عرض مشاركة واحدة
قديم 01-04-20, 05:25 PM   #6

noor1984

مشرفة منتدى قلوب احلام وأقسام الروايات الرومانسية المترجمةوقصر الكتابة الخياليّةوكاتبة،مصممة متألقة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية noor1984

? العضوٌ??? » 309884
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 23,038
?  نُقآطِيْ » noor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الخامس
" نفسي القديمه "
اشقت إلي نفسي التي كانت تبتهج من طُرفه هواءٍ مُنعش أو زهره لونها زاهٍ , فتبدلت نفسي وتبدلت أحوالي وصرت بلا طريق منشود .

استرعي انتباهه صوت ابنته الغاضبه تمسك بقميصه وتشده بقوه فأشار لها مُحاولاً تهدئتها حتي ينتهي من المكالمه الهاتفيه المُهمه , لكنها أصرت علي فعلتها فأغلق الهاتف سريعاً مُزمجراً بغضب
- عايزه ايه ؟ مفيش صبر علي ما أخلص اللي بعمله
تجمعت الدموع في مُقلتاها وأردفت وهي تترك قميصه وتسير للخارج باكيه
- مش عايزه حاجه
زفر بضيق ثم ألقي الهاتف علي طاوله مكتبه بلا مُبالاه وخرج يتنسم وجهتها , وكالعاده وجدها تدفن نفسها في الأريكه وتبكي , اقترب منها بخطي ثابته ووضع يده علي شعره المموج وهتف بنبره حانيه آسف
- معلش يا ملوكتي مكنش قصدي أزعقلك , بس كان معايا تليفون مُهم .. كان لازم تصبري شويه
رفعت وجهها سريعاً إليه وهي تنتحب وأردفت
- انت زي ماما بتزعقلي بردو كده كل ما أجي اكلمها تقوم مزعقه وتقولي مش فاضيه عندي شُغل
جحظت عيناه بصدمه فيكفي تشبيهه بتلك الأفعي الصفراء , أخذها في حضنه هامساً في أذنيها بلطف مُربتاً علي شعرها بحنو
- لأ يا ملوكتي انتي عارفه ان بابا بيحبك , دي مره واحده بس عشان مكالمه مُهمه وأوعدك مش هتكرر تاني
مسحت دموعها بباطن يدها ثم أردفت بنبره طفوليه
- هاتلي أيس كريم بقي
قطب جبينه بتعجُب مُزيف وهو يتفرس بملامحها السعيده جراء طلبها , وتحدث بنبره مصدومه زائفه
- ايه الصُلح اللي جاي عليا بخساره ده ...
ثم ابتسم وهو يحملها علي كتفه ويهتف بسعاده غامره
- بس عيوني ليكي يا ملوكه , احلي أيس كريم ليكي
* * * * *

- لم العجله ؟ مازال هُناك وقت كافٍ
هتفت مادلين بتذمر وهي تجلس بجانب كارل في السياره وهي نفس دُخان سيجارتها الفخمه وتعدل من أحمر شفاهها الزاهي , بينما أردفَ هو بمكـر يتعلم الثعلب منه
- أنت لا تعرفين تلك الصفقه تساوي مليارات الدولارات , ويجب علينا الوصول أولاً , من يصل أولاً يفز باللعبه
ضحكت بخبث هي الأخري تعلم أن دخلها سيزداد كما أنها ستصبح مرموقه يخافها البشر لما اشتهرت بـه من مكر وخُبث وتكبر
استطاعت في سنتين ونصف أن تحصد الشر كُله وتدخره لذلك اليوم الذي ستقبض فيه المال والمكانه مُتناسيه أنها تلعب في المنطقه الحمراء بين أضخم العقول السوداء علي مستوي العالم تعتقد أنها ستنسل بينهم كالأفعي وتلدغ أحدهم تلو الأخر ولكنهم كما اشتهروا كالصقور المُحلقه عالياً تصيد الفرائس بحذر حتي وإن كانت زاحفه !
هي الأن تجلس بجانب كارل بعدما اغتنمت المال وفرصتها الذهبيه علي حساب ضحايا من أنحاء العالم .. لم يكفها المُتاجره في المُخدرات بل ازداد الأمر سوءاً لتبتاع مـاده تُسبب الفشل الكلوي لتُرش علي الأزهار في مصر .
- ألهذه الدرجه يفرحكِ المال؟
أردفَ كارل بمكر وهو ينظر إليها بطرف عينه ويقود السياره بينما هي مُحتضنه الحقيبه حتي لا تفلت
- نعم عندما يتحدث المال تخرس جميع الألسنه
مط شفتيه بتعجُب من حديثها وقرر أن يتلاعب معها علي نفس المنوال فأمسك يدها بحذر وهو يهتف
- ثقِ فقط حينما تكون يدك بيدي , لكن إذا تركتها .. يذهب ما جمعته هباءاً
رفعت حاجبيها بثقه واستطردت بزهو وهي تضع الحقيبه أسفل قدميها
- ولا تنسَ ذكاءي .. من خطط يستحق الترقيه
ترك يدها وهو يعرف لم أراد أن تكون معه عقلها المُحكم الذي تستخدمه في الشر هو يُريده وهي تُريد المال .. لذا المصلحه بينهم متبادله حتي موت أحدهم بطلقه غادره
* * * * *
- يلا يا حبيبي متتعبش قلبي وقولي مش عجباك في إيه
هتف والده صُهيب بنفاذ صبر وهي تُريه صوره لفتاه ما يتزوجها , لكنه ككل مره يرفض وبدون أسباب وجيهه حتي اسشاطت هي منهُ غضباً
- قسماً بالله لو مجيت معايا يا صُهيب نروح تشوفها وتقعد معاها منا مكلماك تاني
مسح وجهه بقوه وهو يستغفر وردَ بحنق رغم ما يحمله من ألم داخلي خاصه بعد فراق خطيبته السابقه التي سخرت من أخته ذات يوم لأنها لا تمتلك شعر قائله وهي تُشير بإستخفاف
" طب متلبسوها حجاب بدل ما هي ماشيه كده"
- حاضر يا ماما بس دي أخر مره تحلفي فيها كده , وياريت تسبيني أشوف مُستقبلي بنفسي
ثم قام ودلف لحجرته بينما هي ظلت مشدوهه لثوانٍ بما حدث , أيُعقل أن الماضي يؤثر عليه ولم يتخلص من قيود الغُمه التي حلت به سابقاً , تعرف أنه ليس بيده لكن تم خداعه من قبل مُحترفه
تنهدت بضيق قبل أن تقوم من مجلسها وتذهب لحجرته , طرقت مرتين ليأتيها غذنه بالدخول , فدلفت للداخل وذهبت لتجلس علي السرير بجانبه .. ملست علي شعره بحنو وأردفت بسعاده
- تعرف لما كُنت تزعل أو تغضب من حاجه , كنت تدخل جوا الأوضه وتقعد بالساعات , وأقول يخرب بيته ليكون عمي في نفسه حاجه
ثم استطردت وهي تقبل رأسه بمشاعر دافئه
- ألاقيك ترسم اللي حصل وشكلي وانا واقفه ازعق وشكلك وانت خايف أو متعصب , وكذلك لما بيعجبك حاجه كنت تخش جوا ترسمها
ثم استطردت بصوت هادئ ولطيف وهي تبتعد عنه
- مبقتش كده ليه يا صُهيب ؟ .. ايه اللي اتغير
قلب فمه وتحدث بسخريه مليئه بالحسره
- أنا متغيرتش الزمن والناس اللي اتغيرت
رفعت والدته حاجبيها بتعجُب من حديثه , يتحدث كمن تخطي الخمسون من عُمره حتي شكله أصبح كالمُسنين , فأردفت حتي تطيب نفسه ويخضع قلبه
- بس يا حبيبي إحنا بنتعامل بتربيتنا أصلنا اللي اتربينا عليه , اللي يسيبك يجي غيره , واللي يعاملك وحش في ستين داهيه متزعلش عليه
اغلق عيناه يوجع وهو يتذكر أيامهم معاً , ثم هتفَ بشفقه علي نفسه يقاوم ألمه الداخلي حتي يجعل نفسه عزيزه
- ده كلام بيتقال انما التنفيذ بيبقي أصعب صدقيني , التربيه مبقتش نافعه في الزمن ده كُله بيقول يلا نفسي ويلا يا فلوس مفيش حد بيقول ده أخويا اللي اتربيت معاه ولا ده اللي بيحبني ايه يعني استني سنه ولا اتنين يجهز الشقه
ثم استطردَ بقسوه بعدما علمته الحياه درساً لن ينساه ما حيي
- أنا اتعلمت كتير أوي وشوفت قرف من ناس مكنتش مُتخيل إنهم كده وصبرت بردو , بس دلوقتي بقي محدش يلومني عـلي اللي هعمله .. هرد الضربه عشره ويبقي التخين فيهم يتكلم
- متظلمش إياك تظلم حد , ربنا مبيسبش الظالم يا صُهيب بيفضل وراه وبتبقي نهايته وحشه وحشه أوي .
* * * * *
يجلسون جميعاً في الصالون ينظرون للأرض إحداهن تنظر بحسره والأخري تنظر بخيبه أمل والأخر يجلس بأنفه واعتزاز مشاعر مُتداخله لا يظهر منها شيئ , لكنها تبدو كهاله برود غلفت المكـان لم يتصارعن علي رجل ميت هم لا ينتظرون المال بل ينتظرون الكرامه التي تُعيد حياتهم لأوج مجدها , جاء المُحامي الذي هتفَ فور دخوله
- أسف يا جماعه كان عندي قضيه في المحكمه
أخرج الورق من حقيبته السوداء وفتح الوصيه والذي كان حاضراً بها أميره وصفاء جالستان أمام بعضهما كالند وفارس يزفر بضيق كُلما تذكرَ الموقف وجده الذي يدق بعصاته الأرض
قرأ المُحامي بصوت عالٍ الوصيه
- أولاً أنا مش عايز حد يزعل مني متعذبونيش وأنا ميت كفايه العذاب اللي اتعذبته وأنا حي , كُل واحد معاه ظرف كاتب فيه وصيه لكُل واحد افتحوها ومعاكو مُهله اسبوع تفكرو وفي نهايه الاسبوع المُحامي هيجي يشوف قراركم اذا هتنفذوا الوصيه اللي موجوده في الورق ولا لأ , لو نفذتوها هتريحوني وأنا ميت مش هيفضل هم كُل واحد فيكو متعلق في رقبتي , صفاء وأميره هيقعدوا في شقتين جنب بعض أنا حجزت الشقه الي جنبنا لصفاء وولادها ..
أصدرَ الجد ضحكه سُخريه علي ما قيل وهو يدق عصاه بغضب ثم هبَ واقفاً
- ربنا يرحمك يا بني , أنا ماشي
استوقفه صوت المُحامي وهويخبره بأن يأخذ وصيته فأخذها غاضباً ورحل
بينما نظرت السيدتان لبعضهما كُل واحده تخفي داخلها ناراً مُشتعله تكاد تنفجر لو أن كلمه أخري قيلت في ذلك الموضوع
نهضت صفاء قائله طيب أنا هستأذن أنا كمان
ناولها المُحامي مفتاح الشقه وظرف الوصيه التي بجانب الشقه التي يجلسون بها وأخبرها انها شقتها منذ الأن , فأخذت المفتاح علي مضض وخجل منهم وانصرفت هي وأولادها
بينما انتشلت أميره ظرفها من المُحامي ودلفت لداخل غُرفتها مُسرعه وظل فارس مع المُحامي حتي يستلم وصيته ويقوم بإيصاله للباب
وكالعاده انتظرت حتي فُتح الباب وخرجت منه كما تفعل كُل مره عادتها منذُ الصغر
وقفت أمامه بصلابه يراها لأول مره وهتفت بلا مُبالاه زائفه تحاول العبور للداخل
- طنط أميره جوه
وقف أمام الباب إلي الداخل وهو يتأمل هيئتها الجديده خسرت من الوزن الكثير , والأسود يعطيها رونقاً أصبح يخشاه لذلك هتفَ بقوه قبل أن يُغلق الباب في وجهها
- أه بس عايزه ترتاح , ابقي تعالي وقت تاني
وقفت مشدوهه بما حدث الأول يتجاهلها وثانياً يتحدث معها بنزق وكأنها يحتقرها وثالثاً يُغلق الباب في وجهها , ألهذه الدرجه أصبحت كرامتها رماداً يتقاذف بين أرجله
نزلت دمعه دون وعي منها تزجرها علي ما فعلت تقول لها أسعيدهُ الأن أم انكِ تُريدين الذل أكثر
دخلت البيت بتثاقل وعقلها متوقف عن العمل تقريباً , جسدها أصبح بارداً كالثلج لما وصلت إليه من صدمه , دلفت لغرفتها وهي تقرر حرق مشاعرها في نيران الخُذلان حتي تؤول لقوتها من جديد
بينما هو وقف خلف الباب بصدمه يستنكر ما فعله , كيف يفعل بصغيرته هكذا أو أن عقله دمر قلبه ومشاعره فأصبح لا يُحب حتي يُفكر



التعديل الأخير تم بواسطة Fatima Zahrae Azouz ; 01-04-20 الساعة 06:05 PM
noor1984 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس