لم يكن يعتقد أن يتأثر والده بموت والدته إلى هذه الدرجة!!...لربما كان ليحزن قليلا بحكم السنوات التي
قضاها برفقتها ...لكن أن تصل درجة حزنه إلى انه اوشك على أن يصاب بذبحة صدرية !!!...هذا الذي لم
يعتقدة...وجعله يشك بل يؤكد له بأن والده ما زال يكن الحب لوالدته ...بعد كل هذه السنوات...وها هو يركد
في المشفي ...بعد علمه بوفاتها ...تنهد بخفوت ...فهذه الأيام تتساقط المصائب...على رأسه كحبات المطر..
وكأنها أبرمت عقداً وثيقاً معه...
.............
أفاق من شرودة على همهمات والده المتألمه ليتطلع إليه بقلق ليتوجه ناحيته ويقوم بفحصه بمساعدة
الممرضات...وبمجرد أن انتهى أطلق تنهيدة راحة...وتطلع لوالديه الذي بدأ بفتح جفنيه قائلا:
(أبي...)
همهم الحاج إبراهيم بكلمات غير مفهومه ليسأله سامر:
(ماذا تقول يا أبي...)
أعاد إبراهيم كلمته هذه المرة بطريقة واضحة:
(ت...تولين...)
سأله سامر قائلا بتمهل:
(تقول تولين؟...أمي؟!....)
أومأ الحاج إبراهيم بتعب ليخبره سامر:
(أبي ارتاح قليلا...ولنتحدث فيما بعد...)
هز والدة رأسه نفياً وأخبره بتقطع:
(أخبرني يا سامر كيف علمت بأمر وفاتها ؟...)
أجابه الأخير متنهداً بخفوت:
(سأخبرك يا أبي ...سأخبرك بك شيئ...) ***يتبع*** |