عرض مشاركة واحدة
قديم 31-03-20, 02:52 AM   #111

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي


محطة المترو
أخذت عيناها تجولان في المكان حولها باحثة عنه.. قلقة من ألا تلحق به ...ونظرت في ساعتها فوجدتها الثانية والنصف فشعرت ببعض الاطمئنان ...فالموعد في الثالثة حسبما سمعت ..فقط ترجو أن لا يقوم هادر بإلغائه للبقاء مع ياسمين ..
انفرجت ملامحها عن بسمة راحة عندما لمحته لكن سرعان ما انحصرت تلك البسمة وهي تلمح ابتسامته الموجهة لتلك الواقفة بجواره تتطلع إليه بنظرات لا يمكن الخطأ في تفسيرها حتى من هذا البعد ..فاقتربت ناحيتهما بحنق ثم توقفت على بعد أمتار قليلة منهما وهي ترى أمين الشرطة الذي انضم لهما ...فقررت البقاء مكانها في انتظار أن ينتبه سيد لوجودها .
قبل دقائق
دخل سيد المحطة يتطلع حوله ببعض الحنين فقد قضي وقتا طويلا بهذا المكان حتى أصبح يحفظه ككف يده ...يحفظ ليس فقط العاملين به بل وأيضا وجوه كثير من المترددين يوميا عليه ...فاقترب من منصة البيع التي كان يشغلها ووجد شابا غريبا لا يعرفه يقف مكانه فابتسم بتفكير أن كل إنسان له دور ما يؤديه في وقت ما في مكان ما داخل دائرة الحياة ...ثم هزأ من نفسه ساخرا بلا صوت على أفكاره الفلسفية الوجودية العميقة ...قبل أن يلتفت على نداء متفاجئ باسمه فاستدار ناظرا لعيني ولاء التي لم تستطع أن تخفي فرحتها برؤيته وهي تقول له بسعادة:
"سيد ...كيف حالك ...أين اختفيت ...لم نرك من فترة طويلة "
نظر لها بابتسامة محايدة محاولا التهرب من نظراتها الملهوفة التي تشعره بالذنب ...فمن مثله يعي ألم العاطفة من طرف واحد ...لكنه ويشهد الله عليه لم يحاول أو يتعمد يوما أن يعلقها به فحياها بهدوء قائلا :
"مرحبا ولاء ...لقد تركت العمل هنا واعمل حاليا بمكان آخر كيف حالك؟"
ابتسمت ببعض الحزن وهي تقول :
"بخير الحمد لله ( لتضيف بعض لحظة بخفوت ) لقد خُطِبت "
رفع عينيه لوجهها ذاهلا للحظة قبل أن يستدرك قائلا :
"حقا ألف مبروك ...هل هو شخصا أعرفه "
أومأت مجيبة:
"عارف ..أمين الشرطة هنا بالمحطة "
نظر لها سيد للحظة قبل أن يقول ناصحا:
"عارف رجل جيد يا ولاء ...وهو يحبك بصدق ومنذ وقت طويل ..كانت غيرته عليك تكاد تشعل النيران فينا جميعا ...فإن لم تكوني قادرة على حبه أو حتى تشعرين أن هناك احتمال أن تبادليه عاطفته يوما... فلا توجعيه بمشاعر زائفة ...فالرجل لا يغفر الخداع أبدا ..."
رفعت له عينين لمعتا بالأمل جعلته يسب نفسه على تسرعه بتلك الكلمات ...فولاء لا تحتاج لأي نصائح قد تسيء فهم مغزاها ليسارع موضحا :
" أنا أنصحك كأخت عزيزة و اعتبرك كشقيقتي وأريد لكِ الخير"
انطفأت لمعة عينيها وعادت للإطراق قائلة:
" شكرا على النصيحة ....لقد صارحت عارف من أول لحظة أنني لا أحبه ...ولكنه أصر على الارتباط بي مؤكدا أنه قادر على ملئ قلبي وجعلي أحبه ...وقد اشترطت عليه خطبة فقط لن تتحول لزواج إلا أن نجح بمسعاه ومسح أي شائبة بقلبي "
نظر لها بعطف وهو يقول بتمني صادق :
"أتمنى لكِ كل الخير والسعادة و..."
قاطعه من الخلف صوت عارف الجهوري الذي تتعالي أنفاسه كما لو كان جاء عدوا من مكان آخر هاتفا بجلافة :
"أنت ؟!! ما الذي أعادك لهنا ...ألم تترك العمل بهذه المحطة قبل فترة؟!! "
ليرفع سيد يديه ماسحا وجهه مستغفرا بداخله قبل أن يهمس طالبا من نفسه الصبر مانحا لهذا الجلف خلفه المبرر لحنقه قبل أن يستدير يمنحه ابتسامة واسعة وهو يقول:
"مرحبا أمين عارف ...تهنئتي لك يا رجل ...لقد كانت ولاء تخبرني توا بخطبتكما "
ظلت ملامح عارف على تجهمها وهو يرد بوقاحة :
"وها قد هنأتني أنا والآنسة ولاء خطيبتي ( مشددا على كلمتي آنسة و خطيبتي ) فهل هناك شيء آخر أم سترينا عرض أكتافك ؟"
هم سيد بالرد عليه بغضب مخبرا إياه بأنه يقف في مِلك الحكومة وليس في مِلكه لكن لسانه توقف قبل النطق بحرف حينما التقطت عيناه بصدمة رؤى التي تقف على بعد أمتار بقميصها القطني الأبيض الملتصق بجذعها مبرزا استدارة صدرها و رشاقة خصرها فوق بنطال جينز ازرق فاتح يكاد يكون مصبوبا على ساقيها واشتعل حنقا وغيرة وهو يراها تشير له محاولة لفت نظره من خلف ظهر عارف .
أسرع ناحيتها دون أن يهتم بالرد كما لو كانت ساقاه تمتلكان إرادة خاصة بهما تسيّره إليها دون إذن من عقله... لكنه توقف على بعد خطوة منها حين بدأت خلايا عقله تعود للعمل بعد تخطيه لوقع المفاجأة برؤيتها بعد كل هذا الغياب فنهره عقله رافضا اقترابه أكثر .
نظر لها سيد بحدة قبل أن يجبر نفسه على التحرك متجاوزا إياها لكن صوتها الذي تلاعب بنبض قلبه أوقفه حين قالت له برقة :
"أنتظر يا سيد أرجوك أنا أريد التحدث معك"
رغم توقف ساقيه عن الحركة ورفضهما استكمال السير نجح سيد في التحكم في نفسه فلم يستدر لها وإنما قال بجمود وهو يوليها ظهره :
"لا يوجد حديث بيننا يا آنسة "
تحركت ملتفة حوله حتى تواجهه قائلة بلوم:
"هل يصح أن تتركني هكذا احدث ظهرك ...هذه ليست أخلاق (جنتلمان) أبدا"
رد عليها ساخرا بمرارة :
"ومن أخبرك أنني كذلك يا آنسة ...أظنك تخلطين بيني وبين حبيبك "
قطبت حاجبيها وهي تقول مستنكرة :
"حبيبي؟!!"
أجابها بحدة لم يستطع التحكم فيها :
"نعم حبيبك ...ماذا ؟! أتخجلك الكلمة ؟!!...ماذا تسمي علاقتك به إذا؟...فهو لم يخطبكِ بعد حسبما أعرف ...ولا رباط رسمي يربط بينكما ...( وأضاف مستهزئا )هل تفضلين أن أطلق عليه لفظ صديق مثلا !!"
رفعت رأسها إليه تقول بغضب وقد بدأ طبعها المندفع يغلبها :
"بالفعل هو صديق فقط ..وأنت بعقليتك الرجعية تلك من ظن ...."
انفجر غضبه فصرخ في وجهها بخفوت مشتعل :
"أجل.. أنا رجعي ...ومتخلف ...و غبي...وغيرها من تلك المسميات العصرية التي يبرر بها المنحلات أمثالك علاقاتهم الغير شرعية بالشباب ...وبالتأكيد أنت لا تمثلين أهمية ولا قيمة عندي ...لذا لن أهتم بأن اسمع اية مبررات عن مغامرتك معه التي تسمينها صداقة وأنت تتسكعين معه في النوادي.. ووحده الله يعلم أين تذهبين معه بالخفاء أيضا يا محترمة "
شحب وجه رؤى بشدة ورفعت يدها بسرعة ولطمته على وجهه فأغمض سيد عينيه لثوان متقبضا إلى جانبي جسده بقوة يشعر بالندم عما تفوه به للتو بينما امتلأت عيني رؤى بدموع أبت أن تسمح لها بالهطول ...ورغم صدمتها فلن تمنح هذا الغبي الرضا برؤية دمعها ...بل رفعت رأسها بشموخ قائلة بكبرياء تخفي خلفه ألمها وغضبها :
"أتعرف؟!!... أنت بالفعل غبي ...ولا تستحق أي محاولة مني للتوضيح ...حقا كما قلت ..أنت لا شيء لي...ولا تمثل أهمية أو قيمة ..أتفهم يا سيد ...لا شيء ...( ليعلو صوتها بنشيج وهي تضيف ) وقسما لن أغفر لك أو أسامحك يوما على سوء ظنك بي "
لتلتفت بسرعة بعد أن فقدت القدرة على التحكم بدموعها فترتطم بقوة بهادر الذي أمسكها قبل أن تقع قائلا بحيرة وقلق بعد سماعه جملتها الأخيرة:
"هاي ...على رسلك يا فتاة ..."
حاول إيقافها لكنها نزعت يدها منه متجهة بسرعة ناحية أبواب الخروج فهتف مناديا عليها فتجاهلت ندائه وهرولت بسرعة حتى اختفت عن عيون قلقة منها من أمتزج قلقه بحيرته بينما الأخر امتزج قلقه بالمرارة والغضب ...بل والذنب أيضا ...الذنب ناحية هذا الذي استدار ناظرا له بتساؤل فقال سيد بسخرية مرة :
" ألن تلحق بها؟! "
رفع هادر حاجبا متعجبا وهو يجيبه بلهجة موبخة :
" أظن أنك أنت من يجب أن يلحق بها وليس أنا!! "
ناظره سيد بعينين ممتلئتين حزنا وذنبا وهو يعتصر في كفه حرف r الذي يخصها في جيبه حتى كاد يدمي باطنه وهرب بعينيه ثانية وهو يقول باستنكار:
"كيف أكون أنا من يجب أن يلحق بها وليس أنت؟!!! "
ليرد هادر ساخرا:
"ألست أنت من أغضبها ...وكما سمعت رغم عدم فهمي للسبب فلم انتبه لكما إلا حينما بدأت في تعنيفك لكن يبدو أنك قد أسأت الظن بها في أمر ما...لذا يجب أن تكون أنت من يلحق بها معتذرا ومراضيا يا أستاذ "
قالها وهو يغمز له بلهجة ذات مغزى جنت جنون سيد وأشعلته غضبا فوق غضبه ولم يدر بنفسه إلا وهو يندفع كالبرق ممسكا بتلابيب هادر صائحا بلهجة خطرة:
"أيها السافل الحقير ...هل كنت تتلاعب بها وعندما اكتفيت من التسلي معها تريد رميها لي !!!"
احتقن وجه هادر واشتعلت عيناه غضبا كاسمه قبل أن يضرب يد سيد الممسكة بملابسه بحدة مزيحا إياها وهو يهتف به بصرامة قائلا :
"انزل يدك ...وإياك ..إياك أن تتجاوز حدك معي مرة ثانية...( ثم نظر حوله وعاد يقول له بنظرات غاضبة ) وأخفض صوتك فالناس بدأت تلتفت إلينا ..."
عض سيد على شفته قهرا وحاول بصعوبة تلجيم نفسه حتى لا يحطم وجه هذا الحقير المتباهي و صدره يعلو ويهبط بلهاث حاد ...
بينما زفر هادر مستغفرا وهو يمرر كفيه على وجهه محاولا تهدئة نفسه وإيجاد تفسير لكلام هذا الأرعن قبل أن تتسع عيناه ويهز رأسه مستنكرا لما خمنه عقله ..فألقى بسُبة من بين أسنانه بخفوت وقال وهو يدفعه أمامه بخشونة :
" تحرك أمامي ناحية مكتبي القديم ...فزميلي الذي حل محلي اخبرني أن انتظره هناك لأنه سيتأخر قليلا ...لندعو أن يكون وقتا كافيا حتى أفهم ما تعنيه بكلامك الفارغ هذا يا عبقري زمانك...ولتدعو الله يا سيد ألا يكون ما يخمنه عقلي هو ما تعنيه لأني وقتها لن أرحمك "
بعد بضع دقائق كانت قبضة هادر تنفجر في وجه سيد مطيحة إياه أرضا وهو يصرخ فيه بغضب :
" كيف تسيء الظن بي وبها بهذا الشكل المنحط يا ( *****) ...بل كيف راود عقلك أن أنظر لرؤى وأنا اعرف بمشاعرك ناحيتها منذ أشهر ..أتعرف ..أنت بالفعل تستحق ما فعلته بك ...وتستحق أن تخسر فتاة رائعة مثلها ...فأنت أحمق ارعن متهور ولا تمتلك عقلا يا سيد "
وقف سيد معتدلا ينفض ملابسه ويعيد الكرسي الذي سقط لمكانه وهو يقول بارتباك وتردد من وقع صدمته مما يقوله هادر:
"أتقول بأنه لا شيء يربطك بها؟؟!! ...إذا لمَ تبادلتما أرقام الهواتف في زفاف شقيقتي ...إياك أن تنكر فقد رأيتك ..وأيضا كانت معك أمس بالنادي"
نظر له هادر بغضب ثم زفر بحنق وهو يقول :
"أنا لن أنكر يا غبي لكن لا يوجد ما يشين في الأمر ...أتعرف أنا أريد جديا أن أدعك تحترق بظنونك الحقيرة تلك ...لكن والله لولا خوفي على سمعة هذه المسكينة من استمرار هذه الظنون الحقيرة عنها في عقلك لتركتك تموت بظنونك هذه ...نعم يا سيد ...لقد تبادلنا الهواتف حتى أطمئن منها على حالة صديقتها ياسمين التي كانت مريضة وقتها ...ونعم كانت معي أمس بالنادي لكن ليس وحدها بل بصحبة ياسمين التي للعلم وحتى لا يذهب عقلك المنحرف لأي أفكار سيئة ياسمين بمثابة خطيبتي ...فقد طلبت يدها من أبيها ...لكن هناك بعض التعقيدات التي تؤخر الارتباط الرسمي ...ورؤى التي اعتبرها كأخت لي بالمناسبة كانت تساعدني كصديقة لياسمين لا أكثر "
ناظره سيد ذاهلا ثم قال بتردد وعدم تصديق :
" ياسمين!! ...ياسمين صديقة رؤى!! ...تلك الفتاة الرقيقة الطويلة ذات العيون الزرقاء خطيبتك؟! "
زمجر هادر واقترب منه يرفع قبضتيه أمامه ويقول بلهجة خطرة متوعدة :
"هل تتغزل في عيني خطيبتي يا سيد.. أتريد أن أهشم لك وجهك !!"
اتسعت عيني سيد ذهولا وهو يردد ببلاهة:
"أتغزل بعينيها!! ...أي غزل هذا !!...أنا فقط كنت أصفها ( ثم انكمش متراجعا مع زمجرة هادر واقترابه منه أكثر فرفع يديه أمامه يقول مهادنا) حسنا ...أعتذر ...أهدأ يا رجل ...لا أقصد شيئا ( ورفع يده متلمسا خده الذي شعر ببدء تورمه وهو يقول بغضب) لقد كدت أن تخلع عظم وجهي ...أهذه قبضة يد أم خف ثور! .. ألا يكفي أني أخذت منها لطمة على وجهي"
ناظره هادر بغيظ وهتف بحقد :
"تستحقه بل وأكثر ..."
أطرق سيد برأسه للحظات قبل أن يغمغم باعتذار نادم فنهره هادر قائلا بحدة:
"لست أنا وحدي من يستحق هذا الاعتذار ...ولعلمك لن أقبله حتى تسامحك هي ...فأريني كيف ستراضيها يا أرعن "
زفر سيد بقلة حيلة وهو يميل برأسه متطلعا في هادر باستعطاف رفضه الأخير وهو يهز رأسه رافضا بإصرار:
"أنسى ...أنت من أفسد الأمر وأنت من عليك إصلاحه"
صمت كلاهما مع دخول رجلين يعتذر كلاهما عن تأخره فشرد سيد بلا اهتمام فقد كان قلبه يطرق فرحا تكاد نبضاته تخترق صدره لكونها ليست مرتبطة و قلبها ليس مشغولا بهادر ...وأخذ عقله يلومه ويعنفه لعدم الإنصات إليها عندما قدمت إليه محاولة الشرح والتبرير ..فلو أعطى لنفسه الفرصة لما حدث ما حدث ...
وأخذ يتساءل بحيرة وندم شديدين كيف سيستطيع الآن الوصول إليها حتى يعتذر لها ويحاول مراضتها لتسامحه...
************


رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس