عرض مشاركة واحدة
قديم 31-03-20, 11:07 AM   #16

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
افتراضي

الفصل السادس
جالسة في المقعد المقابل له في المطعم تنظر له بغيظ وهو مستغرق في الضحك بعد أن ذكرها باحدي مواقفها في طفولتها .
هتفت به بغيظ:هل ستستمر بالضحك طويلا ؟كنت طفلة طفلة في السابعة من عمرهابالطبع سأفعل أكثر من هذا
عاود ضحكه وهو يقول لها :كنت مشاغبة للغاية ,لم أصدق يومها أن من تحدثني طفلة في السابعة ,أتعلمين محمد وأحمد يشبهانك كثيرا لا يهدان ابدا كلما أنظر اليهم أتذكرك في طفولتك.
ابتسمت وهي تسأله :ولكن زياد مختلف صحيح؟سمر تقول لي انه رجل صغير يميل للتصرف بنضج عن أقرانه من نفس العمر .
ابتسم بحنان وهو يرد عليها :صحيح لكن اتمني لو ينطلق ويستمتع بعمره صدقيني حاولت معه كثيرا ولكنه لم يتغير.
هزت كتفيها وهي تقول له :ولماذ تريده ان يتغير ياانس انها طباعه كل منا له طباع مختلفه وهو هادئ ورزين واظن انه متاثر بك بشكل كبير ,صحيح انني لم اعرفك في عمره ولكني اتذكرك في شبابك هادئ ورزين لم تكن كباقي شباب حينا الصاخبين .
هز راسه وهو يرد عليها :معك حق,انا كنت مثله في مرحلة المراهقة امي رحمها الله كانت تخبرني دوما انني لم اتعبها في مراهقتي وطفولتي كما اتعبها شقيقاي .
صمتا قليلا حتي انهي النادل رص أطباق الطعام وماان انصرف حتي قالت سهيلة :انه مطعم مشهور هنا بتقديم المشويات بهذا الشكل الغريب ولكن اكله لذيذ للغاية سيعجبك.
نظر انس الي الطعام الذي كان موضوع في اسياخ حديدية موضوعه بشكل متتابع في حامل معدني امامه .
بدأ في طعامه قبل أن يقول لها بعد قليل: انه لذيذ بالفعل ابتسمت له وهي تقول: بالهناء والشفاء
انهمك كلاهما في الطعام لبعض الوقت قبل ان يسالها :كيف حال عملك هل انت سعيدة فيه ؟
التمعت عيناها هي ترد علي سؤاله: كثيرا ياانس, اشعر انني اتعلم كل يوم شئ جديد ,كما انه حسن من لغتي الانجليزية بشكل ممتاز, لقد بدات مع الشركه في اول ايامها واشعر انه كلما كبرت الشركه وثبتت اقدامها انا اكبر معها .
ابتسم وهو يلمح حماسها وهي تتكلم عن عملها استمع اليها بحماس وهي تردف: الان انا اقوم باعمال السكرتيرة الخاصة بمدير قسمنا وقد افادني هذا بشكل كبير جدا لقد كان مديري يعمل سابقا مديرا لشركة
فغر فاه وهي تذكر اسم الشركه فلقد كانت شركة عالمية شهيرة للغايه لها فروع في كل دول العالم ,فسالها :ولماذا ترك العمل فيها ان العمل فيها فرصة لا تعوض مابالك بان تكون المدير .
هزت راسها وهي ترد عليه: لا اعرف انه غامض بعض الشئ وغريب الاطوار لا يتحدث عن حياته, ولكنه عبقري في عمله لقد احدث طفرة في الشركة منذ ان اتي وهو الان يقدم اقتراح بفتح فرع للشركة في تركيا .
نظر اليها بحيرة كانت تتحدث عن مديرها بحماس كبير قبل ان يسالها بهدوء :ماجنسيته؟
ردت عليه :هندي
عاود سؤالها: كم عمره؟
نظرت اليه بحيرة وهوترد:لا اعرف بالظبط شكله يبدوا صغيرا ولكن خبرته وعدد سنوات عمله السابقة في هذه الشركة العالمية توحي بعمر أكثر بكثير مما يبدو عليه.
كاد ان يسالها هل هومتزوج ولكنه توقف في اللحظة الاخيرة ربما حماسها في الحديث عنه مجرد حماس عادي واعجاب بطريقته في العمل ليس اكثر.
انتبه علي سؤالها: وانت كيف حال عملك لم اصدق عندما اخبرتني سمر انك اخذت قرار السفر .
ابتسم وهو يقول لها :وانا لما أتخيل يوما اني ساخذه تعرفين كنت دوما اكره السفر والغربه ,ولكن احيانا الظروف تجبرنا علي ما لا نريد.
شردت في عبارته الاخيرة نعم الظروف تجبرنا علي الكثير مما لانريده, تجبرنا علي المسير في طرق لم نتخيل المضي فيها يوما .
انتبهت علي النادل وهو يضع الشاي فالتفتت الي انس الذي شرب الشاي بتلذذ ما أن وضعه النادل
ابتسمت وهي تقول له مازالت عاداتك كما هي لا أعرف كيف تشربه ساخن هكذا.
_لا استطيع ان اشربه الا بهذا الشكل اذا برد لا استسيغ طعمه ابدا .
ابتسمت وهي تسمعه يقول :البيت كان مظلما للغايه من دونك سهيلة اثر فينا كثيرا سفرك تعلمين اني دوما اعتبرتك ابنة .
التمعت عينيها بدمعه مع كلامه وهو تغمغم بصوت خافت :لا تكبر نفسك بهذا الشكل الفرق بيننا ليس كبيرا الي هذا الحد.
نظر اليها باستنكار وهو يرد عليها: ليس كبيراانها خمسة عشر عاما كاملة ثم ابتسم بحنان وهو يردف: تعرفين اول مره رايتك فيها كنت تقريبا في السابعة عندما تحدثت خطفت قلبي بشقاوتك اللذيذة وردوك تمنيت وقتها عندما اتزوج يوما ان انجب طفلة تشبهك بخفة دمك وشقاوتك التمعت عينيه بنبرة اسفه وهو يكمل: لم يرزقني الله بابنة ولكني دوما شعرت بانك ابنتي التي لم ارزق بها انتي لا تعرفين مكانتك في قلبي يا سهيلة .
ابتسمت له بصعوبة وكلماته تمزقها مع النبرة الابوية التي ينطقها بها كانت تريد ان تقول له انها لا تستحق هذه المكانه ابدا بل هي حقيرة وربما لوعرف بمشاعرها لنفاهاه من حياته وحياة شقيقتها للابد .
حاولت بصعوله التحكم في مشاعرها حتي لا ينتبه اليها ويشك في امرها انتبهت علي سؤاله الا تذكرين اول مرة تقابلنا ؟
هزت راسها نفيا وهي تقول: اتذكر فقط وقت خطوبتكما انت وسمر ولكن قبل ذلك مواقف متفرقة .
ابتسم بحنان وهو يشرد في ذكري خطوبته لسمر وهي ايضا شردت في نفس الذكري كانت في العاشرة عندما تمت خطبتهما كان انس للتو انهي تكليفه في احدي القري بعد تخرجه وكانت سمر في عامها الجامعي الثاني .
كان انس جارهم انتقل مع اسرته الي احدي الشقق في مبناهم السكني كانت في السابعة من عمرها وانس مازال طالب بكلية الطب ,اعجب انس بسمر ولكنه كان دوما مستقيم فلم يلمح باي شئ الا بعد انتهاء تكليفه وتسلمه لعمله فأحضر وقتها والده ليتقدما رسميا لسمر ,ابتسمت وهي تتذكر فرحة سمر يومها كادت تطير من السعاده ويوما بعد يوم كان انس يفرض محبته في قلوب الجميع أمها وسمر وابيها واخيها شعرت بغصة و ألم شديد وهي تتذكر ابيها وشقيقها الراحل.
ترقرقت الدموع في عينيها وهي تتذكر هذا اليوم المشئوم كانت في الثالثة عشر بعد زواج سمر وانس ببضعة اشهر ,كان اخيها وابيها في عزاء لاحد ااقاربهم وانقلبت السيارة في الطريق ليلقوا حتفهم هم الاثنين قبل وصولهم الي المستشفي .
انتبهت علي صوت انس وهو ينادي اسمها بخفوت مسحت دموعها التي سالت وهي تسمعه يردد رحمهما الله ياسهيلة .
دوما كان انس هكذا يشعر بها ويفهم ماتفكر فيه قبل ان تنطقه لقد كان اكبر داعم لها في ذلك الوقت العصيب ,خصوصا مع انهيار والداتها الشديد وعدم قدرتها علي احتوائها ,وحمل سمر الذ ي انهكها مع صدمة الوفاة .
ربما بدأت مشاعرها نحؤه في ذلك الوقت, مشاعر هوجاء لفتاة علي أعتاب المراهقه فقدت العنصر الذكوري في حياتها بغتة ليملأه انس وقتها بحنانه واحتوائه ودعمه اللامشروط .
سالت دموعها وهي تتذكر والداتها بالم كانت دوما حنون تستمع اليها لقد عاشت في كنف ابيها وامها واشقائها طفولة هانئة سوية ولكن كل هذا انهدم بموت والداها وشقيقها, وبفقدهم فقدت والداتها ايضا ,ربما عاشت والداتها بعدهم عشر سنوات كاملة ولكنها عاشت بلا روح منفصلةعن واقعهم في نوبات حزن مستمرة ,عاشت مع الذكريات والصور القديمة ,نعم تعترف انها فقدت امها ايضا بوفاة والدها وشقيقها .
فكرت بمرارة هل ياتري كانت مشاعرها نحو انس ستختلف لوعاش شقيقها ووالداها ,او لو استطاعت والداتها التغلب علي المها والنهوض للاعتناء بها في مرحلة حرجة كمرحلة المراهقة, ولكن للاسف كلها امنيات فانس وحده من اعتني بها تشهد ان سمر حاولت ولكن مع ارهاق الحمل والولادة ورعاية طفلها لم تستطع التوفيق فتركت المهمة لانس .
زفرت بمرارة وهي تعنف نفسها انتهت المراهقة ياغبية ولم تستطيعي التغلب علي مشاعرك الخائنة فكبرت معك حتي ابتلعتك في دوامتها .
اغمضت عينيها محاولة استجماع نفسها وهي تسمع انس يناديها
غمغت بصوت متحشرج من اثر البكاء: اسفة انس لم يكن علي الاستسلام لموجة الكابة هذه خصوصا انها اول مرة اراك فيها منذ ثلاث سنوات .
ابتسم لها بحنان وهو يدرك الم الذكري عليها كانت طفلة وقتها تد دلل علي ابيها واخيها طول الوقت وهما كانا يغرقانها بالدلال, كانت مدللة الجميع منطلقة حيوية حتي اتي الحادث فانضجها فجاة وحولها لنسخة اخري صامته حزينه قليلة الكلام حاول كثيرا ان يخرجها من حالة الكابةهذه, ولكن للاسف وضع حماته وقتها لم يساعده تبدلت سهيلة تماما منذ ذلك الوقت ولم تعد تلك الطفلة الشقية التي احبها لشقاوتها ومرحها الدائم .
انتبهها كلاهما علي صوت هاتف سهيلة فنظرت للرقم وهي تعطيه الهاتف وتخبره انه صديقه .
تحدث معه قليلا لدقيقة ثم اعطاها الهاتف وخبرها انه سيصل ربما بعد دقائق , استاذنت سهيلة للذهاب للحمام وانعاش نفسها وقفت امام المراة تنظر لنفسها في المراة بعد ان غسلت وجهها عدة مرات , شجعت نفسها وهي تردد الكلمات داخلها "سهيلة انت قوية سيمر هذا الوقت وستتغلبي علي هذه المشاعر "

نظرت لنفسها في المراة مرة اخيرة قبل ان تنصرف للحاق باأنس لمحته من بعيد يصافح رجلا استنتجت انه زميله اقتربت وهي تلقي السلام بخفوت فقام انس ليعرفها عليه
هزت راسها تحييه وهي تجلس
استمعت الي حديثهم دون ان تتدخل مكتفية بالصمت نظر انس الي ساعته ليجدها تقترب من العاشرة فقال لها: هيا سهيلة لا اريد ان اؤخرك اكثر من هذا اعرف لديك عمل غدا .
ابتسمت وهي ترد عليه انت ايضا بحاجه للراحه ثم سالته باهتمام هل ستذهب للعمل غد ا؟
هز راسه نفيا وهو يرد: لا سادوام من بعد غد ان شالله, ولكن دكتور محمد اخبرني ان غدا ربما نبدا في اجراءات الاقامة الخاصه بي .
ابتسمت وهم يبدوا بالفعل بالتحرك خارج المطعم : ان شالله تتنتهي اجراءاتك سريعا وتبدا في اجراءات الاستقدام هيا لاوصلك .
تدخل زميله في الحديث وهو يقول لها دعيني انا اوصله انسه سهيلة اننا نسكن في نفس المبني .
تطلعت سهيلةلانس الذي اوما براسه موافقا لزميله وهويقول لها :اذهبي انتي سهيلة حتي لا تتاخري اكثرمن هذا .
اومات براسها مودعة وهي تقول له سااتصل بك غدا اذن لاعرف ماذا فعلت.
فتحت سيارتها لتركب وهي تسمعه يقول سهيلة هاتفيني عندما تصلي شقتك حتي اطمان عليكي لوحت له بيديها وههي تهز راسها موافقة .
اما هو فماان اطمان انها تحركت بسيارتها حتي التفت الي زميله الذي كانت عيناه تتابع سهيلة هو الاخر باهتمام ليتحركا سويا ليبدا انس بداية جديدة في حياته وحياة أسرته .
اما سهيلة فكانت تجاهد نفسها حتي لا تستغرق في ذكرياتها وتانيبها لنفسها الذي كادت تستسلم له ,مقابلتها مع انس علي الرغم من سعادتها برؤيته لكنها اعادت لها ذكريات اليمة حقا زفرت بحرارة وهي تشغل المسجل تستمع الي الاخبار علها تشغل عقلها فيكف عن اقحام تلك الافكار السوداوية في عقلها .

استغفر أحمد فور سماعه صوتها تلقي التحية زفر بضيق وتجاهل رد التحية وأكمل مايفعله وهو يقول لها :للأسف أنا غير متفرغ اليوم تستطيعي تركه وغدا ان شاء الله في نفس الموعد تستطيعين أخذه .
بدت وكأنها لم تسمعه وهي تجلس علي الكرسي المقابل له وهي تقول بدلال :من الممكن أن أنتظرك حتي تنتهي من عملك وتبدأ به ,فأنا لا أستطيع الاستغناء عنه لغد .
قطب حاجبيه بضيق هذه المرأة أصبحت تعصبه بأسلوبها المكشوف وتخرجه عن طوره وهدوئه المعتاد سألها بسخرية :ومامشكلة الجهاز هذه المرة ؟
مطت شفتها بدلال وهي ترد عليه بنفس الدلال :برنامج التشغيل لا يعمل يبدو انه بحاجة لاخر جديد .
ابتسم بتهكم فجهازها كل ثلاثة أيام يحتاج لبرنامج جديد ,هم بأن يقول لها أن تتركه كما أخبرها من قبل ولكن قاطعه دخول محسن الذي دائما ينتهز فرص وجودها هنا ليجلس يسامرها ويتقرب منها .
تجاهل كلاهما والحديث الدائر حوله وانهمك في العمل علي الجهاز الذي أمامه ,انتبه علي صوت هاتفه بالنبرة المخصصة لأمه ففتح الهاتف وهو يقول لها :كيف حالك ياامي ؟
أتاه صوت والداته وهي تحمد الله وتسأله عن مكانه ليرد عليها بأنه بالمحل وسوف يمر عليها بعد اغلاقه ,أستمع الي والداته وهي تخبره أنه لا داعي وانها في الطريق الي بيته لتجلس قليلا مع زوجته ريثما يأتي قبل أن تغلق الهاتف .
قام بسرعة يجمع أغراضه وهو يقول لها :ان شالله غدا في نفس الموعد يكون جهازك أنتهي انا الان سأغلق المحل .
تعجب محسن من تعجله فساله بنبرة قلقة :خيرا ياأحمد هل هناك شئ ؟
نفي أحمد وهو مازال علي تعجله وهو يشير اليهم للخروج حتي يتمكن من اغلاق محله :لا يوجد شئ أمي فقط ستأتي لزيارتي وسأذهب لأجلس معها .
ثم ألقي السلام وانصرف مسرعا .
تطلعت اليه وهو يمشي بخطوات سريعه قبل أن يقاطع تأملها صوت محسن وهو يسألها :هل تسكنين بالقرب من هنا يافاتن ؟
تطلعت اليه باستخاف تعرف نوعه جيدا رجل يجري وراء كل تاء تأنيث يقابلها ,ولكنها تحتاجه الان لتجمع معلومات حول ذلك الغامض الذي يصدها دائما ,هزت رأسها نفيا وهو ترد علي سؤاله :لا ولكن خالتي تقيم بالقرب من هنا وأجلس معها كثيرا هذه الأيام لظروف مرضها ,ثم أردفت تسأله باهتمام:هل أحمد لديه أولاد ؟
هز رأسه نفيا ,فانعشتها الاجابة خصوصا أنها عرفت منه في المرة الماضية انه متزوج منذ ثلاث سنوات ,عاودت سؤاله :هل والدته تقيم بالقرب من هنا ؟
هز رأسه بالايجاب وهو يشير بيده الي احدي الشوارع الجانبية القريبة: انها تسكن هنا في هذا الشارع .
لمعت عيناها وهي تستأذن منه لتنصرف ,فكرت ان التعرف علي والداته سيكون أمر جيد لما لا ,لعله السبيل الي الوصول اليه ,فهو يصدها بقوة ولا يترك لها أي مجال للتقرب منه ,هتفت بداخلها تتوعده "لنري من منا سيربح في النهاية ياأحمد ,أنا ام أنت "
كان أحمد يسير بسرعة يتمني أن يصل قبل والدته ,والداته الحبيبة يعرف انها تحبه وتتمني له الخير كما أنه متأكد أيضا من أنها تحب نوران ولكنها دائما تفتح موضوع تأخر الحمل وأنها تود أن تفرح بأبنائه ,وبالطبع هذا الموضوع الحديث فيه يؤلم نوران بشدة ,زفر بضيق وهو يدعو الله من كل قلبه أن يرزقه الله قريبا بطفل يقر به عينه وعين زوجته .
كانت نوران منهمكة بالحديث مع أمجد فمنذ اخر مرة تقابلا في عيادة الطبيب لم تعد تكفيهم المراسلات الكتابية التي يكون مضطرا اليها اذا كان يحادثها من البيت ,أما عندما يكون في الخارج يتواصلا بالهاتف ,كانت تستمع لرجائه وهو يطلب منها أن تقابله في أحد المطاعم لقد أشتاقها كثيرا وأشتاق للحديث معها ولم تعد تكفيه هذه المكالمات
زفرت بضيق وهي تسمعه فكل مكالمة يطلب منها نفس الطلب وهي بالطبع ترفض ,قالت له بهدوء :أمجد تعرف أنه من المستحيل أن أقابلك ماذا لو رانا أحد ,ماذا لو عرف زوجي ,ستكون كارثة ,انا اسفة صدقني أتمني بالفعل لوخرجت وقابلتك ولكن صدقني لا أستطيع .
تعالي صوته من الجانب الاخر وهو يحاول اقناعها :سأختار مطعم بعيد للغاية عن مسكنك لا تقلقي .
تأففت من الحاحه فوقت المكالمة كل مرة يضيع في نفس الموضوع ,ردت عليه بصبر :وماذا أقول لزوجي ,لا يوجد مبرر للخروج في مكان لا يعرفه بدون سبب قوي .
هتف بها :قولي له سأذهب لمقابلة صديقة ,او أنك ستذهبين للتسوق,تستطيعين ايجاد أي حجة نوران
تعالي صوت جرس الباب فقطبت نوران حاجبيها بحيرة من سيأتي في هذا الوقت أحمد معه مفاتيحه وعلاقتها بجيرانها سطحية للغاية ,أسرعت باغلاق المكالمة مع أحمد ثم مسحت سجل الاتصالات واتجهت مسرعة للباب الذي يتعالي رنينه .
دهشت وهي تفتح الباب عندما وجدت حماتها فهي لم تقل لها أنها سوف تأتي للزيارة ,ابتلعت دهشتها وهي تفسح الطرق لحماتها وهي ترحب بها قائلة:مرحبا خالتي تفضلي ,ماهذه المفاجئة السعيدة .
جلست حماتها علي المقعد وهي تقول لها :أتيت للاطمئنان عليك انتي وأحمد ,أنت لم تأتي منذ فترة طويلة عندي ,لماذا لا تأتي مع أحمد ؟
هتفت في أعماقها أهرب من الحضور فكل مرة تؤلميني بالحديث عن الحمل وتأخره دون أن تراعي حساسية الموضوع بالنسبة لي .
كلام تتمني أن تقوله لها مباشرة ولكن مالبيد حيلة لا تستطيع ,فردت عليها: عذرا خالتي دوما أحمد يمر عليكي بعد عمله فأكون غير متواجدة معه ,ان شالله أتفق معه يوم اجازته ونأتي اليك سويا .
هتفت بها بلهفة :طمئنيني ألا يوجد جديد ؟
تطلعت اليها نوران بألم لم تستطع اخفاؤه بالطبع هي ليست بحاجة لسؤالها عن مقصدها فهي تفهمه جيدا زفرت بضيق وهي ترد عليها :لم يشأ الله بعد ياخالتي كما تعلمين الطبيب أخبرني أنه لا توجد أي موانع عندي أو عند أحمد تعيق الحمل ,ادعي لنا وان شالله يرزقنا الله قريبا .
تنهدت حماتها بضيق وهو تقول لها :لماذا لا تذهبي لطبيب اخر ,ربما تجدي عنده الحل ,ثم أردفت برجاء :انتي لا تعلمين كم أتوق لحمل طفل أحمد أخشي أن يحين أجلي قبل أن تكتحل عيناي برؤية حفيدي .تمالكت نوران نفسها حتي لا تنفجر أمامها بالبكاء فالحديث عن تأخر حملها يؤلمها بشدة فغمغمت بخفوت :أطال الله عمرك خالتي .
وأستاذنت حتي تجهز لها شئ تشربه ,لم تستطع أن تقاوم فور دخولها المطبخ فسالت دموعها وهي تردد بألم :وأنا والله أتوق لحمل طفلي ,أتوق بشدة .
انتبهت علي صوت الباب ووهو يفتح فحمدت الله علي مجئ أحمد فحماتها لن تتوقف عن الحديث عن الحمل ماداما بمفردهما وأسرعت تمسح دموعها ,وهي تلمحه يدلف الي المطبخ قبل رأسها وهو يلمح دموعها التي تحاول مسحها لم يكن بحاجة لسؤالها فهو يعرف جيدا السبب .
سألته بخفوت :هل أجهز لك الطعام ؟
هز رأسه نفيا وهو يتحرك ليرحب بأمه :فقط كوب من الشاي .
قبل يد أمه وهو يجلس بجانبها ويقول لها :أنرتي البيت ياأمي ,لماذا لم تخبريني ,كنت مررت عليك وأتينا سويا .
ابتسمت بحنو وهي تطلع الي وجهه :لم أرد أن أعطلك عن عملك ياحبيبي ,كيف حال عملك يابني ؟
دخلت نوران تحمل صينية بها بعض المشروبات والحلويات فأسرع يحملها عنها وهو يرد علي أمه :بخير حال ياأمي الحمد لله ,أصبحت الزبائن تأتي لي من كل مكان بفضل دعواتك .
دعت له بصدق أن يوسع رزقه ويبارك فيه قبل أن تردف :كنت قبل مجيئك أتحدث مع نوران عن الحمل ,خذها بني واذهبا الي طبيب اخر ,تعرف هبة جارتنا أعطتني اسم طبيب جيد للغاية لقد كتبت لي اسمه سأعطيه لك .....
قاطع حديثها برفق وهو يقول لها :لقد ذهبنا الي عدة أطباء ياغالية كلهم أجمعوا أنه لا مشكلة ,نحن اطمأنا وانتهي الأمر بالنسبة الينا فقط ننتظر رزق الله لنا وأنا علي يقين أنه لن يتاخر باذن الله
حاولت والداته الاعتراض فسألها عن اخبار والده واشقاؤه ليليهها وبالفعل استجابت له في الحديث .
أستاذنت بعد قليل منهم لتلحق بموعد رجوع زوجها من العمل ,ماان أغلق أحمد الباب خلفها بعد أن اصرت عليه ان لايذهب لتوصيلها ويستريح ,حتي انهار تماسك نوران التي ظلت صامته معظم الوقت ,فهرولت الي حجرة المعيشة وأغلقت خلفها الباب بالمفتاح حتي لا يدخل أحمد ,ظل أحمد يطرق علي الباب عدة مرات حتي يأس من أن تفتح له ,فانصرف الي حجرته بقنوط منتظرا أن تنتهي نوبة بكائها ,أغلق عينيه بألم يعلم أن هذا الموضوع يؤلمها ولكن ماذا يفعل انها أمه .
أما هي فكانت منهارة بالبكاء ,لماذا لا يتركها الناس بحالها ,لماذا لا يصمتون ,انهم يذبحونها بكلماتهم وتمتمات الشفقة التي تسمعها منهم ,والحكايات التي لا تنتهي عن العروس التي تزوجت معها وعندها الان ثلاث أبناء ,لقد سئمت منهم جميعا .
انتبهت علي صوت رسالة لتجده أمجد فأسرعت تكتب اليه بتهور :موافقة علي أن أقابلك ,حدد الموعد .
نعم ستقابله وليحدث مايحدث عل مقابلته تنسيها بؤسها
أنتهي الفصل


hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس