عرض مشاركة واحدة
قديم 29-03-20, 11:25 PM   #15

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الخامس

جالسة تشجع نفسها قبل نزولها من السيارة محاولة اعطاء نفسها اكبر قدر ممكن من الطاقة الايجابية
بصوت خافت كانت تردد:
سهيلة هذا أنس زوج أختك الوحيدة ،لا مجال للهرب سيأتون للعيش هنا ستريه كثيرا،أنت قوية ستستطعين اجتياز الامر لا تخافي ،هيا انزلي وقابليه انه لا يمثل لك شيئا سوي علاقة أخوة
أغمضت عينيها وهي تشعر بدقات قلبها تتسارع خوفا من اللقاء القادم ،أخذت نفس عميق قبل أن تنزل من سيارتها وبداخلها كانت تتضرع الي الله ان يخلصها من مشاعرها التي تشعر بها تقتات من روحها .
تهلل وجه أنس وهو يلمح وجه سهيلة فلوح لينبهها ،لم تنتبه له سهيلة فلقد كانت منهمكة في الحديث بالهاتف
،اقترب منها وعلي شفتيه ابتسامة حنون ياالهي انها امامه لم يراها منذ ثلاث سنوات كاملة لقد اشتاق اليها كثيرا ،ماان اقترب منها حتي سمعها تقول لمحدثها عبر الهاتف لم يتأخر صدقيني لا بد انه ينهي اجراءات الوصول ،لا تقلقي هكذا
ابتسم وهو يستنتج هوية محدثها فاقترب قليلا وهو يقول بصوت عالي أنا هنا ياسمر لقد وصلت حبيبتي .
التفتت اليه سهيلة تسمرت وهي تراه امامها شعرت بموجة من الحنبن تغمرها وذكريات تتدفق داخل عقلها ،ذكريات طفولتها ومراهقتها وشبابها كان دائما أنس جزءا منها،لم تشعر الا بدموعها تسيل وهي تقول له بصوت خافت :أنس أنت هنا حقا ؟
ابتسم ابتسامته الحنون التي كثيرا ماخصها بها :أنا هنا ياصغيرتي .كيف حالك أوحشتني كثيرا ياسهيلة
انهمرت دموعها اكثر وهي ترد عليه :وأنت كثيرا جدا ياأنس ؛افتقدتك كثيرا أنت وسمر ،حياتي كانت مظلمة من دونكم .
اتسعت ابتسامته وهو يشاكسها :لا يبدو عليك السعادة ،هل هناك أحد سعيد ويبكي هكذا ؟
ابتسمت وهي تمسح دموعها وترد عليه :أنها دموع السعادة ،أنا سعيدة للغاية برؤيتك
عاود مشاكستها :لا افهمك أنت وسمر عندما تشعرون بالحزن تبكون ،وعندما تشعرون بالسعادة تبكون أيضا ،هذا غير معقول والله .
ضحكت وهي ترد عليه :لا تستغرب هكذا انها تركيبة النساء ياأنس ، وقبل ان تكمل كلامها انتبهت علي صوت سمر المنبعث من الهاتف والتي نستها تماما في غمار سلامها علي أنس رفعت الهاتف سريعا فهي تعلم طباع سمر وقلقها الشديد لتقول لها: أنه أمامي الان ياسمر ،بخير صحة وأتم حال .
استمعت الي رد سمر التي قالت : افتحي الكاميرا حتي أراه وأطمأن ،إن هاتفه لا يعمل ولا استطيع الوصول اليه .
ابتسمت سهيلة وهي تقول لها :سنشتري له خط حالا حتي تستطيعي الوصول اليه في أي وقت حبيبتي ثم ضغطت علي زر الكاميرا لتشغل مكالمة مرئية مع شقيقتها وهي تعطي الهاتف لأنس ،ابتعدت قليلا لتعطي أنس مساحة خاصة ليحادث شقيقتها ولكنها فوجئت به ورائها وهي يقول لها :سمر تريد رؤيتنا سويا .
اقتربت منه قليلا ليظهرا في حيز الكاميرا سويا قبل أن تلوح لشقيقتها الظاهرة وحولها ابناؤها الثلاثة
تطلعت الي أختها بحنان وهي تلاحظ انهمار الدموع من عيني أختها قبل أن تسمعها وهي تقول :أنتم كل دنياي أشعر أنني ملكت الدنيا وأنا أراكي بجوار أنس وأولادي من حولي
ابتسمت لاختها بحنان وهي تطلع اليها، دوما كانت سمر عاطفية تملك طاقة حب هائلة ،وقدرة أكبر علي اعطاء هذا الحب وغمر غيرها به ،كانت دوما اما لها رغم ان فارق العمر لا يتعدي العشر سنوات الا انها غمرتها بمشاعر أمومية منذ طفولتها الي الان .
انتبهت علي صوت سمر تسأله: طمأني هل هي بخير أشعر بالقلق عليها أنت تراها أمامك.
ابتسمت وهي تسمع أنس يرد عليها: بخير حال ياسمر لا تقلقي انا منذ هذه اللحظة موجود وسأعتني بها جيدا
ضحكت سهيلة وهي تسمع سمر تسألها نفس السؤال هل أنس بخير ياسهيلة لتجيبها من وسط ضحاتها :بخير ياسمر لا تقلقي الا تشاهديه أمامك
تذمرت سمر وهي ترد عليها: الكاميرا لا تكفي لن أطمأن عليكم الا بعد أن أراكم أمامي .
شاكستها سهيلة: ماذا فعلتي في الرجل ياسمر لقد شاب شعره تركته لك قبل ثلاث سنوات بدون شعرة بيضاء في رأسه
سمعت ضحكات ابناء شقيقتها وصوت أختها التي تنهرهأ وتخبرها ان لا تقول ذلك علي زوجها وصوت أنس بجانبها يتوعدها لنعته بالعجوز
اتسعت ابتسامتها وهي تشعر لأول مرة بالحياة منذ ثلاث سنوات ،كانت تشعر انها الة تعمل وتأكل وتنام ،لكن بدون روح ،بدون دفء مشاعر كالذي تستشعره الان.
انتبهت علي صوت أنس يودع شقيقتها فلوحت لها هي الاخري قبل أن تتحرك بجوار أنس مشيرة له الي اتجاه سيارتها وهي تسأله مشاغبة :هل تركتك سمر سريعا هكذا ظننت أنها لن تتركك قبل الصباح
ضحك وهو يرد عليها :لو تركت لسمر المجال كنا سنبيت أنا وانتي بالمطار
وضع حقائبه في السيارة قبل أن يجلس جوارها وهو يسمعها تشاغبه :هل أسمع نبرة تذمر هنا ساأخبر سمر ان زوجها سرعان مانسيها ماان سافر .
ظللت ابتسامة شفتيه بها لمحة شجن وهو يغمغم بخفوت :تعلمين أن أختك ليست مجرد زوجة انها كل شئ بالنسبة لي انني افتقدها كثيرا رغم انه لم يمر الا عدة ساعات علي فراقها الا انني اشعر بوحشة شديدة واشتياق شديد لها وللاولاد ،لا اعرف كيف سأصبر حتي يأتون الي هنا .
ابتسمت وهي تطلع اليه طالما كانت علاقة أنس وسمر فريدة من نوعها ،كانا نموذج لم تراه كثيرا في حياتها ،كلاهما كان يتفاني لاسعاد الاخر ولو علي حساب نفسه ،غمغمت بخفوت :ان شالله لا تقلق شهر علي الاكثر وستستطيع استقدامهم وينيروا حياتك مرة أخري
وأردفت بنبرة صادقة :ادام الله سعادتكما ،لا حرمك الله منهم ابدا ياأنس .
غمغم بخفوت امين قبل أن يلتفت اليها بدهشة مردفا :لا أصدق إنك تستطعين قيادة سيارة ،لقد تغيرتي كثيرا ياسهيلة
ابتسمت بشجن وهي تدير السيارة قبل أن ترد عليه :كلنا تغيرنا ياأنس هذه حال الدنيا ،،سنذهب اولا لنتناول العشاء سويا في مطعم ان شالله سيعجبك طعامه، ثم أوصلك الي محل سكنك هل معك العنوان ؟
اخرج من جيبه ورقة مدون بها تفاصيل المكان فألقت عليها نظرة سريعة وهي تخبره أعرف هذا المكان جيدا
نظر اليها وهو يقول :أحتاج فقط شراء خط حتي أستطيع الاتصال بدكتور أحمد كان المسئول عن استقبالي وعندما أخبرته ان لا داعي لقدومه فأنت ستأتين لاستقبالي اخبرني أن اتصل به عندما أصل .
أومأت برأسها متفهمة وهي تعطيه هاتفها :تستطيع أن تتصل به من هاتفي الان وان شاء الله نشتري في طريقنا خطا لهاتفك .
انتبهت للطريق وتركته يهاتف صديقه قبل ان تنتبه علي صوته يسألها عن اسم المطعم الذي سيذهبان اليه فصديقه علي مايبدو مصمم علي الحضور .


أخذت زهرة نفس عميق قبل ان تطرق علي الباب بهدوء
دخلت بعد أن سمعت الاذن بالدخول
حيت مشرفها الجالس بهدوء علي مكتبه يطالع أحد الاوراق ويدون ملاحظاته .
….بالتأكيد جالس يكتب ويفكر كيف ينكد علي أحد الطلاب اللذين أوقعهم حظهم العاثر في طريقه .كلمات بالطبع لم تغادر شفتيها بل أكتفت بترديدها في أعماقها.
جاهدت لرسم ابتسامة علي شفتيها وهي تقول له بمرح :كيف حالك دكتور ،لقد عدلت كل الملاحظات التي طلبتها حضرتك وأرسلتها بالايميل كما طلبت ، هل أستطيع الان البدء في الفصل الأول من البحث
نظر اليها من فوق نظارته نظرة طويلة
.....أنا أعرف هذه النظرة جيدا ..انه يوم كئيب من أوله ..أي حظ عاثر أوقعني فيه ليشرف علي رسالتي ..لماذا لم يوقعني حظي في أحد اولئك المشرفين المتعاونين ..وكالعادة كل هذا الكلام لم يغادر شفتيها
أشار اليها لتجلس أمامه وهو يخبرها لقد قرأتها بالفعل وأشار الي الاوراق امامه وهو يردف التعديلات التي طلبتها بالفعل كلها انت عدلتيها بشكل ممتاز
انتشت في أعماقها وهي تهتف داخلها بانتصار وأخيرا قال كلمة جيدة في حقي ،لا انه يوم جميل وليس كئيب ،،وأخيرا سنبدأ بالفصل الأول
ابتسمت ابتسامه واسعة وهي تقول له :بفضل توجيهاتك دكتور قبل أن تردف بلهفة هل أستطيع الان البدء بالفصل الأول ؟
نظر اليها مستنكرا وهي يهتف بها :أي فصل أول هذا الذي تريدين البدء فيه عندما ننتهي من التمهيد تستطيعين عندها البدء فيه .
تطلعت اليه بدهشة وهي تسأله : ولكن حضرتك الان اثنيت علي التعديلات التي قمت بها لماذا لا يمكنني البدء بالفصل الأول ؟
نظر اليها بهدوئه المعتاد وهو يقول :تعالي لأريك
تابع وهو يخط تحت احدي الفقرات: بعد التعديلات هذه الفقرة أصبحت غير متسقة لذا سنحتاج هنا الي بعض التعديلات تابع كلامه وهو يخط العديد من الخطوط موجهها اياها الي مواطن القصور ومشيرا الي التعديلات التي يريدها مانحا اياها أسماء بعض الكتب التي قد تساعدها
كانت تنظر اليه تكاد تنفجر من الغيظ فهي تعيش في دوامة من التعديلات التي لا تنتهي ،يطالبها بتعديلات ثم يطالبها بتعديلات علي التعديلات ،قالت تستعطفه بنبرة لطيفة :مارأي حضرتك أن أبدأ بالفصل الأول مع هذه التعديلات انها تعديلات بسيطة ولا أظنها ستأخذ مني وقت
هز رأسه نافيا وهو يرد عليها :لا ننتهي أولا من التمهيد ، أحب أن يكون عملنا مثالي .
نظرت اليه بغيظ شديد فهي تعلم أنه لن يتزحزح عن موقفه أبدا فقالت بعملية :كما تأمر دكتور ،إن شالله سأحاول إنهاء هذه التعديلات في أقرب وقت ،هل هناك شئ اخر تريده مني ؟
هز رأسه نفيا فانصرفت مستأذنة وهي تكاد تنفجر من الغيظ كانت هيئتها غاضبة محمرة الوجه أوقفتها ضحكة أحدهم وهو يقول :أراهنك إنك خارجة من مكتب دكتور محمد أخبريني هل طلب تعديلات أخري ؟؟
نظرت اليه بغيظ وهي تقول :أتضحك أنا أكاد أموت من الغيظ ،قريبا ستري اسمي في صفحة الحوادث وأشارت بيدها بحركة مسرحية طالبة دكتوراة تقتل مشرف رسالتها .
تعالت ضحاته وهو ينظر الي تعاببرها المغتاظة،نظرت اليه بغيظ قبل أن تتسلل اليها عدوي الضحك فتضحك هي الاخري قبل أن تقول له بيأس :لقد تعبت للغاية يادكتور ماذا أفعل أنا لا أتقدم خطوة واحدة في البحث أعيش في سلسلة متوالية من التعديلات ،لقد تعبت وأشعر باليأس حقا .
نظر اليها بحنان جاهد أن يخفيه وهو يردف :زهرة التي أعرفها مقاتلة لن تستسلم بسهولة هكذا ،أتعلمين لفد شعرت مثلك باليأس عندما وجدت جميع زملائي الذين بدئوا معي الرسالة بنفس التوقيت أنهوا مناقشتهم قبلي بعام كامل .
نظرت اليه بذهول وهي تردد :عام كامل "
ضحك علي تعبيراتها المذهولة وهو يكمل :نعم عام كامل ،ولكن يوم مناقشتي شعرت بفخر شديد لم تكن رسالتي مجرد رسالة لنيل درجة علمية بل أصبحت مرجع لكل طالب في مجالنا يازهرة ،وهذا بفضل تدقيقه الشديد ،أنا أدين له بالكثير

نظرت اليه بيأس وهي تقول له :يادكتور انت مجتهدوعبقري بالطبع رسالتك ستكون علي قدر عبقريتك ,ماأنا الا طالبة بسيطة لا أريد سوي أن اكمل رسالتي بدون هذا الضغط الهائل
تطلع اليه وعينيه تلمع بنظرات اعجاب لم يقدر علي كبحها هذه المرة :أين هذه الطالبة البسيطة ؟من بين جميع الطلاب اللذين قمت بالتدريس لهم كنت دوما الأكثر تميزا وذكاء ,لا تهدري حق نفسك بهذا الشكل
احمرت وجنتيها تلقائيا مع كلماته وهي تستشعر عدم الراحة من نظراته المليئة بالاعجاب ,كانت دوما تنطلق معه بالحديث اذا كانت مسئلة علمية اوأمر متعلق بالدراسة ,أما حين يتحول الأمر لنظرة اعجاب كالتي تراها في عينيه الان ترغب أن تنهي وقوفوها معه في الحال وهو مافعلته وهي تخبره انها لا بد الان من أن تنصرف لأن زوجها علي وصول ,حيته قبل ان تنصرف الي ساحة الجامعة تنتظر وصول أمجد
أما هو تابع انصرافها بحسرة ونظرة اسفة , تطلع اليها عبر نافذة الرواق كانت جالسة علي أحد المقاعد وتبدو شاردة تماما ,نهر نفسه وهو ينظر اليها :اياك ياماهر انها متزوجة الان لا تنظر اليها أنساها .
ابتسم وهو يسترجع ذكرياته عنها ، كانت طالبة مجتهدة لفتت نظره اليها بتفوقها وذكائها ,كان يكبرها بأربع سنوات فقط ,كان معيدا وقتها ولم ينهي رسالة الدكتوراة بعد ,تصاعد اعجابه بها مع مرور الوقت حتي وقع في حبها دون أن يدري ,ولأنه رجل مستقيم أتخذ الطريق الذي يعرفه وذهب لوالدها ,مازال يتذكر فرحة والدها ظن أن الأمر منتهي والموافقة اتية لا ريب في ذلك , ولكنه صدم من اتصال والداها واعتذاره له صدم يومها مازال قلبه متألم للان من صدمةهذا اليوم ,لم يفهم سبب الرفض وعندما صمم علي معرفة السبب من والداها أخبره بارتباطها بابن عمها وتعلقها به علي الرغم من ممانعة والداها للأمر ,يومها أدرك أنه خسرها وأبدا لن يفوز بودها ،فهو لن يحارب في حرب خاسرة فالاميرة قلبها ليس ملكها .
زفر بألم مع تداعي ذكرياته في كل مرة يراها فيها مسح علي وجهه قبل أن يحدث نفسه بخفوت :انساها ياماهر انساها هي لم تكن لك يوما ولن تكون
نظر اليها مرة اخيرة قبل ان ينصرف الي عمله .
أما هي فكانت غافلة عما يجري حولها شاردة في أحوال أمجد هذه الأيام ,أحواله لا تعجبها تشعر بحدسها الأنثوي أنه يكلم أمرأة ,ولكنها غير متأكدة ,الشك يقتلها انه دائم الحديث بالهاتف لا يتركه من يده ,مان تقترب منه حتي يغلق الهاتف حتي لا تري من يحادث ,كادت تضعف في أحد الأيام وتفتش في هاتفه وهو نائم وقبل أن تفعلها نهرت نفسها انها ستتجسس علي زوجها ووضعت الهاتف قبل أن تفعل شيئا ,كانت خائفة للغاية ,كان بداخلها شعور يتصاعد أن هناك شئ سئ سيحدث .
انتبهت علي وصوله ,لم تقم من مكانها ولم تنبهه باشارة لمكان جلوسها ، بل كانت جالسة مكانها تطلع اليه,كان وسيما واثقا من نفسه يعرف كيف يعامل النساء فيقعن في غرامه ,ولكنها تستشعر شئ غريب به هذه الأيام ,شئ مختلف كأنه شخص ...
انتبهت فحاولت ايقاف هذه الأفكارالغريبة التي تسيطر عليها في الاونة الاخيرة ،هزت رأسها بعنف تنهر نفسها علي استرسالها في هذه الافكار لقد باتت تسيطر عليها بشكل غريب
نهضت تنبهه لمكانها لتهرب بقدومه من أفكارها .
ابتسم حين راها فاتجه اليها وهو يحييها : زهرة أوحشتيني لم أرك منذ أمس كيف حالك ؟
ابتسمت وهي تبتسم في وجهه بحب : وأنت أيضا كثيرا وتأبطت ذراعه وهي تتابع حديثها :نظام عملك هذا متعب للغاية كل أسبوع بموعد ,لم أستطع الاعتياد عليه للان .ضحك وهو يفتح لها باب السيارة :انا نفسي بعد ست سنوات لم أعتد عليه بعد ,هل ستعتادين عليه في تسعة أشهر
ثم تطلع اليها باهتمام وهو يسألها :ماذا فعلتي ؟
نظرة البؤس علي وجهها أعلمته بالاجابة قبل ان تنطق فأردف : هل طلب تعديلات اخري ؟
أومأت برأسها فربت علي كفها بحنان قبل ان يدير السيارة وهو يقول :لا تحزني ان شاء الله تكون اخر تعديلات يطلبها .
ردت عليه ببؤس :لا اظن ,لقد قابلت دكتور محمد وأخبرني انه كان مشرف رسالته واخره عام كامل عن باقي أقرانه .
فرمل بسيارته فجأة ففزعت ,وصاح بها بغضب : ولماذا تقفي مع هذا الدكتور اللعين .اليس هذا من تقدم لخطبتك ؟
ردت عليه ببرود :ورفضته اذا كنت لا تذكر
عاود صياحه الغاضب :ولماذا تقفين معه ؟أم أنك تستمتعين برؤية نظرات الاعجاب في عينيه .
نظرت اليه بذهول من كلامه قبل أن تهتف به بغضب مماثل لغضبه :هل تقول لي أنا هذا الكلام ؟اأنا تتهمني بأني أتمتع بنظرات الرجال المعجبة
انتبه علي صوت تنبيه السيارات من حوله فهو يعطل مسيرهم بتوقيف سيارته بمنتصف الطريق فأدار السيارة وهو يكمل صياحه الغاضب :ليس من اللائق أن تقفي معه وأنتي تعرفي أنه كان يريد الزواج منك ,هذا الرجل أنا لا استسيغه ولا أحب نظراته اياك أن تقفي معه مرة أخري
ردت عليه بغضب :انه محترم لم يتجاوز معي ابدا يوما بالحديث ,وبالطبع من الطبيعي انني ساراه عند ذهابي للكليه هل سأهرب كل مرة أراه فيها ، انه استاذي من الطبيعي ان أسلم عليه .
ضرب مقود السيارة بغضب وهو يهتف بها : لا تختبري صبري يازهرة ,هل تدافعين عنه أمامي الان ؟هل تريديني أن أقول لك ليس هناك ذهاب للجامعة بعد الان .
نظرت اليه بغضب وهي تقول له :تريد منعي من حلمي الان ؟هل تريد حرماني من اكمال دراستي ؟ونظرت اليه بذهول وهي تردف هل تشك بي أنا؟
قطع حديثها قبل أن تتفوه بالمزيد وهو يحاول تمالك أعصابه المنفلته :زهرة هل من الممكن ان نؤجل الحديث الان كلانا غاضب .
تطلعت اليه بالم قبل ان تشيح بوجهها عنه مخفية دموعها التي انهمرت علي وجهها
أما هو فكان يحاول تهدئة نفسه لا يعرف ماذا به في الفترة الأخيرة انه يشعر بالخوف والقلق من أن تعجب بأحدهم او تحادث أحدهم كما يفعل مع نورا علي وسائل التواصل الاجتماعي ,يعرف أنها لن تفعلها ولكنه خائف حتي أنه فتش في محادثاتها في هاتفها منذ يومين وكما توقع لم يجد شيئا,والان هذا الدكتور السمج تقف معه وتحادثه ماأدراه انها لن تتأثر بنظرات الاعجاب التي يرمقها به والتي راها بنفسه وهو يذهب مرة لاصطحابها ليجدها تقف معها وهو ينظر اليها بنظرات يفهم جيدا مغزاها.
زفر وهو يستغفر الله ليكف عن هذه الأفكار الجنونية التي تسيطر عليه في الأيام الأخيرة .
انتهي الفصل


hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس