عرض مشاركة واحدة
قديم 30-03-20, 04:23 AM   #2308

Nor BLack
 
الصورة الرمزية Nor BLack

? العضوٌ??? » 455746
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 593
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Nor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
Rewitysmile17

الفصل الثلاثون ج2







أزاح يدها بعنف ورمقها بتلك النظرات الحاده الغاضبة بينما يصيح " سيدة بدور أخبرى إبنتك أنى لا أريد اللعب معها ؟!"

غضبت ليبرتا وهي تدب الأرض بحنق ثم عادت تشد منه اللعبة بتعنت وهي تصرخ " ستلعب معىّ رغماً عنك لا أحد يرفض اللعب مع لوليتا"

تدخل إياس بينهما يأخذ بيد أخته بينما يرمق الفتى الحانق بسخط يخالطه عدم التقبل وهو يقول"لا أحد يريد اللعب معك أنا سآخذ أختى بعيداً؟!"

نظر إليه إياب من تحت حاجبيه المنعقدين وهو يقول " يمكنك أنت أن تشاركينى لكن هي لا..أنا لا أحب الفتيات المتطفلات!"

صاحت فيه بحنق " أنا لست متطفلة أنا جميلة جداً وأنتَ أحمق !"

كانت مريم تضع يدها أسفل ذقنها تنظر إليهم بإستمتاع دون أن تحاول فض الإشتباك الذى ظهرت بوادره منذ تعمدهم

إختلاط توأميها بإبن أختها والذى أوضح من اللحظة الأولى

إنه لا يتقبل إبنتها إطلاقاً ولا يرغب بتواجدها حوله بينما

إبنة أمها كان لها رأى آخر علي ما يبدو ..حتى قالت أخيراً " هل السيدة بدور ستتدخل أم ستتركى إبنك

لإبنتى تفترسه؟!"

تنهدت بإرهاق وهي تحدق فيهم ثم قالت " من الواضح أن

إياب يفترس قبيلة بأكملها كأبيه ...لذا أتركيهم قليلاً ربما يستطع إياس أن يروض عناده !"

قالت مريم ضاحكة " لا أعتقد أنه سيفعل إياس كما هو واضح لديه أسباب تمنعه من حب الوافد الجديد رفضه للوليتا .. وحبك وإهتمامك الذى سُرِق منه "

تنبهت بدور وهمست " لا تقولي هذا إياس مجرد طفل !"

قالت مريم بهدوء "إن الأطفال عزيزتى أكثر من يشعر بالغيرة ، وبروح التنافس على الأحبة و بالفعل ليلة أمس أخبرنى إبنى أنه حزين لأنكِ لم تعودى تحبيه منذ أن قدم ذلك الفتى !"

نظرت إليها بدور للحظات بإندهاش ثم سريعاً أخذ عقلها يعمل لتجد طريقة توازن بها الأمرين بالطبع هي تولي إياب كل إهتمامها ولكن مؤكد لن ترغب في خسارة إياس ..

غمزت مريم وهي تقول بتأمر " إنهم مجرد حفنة من

الأطفال بقليل جداً من التوازن تستطيعين تطويعهم لما تريديه أنتِ "

قالت بدور ساخرة " منذ متى إكتسبت كل هذه الحكمة ، منذ ساعة فقط كنت تتشاجرين مع إبنتك من سيحدث زوجك أولاً "

تنهدت مريم بحالمية مغيظة ومستفزة وهي تقول بفيض من المشاعر المنفجرة التي كادت أن تجعل بدور تبحث عن أي شيء صلب وتضربها علي رأسها

" بالطبع من حبيبي ..قلبي ..روحى وحياتى سيد الرجال ،هااااه كم أحبه ..أحبببه "

وقفت بدور من جانبها وهي تهتف فيها بيأس

" الرحمة ستصيبيني بالشلل "

إمتعضت مريم وهي تقول " هذا لأنك مجنونة جافه عنيدة كإبنك البارد هو الآخر فقط لو تقدرين معنى أن تنعمين بدفء ذراعي رجل كل ليلة !"

دارت بدور حولها كالمجنونة تبحث عن أي شيء لتضربها به بالفعل ويحدث ما يحدث فلم تجد إلا أصيص أزهار صغير رفعته وهي تقول من بين أسنانها " أقسم بالله إن سمعت هذا الفم يتفوه بتلك الحماقة أمامى مرة أخرى لأرسلك لغيبوبة لن تفيقي منها بعد شهر !"

فردت مريم يدها بجانب رأسها الذى هزت يمين ويسار مقلدة إياه بإستهزاء ثم قالت " أنتِ حره إضربي رأسك في الحائط يا معدومة المشاعر والأنوثة!"

فتحت بدور عينيها لآخرهما بينما تتفحص جسدها الفارع عالي الإمكانيات والمرسوم بدقة ريشة فنان روماني للحقيقة ثم قالت بذهول " أنامعدومة الأنوثة !"

قالت مريم بمياعة " الأنوثة لا تعنى المظهر الخارجي فقط ، بل هي سحر خاص بداخلك تستطيعين فيه السيطرة على عقل رجل بنعومتك..برقتك..بتوحشك أحيانا في المكان والوقت الصحيح ليبقى دائماً يراك ويستطعمك كأول مرة !"

جذت بدور عليّ أسنانها بغيظ بينما أصابعها تتشنج مقاومة نفسها بحق أن لا تهجم عليها فاتكه بها ثم صرخت فيها

" إخرسى !"

رفع إياب رأسه يحدق فيها بغربة ثم همس لإياس بتأمر " أخبرتك أن والدتك مجنونة وتختطفني رافضة أن تعيدنى إلى أبي ..أنظر كيف تعنف والدتك الأخرى !"

غضب إياس وهب واقفا من جانبه ساحباً أخته بعيداً ثم

قال

"أنتَ طفل غير مهذب ماما بدور رائعه عيب عليك أن تكذب!"

إستدارت بدور نحوهما وأوقفت إياس مكانه ثم ركعت على ركبتيها وهي تقول " ماذا حدث ألم نتفق أن تصادق إياب "

قال إياس بغضب " لا أريد اللعب معه لديّ أختى كما أنه يقول أنه لا يحبك ماما "

إهتزت عضلة في وجهها معبره عن ذلك الألم الطبيعي الذى أصبحت تتقبله بإستسلام ثم قالت بهدوء " هل تثق بماما وتصدق ما تقوله لك "

هز رأسه سريعاً فقالت بهدوء " تعلم أنى أحبك كثيراً .. كثيراً جداً صحيح "

تجهمت ملامحه بالحزن ثم قال بغيرة طفولية " ولكنك تحبيه هو الآن "

رمقت عينيها إبنها الذى كان ينظر إليهما بلا اكتراث أو اهتمام علي الإطلاق ، بتقربها أو إحتضانه غيره ثم قالت بوجع مخفي " أحبه هو الآخر إذ أنه إبنى مثلك يا إياس لذا أن كنت تحب ماما بدور بحق ستصادقه من أجلي "

حدق فيها بغضب لم يزل ثم قال بحنق " يقول

أنك إختطفتيه من والده وبأنه لا يحبك "

لمعت دموع ساخنه كانت تغرق في عسل عينيها وهي تقول بإبتسامة بائسه " هناك أشياء تخص الكبار أنتَ وهو لن تفهماها الآن هو إبنى يا إياس ولكنه لا يعلم كم أحبه كما تعرف أنتَ "

هزكتفيه بلا معنى فقالت بهدوء وهي تمنحه حضن قوى لتثبت مشاعرها بدفئه مع إعترافها " سأظل أحبك دائماً

أنتَ أفضل إبن في العالم ولكن أنتَ رجل كبير وستفهم عندما أخبرك أن لديك والدتان تحبانك جداً بينما إياب ليس لديه أي ماما تحبه وتهتم به غيرى !"قال بتبرم أخير "إن لديه ماما تجلس مع خالتي شوشو !"

أبعدته قليلاً لتستطيع النظر لوجه ثم قالت باسمه " تلك أخته التي تحميه وتحبه كما تحمى أنتَ لوليتا "

بتردد قليل جداً وبتفهم كانت تعرف أنها ستجده عند

ولد أبيه كان يقول " حسناً سألعب معه ولن أغضب منه من أجلك مرة أخرى ولكن بشرط !"

قالت مدعية الجدية " كل شروطك ستنفذ سيد إياس "

رمق لوليتا التي كانت قد إندست بين ذراعي مريم تحدق بغضب في الفتى الغير مهتم بما يجرى حوله ثم قال " إن حاول إغضاب لوليتا مرة أخرى سأضربه !"

" مرحباً من سيضرب من " دخلت سبنتى مع شيماء للحجرة الزجاجية ثم تركتها وهي تتوجه نحو إياب تفترش الأرض جالسة فانتقل إليها سريعاً يجلس فوق حجرها وهو يقول مشيراً نحوهم " ذلك الفتى يريد ضربي من أجل تلك الفتاة لأنى أرفض اللعب معها !"

إفتعلت سَبنتى الغضب وهي ترفع إصبعها نحو إياس ثم قالت " جرب أن تقترب منه وأنا من ستضربك أنت وتلك المدللة"

قال إياس" إن فعلتِ سينعتك الناس بالمجنونة التي تضرب الأطفال"

أمسك إياب يدها مانعها من إفتعال الشجار ثم همس وهو يندس في صدرها " لا تغضبى ماما تلك السيدة أخبرته أنها تحبنى أعتقد أنها لن تسمح لأحد بالإقتراب منىّ "

تحركت بدور نحوه علي ركبتيها ثم لمست وجهه بحنان وحرص وهي تقول بإختناق " سأحميك بروحى يا كل روحى أنت ضيّ عيني "

عدلته سَبنتى ليواجه بدور ثم قالت ببطء وتروي " هل رأيت أنى صادقه فيما أخبرتك إياه إن تلك السيدة اللطيفة تحبك للغاية كماما بالضبط وإن سمحت لها بصداقتك قليلاً فقط ستفعل كل ما تريده "

نقل نظراته العنيدة بينهن للحظات طويلة دون أن يسعفه عقله ويجد ما قد يرد به مما دفع سبنتى أن ترفعه بحرص من بين ذراعيها مقدمة إياه نحو حضن بدور المتأهب ، لثوان فقط كاد أن يستسلم كاد أن يشبع الفراغ الشرس الذى ينهك صدرها المحروم وعبرت عنه يدها التي إلتفت حول قامته الصغيرة في لهفه وترقب لضمه إليها مرة أخرى

" لا أريدها انا لا أحبها !"

أزاح يدها التي تهدلت جانبها بإحباط ثم عاد ليلف نفسه علي صدر سبنتى ممسكاً كتفيها بكلا ذراعيه دافناً رأسه بشدة علي قلبها ثم بدأ في البكاء النزق الطفولي وهو يردد

" لا أحبها ولا أحبك أنتِ الأخرى سبنتى،أنا أريد بابا ..أريده أن يأتي ويأخذنى "

تراجعت بدور تلقي بحملها علي الأرض بإنهزام بينما تحدق بألم إلى ظهره الذى إلتفت حوله يد أخرى مانحه إياه العطف والأمان الذى حرمها أن تعطيه له لمست سبنتى يدها لتجعلها ترفع عينيها الخاوية من الروح الممتلأه بالوجع ثم قالت بأسى

" أنا أسفه تحملي فقط قليلاً من الوقت "

تشبثت بيدها بقوة وكأنها تريد أن تسمح لها أن تشعر أكثر بما تعانى ثم قالت وشهقة بكاء تخرج منها متمردة علي كتمان الوجع

" أخشى أنى ما عاد بي طاقة ولا صبر لإنتظار حب كان حق مكتسب لي ونزعتوه منىّ !"

***********************

تاريخها الحافل معه لم يكن يخفى علي أحد ، ورأته في أعين بعض الموظفين الذين يرموقنها بحرص يخالطه الخوف !

وهي تخطو بين المكاتب حتى وصلت لحجرة الإجتماعات ، وفور دخولها كانت ترمق محامى والدها الذى إعتدل متأهباً للفرار بنزق ، بينما هو..... حسناً إنها لم تحاول أن تلقي أي نظرة عليه بأي طريقة ..سحبت مقعدها بهدوء مفتعل ثم جلست تضع ساق فوق أخرى وهي تشبك يدها فوق الطاولة راسمة إبتسامة عملية رزينه مبالغ فيها بالحقيقة ثم قالت

أخيراً ببرود دون أن تنظر إليه

" هل يمكننى أن أفهم سبب تواجدك هنا "

لم يحاول الإصطدام معها مطلقاً ورد بلا إهتمام

" أنتِ أيضاً هنا لهذا السبب لتفهمى يا سيدتي !"

" سيدتي ؟!" المستفز كإبنه لم تعلق بل ما جذب إنتباهها هو إنسحاب خالد بهدوء ليقف بعيداً في الزاوية كأنه يحمى نفسه من شيء ما ..فغرت فاها بذهول وهي تحدق فيه بعدم فهم بينما تنحنح المحامى وهو ينظر إليها بينما يقول بجدية

" بما أن كل الأطراف المعنين مجتمعين أستطيع أن أبدأ ولكن قبل كل شيء أنا مجرد قارئ للوصية وأياً ما تحويها ليس ليس لي فيه دخل علي الإطلاق !"

رفعت حاجبها وهي ترمقه بترفع ما خطبهم لماذا تشعر أن الجميع يتعامل معها أنها فاقدة الأهلية متوحشة ستنقض عليهم في أي لحظة .. بحق الله هل هي مجنونة فعلا كما يقول صغيرها ..!"

" تفضل " نطق راشد بجمود خالي من مشاعر

سمى المحامى باسم الله ثم شرع في القول الهادئ ظاهرياً

" لقد أوصى المرحوم أن الإرث سيقسم علي جميع أبنائه

بالعدل وأضاف إسم مريم الراوى كأبنه شرعية له ، كما جميعكم "

قال خالد بهدوء " وإن لم يفعل فجميعناً نتفق أن لديها الحق فيه مثلنا "

تنحنح المحامى مرة أخرى ثم قال بحرص

" شرط أن ينفذ دون إخلال مما سيأتي"

إستطاع جذب إهتمامها وتأهبت كل حواسها وهي تنظر إليه بترقب بينما يقول بتوتر " تؤول إدارة المجموعة للسيد خالد ياسر الراوى ، والسيدة بدور الراوى إدارة مشتركة شرط أن يشغل منصب رئيس مجلس الإدارة السيد راشد الراوى "

إنفجرت فيهم علي الفور كالبركان الخامل منذ سنين ثم قرر أن يلقي جحيم حممه دون إنذار على ما حوله

" ماذا؟؟ هل سيعين إبن أخيه مرة أخرى واصياً علينا ؟ هل جن مؤكد كان في عقله شيئاً فليحلم هو وأنت وأى أحد يعتقد أنه قادر علي أن يخطو هنا !"

أخرج المحامى منديله يمسح عرقه الذى تصبب بينما يقول بتوتر

" سيدة بدور من فضلك لم أنتهي بعد "

وجهت إليها عينيها التي جُنت في محجريها بينما تهس في وجهه

" وأي جنون قد تقول بعد هذا "

إلتفت المحامى للرجال المتواجدين معه وهو يقول بنوع من التوسل

" سأرحب بأي مساعدة هنا "

رفع خالد يديه علامة علي المستحيل بينما مد راشد وجهه

للأمام دون أن يظهر علي وجهه أى إنفعال إلتفت إليها المحامي وهو يقول ببطء

" الجزء الأهم ليتم كل هذا عليكِ أنتِ والسيد راشد أن .. أن "

قالت بصوت مخيف وهي تقف تشرف عليه بطولها الفارع وكأنها تحاول تهديده جسدياً محذره إياه أن ينطق بما

إستشعرته

" أن ماذا؟ "

أغلق المحامى الملف ثم وضعه في حقيبته وأغلقها بإحكام ثم أولها إهتمامه مرة أخرى وهو يحاول أن يستعيد كل سيطرته أمامها ثم قال بقوة " أن تعودى إليه "

" لا .. لا تلك خدعة رخيصة أنا لن أصدقها "

قال المحامى بحسم وهو يقف مواجها لها

" نحن لا نلعب هنا ، هذه وصية المرحوم أنتِ والسيد راشد عليكما الزواج مجدداً وان٨ يبقي إياب راشد الراوى بينكما ، لا أهتم كيف ولا تعنينى الطريقة أمامك أسبوع لتقررى

أو سأكون بعدها مجبراً على الإشراف علي تفكيك ذلك الصرح العظيم وأمنح كل واحد نصيبه مالاً سائلا "

قالت بنبرة ميته " هذا الجنون بعينه لا أصدق مطلقاً إنه تجرأ وترك هذا خلفه "

" هذا ما لدي .. إلى لقاء قريب " ثم تحرك مغادراً ببساطة

فار دمها والكلمات تدور مترددة صاخبة وبشعة...بشعة للغاية على أذنيها ،كان هناك غليان يحرقها حرقاً معبره عنه بعدم سيطرة مطلقة وهي تتحرك بعشوائية تصرخ بجنون مطلق غير مباليه بذلك البارد الذى يحدق فيها بنفس هدوءه ، بينما هي تضرب الحائط بقدميها تارة ثم تلتفت لتزيح كل شيء ليسقط مدويا علي الأرض الرخامية

" علي جثتى أنا لن أفعل هذا تحت أي ضغط "

كانت تتنفس بحدة شاعره بأنها عادت مجرد كرة يركلها أبيها دون أي إعتبار لكرامتها ، لحريتها ، لمشاعرها وقلبها الذى أُنهك من كل ما يحدث حولها لماذا هي دائماً من يظلمها

ألا يحق لها مرة واحده أن تقف علي قدميها بعيداً عن عثراتها ممهدين الطريق أمامها لتمضى ..أيعقل أنه كتب عليها أن تبقي ثابته ، تدور كنجمة بمدار راشد دون قدرة علي الشرود بعيداً عن مجرته علها تنجو أو حتى تنفجر وتموت أي شيء..أي مصير سيكون عليها أهون من أن تنجذب لحلقته النارية مرة أخرى "

إلتفتت إليه وهي تقول بجحيم " أى ظالم هذا الذى يقرر أن أعود لمجرم قتلني لحيوان بلا قلب حرمني من إبنى سنين ، سأقتلك كما كان يجب أن أفعل قبلا لن أسمح لك بالإقتراب منىّ "

وقف راشد أخيراً ينظر إليها بسخرية ثم قال أخيراً بتهكم" دائماً الأمر يدور حولك عن ما تعانى أو عن ما تشعرى ، وما تريدى ألم يخطر في عقلك الجبار أن كُرهِى يضاهي كرهك حتى أن تنفس نفس الهواء الذى تتنفسينه يجعلنى أشعر بالغثيان كل لحظة "

أمسكت بعلبة فضية ثم ألقتها نحوه بتهور ودون تفكير وهي تهتف

" اللعنة عليك من تظن نفسك لتقف متبجحاً أمامى

فلتذهب للجحيم أنت وأبي في قبره "

إصطدمت العلبة بكفه وهو يصدها مبعدها عن منطقة حيوية في جسده كتم تأوه وكأنه لم يكن ثم قال من بين أسنانه

" أنا من لا أريدك ولو كنتِ آخر إمرأة في العالم ، متى ستفهمين أن العالم لا يدور حولك "

رفعت يديها لأعلى ثم صرخت بقهر

" ومن قال أنى أريده أن يدور ، تباً تباً لكل هذا ، لماذا لا يحق لي أن أتحرر من كل شيء أخيراً "

زفر نفساً طويلاً وهو ينظر لغضبها الذى لأول مرة لم يكن يرى فيه رغم إهتياجها الكذب أو التكبر بل كان هناك شيء آخر ، شيئا دامياً لقوة صدقه " لا أستطيع الإقدام علي هذا ، نحن قصة وإنتهت بغير عودة ، كل ما أرغبه إياب ... إبنى فقط "

أشاح بوجهه بعيداً ثم قال

" لن يجبرك أحد علي ما لا تطيقين "

هتفت في وجهه بشرر " فلتذهب إلى الجحيم ، ومن ينتظر رأيك بالأساس "

تقدم خالد أخيراً. وهو يقول بحزم

" إن كان ذلك العرض إنتهي ،نحن في موقف خطر وجدي ويجب أن يجلس ثلاثتنا للتفكير في حله "

إختطفت حقيبتها ثم قالت بصوت مرتجف من شدة الغضب والقهر " فلتجد حل مع وصيك الجديد ..بموتي أن أجلس معه على طاولة واحده أو أنفذ تلك الهرطقة من رجل يبدو أنه أصيب بالخرف في آخر أيام عمره "

هتف خالد فيها محذراً " بدور كُفِي عن لعب دور الفتاة السيئة الغاضبة من تهينيه هو والدك "

كانت تنظر له بلا تركيز حقيقى من قوة ما تعانى ، حتى سمعت الأخير يقول بتهكم

" هي ليست فتاة سيئة ، بدور إمرأة لم تلقى أي نوع من التربية كما أخبرتها من قبل "

إندفعت كالطلقة نحوه متخليه عن كل جانبها الراقي ليطفو علي السطح ذلك الجانب الغجرى الغير مروض فيها ، وجهها الحقيقي الذى لم يعانى منه سواه ، لقد صدق من قبل أن وجود هذا الثنائي بجانب بعضهما يظهر أسوء ما فيهما ولكن للغرابة ذلك الجانب بالذات كان مريحاً للغاية..راحه توحى بأن كليهما بشر أحياء وليس كما يدعون أنهم مجرد أشخاص بلا روح ينفذون أدوار كتبت عليهم

ضربته مرة أخرى علي صدره بحقيبتها وهي تهسس من بين أنفاسها

" إياك أن تحاول اللعب بي مرة أخرى، لم أعد تلك المرأة الصغيرة المفجوعة فيك ، إن إقتربت...إن حاولت بأى طريقة تسيير مصيرى على أهوائك ، سأنهشك حياً يا راشد كما كان يجب أن أفعل منذ عاد إياب إلى دون أن يعرفنى "

سمح لنفسه أن يحدق في ملامحها يتشربها كما هي تنظر إليه بعسل عينيها الغاضب بنفس لمعة الدموع التي تهدد بالسقوط دون أن تسمح لها ، بنفس العتاب الكسير الموجوع بأمومتها

" أنت لا تعرف الجحيم الذى أعانيه لا تستوعب ما أنا أفكر فيه كل لحظة ينفر منى إياب فيها إن كنت رأيت منى غضب خيانتك ، فصدقنى لا شيء يقارن البته بجحيم حرمانى منه وهو علي بُعد شعره منى دون أن أستطيع أن

أضمه إلى صدري "

كما يضمها هي الآن دون أن تشعر أو تتأثر اللعنة ، متى

إلتفت ذراعيه حول خصرها مانعها في الظاهر من أن تتهور أكثر ومتنعم للحظة مسروقه بدفئها ..لقد كان كل ما في بدور دافئًا رقيقًا ووحشياً نارياً ، يسيطر علي قلبه الذى تجمد مشعلا فيه نار الحياة ولكن متى إعترف أحد منهم ومن بالأساس فيهما قد يسمح أن يُحيي حكاية قد طويت علي ورق بردي وإحترق !

أطال النظر داخل عينيها للحظات مأخوذا بذلك الجانب البري الذى إدعو أنه تم ترويضه فيها وحده فقط من كان يعرف أن ذلك الجانب الوحشى جزء منها ومهما إجتهد أحد أو حاولت هي ، لن يُمحى منها أبداً إذ أنه كان كل ما يمثلها .. نطق أخيراً بصوت أجش متحكم حاسم صراعه

" أنا من لا يريدك يا بدور إن إقتنعت بهذا ستهدأ كل نيرانك ، إفتحى عينيكِ جيداً لتدركِ أن العالم يدور أيضاً حول رغبات غيرك ، ولا يقتصر علي نظرتك المحدودة "

مصفوعة بما قاله مصدومة بعمى بصيرتها التي لم تعي لوجودها بين ذراعيه مضمومة إلى صدره ، كانت تزيح نفسها مرتجفه تحدق فيه بلا إستيعاب بلا إتزان حتى همست أخيراً

" حسم القرار إذاً ستفكك المجموعة لقد قال النمر الندل كلمته "

شمخ برأسه وهو يضع كلا كفيه في جيبي بنطاله حاجبا إرتجافه وتأثره هو الآخر بعيداً عنها متغاضيا تماما عن إهانتها بل كان يرمقها بتهكمه الشهير بهدوء شديد وهي تستجمع كل قوتها كى تتمكن من التحرك بعيداً عنه نحو الباب وتغادر .

حرك راشد وجهه أخيراً نحو خالد الذى كان ينظر إليه بغضب مروض ثم قال " توقعت تدخلك "

قال خالد بهدوء " كدتُ أن أحطم وجههك وأصفعها لأول مرة فاصلا بينكما ولكن حكمة قديمة ترددت في عقلي منعتنى "

ضيق بين عينيه بعدم فهم فقال خالد بنبرة غامضة

" بدور لم تعد أختاً بل صديقة ، صديقة أراها ميته منذ ما يقرب لأربع أعوام ، وبطريقة ما دبت فيها الحياة اليوم وأنا لن أقف في وجه إنعاشها مرة أخرى حتى وإن عنى هذا موتك أنت بالبطئ أمامى "

" أنانية آل الراوى الشهيرة " قال راشد ساخرا

رد خالد بهدوء " بل حماية منى ولو علي حساب شظايا قلوب أناس اخرين كما فعلت أنت ، أرأيت أنا آخذ حكمك بجدية ولن أنسى درس واحد مما علمتنى إياه بالطريقة الصعبة

***********

عندما دخل راشد إلى المنزل ، وجد سبنتى في إنتظاره علي غير العادة إذ أنها تعود في وقت متأخر من عند إياب ..

ومن ملامح وجهها عرف دون كلام أنها ستشتبك معه ... زفز بإرهاق وهو يحل أول أزرار قميصة ثم قال

" هاتى ما عندك دون مقدمات "

" أريد أن أعود لجورجيا ، لدارستى يا راشد كما وعدتنى"

قال بصبر " دورك لم ينتهي هنا إياب مازال يحتاجك "

كانت عبراتها تخنقها وهى تقول " إذاً سأخذه معى "

قال بهدوء " وماذا عن حسك بالعدل عن أمه التي ترغبين في أن يعرفها ويتربى معها "

عينيها البنفسجيتين كانتا شديدتا التشتت وكأنها بطريقة ما عادت لتلك الفترة التي ضعفت فيها وضاعت منه دون توازن " لا أستطيع أن أبقى إن ظللت هنا سأفقد كل شيء "

قال بمكر قاصدا أن يجعلها تفرغ بعض من ضغطها

" علي أساس أنك نسيته وأنك لا تهتمين بتواجده من عدمه "

احمر وجهها وهي تنظر إليه بإرتباك ثم أنكرت ببساطة ومراوغة معرفتها لمقصده وهي تقول

" لا أعلم عما تتحدث لقد قلت إنك لن تجبرنى علي قرارتك مرة أخرى وأنى حرة في إختيار مصيرى ، وأنا إخترت وأرغب في العودة لبيتى هناك لدراستى وأصدقائي يا راشد "

آخر ما كان يخطط له راشد أن يصطدم معها مرة أخرى في الوقت الحالي ولكنه إستسلم تمامًا لما سيصدر عنها وهو يقول

" ذلك الوعد شمل عودتى معك وبما أنى لن أستطيع ترك هنا في الوقت الحالي فستبقين معى أنا لن أكرر أخطاء غيرى وأرسل إبنتى لتعيش وحدها بالخارج "

قالت بحدة " ما الذى يعنيه هذا ألا تثق بي "

أمسك يدها ساحبها لتقف قابلته ثم قال " بل أثق بابنتى جيداً ، أثق فيما ربيتك عليه ، ولكن صغيرتى إن تجارب الغير تعلمنا دروس صعبة للغاية والذكى هو من يتجنب الوقوع فيها "

إرتجف فمها بقهر وهي تقول

" قل إنك تخاف أن تكرر إبنة جوان ..."

نهرها سريعاً دب في قلبها الخوف من حزمه الأبوى البحت " إخرسى لا تلتفى وتدورى متخذة من هذا السبب الملعون حجة تعلمين أنه لن يخطر هذا ببالي يوماً مطلقاً... أنا أثق فيك يا سَبنتى ، لكنى أبداً لم أثق في نوع البشر الذي قد يحوم حولك "

تراجعت وهي تفصل نفسها عنه بحده ثم قالت " تعلم إنك لن تفرض عليّ أمراً لا أريده أنا لن أبقى هنا لن أسمح لنفسى أن أكون مجرد قطعة تتقاذفوها في أحجيتكم الصعبة التي لن تُحل أبداً.. ربما أحمل إسم الراوى ولكنى لا أُشبهكم وأنت تعرف هذا جيداً ..أنا لن أتبع نفس الخطوات لألقي نفس المصير القاتم يا راشد"

قال بجمود " نعم ..أعرف إلا أنكِ لا تملكين حريتك المزعومة تلك يا سَبنتى ، سأحميكِ رغم أنفك وأنف أي أحد يحاول أن يؤذيك أو يقترب منك .. وبالطبع خروجك من تحت جناحي بعيدا عن مجاورتى في أحلامك فقط إذ أنه لي حرية التصرف دون إمتلاك حق قول لا "

حدقت فيه بغضب بسخط وجرح مؤلم ينهكها دون قدرة لها علي البوح متحملة الوجع الأليم وحدها لا لن تسمح أبداً حتى لراشد أن يعرف أنها تموت من شدة الوجع بكل لحظة تلتقط عينيها طيفه ، لقد عجزت حتى اللحظة عن الإقتراب من كلبها ،خوفاً من ان تتلمس طيف ذلك الكاذب فيه ."

.........................

ألقي راشد بجسده علي أقرب مقعد يحدق في أثرها ، متذكرا بيأس الوصية الأخرى التي لم يطَّلع عليها أحدُ غيره ، إذ أنه كان يعرف أن من المستحيل أن يترك ياسر الراوى كل شيء عالقاً هكذا مضحياً بما عاش عمره يحميه وخطى علي أبنائه في طريقه من أجل إمبراطورية عائلتهم وإسم أجداده .. ولكن كيف يخبرهما بما جاء فيها ..بالكلمات

الأخيرة لعمه و الذي كان يعرف طريقه قبل أن يصل إليه

خالد؟! كما أتى في الوصية لقد أدرك مكانه قبل الجميع وبطريقة ما كان يعلم جيداً أنه سيعود فور مغادرته هو لذا ترك كل الحمل ملقيه على عاتقه كما كان مخطط دائما

تنفس بتعب وهو يغطى عينيه بساعده ، يفكر في سطور الرسالة التي تركها مع الوصية الحقيقية لم يفقد عمه ثقته في إبنه كما أعتقد خالد بل كان يعرف أن رجل الأعمال الشاب كان قادرا علي وضع الحمل كله علي عاتقيه ولكن أيضاً رجل الأعمال الصلب كان يعرف أن خالد بشخصيته الغير مصقولة التي ينقصها الكثير من الخبرة لن ينجو وحده أمام حيتان شرسه ستحاول الدخول له من أي ثغرة والفتك به للأسف لن يدرك خالد أن عالم المال خالي من المشاعر ربما يقطع كل أوصال الرحم وأن حتى من يعتقد أنهم سيساندوه مثل ذلك التميم أو حتى حماه ذلك الحميدة سيطيحوا به دون تردد وسيتربصون به دائماً ليسيطروا علي كل شيء ،

إن إبن عمه فقط يحتاج لمزيد من الوقت لحائط يستند إليه لوجه شرس تحسب له تلك الغيلان ألف حساب .. وهو يجد نفسه رغمًا عنه يريد أن يقوم بهذا الدور ربما تكفيرا عن ظلمه لخالد عندما تركه وراء ظهره وغادر....

همس متغاضياً عن تفسير ياسر لسبب وضعه شرط زواجه من بدور إذ أنه علي كل حال لن ينفذه وإن بقي طوال حياته بدون إمرأة تدفئ ذلك البرد الذى يغلف كيانه ، مفتقداً تلك النيران التي لم تستطع أي إمرأة قط إشعالها فيه

إلا هي .. لقد أصدر حكمه وأنتهي منذ أعوام أنهما قصة حزينة منتهيه..روحين علقا داخل ليلة حزينة إنتهت بذبح حبهما و طعنته هي دون رحمه .. لقد أصبحت قصة النمر

والطاووس مجرد ذكرى من سراب يكررها علي مسامع ابنه بنهاية كريهة لن تُمحى أو تتغير أبداً..

..................................................



الأيام تأكل بعضها سريعاً والوقت مجرد عد تنازلي يسرق أرواحهم وإستقرارهم النفسى والعقلي داخل طاحونته ..

وها هي تجد نفسها مرة أخرى داخل مكتب إجتماع والدها ، بنفس الجلسة..بنفس الحقد والنيران التي لم تنطفئ ..بنفس الخذلان وقلة الحيلة والتخبط وهي لا تعرف ما الحل لتحمي أخيها ، ومؤسسه قد أفنت عمراً فيها من خسارة أضحت واقع محتمل ...

كان راشد يترأس طاولة الإجتماعات كما الماضي وكأن أبيها يصر علي إعادة الماضى بنفس دوامته وأوهامه ولكن ما تغير أنها مطلقاً لن تسمح لروحها التي أخرجتها من بين الركام بصعوبة أن تعود لذلك الإعصار ، كان خالد يجلس في مقابلتها ، ولكن ما إختلف مجاورة تميم الخطيب الذى عُقد هذا الإجتماع بناء علي طلب منه ... إذ بدأ في الحديث بعملية وهو يقول

" آسف لعدم مراعتى ، حزنكم والمشاكل الداخلية بينكم ، ولكن أسهم المجموعة تنخفض مما يمنحنى الحق للقول متى يعود كل شيء لسابق عهده ؟ نحن لن نتحمل أي خسارة حالياً"

قال راشد بهدوء " بالطبع حقك أن تقلق ، ولكن من قال أننا نعاني من أي تخبط ، هي فقط فترة لململة أوراق ، وفرد ملفات شخصية ، توسم طابع كل فرد منا في مكانه الجديد "

تلاعب تميم بكرة مطاطية بين يديه وهو ينقل نظراته بينهم بخبث ثم أغلق ملفه وهو يقول

" حسناً ، بعيداً عن الأعمال أريد أن أقول شيئاً بصفة صديق لبدور والسيد ياسر يا خالد "

أرجع راشد ظهره للوراء ثم نظر لبدور بإستخفاف

" صديق للسيدة بدور؟! "

نظرت بدور لتميم بسخط محذرة .. ولكنه لم يبالي إلا بنبرة خالد الجافة وهو يقول " بالطبع ، لك حرية الحديث "

ضغط تميم علي تلك الكرة بقوة للحظة ثم وضعها داخل جيب سترته الداخلى وهو يقول بجدية

" أنا أعلم بشأن الوصية ، وبالطبع أخبرت السيد راشد من قبل أن أهتم جداً بالرجل الذى سأتعامل معه والذى اتضح أنه هو .. وكما أشرت أن المجموعة لم تعد تحتمل نزاع رؤسائها فيما بينهم لذلك..."

قاطعة خالد بحدة وهو يرمق بدور بعبوس والتي كانت تجهل حقيقية ما يتحدث عنه " سيد تميم راشد أخبرك من قبل أن أمرنا الداخلي لا يُعنيك إطلاقا "

هتف تميم دون إنذار " عندما يهدد إخفاق وسقوط محقق كما كان الحال عندما دخلتها قبل ثلاث أعوام ، يصبح يعنينى "

تدخل راشد وهو يقول بنبرة مميتة

" سيد تميم ، هل تعلم أن أسهمك التي تتبجح بها وتأخذها ذريعة ، لتتدخل في شئوننا مراراً ، أنا قادر بفرقعة إصبع أن أدمرها تماما مخرجك منها "

إن إعتقد راشد أن تميم لقمة سهلة يمكنه أن يمضغها دون أن تقف في حلقه خانقه إياه فهو واهم إذ قال ببرود " لا تستطيع فعل هذا أنت لا تتحدث مع مجرد فتى مدلل ورث من والده السلطة أو المال ، بل رجل نحت في الصخر ، واضعا إسمه ونفسه بين كل الوحوش بحرب ضارية خرج فيها ظافراً "

غضباً خفياً إشتعل في عيني راشد وهو يقول

" جرب إذاً وراقبنى أفعل .. تلك العقود مع عمى بسهولة أستطيع تغييرها بصفتى المتصرف الأوحد الجديد "

أشاح تميم وجه بعيداً عن راشد وخالد ونظر لبدور الصامته ثم قال بجفاء " ليست إن وقفت هي كالشوكة في ظهرك إذ أن كل قرارتك يجب أن تحمل موافقتها كما موافقة السيد خالد والذى أعرف دون أن يخبرنى أنه للأسف سيتبع أي قرار تقوله أنت "

قال خالد بحزم " هل تحاول تهميشى هنا ؟ وماذا إن علمت أن إخراجك من هنا هو رغبتى أنا فقط "

إبتسم تميم في وجهه إبتسامة مخيفة وهو يقول " أعرف

ولقد أخذت إحتياطاتى جيداً ليوم كهذا "

لم يكن تميم بالرجل السهل علي الإطلاق ، هي تعرف هذا جيداً وتدرك أنه من الصعب جداً كسبه كعدو في تلك المرحلة لذا تدخلت وهي تقول بهدوء

" لا أحد يتحدث عن تغيير أي شيء هنا المجموعة ستستمر كما تركها والدى جميعنا نعرف أننا نحتاج للتكاتف من أجل مصلحتنا "

سأل تميم ببطء " هل يعنى هذا تنفيذ جانبك "

أغلقت جفنيها بقوة وهي تضم كفيها محاولة أن تسيطر علي جانبها النارى في وجود تميم ثم قالت

" أخشى إخبارك، أن بالفعل قرارى لا يخصك "

تنهد وهو يدعي الإستسلام ثم قال بصوت أجش

" أي أمر يخصك يهمنى يا بدور "

رباه لا ترمى في طريقي غبي آخر سيبعد فرصتى مع إبنى أميال ربما هندام راشد الحضاري وجلوسه بركيزة متحكما مسيطرا يوحى أنه لا يهتم ولكنها تعلم بالطريقة الصعبه أن آخر ما ترغبه هو إستفزاره

" سيد تميم من فضلك "

قال تميم بهدوء شديد " أنا سأستغل تواجد خالد هنا ، وسأخبرك أمامه بإتفاقنا المؤجل يا بدور إذ أن كل الأسباب التي منعتك تنافت الآن .. كما أنه سيمنحك وخالد خروج مناسب من تلك الورطة "

جحظت عينيها وهي تقول " عن أي إتفاق تتحدث يا تميم "

قاطعها خالد بحسم تخلله الغضب " دعيه يكمل حديثه "

وقف تميم يواجه كليهما بجسده الضخم ثم قال مباشرة وبثقة قاطعة " كنت أطلبها للزواج منذ عام وأكثر وكانت دائماً حجتها الوحيدة عودة إبنها وبما أنه هنا الآن لا أرى أي مانع بعقد قرانى عليها ذلك سيمنح الجميع حجة شرعية ، أمام وصية والدك ، لتمحيها تماماً وبهذا تحصل أنتَ علي إدارة المجموعة دون سلطة أحد عليك "

" رباه .. لا لا لا " هتف صوت مذعور بداخلها ، بينما تحدق في وجه خالد الغاضب بيأس وبصعوبة شديدة إستطاعت أن تنظر إليه هو.. كانت عيناه قد خلت من الإستهزاء و السخرية ليحل مكانها مرارة صافية وغضب .. غضب أحمر يلون سواد حدقتيه حاجبا الرؤية أمامه فشحب وجهها في التو..لا لم يكن يعنيها غضبه كرجل بل رعباً صافيًا أن يحرمها منه مرة أخرى..وما الذى قد يمنعه وقد فعلها من قبل دون أن يرف له جفن واحد..هزت رأسها برفض وضعف عصف بكيانها دون قدرة لها علي مداراته بينما وقف هو ببطء شديد ، مسيطرا علي نفسه بصعوبة وعلي جحيمه بقوة تحتاج لمئة رجل للتحكم فيها ثم مد يده بملف مغلق أمامها وهو يهمس " من فيه داء عضال لا يشفي منه ... أنتِ لن تتغيرى أبداً ؟!"



وبدون أن يلتفت إليها كان يرحل ..يبتعد .. مختفيا من أمامها .. "رباه "

إنصهرت حرفيًا في مقعدها وهي تنظر لوجه تميم المتجهم ثم قالت بلا تركيز

" من منحك الحق لتزوير الحقائق عن لسانى؟ أنا لم أعدك بشئ يا تميم .. لقد أخبرتك في آخر لقاء بيننا أن ليس لدى ما أقدمه لك او٥ لغيرك ، إذ أن ابنى ووالده من قبل قد أخذا كل شيء"

وقف خالد من مكانه ، ولم يحتاج ليستفهم منها أكثر إذ قال بلهجة لاذعة خالية من أي ذوق ولهجة باردة لا تعرف الرحمة

" أنت وقعت لتوك علي صك دمارك هذه المرة أنا من سأخبرك إياه إن اقتربت من أي فرد داخل عائلتى يا تميم ، ذلك الفارس الذى تستهين بوجوده هو من سيحرقك دون أن يرف له جفن "

" تحدث علي قدر حجمك أنا لا أدعي بل أحاول حمايتها من تسليمها لرجل ترغب أنت ووالدك في إدخاله حياتها رغم التاريخ المخذي الذى يعرفه الجميع "

وأنتهى كل تعقل أو رقي تحيطه بدله رسميه غالية الثمن يرتديها كلاهما إذ وبدون تردد كان خالد يوجه قبضته في منتصف وجهه

" أنت تخطيت كل حدودك "

تراجع تميم للوراء خطوات ممسد مكان قبضته ببرود ثم قال وهو ينسحب

" عرضى قدمته لك يا بدور وأنتِ تعلمين جيداً أن أي جحيم وهمى ستعانى منه معى ، أرحم من جنة آخر كل همه أن يعيد أمجاده القديمة بترأس المكان "

*********

ساعات مضت وهي جالسة على طرف الفراش تحدق في ذلك الملف بلا إستيعاب يذكر تنظر لبعض الحقائق فيه دون أن تفهم إلا شيء واحد ، شيء جرحها بقوة وإستنزفها ملقيها تتخبط في بحر أسود بلا قرار لا موجه يبتلعها عله يريحها من عذابها ولا هو يلقيها علي شاطئه ربما تتلمس النجاة ..

شعرت بيد خالد الذى دخل منذ وقت يربت علي كتفها ثم جلس جانبها وهو يقول

" لا أهتم بما يقول أو يدعيه أي أحد أنا أُصدقك وأثق فيك يا بدور "

إلتفتت إليه سامحه لدموع غزيزة أن تغرق وجهها وهي تقول " لقد بدأت أؤمن أن العيب فىَّ أنا إذ دائماً ما

يلاحقنى الحظ السئ "

زفر وهو يمسح دموعها بحنان ثم قال

" لن ننكر أنك مجنونة متهورة ولكنك أيضاً جميلة قوية وعنيدة إمرأة تجذب بسهولة إنتباه كل صالح وطالح لطلب ودها "

قالت بألم " لم أعد أريد لعب هذا الدور يا خالد أرغب بشدة أن ينسانى الجميع تاركين لي المساحة لأرمم نفسى لأكسب حب إبنى "

فتح ذراعيه في دعوة أن يمنحها شعور أنه سيبقي بجانبها جسر آمن يوصلها لبر الأمان فإندفعت متقبله إياه تضم نفسها اليه بقوة

" "دائماً ما يخطو والدك ليفسد كل شيء لماذا دفعنى لهذا مرة أخرى ويترك روحى معلقه بين يديه "

قال خالد وهو يتذكر ما قرآه سوياً في الملف الذى تركه راشد وكان ينوى إشهاره لولا ما قاله ذلك الخبيث

" لا أعرف يا بدور ربما حجته أنه يريد منحك فرصة أن ينهى وجعك الذي تعايش معه هو الحقيقة "

قالت بجمود " وربما كل ما أراده هو ترك إرثه من الألم وليس المال كما نعتقد ، والدنا يصر علي وجعى علي إرتباطى برجل مثله لا يتورع في الدعس علي مشاعر أي بشر أمام رغباته هو "

" تتحاملين عليه قليلاً ، لا أظن أن هذا ما قصده "

إبتعدت عن ذراعي أخيها قليلاً ثم قالت بإستهزاز

" بالطبع يترك مصيرى معلق في يد راشد إنه يلاعبنى بك

أنتَ وإبنى إذ أنه يعلم أنكما أكثر شخصين تهمانى في الحياة ،مؤكد هذا لصالحي تماماً وليس فيه أي أضغان شخصية "

لا فائدة من إقناعها ليس الآن علي الأقل ، بهدوء سحب الملف من جوارها ثم وقف من مكانه ، وهو ينظر لإياب الذى يتظاهر بالنوم بجانبهما وقال باسماً

" أهتمى أنتِ بذلك الاذعر وغداً لنا حديث سنرتب فيه أوراقنا من جديد أنا وأنتِ فقط ، بعد تخلصنا من كل المشاعر السلبية "

ألقت نظرة علي إياب قبل أن تهز رأسها موافقه، إنحنى خالد مرة أخرى ثم همس " هل يمكننى أخذ قبلة صغيرة ، دون أن تغضب "

رفع إبهامه وهو يضغط علي جفنيه بشدة ثم همس " أنا نائم الآن يمكنك تقبيلى لن أعرف "

نكش شعره بمشاغبة ثم قبله وهو يقول بنبرة متآمرة

" غداً ستجد مع جدتك ألوان جديدة وكراسة رسم مكافأة على القبلة التي لم تعرف بشأنها "

رفع إبهامه مرة أخرى موافقه ثم تحرك وإقترب يقبل جبهة بدور وغادر

لم تكن غيرت ملابسها ولم ترغب في فعلها بالأساس إذ كانت تشعر بإرهاق شديد ، لذا تحركت تفرد جسدها بجانب إبنها تضع كلا كفيها تحت وجنتها وهي تنظر إليه ، بنفس الوجع الذى لا يغادرها وأى ما كانت تفكر فيه لم يكن يحوى أن يقترب منها إياب بجسده الصغير مقلصا المسافة التي يحتفظ هو بها بينهما ثم يرفع يده الرقيقة مسندها علي صدرها وهو يهمس دون أن يفتح عيناه

" لا تبكى "

ضحكت من بين دموعها بعدم تصديق ثم همست

"لماذا أنتَ لا تحبنى لذا يفترض أن تسعد أنى أبكى مثلك

الآن "

زم شفتيه بقوة ثم قال بنبرة طفولية حنونة " توقفي عن البكاء وأنا سأحبك "

قالت بنبرة مرتجفه " إن قبلت أن أضمك اليّ دون أن تكرهنى سأتوقف "

" أمممم وضع أصبعه علي خده كأنه يقيم الأمر ثم قال ببراءة أنا نائم ولن أصحو قريباً لذا يمكنك ضمى وتقبيلى أيضاً ولن أكرهك "

كانت تشعر بالذهول بينما تمد يدها تحت جسده ترفعه إليها ثم تعانقه بقوة رحيمة تدفن أنفها مستنشقه رائحته الطفولية كأنه مخدر يمحو كل آلالمها كل مشاعرها ولا يبقي إلا إحساسها به هو " أنا أحبك جداً يا إياب "

قال بمشاغبة حلوه بينما يمرر يده علي شعرها الطويل المستريح علي كتفها مستمعا بملمسه وكأنها دون أن يدرك معنى ما يفعل يحاول إستكشافها كما هي تحفر كل إنش منه داخل ضلوعها

" أنا أنام الآن مرى عليّ غداً ربما أستطيع أن أحبك "

تبخر كل همها دفعه واحده ثم أبعدته قليلاً دون أن تتخلي عليّ إحتضانه ثم قالت

" ما رأيك إن صحوت الآن وأحبتتنى مرة واحدة فقط مثل طاووسك سأشترى لك المثلجات "

فتح عينيه علي الفور بفرحه سريعاً انمحت وهو يزم فمه بحزن ونظر إليها من تحت جفنيه بتذمر .. قالت برقة حزينة" هل وجهى يزعجك لهذا الحد إياب "

هز رأسه سريعا برفض ثم قال " لا ، أنا أحب شكلك ولكن "

إستطاع أن يرسم الإبتسامة علي وجهها مرة أخرى ثم سألته

" ولكن ماذا أخبرنى تستطيع الثقة بي "

" أنا إشتقت لبابا هو من يأخذنى دائماً لأكل المثلجات في الخارج ثم يحملنى علي كتفيه وأطير هكذا ...قام سريعاً واقفا علي قدميه وفرد يديه محلقا بهما كى يمنحها صورة واضحة لما يقصد

إعتدلت تجلس ثم سحبته من خصرة تجلسه علي حجرها وهي تقول " يمكننى فعل هذا منحك كل ما تريده "

" ولكن أنتِ لست بابا " قال بحزن

سألت بخفوت " هل تشتاق إليه ؟!"

أومأ وهو يقول " جداً سأخبرك سر لن تقوليه لماما"

إهتزت ملامحها متحمله منادته لغيرها بلقب من حقها ثم قالت " لن أخبر أحد أبداً أعدك "

نظر إليها بنوع من الذنب ثم قال بطفولية غير مرتبه " أنا أبكى دائماً لأنى أريد أن أراه ولكن سبنتى وهو يقولا

إن عليّ لا أفعل لأن هذا سيزعجك وأنه لديه عمل كثير لذا لا أستطيع أن أطالب به .. بابا لم يبتعد عنى أبداً أبداً من قبل سيدة بدور "

إرتجفت شفتيها من تعبيراته التي رغم بساطتها أصابتها في داخل قلبها ثم قالت " هل تشتاق إليه جداً ، ألا يمكنك البقاء معى قليلاً ، أنا الأخرى أحتاجك معى حبيبي "

فكر مرة أخرى قبل أن يقول معبراً عن نفسه صادما إياها

بإنتقاء كلماته

" عندما أبكى هنا يوجعنى جداً ، ولا أستطيع أن أتنفس هكذا وهذا يزعجنى أيضاً"

حدقت في يده المشيرة نحو قلبه وفي فمه الذى يمثل

إلهاث بتسارع ثم قالت ببهوت

" وهل إن رأيته سيتوقف هنا عن إيلامك"

هز رأسه سريعاً وهو يقول " أختى دائماً تقول عندما تبكى أننا إن رأينا الأشخاص الذين نحبهم سيزول الألم ... أختى أيضاً كانت تبكى كثيراً واضعه يدها هنا "

كبحت بدور شهقة الألم وهي تضمه إليها بقوة ثم همست

" أو ربما رؤياهم لن تجلب لنا إلا مزيد من الوجع يا صغيرى "

إبتعد عنها رافعا وجهه نحوها دون نزقِه المعهود

هذه المرة .. ثم قال

" إن أعدتينى لبابا أعدك أن أحبك جداً وأن لا أرفض اللعب معك مرة أخرى "

أغمضت عيناها بحرقة ثم قالت

" ولكنى سأفتقدك أنا أريدك أن تبقي معى "

أزاحها ووقف مبتعدا عنها ثم جلس هناك في طرفه البعيد

الآمن يضم ركبتيه بذراعيه ثم بدأت دموعه في الهبوط وهو يقول

" إذاً أنا لن أحبك أبداً .. أبداً "

زحفت نحوه تمد يدها إليه في محاولة لإعادة سلامها معها فأشاح بوجهه بعيداً رافضاً ... عنيداً كحجر الصوان ، مثلها ... إبنها لن يقبل بها إلا بشروطه ، بتنازلها هي لكسبه وأمام إعادته إليها وأن يعرف أنها أولي به من الجميع ستفعل أي شيء ..وكل شيء ، ألم تعد نفسها كل ليلة بهذا ، أثناء غيابه

.................................................. .



كان الوقت قد تخطى منتصف الليل عندما كان يصدح صوت الهاتف الداخلي مراراً ، إلتقطه من جانبه بقلق وهو يجيب الحارس الجديد الذى قال " أعتذر .."

قاطعه بعصبية " ليس وقت إعتذار ماذا هناك"

هناك سيدة ترفض فتح باب سيارتها وتريد الدخول "

" إسمح لها أياً من كانت "

إستبد القلق به وهو يقفز من علي الفراش ..غير مُعنى بأن يغير منامته الرياضية بل إندفع سريعاً نحو الباب ، الخارجي وأثار النعاس لم تغادر عينيه ..

توقف مكانه بذهول وهو يراها تستند إلى السيارة حامله إياب الذى أخذ يصرخ مهللا لرؤياه إقترب منها وإلتقطه بعفوية ، يقبله بقوة بإشتياق مبادلا إبنه صخبه وفرحته دقائق طويلة إستغرقاها مع بعضهما وهي تراقب إبنها يحتضنه تاره يقبله تاره ثم يهمس له بأشياء داخل أذنه وهو كل ما يفعله أن يبادله متقبلا منه شغبه الطفولي بصبر ، بحنان.. بحب لا ينافس هل رأت أبوة راشد لسبنتى وحسدتها بحسرة عليها من قبل ..أياً ما كانت تراه الآن لم يكن يمت لعلاقته بإياب بصله إذ أنه ما كان يلمع في عينيه لم يكن حب فقط بل شيء أشبه بالهوس ..دقائق فقط دقائق قليلة جداً شعرت فيها بكل هذا فما باله وهو من حاوطه رضيعاً ..

مدت يدها تمسح دموع عينيها في محاولة مستميتة أن لا يلتقطها ...

ولكنه فعل عندما وضع إياب أرضا وتوجه إليها أخيراً ينظر إليها بسعادة !! بعدم فهم وفسرها وهو يقول

" لماذا؟ لقد أردتِ فرصتك معه ؟!"

لم تعرف بدور أن تحلل شعورها الآن بكلمات ولكنها أخذت مبدأ إبنها طريق وهي تهمس بإرتجاف

" أنا لا أريدك بحق يا راشد كما لا أريد تميم ولا غيره أنا لا أعرف حتى عن أي وعود يتحدث في بعاد أياب عنى أنا كنت ميتة وحتى يعترف بى انا لن أحياء "

إقترب منها خطوة ثم أبعد خصلة من شعرها كان الهواء قد حركها لتخفي ملامحها ثم همس بصوت أجش تكدست فيه عاطفة عاصفة .." أن تأتى أنتِ الي ... أن تتنازلى أنتِ هذا يعنى الكثير ، يفسر الكثير ... أثبت أن كل ما تقولين ..صادق جداً يا بدر البدور "

إغرورقت عيناها بالدموع قبل أن تقول بصوت إهتز من شدة القهر " فليذهب للجحيم كل ما تظنه وكأن يهمنى تصديقك من عدمه ..... أنا كل ما أريده إياب ....لذا أرجوك بقلب أب يعرف كيف هو حب الأبناء أن تقتنع من يحدثك في تلك اللحظة هو قلب الأم فقط ..أريد حب إبنى يا راشد وأنا مستعدة لفعل كل شيء لإكتسابه إلا زواجى منك ؟!"

تنهد مفلتاً ضحكة عفوية ثم قال بخشونة " لا شيء يقدم مجاني إن أوصلتك بنفسي إلى قلبه جاعله يعترف بك مثلي .. ماذا ستقدمين أنتِ لي ؟!"



انتهي قراءة سعيدة






التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 30-03-20 الساعة 04:08 PM
Nor BLack غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس