عرض مشاركة واحدة
قديم 01-04-20, 05:19 PM   #3

noor1984

مشرفة منتدى قلوب احلام وأقسام الروايات الرومانسية المترجمةوقصر الكتابة الخياليّةوكاتبة،مصممة متألقة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية noor1984

? العضوٌ??? » 309884
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 23,038
?  نُقآطِيْ » noor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثاني
" شظايـا القـدر "

أتألم لرؤيتك حزيناً فكيف سأكون حينما تمتلئ مُقلتاك بالدموع , وروحي أين ستكون حينما تبكي من شده الألم .. دعني أكون بجانبك فلن تطيب روحي حتي تطيب أنت
بعيـداً عن التمرد والقلوب المُغلفه بالورود العبقه .. وجنوب مصر نصعد شمالها لنري " القاهـره"
ضمت إبنها الأصغر لصدرها وتمتمت ببعض الأدعيه الخافته وهي تبكي بشـده , قلبها ينتفض بين خلجاتها تشعر أن شيئاً سيئاً سيحدث لكنـها كتمت ذلك علي الفور حينما هتفَ زيـن
- متقلقيش يا ماما ده مُجـرد شُغل ,وأنا متعود علي كده
وضعت يدها اليُمني علي شعره تمسح عليه برفق مُتجاهله ما قاله تواً .. شعرَ هو بقلبها الذي يدُق بعنـف فقبّل يدها وتمتم بخفوت قبل أن يحمل حقيبته
- إدعيلي بس يا ماما وكُل حاجه هتبقي تمام
أتت معشوقته الصغيـره وهي تبكي تشعر بشيئ ما هي الأخـري , رغم عدم ادراكـها لمن حولها إلا أنها تُحبه حتي وإن لم تعـرف معني الحُب بعد ..
انحدرت بعض الأدمع من عيناها وارتمت في كنفه سريعاً فضمها بشده وهمس بأذنها عباره جعلتها تتشبث به أكثـر
-أليـن حياتي , عايـز أنزل الأجازه الجايـه الاقيكي بتعرفي تعزفي علي البيانو
مسحت دموعها بكف يدها الصغير , وبحركه طفوليه تتنافي مع عُمرها الثالث عشر امتدت شفتها السُفلي وأردفت بشيئ من الحُزن الذي غلفَ نبـره صوتها
- لازم تيجي تاني .. عشان تجيب البيانو اللي وعدتني بيـه
ابتسم بحُب وقبّـل يدها وأومأ بصمت في حين تطلعت إليه والدته بحنو تري طفلتها التي أصيبت بسرطان المُخ .. ولم تعلم به حتي الأن فأخيها ووالدتها يخفون الأمر .. وصداعها المُستمر وشعورها بالغثيان كان تفسيره كونها ضعيفه ولا تأكل, ورغم ذلك لم تفقد الحيـاه ولم تتخلي عنها
لطالما كانت تنظر لها بشفقه علي حالـها لكـن زين نهاها عن ذلـك حتي لا تتأثر نفسيه الصغيره كما يُناديها دائماً .. اهتمامه بهم وتعليمه لها كان بمثـابه حيـاته , هو فقط لا يُريد اخبارها بذلك المرض الذي قضي علي حياه أبيه أيضاً , ذكري ذلك المـرض تؤرقه وتسحب روحه رويداً رويداً ...
نظرلوالدته وصغيرته قبل أن يحمل حقيبته ويخرج من الباب , وبداخله يأمل أن يعود سالماً .
* * * * *
- نأمل فقط عودتك للبلاد سالماً سيدي
أجابت المساعده الشخصيه للفاسد " روبرت " والتي تُدعي " مادلين " بسعاده شديده فمصريتها لم تمنعها من حُب المال والجشع علي طلبـه , ابتسامتها المُنتصره بعد انهاءها المُكالمه دليل علي كونها مُخادعه , فهي أكبـر من امرأه تلهث وراء المـال ...
رن هاتفها مـره أخري لكـن تلك المـره أجابت بتأفف وهي تلعن حظها العثر الذي وضعها في ذلك الموقف , غير آبهه أن كل امرأه تتمني تلك الحظه
-في ايه , انا مش قلت متتصليش طول منا في الشغل عايزاني اضربك لما أجي برده
انتفضت الصغيره علي الجانب الأخر , وأجابت بصوتٍ خفيض وهي تبكي , تحاول ألا تسمعها الخادمه وتحدثت تأمل أن تستجيب والدتها
- يا ماما تعالي بسرعه ماريا بتضربني جامد
زفرت مادلين بحنق وهي تتابع حديث ابنتها الباكي وشهقاتها المُتقطعه , فأقفلت دون أدني شفقه , واتصلت علي الخادمه وأخبرتها سريعاً أن تجهز الصغيره وتذهب بها لأبيها
وذهبت هي لتتجهز لتذهب لحفلتها التي ستُحدد مصيرها !
وعلي الصعيد الأخر ابنتها تراقب الخادمه-وهي تأتي - بفزع , لتخفي الهاتف في جيبها وتزدرد ريقها بتوتر لتخبرها الخادمه بنبـره عنيفه أنها ستذهب لأبيها
تهللته أسارير " ملـك" حالما سمعت ذلك وذهبت مع الخادمه لتتجهز .. تخشي أن تفعل شيئاً تضربها الخادمه عليه
* * * * *
وهاهي تقف أمام باب غرفه والدها , لتطرق عده طرقات خفيفه وتلج مُسرعه لحضنه .. وهو لم يكن اقل منها سعاده حينما رأها , صغيرته الذي لم يراها لأشهر في حضنه الأن
- ملوكتي .. وحشتيني , بس انتي جيتي ازاي مش كنتي في مصر
قطبت صغيرته حاجبيها بتساؤل , لتجيبه ببراءه وهي مازالت علي حاله الهدوء التي عليها وهي مستلقيه بين ذراعيه
- لا مكنتش في مصر انا مخرجتش من أمريكا أصلاً
اتضحت معالم الصوره أمامه , فطليقته أخبرته انهما ذاهبتان لمصر حتي تمنعه من رؤيتها ! .. فبئس امرأه هي
شدد حضنه علي طفلته التي أتمت عامها العاشر , كيف لها ان تتلقي كُل هذا الإزورار من والدتها , أغلق صُهيب عيناه قليلاً وتنهد بفتور قبل أن يسأل ملك عما تُريد أن تفعل حيال مكوثها بجانبه , وما آلمه حقاً طلب الصغيره بالبقاء
حينما أردفت بشفتين مُرتجفتين والدموع مُتعلقه بأهدابها
- بابا أنا مش عايزه أمشي من هنا , خليني جنبك .. محدش بيحبني غيرك !
مسد علي شعرها بحنو وقبل جبهتها قبل أن يُمسك بيدها ويتجهان نحو الغُرفه التي أعدها في المره التي تأتيها في الشهر !
وضع صغيرته في الفراش وانتظر حتي نامت وهو يتأمل ملاكاً من شيـطان , خرج من الغُرفه ورفع هاتفه هادراً بصوتٍ عالٍ
- غلطه كمـان , وأنزلك مصر مترحله بفضيحه من هنا ! , كُله إلا بنتي يا مادلين
كان ذلك مضمون المُكالمه قبل أن يغلق في وجهها مُستشيطاً من الغضب .
* * * * *
- ملكش دعوه يا فارس , هنزل يعني هنزل
هتفت تميمه بصوت غاضب , وإمارات وجهها لا تُبشر بالخير , تقف أمام فارس الذي عقد ساعديه ينظر لها ببرود عكس ما يشتعل داخله من براكين ستثور في أي لحظه
أجابها بهدوء , ناظراً في عينيها بلا معني
- وأنا قُلت مفيش نزول , يعني مفيش نزول
دبت بقدميها في الأرض وبدأت مرحله الاستعطاف خاصتها , امسكت ذراعيه المُطبقه علي ساعديه ونظرت في عينيه , بوجهه طفولي لئلا يستجيب لطلبها
- ليه يا فارس ما البنات كُلها نازله الجيم .. اشمعنا أنا ؟
رد وهو مازال علي حالته الهادئه , وكأنه يقنع طفله بعدم اكل الحلويات حتي لا تتضرر أسنانها , ولكـن اقناع الطفله أسهل !
- يا تميمه يا حبيبتي انتي مُمكن تنظمي أكلك وخلاص , انما جيم ورقص .. ورايحه فين راحه الجيم , وجايه منين جايه من الجيم .. لا معنديش الكلام ده
زاد علو صوتها , وهي في أقصي حالات الغضب , ترفض أن يُرفض لها طلب . خاصهً إذا كان لمُتعتها جانب كبير
- لييييه بس ياعم ! , علي الأقل هخس وهبقي حلوه
اقترب منها وأمسك وجنتيها المُمتلئتين قائلاً بحُب ليقتطع الشجار الحادث , وبنبره رخيمه همس
- أنا بحبك في كُل حالاتك, سواء ما كُنتِ عليه .. هفضل أحبك
أسبلت جفنيها بخجل , وقد لمس كلامه قلبها .. فهدأت ثوره الغضب بعد أن سيطر عليها بكلامه الذي أذاب مشاعرها بين جوانب حُبه
- طب ممكن انزل يومين في الاسبوع بدل تلاته ؟
اغمض عينيه بقوه وأعاد فتحهما من جديد , ليُجيب وقد اكتفي ! , فمهما حاول إقناعها لا ترضخ وهو يعرف أنها لن تفعل إلا اذا كان الامر مُحبباً لها
- ماشي يا تميمه انزلي , أنا موافق
احتضنته بسعاده كعادتها , وهي تُردد
- ميرسي يا حبيبي انك وافقت بسهوله كده !
نظر لها بطرف عينيه , واكتفي بإبتسامه خفيفه تعبر عن قله حيلته ودوام عجزه في رفض لها طلباً
* * * * *
صُراخ لا ينقطع , وشفاه لا تنبت عن الصياح دموع مُنهمره لا حاجز لها تجلس بجانب جثته الهامده التي لا تنطق , وهي لا تري من كثره البكاء سوي أنه نائم
نعم هو حتماً نائم هذا ما تعتقده , لكنـه لن يستيقظ حينما تهزه برفق أو يتدلل عليه أحد أولاده الصغار فيفتح عينيه ببطئ وهو يبتسم بحنان لهم , ولا عندما تمزح معه فتبعثر قطرات من الماء علي وجهه فيستيقظ وهو يضحك علي فعلتها ويمزحان معاً
هو فقط نائم !
جسده يأبي الإستجابه لصراخها ودموع اللأطفال لا تُحرك فيه شيئاً مثلما كان حي , تتذكر الأن خوفه عليهم وتصرفاته الغريبه في أخر فتره .. ألهذه الدرجه يعرف الإنسان متي يموت ؟ إرتخاء جسده يُشعرها أنه مُرتاح لأول مره تري وجهه هكذا هو الأن بُعمرٍ أصغر مما هو عليه , أهو في الجنه أم أن عيناها فقط تراه هكذا تتوسم فيه خيراً مثلما كان هو جنتها علي قيد الحياه
وضعت الملاءه علي وجهه بعدما قبلت جبينه والدموع لا تتوقف , فهي تُرثي من عاملها كملكه , وتودع من أحسن إليها . عقلها لا يُصدق وفاته حتي الأن أيمكن أن يعود الميت .. نعم إذا كان في قلوب من أحب من الأحياء
لم تستطع موراه دموعها الغزيره فأخذت أولادها في حضنها وخرجت لا تري شيئاً من النساء اللاتي توافدن بكثره يتشحون بالسواد , وما أعظم من سواد رأته عينيها الأن
جلست علي الأريكه وهي مازالت مُحتضنه أولادها فهم سبب حياتها الأن وضياعهم سبب إنهاءها . جاءت جارتها لتتحدث عنه بما يسمي " العويل " فأخرستها هي بحده وهي تنظر للغرفه المستلقي بها يُغتسل
- اسكتي مش عايزه اسمع كلمه هنا , محدش يصوت ولا يتكلم كلمه
قام الجيران بتهدئتها وهم في حيره! فمن كان يملأ البيت بالصراخ هي ولم يكن أحداً أخر !
شعرت بمراره الفقد والإنهزام ,فما كان لها من سندٍ قد إنكسر . مُصيبتها الكُبري هي زوجته الثانيه وإبنه الكبير ووالده الذي حتماً سيلقيها بالخارج !
تحاملت علي نفسها ودخلت غُرفه خاليه وبيدٍ مُرتجفه أمسكت الهاتف وهي تبكي بحسره الأن , فهي ستُهاتف ضٌرتها لتخبرها بموت زوجها كمن يُحكم عليه بالإعدام في ذنبٍ لم يقترفه
- ألو , أستاذه أميره ؟
* * * * *
نظر للورقه بيده وصديقه الذي يجلس أمامه بإرياحيه قاطباً حاجبيه بعضب , فقد فاجئه بطلبه لمأموريه هامه , ويجب عليه ترك أسوان الأن فماذا سيفعل في تلك الصغيره التي لن تُمررها بلطف
- كان وقته يعني الشُغل ده .
ثم نظر لصديقه وهو يتمتم برجاء
- متروح لوحدك يا صُهيب
ضحك الأخر بشر , وهو يدور حول المكتب إلي أن وضع يده علي كتف فارس قائلاً بلطف
- اوعي حته بنت تنسيك شُغلك , إحنا اتفقنا الشُغل شُغل
نظر له فارس بطرف عينه , وبسخريه هتف وهو يعبث بالورقه الصغيره
- فاكر يوم ما نزلت بدالك عشان كُنت هتخطب .. لو كنت نسيت أفكرك
استقبل صُهيب رده بإبتسامه قويه أسمعت من بالمركز , ثم أردف بجديه بعد أن جلس مره أخري يعبث بمسدسه
- والله ياريتني ما كُنت رحت , دول صنف زباله كُلهم !
كاد فارس يتحدث , لكن إستكملَ صُهيب لاوياً شفتيه بحنق , ونبرته تحمل السُخريه الشديده
- علي رأيها والله " إبق كما أنت وليذهبوا جميعاً للجحيم " .. الله يحرقها بقي
كتم فارس ضحكته بصعوبه , قبل أن يربت علي كتف صديقه , ويتحدث مُغيراً الموضوع
- يا عم استهدي بالله بس , أنا مش عارفه هقول لماما إيه .. ولا تميمه دي كمان , يعني كان لازم ده يحصل دلوقتي !
* * * * *
- كان لازم ده يحصل دلوقتي , هقول لفارس إيه ؟
هتفت تميمه ببكاء لنجوي التي كانت تحتضنها بعدما علموا بموت حسام . تحتاج لأن تكون قويه ليستند عليها بموت أبيه , قدوته .. كُل شيئٍ له
ما حدث لن يتم موراته بطمس الحقيقه فستشتعل نيران ( الغيره , الحُزن , الحسره , خيبه الأمل )
- إهدي انتِ بس وكل حاجه هتبقي كويسه صدقيني , لما يعرف منك إنت أحسن ما يعرف من حد تاني
جميعهم أجمعوا أن تُخبره , ولم يعرفوا كما كان الأمر صعباً ..
كفكفت دموعها , وهتفت بوهن وهي لا تعرف كيف تُخبره , فهناك إحتمالاتٍ عده لرده
إما أن يبكي مُستنداً عليها , أوينهار أرضاً دون بكاء , أو يقف بصلابه وجلد يتقبل العزاء والأخير تعلم أنه سيحدث بنسبه كبيره
إستجمعت قواها الخائره منذُ قليل , وعدلت ملابسها قبل أن تمسك بالهاتف وتخبره أن يأتي سريعاً
كانت خائفه فالصراخ الذي بالخارج افقدها توازنها , لم تعرف أن أميره لديها كُل تلك القوه , وأنها لم تُفكر سوي بموته فقط ..
نزلت للأسفل تستقبله , انتظرت حوالي نصف ساعه حتي جاء . لا تعرف كيف ستخبره بموت والده , وهو لا يعرف كيف يُخبرها بسفره
والحقيقه أن الزمن لم يعرف كيف يُخبرهما ... بما سيحدث
وقف أمامها مُستعجباً , ملابسها السوداء دموعها العالقه بأهدابها , إنحناء رأسها لأسفل . رفع وجهها أمامه حتي ظهرت عيناها الحزينتان , فإنخلع قلبه وارتجفت أوصاله قبل أن تتحدث شفتيها بأسفٍ
- البقاء لله يا فارس , طنط أميره دلوقتي مش فاضلها غيرك.



التعديل الأخير تم بواسطة Fatima Zahrae Azouz ; 01-04-20 الساعة 05:56 PM
noor1984 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس