عرض مشاركة واحدة
قديم 30-03-20, 08:16 PM   #483

آلاء منير

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آلاء منير

? العضوٌ??? » 458020
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 827
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » آلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
الكلمات تبني جسوراً في مناطق لم تستكشف بعد !..
افتراضي

صباح اليوم التالي ..

" جلف "
" بغل "
" إله الجلافة عن القدماء المصريين "
" يا إلهي ضحكتك خلابة "
" أنا أحبك "

خرجت من الغرفة وهي مبتئسة الملامح .. فتلك الكلمات وأكثر ظلت تدور في عقلها تصحبها حتى في الأحلام .. لينتهي الحلم على أعرف عربية واضحة تخرج من بين شفتيه وكأنها تيار كهربائي يصعقها بقوة !

نفضت أفكارها الذي أصابها الصداع منذ الصباح من كثرتها .. لا داعي لتضخيم الأمر ويجب التخلص من هذه الخجل المخجل !!

تنهدت وهي تنظر لبنطالها الذي اهترئ من كثرة غسله وإرتدائه .. لتنشغل بملابسها أفضل .. !
صعدت للدور الأعلى تُلقي التحية على كل من يقابلها بإبتسامة متوترة .. فيقابلها الجميع مبتسمين ببساطة وكلٌ في عمله مشغول إلا ذلك الشاب الغامض .. مارتن !!
لكنه لا يهمها إطلاقا على أية حال
انتبهت لآدم .. فنظرت له بدهشة وهي تجده جالسا على تلك القطعة الخشبية الصغيرة الملتصقة بالسور ويسند رأسه على حافة السور مغمض العينين !!

اقتربت منه تتحكم في خجلها ووقفت أمامه فلم يشعر بها لتناديه بخفوت .. ولم يجبها ..
عقدت حاجبيها وهي تدرك أنه غارق في النوم .. فأشفقت على نومته بهذا الشكل الغير مريح
ربتت على كتفه برقة منادية باسمه .. ففتح عينيه ببطيء يستقبل نور الشمس الساطع أمامه .. ينظر للسماء للحظات ثم حرك نظراته لها .. ابتسم ما إن رآها ورفع رقبته من استناده على السور بهذا الشكل متأوها يدلك عنقه ..

وضعت يدها على كتفه بعفوية تمسده قائلة بقلق " هل تأذيت .. نومتك كانت غير مريحة "

أجابها مستشعرا لمستها الناعمة باستمتاع " أنا بخير .. لا أعلم كيف غفوت بهذا الشكل "
قالت له متساءلة بتعجب " ألم تنم ليلا "
توقف عن تدليك رقبته ونهض واقفا أمامها يرد عليها بمشاكسة " كلما أغمضت عينيّ تزورني حورية تخبرني بحبها بلغتها الجميلة "

عضت على شفتيها بخجل للحظة من تذكيره لها بالأمر .. ثم تماسكت بعدها قائلة بثبات مغيرة للموضوع " إذا يجب عليك أن ترتاح قليلا .. لا يوجد لديك ما تفعله .. لمَ لا ترتاح في الغرفة "

رد عليها رافضا " لا ماسة .. لا أحب ترك الطاقم وحده نهارا "
قالت له من جديد محاولة اقناعه مُصرة " هناك ضباط يتصرفون يا آدم .. لساعتين فقط حتى تستطيع المواصلة .. هيا آدم .. ساعتان وسأوقظك بنفسي "

نظر لها مترددا فشجعته بنظراتها ليومأ لها بهدوء وهو يتحرك معها للغرفة .. شاعرا بحاجته لبعض الراحة وقد هرب منه النوم طوال الليل بعد حلم بشع ..
بل كابوس .. كابوس لها وهي بين الأمواج تصارع الموت .. لم تكن شقراء .. بل سمراء بشعر أسود .. حوريته تضيع منه .. تستغيث به .. وهو يقف أعلى السفينة مراقبا غير قادر على النزول إليها ومساعدتها .. فقط يتابعها بنظراته حتى اختفت وهي تنزل أمام عينيه للأسفل !

أفاق من شروده بعد أن دخل الغرفة ليتحرك للسرير قائلا بصوت مرهق مخنوق " فقط ساعتان ماسة .. وأيقظيني بنفسك "

أومأت بهدوء بعد أن ألقت عليه الغطاء تدثره وتركته وحده بالغرفه ينال قسطا من الراحة غالقة الباب ورائها برفق ..

فنام على بطنه يغرق بين الوسائد والأغطيه الناعمة مشتاقا للنوم براحة .. مستنشقا عبيرها الذي أغرقت به السرير .. سريره الذي يحتضن جسدها كل يوم .. مُلقيا إياه في الخارج ينام على الأريكة متحسرا على ليالٍ تمر تسكن حورية غرفته دون وجوده !

أغمض عينيه وما هي إلا لحظات حتى غرق في سبات عميق على رائحتها التي أسكرته .

***************

صعدت للأعلى من جديد تدخل للمطبخ تنوي تقديم المساعدة .. تتلفت حولها باشتياق مبتهج .. فهي لم تدخله منذ مدة حيث كان آدم يغار .. لم يكن يرفض إلا إنه يغار .. فيراقبها وهي واقفة تساعد تايلور وكانت تشعر بغيرته وعدم تركيزه في عمله .. لذا تجنبت الأمر .. لكن وبما أنه نائم الآن فلن يزعجه بعض العمل مع تايلور العزيز ..

تقدمت منه تحييه بسعادة وابتسامة واسعة ليرد تحيتها بدهشة من تواجدها ثم يقول بمشاكسة " هل تكرمت علينا أخيرا وقررت التنازل لزيارة مطبخنا المتواضع "

ردت عليه بضحكة " سأشرفك اليوم بتقديم مساعدتي ولمساتي المميزة في المطبخ .. بالطبع اشتقت لها "

قال ممعنا في مشاكسته وهو يتابع عمله " الجميع اشتاق بالفعل .. ولكن هل تركك سمو الأمير .. أقصد .. السيد القبطان بأن تأتي هنا .. أم أنك أتيت من ورائه وسنجده الآن قادما لينتقم مني قاذفا إياي في الماء "

ضحكت ضحكة رائقة بصوت أعلى وهي تتخيل آدم يفعل ذلك فعلا ثم قالت تراوغ بطفولية وهي تتلاعب ببعض الأدوات أمامها " وما دخله هو أصلا بي "
رفع تايلور نظراته الزرقاء لها قائلا وهو يضيق عينيه كمن يرسل لها شعاعا أزرق يفضحها " وهل يوجد أحد على السفينة لا يعلم دخله حتى الآن " ثم عاد لإنزال نظراته لما يفعله بين يديه مكملا " حتى أن الأسماك في الماء قد تكن على علم الآن .. أنتما جاك و روز السفينة يا فتاة "

ضحكت المزيد من الضحكات السعيدة شاعرة بانتشاء وهي تبعد خجلها بالقوة فلا يتبقى سوى سعادة صافية وعلاقتهما أخيرا وصلت لهذا الوضوع فيما بينهما وقالت لتايلور تسأله بشقاوة حلوة بسبب اعتيادها عليه " هل تعرف جاك و روز أيضا يا تايلور .. يبدو أنك رومانسي يا رجل "

أومأ لها بغرور مصطنع وقال " أنا شخصية رومانسية جدا .. صدقيني لقد خسرتني بإرتباطك بذلك الآدم صاحب العينين العسليتين "

عضت ماسة على شفتيها متنهدة وهي تسمعه يتحدث عن إرتباطها بآدم ببساطة .. ليرفع نظراته لها مكملا بصدق " أنتما تليقان ببعضكما البعض كثيرا " ثم يعود مطرقا متابعا عمله مكملا بنبرة شاردة لم تلاحظها وهي غارقة في سعادتها " أتمنى أن تمنحيه السعادة والدعم .. فهو يحتاجهما "
ثم أكمل بتقريع " هل ستظلين واقفة هكذا .. هيا يا فتاة ساعديني "
لتسرع بمساعدته وإضافة لمساتها الخاصة كالعادة وتثرثر معه في كل شئ وهو يستمع لها بمحبة

و بعد حوالي ساعتين كانا ينتهيان من اللمسات الأخيرة للطعام فدخل إلى المطبخ مارتن يقول بصوت عالٍ يحمل برودا جذب إنتباه الجميع " هل سنظل ننتظر الطعام كثيرا حتى ينتهي الجميع من ثرثراتهم وضحكاتهم "

التفت له تايلور مجيبا عليه بهدوء " ومنذ متى تتدخل في عمل المطبخ "

رد مارتن بثقة مستفزة و يديه في جيبيه " أنا ضابط على السفينة .. أتدخل في كل شئ "
قال تايلور دون تردد " قبطان السفينة هو اليد العليا هنا .. عندما يتغيب تكلم "

ابتسم مارتن بسخرية غامضة وهو يقول ناظرا لماسة الواقفة بجوار تايلور بطرف عينه " وأين هو القبطان .. إنه متغيب بالفعل .. غارقا في العسل ليلا .. نائما نهارا "
عقدت ماسة حاجبيها ومن تحتهما اشتعلت عيناها غضبا وهي تشعر أنه يقصد معنى حقيرا لتفتح فمها تنوي الصراخ لكن صوت آخر أتى من الخارج يقول بصرامة " مارتن .. تأدب فأنت تتحدث عن قبطان السفينة "

رفع الجميع نظراتهم لجون والذي دخل للمطبخ ينظر للجميع مكملا بحزم " كلٌ إلى عمله .. لا أريد ثرثرة فارغة "

فالتفت الجميع لعمله وهز تايلور كتفيه ببساطة يعود لما يفعله أما ماسة فظلت واقفة تتكتف ناظرة لمارتن شذرا بنظرات صارمة بوجه جاد تظهره لكل من يتعدى حدوده .. بينما بادلها النظرات بغموض مستفز أسفله غضبا من نظراتها المتحدية وكأنها لا تخشاه .. حتى سحبه جون للخارج معه ..

ظلت ماسة واقفة هكذا للحظات ووجهها يتلون بالغضب تتمنى لو تذهب فتصفع ذلك المتبجح الحقير .. ثم استدارت تعود لمساعدة تايلور بحركات عصبية صامتة تزم شفتيها بضيق وقد تبدل مزاجها تماما
لا تعلم لم يكره مارتن آدم .. إنه يكرهه وهي تستطيع رؤية هذا .. تتمنى فقط ألا يؤذيه في شئ وأن يبتعد عنه بخيره وشره .


أما مارتن فوقف أمامه جون بعد أن إبتعدا عن الجميع ليوبخه جون قائلا بصرامة ضابط بحرية " اسمعني مارتن .. لا أعلم ما بك منذ فترة ولا أريد أن أتدخل .. لكن أريدك أن تتذكر أننا على سفينة في عرض المحيط ولا يوجد وقت لتقلباتك وغموضك وتفاهاتك هذه .. أنت هنا ضابط بحرية الثاني على السفينة .. ليس لك أي سلطه عُليا هنا في وجود القبطان والضابط الأول الذي هو أنا .. وإن سمعك آدم قد يحولك للتحقيق فورا .. ونحن لا نريد مشاكل فارغة من لا شيء "
ثم صمت يضيق عينيه وأكمل " آدم هنا هو القبطان .. كلمته الأولى والأخيرة على الجميع .. وأنت تعلم أنه لا يغرق في العسل ليلا وينام نهارا بل هو مهتم جدا بعمله ويقوم به على أكمل وجه وإلا ما كان قبطانا لسفينة كهذه .. هذه المرة سأنسى الأمر تماما .. المرة القادمة سيتصرف آدم معك بنفسه .. فنحن لا نمزح هنا "
ثم نظر له للحظات وأردف بتحذير مقتضب " اذهب لعملك مارتن ولا تدخل المطبخ وابتعد عن ماسة "

وتحرك تاركا مارتن ينظر أمامه للمحيط الواسع بشفتين مزموتين ووجه محمرا من هول غضبه .. ثم حول نظراته للمطبخ ينظر لماسة التي تعمل بعصبية مع تايلور فيجز على أسنانه بحقد قائلا لنفسه " قبطان سفينة جبان .. لا يحق له نيل كل ما ناله .. الجبان "

يتبع ..


آلاء منير غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وقد يكون مرساك ذلك الشيء المُنير الذي تحسبه ناراً ستحرقك .. لكنها في الحقيقة نور المنارة .. يهديك !..[/rainbow]

رواية قلب بلا مرسى
رد مع اقتباس