عرض مشاركة واحدة
قديم 24-01-20, 10:00 PM   #2

Dalia bassam

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 410881
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 321
?  نُقآطِيْ » Dalia bassam is on a distinguished road
افتراضي

المقدمة
بَرزَت عُروقُ يدهِ القاسية ... مُشدِّداً أكثرَ من ربطِ ذراعه بحزم مُتقَن ... بينما يدُه الأخرى ترتجفُ من فرطِ الحاجة و انفعالاً من إنذاراتِ جسده المطالبة بسمومٍ تَستعمِرُها .... لتبزغَ شراينه و تبدو أكثر وضوحًا ...... وما إن حقنَ نفسه.. حتى زفر براحة متأوهاً بلذةٍ و متعة ... وصوتُ لهُاثهِ يزداد تارةً وراء أخرى .... ، كلّما تدفقت جرعةٌ ثانية….
و ثالثة ..!

من الحقنةِ الّتي وجد بإبرتها اللّامعة ..... خلاصَه ..!

ليمشي بجسده سُمً يُشتَرى بالذهب ... من فرط إدمانهِ
قهقهاته الخشنة تعالت عندما تسرب إليه إحساس بالنشوة والمتعة ....... لم يجدها إلاّ عن طريق مخدّرٍ نصحه به "صديقه " الخائفُ على مصلحته ...!
ترويحاً عن نفسه و تخفيفاً من ضغوط العمل التي تكالبت عليه في شبابه ... لن ينسى معروف صديقهِ الذي أرشده لطريقةٍ سحرّية تُنير ما أظلمَ و اعتم بحياته !..

.. مادّة لطيفة محبّبة ... تتدفق لجسدك وتشلُّ عقلك المنهك من أيِّ تفكير أو صُداعٍ مفاجئ قد يتربص به .... لتهربَ من واقعٍ مؤلمٍ و تطيرُ بأحلامك المستحيلة و يتوقف الزمن من حولك ... وإن كان بطريقة غير مشروعة!
"خَفِف الجرعات "
نصيحةٌ أُخرى ثمينة من صديقه الذي أمره بتخفيف الجُرعات مقابل أن يعطيهِ حبوب تأخذه لعالم يعيشه فيه مع محبوبته التي لم يطلَّ ظفرها ... محبوبته التي تزوجت عَدوه .. فتعاظم القهر بداخله و اشتعل فتيلَ ناره ليصبحَ قلبُه رماداً من بعدها لا يصلحُ أن يسكنَه أحد !.
و بعد أن كان شخصاً متعاطياً ... مات ضميره .... أصبح تاجراً يساعدُ على تهريبها وجُل الشكر عائد إلى نزاهة عمله ... أو الأجدر أن يكون الشكر العظيم لاسم عائلته التي ساهمت بطريقة ما ليوردها إلى معارف صديقه دون المساس
باسم عائلته الناصع ........
عندما أنتهى من تعاطي جرعة السعادة كما يُطلَق عليها رمى بجسده .... خائر القوى على أريكة مكتبه مستلقيا بتعب ..... بعد أن تخلّص من أدوات جرمه الذي ارتكبه بحق ذاته !
قميصهُ الازرق مفتوح من ياقته ... مُهدل من الخصر بعد أن أخرجه من بنطاله وهو يتخبط بجنون حتى ، حصل على غايته "حقنة السعادة"...

رفع اكمامه ،وقد فقد كمّه الأيسر أزراره من اضطرابه..... شعره مشعث .. لقد كان منظره لا يمت بصلةٍ لتحضره الذي نشأ عليه .. وغِناه المُترف .
بعد دقائق فتح أحد عينيه المزيّن أسفلهما بهالة سوداء تنافر لون بشرته الحنطية يطالع إضاءة هاتفه الصامت .. ثم تعاود شاشته بالإضاءة بإلحاح مستمر من جديد !
امتدَت يدهُ بتكاسلٍ إلى الطاولة الصغيرة بجواره وسحبَ هاتفه.
و ابتسامة ساخرة ارتسمت على فمه المشقق وهو يطالع اسم المتصل
"جابر "
ما إن فتح الخط ... حتى رماه صديقه بشتيمه سوقية .... أصبحت "كالسلام " بينهما.... فلا تحرّهُ كرامته ولا تستيقظ نخوتُه ليخرسه !
ردَّ عليه بامتنان .. وعيونه السوداء مرتكزة إلى سقفِ المكتب ينظرُ إلى لا شيء ( ماذا فعلت بي يا جابر) ...
لم يكن سؤُالهُ عن المادة الجديدة التي لوّثت نقاءَ دمِه ... بل عن أثرِها بتحقيق حُلمه ..
حبيبته ..
وكلماتُ حُلمٍ ببأس مضني ....أن يسمعها بصوتها الناعم.. تخرجُ من بين شفتيها صعبتي المنال !
تتراقصُ أمامهُ ... تددلّل عليه لتسقطَ بحضنه و ....!
فجأة ينتهي مفعول المخدّر من جسده .. وتعاودُه الحقيقة المريرة وتتبدل سعادته بؤساً فيُصفَعُ بحقيقةِ الواقعِ بعدم وجودها ولم يبقى منها إلّا اسمها "سراب".
هدرَ صوتُ جابرٍ الخشن قائلاً بثقة
( اخبرتُك هذه الحقن تسمّى حقن السعادة .. ستجعلُك تحلّق في العلو الذي تبتغيه ولن يردعك أحد).
لكن الحقيقة أنّهُ سقطَ في بئرٍ عميقٍ أسود .. لا قاع له ولا عودة منه !
صمت قليلاً وهو يسمعُ سُعاله ..
متشردقاً بذكرياته .....فتابعَ جابر بفحيحِ الأفاعي .....ليلتّفَ حولَ مدارِ فكره المنهك بأسلوبهِ الأرعن .. يؤمِّله بشكلٍ غيرَ مُباشر
(لقد حضرت لك مفاجأة اليوم يا ابن الوالي .. مفاجأةً ستشكرني عليها )
كان صوته يرتجف ... ليردّ عليه متلعثماً بكلماته ... وتنفسه يزدادُ حدِّةً.. بأثرٍ جانبيّ من استخدامه للمخدرات
ماهي .. هل حقن السعادة مجددا ؟
ليدوي صوته ... بحقد مغلف بخباثته ....
( لا يا عمران سآتي لك بسعادتِك نفسها هذهِ المرة.... لتكون حقيقة تُملي عينيك بها)
شدَّدَ من كلماته بمغزى أصبحَ واضحاً لعمران ... لينبضَ قلبُه وتتقلّب تحركاتُ بؤبؤ عينيه يميناً و يسارا ...
( بشحمِها و لحمِها أمامك ...تُشبعُ نظرك وتروي شوقَك بها كما تريد) !
أغمض عيناه .. وهو يبتلعُ طعم المرارة في حلقه ... يحاولُ أن لا يتأمل أكثر مّما فسره عقلهُ و دُق لها قلبه .. ليردَّ مستفهماً بتعثّر
( أنا لا أفهمك .. يا جابر .. لكن جسدي لا يفهم إلّا شيئاً واحداً .... إنَّه يريدُ مزيداً من السعادة )
لن تفلت الأمور من زمام يديه ... سيسقطُ عمران الوالي ... و سيدنس بخطيئة سترتكبها يداه
(غداً يا صديقي ..... أعدُكَ أني سأجعلُك تمسكُ سعادتَك بيدك وتتنعمَ بها ... مثلما حلمت وكما شئِت )
أغلق جابر الخط ما إن ضمنَ موافقته على الحضور ... أصابعُه تتلاعبُ بحبوبٍ زرقاء مدورة صغيرة .. قبض عليها بشدة لينفش جسده كالطاووس ... وهو يتمتم بوعيد قريب !
مبتسما بتشفي ..ثم ضاحكا لترتفع ضحكاته و تتحول لقهقهات .. كأنما اصابه المّس
والحقيقةُ أنه ما كان إلا شيطانًا على هيئة إنسان ...
《إنتهت المقدمة》



Dalia bassam غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس