عرض مشاركة واحدة
قديم 29-01-20, 01:34 AM   #7

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 969
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الثاني

أما عن قلب أنثى لم يزرها طيف الحب قبلًا فهو كقلعة دروعها واهية لن تصمد حصونها طويلًا أمام سهم عابر من رامٍ ذو مهارة
فيصيب عمق القلب بتلك الوخزة المسكرة ، يزدان عالمها ببريق من قوس قزح ، غير مدركة أنها بذلك تكون قد سكنت فقاعة هواء تعلو بها رويدًا رويدًا نحو السماء، وكلما ارتفعت زادت احتمالية تلاشيها وإن تلاشت كانت هي بكل ما فيها وحيدة عزلاء بلا أسلحة ضد جاذبية الأرض الصلبة وإن لم يمد لها صاحب السهم يده سقطت ..
.................................................. .
إذا أردتِ الاستمرار منتشيةً بإكسير النظرة الأولى لا تُفصحي عن مكنوناتك العاطفية إلى أنثى كانت في حياتها السابقة ذكرًا..
راقبت ليلى رحيل جارها الجذاب بأعين سارحة وعقل شارد فيما حدث ، قد يبدو أمرًا طبيعيًا ولكن ذلك الإحساس الذي غمرها كان فريدًا منح قلبها موجة من السعادة
استدارت للخلف حيث بوابة مدرستها العريقة ، كل ما طالته عيناها كان مضافًا إليه رونقًا زاده بهاءً ، النقوش الفرعونية على الحائط الخارجي التى ما جذبت نظرها قبلًا تفحصتها متعجبة كيف لم تلحظ جمالها الآخاذ !
دلفت إلى الداخل ملوحة للحارس ببسمة رائقة جعلت الرجل يرفع حاجبيه دهشةً ، تلك الفتاة لم تعيره اهتمامًا من قبل ..
أخذتها خطواتها إلى الرواق الرئيسي للمدرسة على يمينها كان المبنى الإداري وفي الجهة الأخرى كانت الملاعب الشاسعة وعلى الجوانب كانت الزهور محتلة جزءً لام بأس به ، كانت مبكرة كثيرًا ذلك اليوم وقد وصل عدد قليل جدًا من الطلبة وزملائها
التقطت هاتفها من حقيبتها البيضاء لتحادث صديقتها المقربة عزة علها تصل مبكرة وبالفعل لم يمضِ عشر دقائق إلا وقد وصلت إليها ، من نظرة واحدة إلى حالة ليلى غير الاعتيادية استشعرت عزة غرابتها
ليلى فتاة مرحة ولكنها اليوم تبدو محاطة بهالة صافية كمن حصلت على هدية استثنائية أو من وقع من السماء في كفها نجمة !
أمالت عزة رأسها قليلًا مضيقة عينيها تزم شفتيها فى تفكير عميق لم يطل كثيرًا حينما نهضت ليلى تحييها بمودة
وعزة لا ترواغ هي تطرق المعدن ساخنًا
ـ ليلى عينيكِ بتلمع ليه ؟
لن تنكر عِظم صدمتها بما قالته عزة هل مشاعرها وليدة اللحظة مفضوخة لهذه الدرجة ؟!
كان توترها بالغًا ذروته فيما عجزت عن الرد ، ماذا تقول ولم يحدث شيئًا مطلقًا ولكنها أغمضت عينيها يأسًا من الهروب من قبضة صديقتها ، وكل ما أحست به ليلى واحتارت فيه لم يخفَ على عين المراقبة التي باغتت بيقين
ـ الحكاية فيها شاب !
التقطت ليلى أنفاسها وزفرتها بغضب
ـ مش معقول ياعزة الحصار دة .
قالتها واستدارت للخلف هاربةً
وعزة لم تتركها تغير مسار الحوار هكذا بل جذبتها من ذراعها ببعض العنف مدققة في عينيها بشراسة
ـ أنتِ فاكرة الموضوع هيعدي كدة ؟ ، انطقي واحكي لي إيه إللي حصل وجاية بدري ليه من غير ميس ليلى ؟ وإيه إلي أنا شايفاه في عينيكِ دة !
تنهدت ليلى بيأس ؛ من الواضح أنه لامفر اليوم لن يمر حتى تعرف عزة كل شيء
وبالفعل استجابت وحكت لها كل ما حدث
والأخرى سمعت وتغيرت تعابير وجهها من غضب إلى حنق وحتى ازدراء ولم تستطع السيطرة أكثر فهتفت
ـ أيوة يعني إيه الحدث الفظيع إللي شقلب حالك كدة ؟ الراجل وصلك وقالك أنتِ جميلة ومبهجة كنوع من المجاملة أو التغطية على سخافته بتاعة شم النسيم ولما نزلتي بصلك في عيونك .
بغض النظر على إنه شخص سخيف وسمج وقتم بس محسيتش أنه عمل حاجة مفيدة تغير حالك كدة .
عقدت ليلى حاجبيها وتهدل كتفاها في قنوط هاتفة بضياع أمل
ـ يعني كل دة ملوش معنى !
زاد غضب عزة وارتفع صوتها الحانق
ـ فين كل دة إللي حصل طبيعي جدًا بس أنتِ إللي أوفر .
عقدت ليلى ذراعيها أمام صدرها وأدارت عينيها في الأفق بحثًا عن دليل إدانة يكبله ومن ثم هتفت وكأنها وجدت ما ينقذ الموقف
ـ على فكرة يوم فرح نديم أنقذني من المتحرش .
رفعت عزة حاجبًا مغتاظًا ولوت شفتيها بلا مبالاة
ـ لو أنا كنت موجودة كنت أنقذتك برده مفيش حاجة غريبة حصلت كمان .
وهنا أيقنت ليلى أنه لافائدة مما تحكي عنه ف عزة لا تعترف إلا بالخطوط المستقيمة على أية حال
وما أراحها هو تغيير صديقتها لدفة الحديث حول المدرسة وطلابها ومشاكلهم اليومية المعتادة


.................................................. ..........
كان النهار قد انتصف وبهجة عينيها الصباحية قد حل محلها خواءٌ ؛ عزة هدمت لها قصور الرمال وبعثرها النسيم أدراج الرياح
في طريق العودة إلى البيت سألتها أمها مستدعية كل ما استطاعت من اللامبالاة وهي تحرك مقود السيارة عن لقاءها الصباحي مع حذيفة وردت ليلى ردودًا مقتضبة لم توحي بأي شيء له قيمة ولم تنس الاعتذار عن مرافقته في السيارة مؤكدة على أنها لن تكررها ثانية ، استشعرت الأم تجهم ابنتها الملحوظ ولكنها أخفت هواجسها لتفضي بها إلى زوجها ليلًا ..
وصلتا إلى المنزل وذهبت ليلى إلى غرفتها بخطوات بطيئة خاملة كخطوات أسرى الحروب
اندهشت الأم أكثر عندما رفضت مشاركتهم طعام الغذاء متعللة بألم طفيف في الرأس وقالت بنبرة محايدة
ـ هاخد مسكن وأنام .
تركتها أمها كما العادة تنعم بمساحتها الشخصية الخاصة فتختلي بنفسها قليلًا وتجاهلت الأمر متعمدة
وفي المساء استيقظت ؛ ظلت خاملة في فراشها لساعتين وملت
حقاً ملت ذلك الركود ، أدارت حديث عزة في رأسها ألاف المرات ونظراته هو مليوني مرة وما زادها ذلك إلا حيرة
نهضت وأخذت حماما باردًا علّ الماء يزيح تناضح الخيالات من رأسها
ارتدت ثيابها المنزلية ، سروالًا أسودًا ناعمًا وقميصًا قطنيًا أحمر اللون بنقوش مجنونة وكأنه لُطخ بفرشاة عابث
لم تهتم بتمشيط شعرها فانثنت أطرافه وأكسبتها طلة بوهيمية تريحها نوعًا ما
أحضرت من المطبخ خمس قطع من المعجنات الساخنة الشهية مستفيدة من عادة أمها المسائية في صنع المعجنات أرفقتها بكوب من الشاي الحلو ... اليوم ليس للنظام الغذائي والخضروات عل تغيير الروتين يغير مزاجيتها
أخذت طعامها إلى الشرفة واحتلت كرسيها الهزاز وشرعت في تناول طعامها متجنبة النظر إلى شرفة مظلمة مقابلة لشرفتها على بعد بنايتين من اليسار !
.................................................. ..........خاصمت الشمس يومه نحو مخدعها وتركت فقط نسائم المساء ، وهو قد أُنهك كثيرًا في يومه ذاك
كاد يسب في سره الثلاثة إخوة فهم يجيدون حقًا استغلاله جيدًا مستفيدين أقصى استفادة من دراسته الطويلة في الخارج
حسنًا هو أيضًا يستفيد من عمله الميداني وينمي خبرته في هكذا صرح اقتصادي كبير ..
جمع متعلقاته سريعًا قبل أن يفقد أعصابه فهو قد حُرم من لفافة تبغه الأثيرة لثلاث ساعات كاملة في حضرة رئيسه الماكر ومن فرط غضبه رفض مشاركتهم اجتماع المدراء وفضل الإسراع إلى خلوته في الحي الهادئ الذي يسكنه وحيدًا بعيدًا عن مسكن العائلة . وعلى ذكر رئيسه الماكر هو ليس رئيسًا له فحسب لكنه رجلٌ يفهمة دون أن يحتاج إلى شرح ، من الجيد أن يكون أحد أعمامك قد تاه بين أروقة العبث من قبل
جلس حذيفة مستندًا بظهره إلى مقعده الذي أداره نصف دائرة حتى ارتكزت عيناه إلى عرش السحب وسط زرقة السماء في شرود متذكرًا حديثه معه في الظهيرة عندما دخل عمه محمد بهيبته الممزوجة بعبثه المعتاد متصنعًا الانشغال بالملفات حينما قال بحنكة
ـ العيلة فاكرينك فضّلت تعيش في الشقة القديمة لوحدك عشان بتجيب بنات
اتسعت عينا حذيفة والتوت شفتيه دهشتة
ـ بنات ؟!
ضيق محمد عينيه في مكر متأصلًا في تكوينه وسأل متعجبًا
ـ مبتجيبش بنات ؟ .. طيب بتجيب إيه ؟
قهقه حذيفة فاقدًا الأمل منهم جميعًا حتى المتفهم فقال بقنوط وإيماءات رأسه تؤكد
ـ بجيب بنات ياعمو ..
ارتسمت على مُحيا محمد ابتسامة متسلية ورمادية عيناه سكنها البريق المتحمس فيما بدى عليه التودد المطصنع
ـ طيب مش تكلم عمك المسكين يجي ويبقي مِحرم.
ضيق الآخر عينه في ثعلبية متشككًا
ـ عمي مسكين برده!
ـ ضحك محمد بانطلاق وأحنى رأسه قليلًا ليركز بصره في عيني حذيفة الجالس على مكتبه وكأنه يلقنه مخطوطات العبث ومن ثم أجابه
ـ يعني ساعات .. لما مرات عمك بتنشغل عني شوية ببقى مسكين وبخونها.
غطى حذيفة عينيه بكفه في يأس
هذا السِجال لن ينتهي بين الاثنين مطلقًا ؛ كلاهما عابث وكلاهما عجمي واللعبة ذات الأقطاب المتوازية تدوم أبد الدهر ؛ فليصمت أفضل..
وعلى الجانب الآخر أيضًا كان عمه قد اكتفى فجلس قبالته يحدثه بجدية
ـ هترجع البيت إمتى يا حذيفة ؟
زفر حذيفة بعدم راحة بينما تتجعد ملامح وجهه
ـ مش عايزة أرجع دلوقت.
فصدّق العم على كلامه بهزة رأس وكلمتين
ـ يبقي مترجعش دلوقت.
حذيفة ربيبه وأكثر من يشبهه ، لن يجدي معه إلحاحًا فاختصر هو متاهات الحديث التي لن توصلهم إلى نتيجة غير التي يبغيها ابن أخيه.
استند حذيفة بمرفقيه على المكتب مشبكًا يديه وأراح ذقنه عليهما مركزًا لما يقوله محمد
الذي أردف بروية
ـ أنا عارف إنك استقليت بحياتك لوحدك واتعودت على كدة زي ما أنت عارف إنهم بعتوني أكلمك وكأنك يعني هتسمع لحد .
قالها واستند بجذعه إلى ظهر مقعده وعيناه الذكيتان تؤكدان ماقال
تنهد حذيفة وأغمض عينيه مرتدًا برأسه يسندها إلى مقعده هو الآخر وشق جدار الصمت قائلًا
ـ مش عايزهم يزعلوا مني وكمان مش عايز أفضل الولد إللي محتاج رعايتهم .
نفى عمه وهويعتدل بجلسته ملوحًا بيده في الهواء ومؤكدًا بصرامة
ـ معتقدش هما شايفينك كدة بدليل إن محدش فيهم فرض عليك رأيه ، هما بس محتاجينك معاهم .
حك حذيفة جبهته في تعب
ـ أنا مش بعيد .. هفضل موجود هنا بس مع شوية حرية وخصوصية
تفهم العم ودعمه مؤكدًا
ـ تمام زي ما قلت لك ترجع هقول ليهم إنك محتاج الاستقلالية دي
وغمزة عابثة كانت كلمة النهاية لفصل الجدية
ـ وهات بنات كتير بقى واعزمني أخون مرات عمك معاهم...
...................
غادرحذيفة مكتبه الأنيق إلى الردهة المؤدية إلى الخارج وفي طريقه ألقى نظرة على قاعة الاجتماعات ذات الحائط الزجاجي ، رمق الجمع في تسلية فكل منهم لا يطيق لهذا الوقت تأخيرًا لابد أن أحدهم قداشتاق لمغازلة الشقراء والآخر سلبته لبه رزانة الغيداء وأكبرهم ربما يتوق إلى أحضان الحسناء وآه من تلك الحسناء كم اشتاقها هو الآخر ..
غاص في أفكاره متطرفًا بها؛ لابد أن أبناء هذه العائلة قد استنزفوا نصيب العائلة من العشق حتى لم يتبقَ شيئًا للأحفاد..
فكل منهم مازال هائما في واديه تأسره ليلاه
ليلاه !
هل قال ليلاه ؟
ولكن أين ليلاه هو
داعب مخيلته سنابل قمح ناعمة كحرير يترنح في وضح النهار فتضفي بريقًا على وجنتين تلفحهما أطياف الشمس ، وعينان اشتعلتا بوهج أضرم في خلاياه النيران
وهو رجل إذا غزاه طيفًا يغازله في الواقع حتى لايزوره في عالم الأحلام ..
اندهش من جموح خياله لماذا يقرن اسمها بملكية نفض من رأسه تلك الأفكار فحتى إن صارت يومًا ليلاه وهذا مُحال
فإنه لن يكون أبدًا ذلك القيس
................
في طريق عودته إلى المنزل ابتاع بعض الأغراض الخاصة بالمطبخ من أحد المتاجر الكبيرة ، المعيشة طويلًا في الخارج قد أكسبته بعض مهارات الاعتماد على نفسه
وصل إلى الحي الهادئ وصف سيارته البيضاء في مكانها المخصص تاركًا الأكياس فيها حسنًا هو لا يعتمد على نفسه كليًا ، ذهب إلى بنايته متمهلًا
رفع عينيه إلى شرفة بعينها فوجدها مُضاءة تتدلى منها أفرع النباتات المرصعة بالأزهار
وصل إلى باب البناية وألقى بسلسلة مفاتيحه إلى الحارس بعد أن حرر منها مفتاح الشقة قائلًا بنبرة متسلية
ـ هات الحاجات إللي في العربية وطلعهالي فوق لو سمحت .
أخفى بسمته عندما تحمس الرجل غير منتبهًا أنه سيستفيد من الأمر ويستجوب ذلك المتخابث ...
صعد حذيفة إلى شقته الفاخرة في الطابق الثاني وترك بابها مواربًا ثم دلف للداخل ، الشقة أنيقة ذات مساحة شاسعة صالة الاستقبال فيها ضخمة ومقسمة إلى أربعة أجزاء جلسة عصرية بها صوفة وثيرة وعدة مقاعد متناسقة الألوان
وجزء كلاسيكي فخم لا تطأ قدمه جهته ولا يحب وجوده من الأساس ومائدة كبيرة تتسع لعائلة كاملة
وركن خاص به هو مملكته في أبلغ تعبير، جلسة أرضية من أرائك مريحة مصفوفة بموازاة الحوائط وسجادة وثيرة بالإضافة إلى طاولة قصيرة مُربعة في أحد الجوانب ، ذلك هو مكانه المفضل في المنزل حيث يجلس وربما ينام بحرية وفي بعض الأحيان يشاركه جلسته بعض أصدقائه القدامى من ساكني ذلك الحي ، تطول رفقتهم أحيانًا حتى الصباح بين أحاديث جادة أو هزلية وتبغهم يكون رفيقهم المستديم
دخل إلى الحمام المرفق لغرفته وتحت المرش البارد نفض عنه غبار اليوم وحره ، وبعد عدة دقائق كان يخرج تتقاطر قطرات المياه من أطراف خصلاته ، جففها جيدًا وذهب إلى مطبخه أمريكي الطراز كان الحارس الدؤوب يهم بترتيب المشتروات في الثلاجة
سحب حذيفة كرسيًا والتقط أحد الأكياس وأخرج منه وجبتين ساخنتين وشرع في تناول إحداها ..
في هذه الأثناء كان الحارس قد انتهى من عمله فمد يده له بالوجبة الأخرى
ـ اتفضل يا أبو رحمة اتعشى معايا .
أبدى الآخر امتنانه
ـ العفو يا بيه
ابتسم حذيفة بمودة
ـ خلاص لو مش عايز تاكل دلوقت خدها وأنتَ نازل
شكره بهدوء وهم بالرحيل فأوقفه حذيفة في بداية ثرثرة يعشقها الرجل
ـ قولي بقى الآنسة ليلى أخت نديم صاحبي عرفت ميعاد نزولي إزاي ؟
تعمد ذكر صداقته بأخيها حتى لايُسيء الرجل فهم الفتاة التي تيقن من سذاجتها في الصباح ،
تحمس الحارس كثيرًا وقرب رأسه قائلًا بمكر
ـ إمبارح عدت عليا وحضرتك في الشغل وسألتني على ميعاد نزولك وأنا جاوبتها ، إوعى تكون اتضايقت مني يا بشمهندس .
نفى حذيفة برأسه وسأله
ـ طيب ومقلتليش ليه ؟
أجابه الرجل ببراءة مصطنعة
ـ مكنتش أعرف إن الموضوع يهمك والله بس لو حضرتك مهتم هقولك على أي حاجة بعد كدة .
سارع حذيفة في كسر جسور القيل والقال
ـ لا ياسيدي متقولش ولا تعيد هي كانت جايبة الجاكيت بتاعي نسيته معاهم في فرح أخوها والموضوع انتهى خلاص .
بعد رحيل الحارس وإنهاء طعامه خرج للصالة ومنها إلى الشرفة عله يستنشق دفقات من هواء المساء العليل
أضاء أنوارها فاسترق انتباه الجالسة في شرفتها في الجهة المقابلة فلم يخفى عليه اضطرابها اللحظي ،رفع يده إليها في تحية خاطفة فارتبكت ومرت عدة ثوانٍ كاد يجزم أن دهشتها لرؤيته المفاجأة خلقت في رأسها عشرات التساؤلات ولم ترد فيها التحية وما صدمه هو هروبها السريع للداخل بعد ذلك
تنهد بعمق وأعطى الشارع ظهره عاقدًا ذراعيه أمام صدره مغمضًا عينيه وتاه كيانه في ذكرى قريبة عندما لامست يده أناملها الرقيقة لأول مرة في عرس أخيها حينما تآمرت عليه الطبيعة فاهتزت الأرض تشكو زلازل وانفجرات براكين
اشتعلت في وهلة لتخمد بعدها ويعم كيانه سكون وهوليس بغر لئلا يدرك أن لمستها من شأنها أن تضرم فيه النيران وتطفؤها في لحظة


انتفض فاتحًا عينيه على أقصى اتساع
خرج مسرعًا من المنزل ملتقطا سلسلة مفاتيحه وانطلق بسيارته إلى أكثر الأماكن أمانًا في العالم
أحرق من تبغه في ربع الساعة خمس لفافات
وصل أحد الأحياء الراقية وصف سياته في عجالة ثم اندفع لداخل أحد الأبنية الضخمة لم يهتم بتحية الحارس ولا الخادمة المندهشة لمجيئه المفاجئ وقطع الردهة الطويلة وصولًا إلى الصالة الداخلية حيث كانت تجلس فاتنة بخصلات فاحمة طويلة وجمال آسر للعيون ، هى أيقونة يتجسد فيها جمال الشرق غير منقوصًا ، تلك المرأة هي دومًا مرساه
لم يمهلها أي ردة فعل وسألها مباشرة
ـ جوزك هنا ؟
نفت ببسمة عين وثغر وقلب مبتهج ؛ فاندفع هو نحوها يقبل رأسها
ـ طيب احضنيني واحتويني بسرعة قبل ما يوصل .
وهي كانت في انتظاره طويلًا وما إن طلب حتى غمرته لعلها تخمد بعضًا من جذوة الاشتياق ..


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس