[MooNy87]

رغم أن الكافيه مزدحم بالناس ، إلا أنها كانت تشعر بوحدة غريبة وملل غير عادي !
هكذا كانت تفكر (روان) بينها وبين نفسها ، وهي تقف في مكانها المعتاد في (موسكيتو) في (مكة مول) .. كالعادة ، نفس وقفتها عند نقطة البيع مع الكلام المكرر دائماً : (أهلاً أستاذ)، (أهلأ مستر عصام)، (أهلاً مدام لينا)..
نفس الابتسامة دائماً ، وبالطبع هي مضطرة لأن تتحمل نظرات زملائها لها طوال الوقت، (يوسف) و (علي) و (عبد القادر) ، لطيفون هم ، أحدهم على آلة القهوة وهو من يقوم بعمل المشروبات للناس، وآخر يقدم الطلبات ويوصلها للمقاعد ، ويقوم بأخذ ما يريدون ..
لم يغازلها أحد منهم مباشرة ، لكنها ليست غبية ، ترى عيونهم ونظراتهم ، بالذات عندما تتصرف بطريقة تدل على أنها ليست منتبهة بشيء ..
نفس الابتسامة دائماً ، رغم كل التحرش الواضح بالعيون ، بطريقة النظر ، بالأصابع التي تلمس يديها بقصد وتبدو بأنّه حصل عفوياً ، عندما تأخذ النقود أو تقوم بإرجاع الباقي ..
اعتادت على هذه الحركات ولم يعد الأمر مثيراً للاهتمام أو الاستغراب عندها ..
مجانين هم الرجال !
ما الذي سيستفيدونه من شيء كهذا ؟!
تتمنى أن تعرف ، ولكن لا يوجد أحد لتسأله سؤال كهذا دون أن يأخذ فكرة سلبية عنها ..
أمها تحذرها كثيراً ، كل يوم طبعاً تصر أن تأخذ حذرها ، أن تهتم بنفسها أكثر ، أن تتجاهل الشباب والعيون ، وتكرر كثيراً كلمات مثل (فريسة) و(ذئاب) و (ضحايا).. أمها مسكينة ! تظنها ضعيفة وهي قوية من الداخل ، وصلبة ، تعرف جيداً كيف تضع حدوداً للآخرين .. (روان) أنا ومن مثلي؟
هكذا كانت تفكر طوال الوقت ، ولا تسمح لأي كان بالتمادي ..
الابتسامة جامدة والتعامل رسمي مع الجميع ، مع الناس والموظفين ومع كل شخص في المول ..
هكذا مع الكل ، إلا مع (حمدي) طبعاً !
(حمدي) اللطيف ، الوسيم ، الذي يعمل في شركة (زين) بالطابق الأرضي، اشترت خطاً فقط كي تستمر بشراء البطاقات بشكل مستمر من عنده بالذات ..
من المستحيل طبعاً أن تبادر بأي خطوة تجاهه ، يجب أن يبدأ هو أولاً .. الخطوة الأولى منه ، هذا قانون الفتيات غير المكتوب .. مستحيل أن تبادر بأي شيء حتى لو كان الشاب الأكثر وسامة في العالم !