا"
ابتسم عمرو مرجعا قلقها وتوترها لخجلها الزائد وقال بابتسامة :
"لا داعي آنسة رؤى ...الأفضل بقائك معنا حتى لا نبقى وحدنا أمام الطلبة ...أنا لن أعطلكما ...فقط أريد أن ابلغ ياسمين أني هاتفت والدها ...وأخذت منه موعدا ليوم الخميس القادم ...لنكون عندكم بالمنزل أنا ووالدتي "
ويومئ بعدها برأسه تاركا كلتاهما بحالة ذهول أفاقت منها رؤى سريعا لتحتضن صديقتها الساهمة مهنئة بسعادة ...لكنها تراجعت وهي تلاحظ تخشبها وشحوبها فسألتها بقلق:
"ماذا هناك ياسمين ...ما بك؟!! "
نظرت لها ياسمين بإدانة سائلة:
"كيف عرف رقم هاتف أبي .. هل منحته له؟!! "
قطبت رؤى وردت عليها بنزق:
"ما بك ياسمين ...وهل اعرف أصلا رقم هاتف أبيك؟!! ...لابد أنه قد احضره من ملفك ...أنسيت أننا نضيف أرقام هواتفنا وهواتف أولياء أمورنا مع عناويننا للملف ...ثم حتى لو اعرفه ومنحته له ما المشكلة ؟!!"
بدأ جسد ياسمين بالانتفاض حتى قلقت عليها رؤى وسحبتها لتجلسها على دكة خشبية قريبة وهي تسألها بقلق :
"ياسمين اهدئي ما بك ...الأمر ليس مفاجئا ...كنا نعرف به من فترة ...وهو متفق معك على انه سيحضر لخطبتك بالإجازة"
انتفضت ياسمين ناظرة لها برفض وهي تجيب :
"لا لم يتفق معي ..أنا لم أوافق ..هو من افترض موافقتي ...وأنا ...أنا كان علي أن اخبره بحالتي أولا ...يا الهي ...يجب أن الحق به واخبره ..أمنعه ...لا ادري لم ..لم افعلها الفترة السابقة ...لقد حاولت أن اخبره لكن الظروف عاندتني ...فكل مرة إما أجده مشغولا أو غير موجود ...لكن أنا كان يجب أن أحاول أكثر ...أن أصر.."
ونظرت حولها فلمحته يشير لهم بكفه وهو ينطلق بسيارته مغادرا فرفعت يديها تشد شعرها بعجز وغضب وهي تقول :
" ...الآن ماذا أفعل ...لقد هاتف أبي ...ولابد أن أبي أخبر أمي ...يا الهي سيأتي وهو لا يعرف شيئا ...ماذا افعل ...لابد أنه سيظن أنني قد تعمدت خداعه "
قاطعت رؤى هذرها بغضب وهي تنهرها:
"أي خداع ...لمَ تكبرين المسألة وكأنها عار أو فضيحة اخفيتها عنه ...كونك مصابة بالسكر ليس جريمة ...ولا اعتقد أن شخصا بعقل وثقافة الدكتور عمرو سيفكر بهذا التخلف ...اهدئي ياسمين ...أرجوك عزيزتي ...أرجوك ...كفي عن خوفك المرضي هذا ...صدقيني ...الدكتور عمرو واضح انه يحبك ..ولن يهتم بهواجسك هذه "
نظرت لها ياسمين بعينين غائمتين يتصارع بداخلهما الكثير من الخوف والقليل من الأمل ...وكأنها تستجديها أن تطمئنها ..لتسحبها رؤى من كفها وتضمها قائلة بخفوت:
" افرحي صديقتي ...ولا تقدري البلاء ..أنا واثقة أنك ستنالين السعادة مع رجل ينسيك كل حزن مررت به ...والآن هيا بنا"
وشدتها لتقف وسارتا يدا بيد باتجاه البوابة ...تثرثر رؤى محاولة وهي تقول:
"هل أخبرتك أنني مدعوة بعد أربعة أيام على حفل زفاف شقيقة سيد تحديدا يوم الخميس ؟"
وأخذت تثرثر بسعادة وهي تجرها خلفها حتى تلهيها عما يعصف بذهنها من هواجس .
*********


رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس