عرض مشاركة واحدة
قديم 02-04-20, 03:19 AM   #656

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي

بعد ساعتين

وقف مفرح أمام التوأمين غاضبا متخصرا في ساحة بيت الجد صالح.. ليقول شامل موضحاً " أنا لا ألعب يا مفرح ولست شابا عابثا إن كانت هذه نظرتك لي .. وإن كنت ألهو أنا وكامل أحيانا فنفعل ذلك مع فتيات يرغبن في التسلية مثلنا ولنا حدود لا نتخطاها بشكل عام .."

تدخل كامل يقول باستهجان " وهل سيتعرف علينا مفرح الآن يا شامل !!"

ناظرهما مفرح بنظرات غاضبة فقال له شامل مؤكدا " كما قلت لك وكررت علاقتي بونس علاقة جدية ..فرضتها مشاعرنا .. حاولت أن اتجنب التورط فيها خاصة وأنا أعلم بأن ارتباطي بها سيقف أمامه عقبات كثيرة ..لكني لم استطع ..ووعدتها بأن أفاتح والداي وبالفعل مهدت لهما الطريق واسأل كامل"

تطلع فيه مفرح باندهاش لكنه توقع أن يكون شامل يحفظ ماء وجهه بهذا الكلام رغم تصديقه لسلامة نيته وخمن أنه قد تعامل مع ونس بحسن نية فقال رغم أن الغضب لايزال يسيطر عليه "أنا لا اتهمك بشيء يا شامل .. ولولا أنك اعترفت بنفسك لما كنت صدقت هذا عنك .. لكن ضع نفسك مكاني هذه الأمور هنا حساسة جدا.. ووالدها رجل عصبي وحساس جدا لكرامته "

قال شامل وهو يتحرك مغادرا" لا تقلق أنا سأحل هذا الأمر فورا"

نظر مفرح لكامل الذي اتسعت عيناه ثم تحركا مسرعا للحاق به.

حين خرج من البوابة كان شامل يحرك السيارة.. متجاهلا إشارة أخيه له بالتوقف .. فخرجت بسمة التي كانت تقف بالقرب من البوابة تشعر بالقلق من شيء ما لا تفهمه وخاصة مع عودة التوأمين بشكل مفاجئ في غير موعدهما ووجود مفرح بعد وصولهما بدقائق ..لذا لم تستطع التحكم في فضولها وخرجت لتجد سيارة التوأمين تبتعد بينما كامل المتجهم الوجه يتجه هو ومفرح لسيارة الأخير فسألت بقلق وهي تختلس النظر نحو كامل" مفرح هل حدث شيء؟"

قال مفرح قبل أن يدخل ليجلس خلف عجلة القيادة "لا شيء يا بسمة لا تقلقي"

قالها وحرك السيارة .. فراقبتها وهي تمر من أمامها مغادرة وقد شعرت بأن كامل جاد وشارد في شيء هام .. وازداد القلق بداخلها.

××××××

بعد قليل أوقف شامل السيارة أمام بيت عيد القللي .. فتفاجأ به الأخير يترجل منها .. واشتعل غضبه وجنونه في الوقت الذي أوقف مفرح سيارته هو الأخر وترجل منها هو وكامل.

قال شامل بجدية وهو يقترب من عيد ويمد يده للسلام" السلام عليكم يا حاج"

لم يمد عيد يده للسلام .. بل رفع إليه عينين صغيرتين محفورتين وسط تجاعيد العمر يناظره بغضب قائلا" هل أنت شامل؟؟"

رد شامل بجدية وهو يسحب يده "أجل أنا شامل غنيم نخلة وأريد التحدث معك من فضلك"

استدار عيد وتحرك إلى باب البيت يغلقه جيدا بالمفتاح من الخارج وهو يحمد الله أن ونس قد خلعت السماعات منذ أن انتابتها تلك الحالة المفجعة من البكاء وحين تفقدها منذ قليل وجدها تفترش الأرض بجوار السرير وتحدق في الهاتف المكسور وهي تبكي في صمت ..

استدار عيد على صوت مفرح يلقي عليه السلام وهو ينظر لشامل بنظرات عدم فهم .. فاقترب عيد يسلم على مفرح وحده ..بينما احجم كامل عن مد يده وقد فهم بأن الرجل غاضب ولا يرغب بالسلام.



قال عيد لشامل بحدة "ماذا تريد؟ .. ولمَ أتيت؟ ..ألا تستحي على وجهك !.. (ورفع سبابته يقول بعصبية ) والله لولا وجود ابن العمدة وكرامته عندي لاستقبلتك بسكين المطبخ اغرزه في بطنك ولن يهمني شيء "



قال شامل يتحكم في أعصابه" ارجوك اهدأ يا عم عيد ودعني أتحدث ...ألن تدعونا لنجلس؟"

وقف عيد بقامته القصيرة يطالعه بعناد فتدخل مفرح قائلا "اعطه فرصة يا راجل يا طيب"

انفعل عيد ولم يستطع التحكم في أعصابه أكثر فصرخ وهو يمسك بصدر جلبابه البسيط شاعرا بالقهر " ولأنني طيب ..ولأن ابنتي هبلاء ..يفعل صاحبك ما فعل يا ابن الأصول!!"

كلماته كانت مؤلمة موجعة لثلاثتهما ..لكنها كانت أكثر شدة على مفرح ..

كانت تضرببقوة على قفل صندوق أسود منفي في أعمق اعماقه لينكسر ويخرج ما فيه..

كانت تستفز عُقدا يحاول جاهدا أن ينساها.. لكنه بلع غصة مُرة وتمسك بتلك الثقة التي نشأت بينه وبين التوأمين.

الثقة التي كان يتسلل إليها لحظتها وسواس خبيث يريد أن يهدمها وقال" اعطنا فرصة للتفسير من أجل خاطري"

حاول عيد السيطرة على أعصابه وتحرك بنفس الملامح الغاضبة يدعوهم بغير ترحيب للجلوس على أريكة حجرية أمام البيت قائلا" تفضل يا باشمهندس مفرح"



تحرك مفرح مع التوأمين نحو الأريكة بينما سحب عيد كرسيا خشبيا وجلس أمامهم بعروق منتفخة من الضغط العالي ليبادره شامل قائلا" أنا لم أكن اتسلى مع ونس وكلامي لها كان صادقا .. لقد كنت فقط أعطي لنفسي فرصة للتعرف عليها أكثر "



قبل أن ينطق عيد معترضا أسرع شامل بالقول" أعرف بأن هذا يتعارض مع عاداتكم .. لكني كنت بحاجة للتعرف عليها بنية طيبة اقسم لك "

اسرع مفرح بالقول ليمتص غضب الرجل العجوز الذي كان يناظر شامل شذرا " لكنك اخطأت يا شامل حتى لو كانت نيتك صادقة"

غمغم شامل بالقول معترفا "اعترف بذلك لكني كنت اتعامل معها بكل احترام ونيتي صادقة في الارتباط بها كما قلت "

رفع مفرح حاجبيه متفاجئا .. فقد تصور بأنه جاء للاعتذار ليرفع عنه الحرج بينما لم يبد على كامل أي ردة فعل فقد قرأ ما عزم عليه توأمه مسبقا ..

قال عيد باستهجان" لم افهم"

رد شامل بلهجة جادة واضحة "أنا اتقدم لطلب ونس منك يا عم عيد لتكون زوجتي على سنة الله ورسوله"

ناظره عيد صامتا لثوان ثم قال باستنكار "أجئت لتسخر مني يا أستاذ!"

تدخل مفرح قائلا" حاشا لله يا عم عيد"

نظر إليه عيد يقول بعصبية" ألم تر ماذا يقول صاحبك.. أيحسبني رجلا عبيطا سأصدق مزحة كهذه !"

تكلم شامل ببعض العصبية وعيناه تختلسان النظر للباب المغلق خلف عيد " أي مزحة يا عم عيد و أنا أريد ابنتك على سنة الله ورسوله!!"

رد عيد باستخفاف " هل تريد بأن تخبرني بأنك تركت كل البنات حولك وأتيت لتتزوج من ابنتي أنا الفقيرة المعاقة!"

صاح شامل بحمائية تلقائية "لا تقل معاقة .. قل محاربة .. قل لديها وضعا خاصا"

رفع عيد زاوية شفته العليا بامتعاض بينما أضاف شامل بلهجة أكثر هدوءً" أنا أريد أن أتزوج من ابنتك .. أريدها زوجة لي .. وأراها مميزة عن كل البنات اللاتي قابلتهن"

ما قاله كان صعب الفهم بالنسبة لعيد .. كان كلاما غير منطقيا .. عقليته البسيطة تعرف أن شيئا كهذا محض تخريف ..فبدأ عقله يبحث عن سبب منطقي يستوعبه ثم قال "هل تريد أن تتزوج ابنتي لتجعلها خادمة في بيتكم؟"

رفع شامل حاجبيه وتبادل النظرات مع أخيه وصاحبه ثم عاد ليقول لعيد بلهجة مستنكرة "وهل احتاج للزواج حتى أحصل على خادمة !.. إن أردت سأوظف عشرة دون أن اعطي اسمي لفتاة كي تخدمني يا حاج"



تدخل مفرح يقول رغم عدم استيعابه لما يحدث "يا عم عيد صديقي هذا كان عازفا عن الزواج ولم يتجرأ ويطلب يد فتاة إلا ونس"

قارعه عيد قائلا "وهذا يدعو للتعجب ويثبت بأن هناك أمرا مريبا في طلبه يا باشمهندس "

وناظر شامل بطوله وعرضه بشك فضرب الأخير كفيه ببعضهما قائلا بعدم تصديق "لا حول ولا قوة إلا بالله !..أي أمر مريب في طلب زواج لا أفهم ..أهذا ردك على عريس يأتيك طالبا الزواج من ابنتك يا حاج!!"

قال عيد باستهجان "وهل كنت تتوقع بأني سأطير من الفرح وسأنحني لأقبل يدك لأنك تطلب ابنتي للزواج"

حك مفرح جبينه بأنامله يشعر بتأزم الموقف ..فالعم عيد يعرفه ذو عقلية عنيدة ومعقدة وخوفه الشديد على ابنته يجعله متعنتا في أمور كثيرة بينما تبادل التوأمين النظرات المندهشة ليقول شامل بعد لحظات حاول فيها التحلي بالهدوء "حاشا لله يا حاج .. أنت مقامك من مقام والدي .. لم تخبرني بردك على طلبي أنا كما قلت اسمي شامل نخلة و…"

"لا اوافق "

قالها عيد مقاطعا لينهي هذا الحديث الغريب الذي لا يدخل عقله فسأله شامل وقد شحب وجهه "لماذا؟!"

قال عيد وهو يستقيم واقفا "هذا هو ردي بدون أسباب (ومرر نظراته بينه وبين توأمه بعبوس ثم قال) كما أنك تبدو في ضعف عمرها"

رد شامل باستهجان "أنا .. أتعني أني أبدو امامك فوق الأربعين ؟؟!!!"

ضحكة مكتومة جاءته من أخيه وصاحبه ..فناظرهما شامل بغيظ قبل أن يعود لعيد قائلا" أنا أصغر عمرا من مفرح بالمناسبة وأكبر من ونس بإحدى عشر سنة "

ناظره عيد يديه في جيبي جلبابه البسيط ممتعضا بينما تدخل مفرح يقول "إنه بالفعل أصغر مني بعام يا حاج عيد فهو في الرابعة والثلاثين من عمره لكنه طويل وضخم ما شاء الله كما ترى.."

تجاهل عيد ما قاله وتمتم بعبوس" أنرتنا يا باشمهندس ومرحب بك في أي وقت.. وحدك .. وأرجو أن تُفهم صاحبك أني صحيح فقير ..لكني لست أبلها ..ولا أصدق التخاريف .. وأبلغه أيضا بأني إن لمحته هو أو توأمه باعتباري لن استطيع التفرقة بينهما بالقرب من ونس فصدقني لا اعرف بمَ سيقودني جنوني"

تكلم كامل أخيرا وقد استشعر حزن توأمه الشديد "لكنك يا عم لم تخبرنا بسبب منطقي لرفضك .. لابد أن هناك سببا"



تطلع فيه عيد قائلا" الأمر واضح .. أخوك اعجبته فتاة ووجد بأنه لن يحصل عليها إلا بالزواج فلم يجد بدا من التقدم لطلب يدها متوقعا بأن والدها البسيط سيطير من الفرح .. وبمجرد أن يتزوجها ويحصل على غرضه ومزاجه منها سيعيدها لي مطلقة"

بدا الانفعال على شامل واستقام واقفا يقول باعتراض" أنا لا اسمح لك بأن تتهمني باللهو ببنات الناس"

أمسك كامل بذراعه وكأنه ينبهه بألا ينفعل في الوقت الذي تدخل مفرح يقول بلهجة لائمة" حسبت بأن وجودي معه وعلاقته بي ستثبت لك حسن نوايا صديقي وجديته يا عم عيد .. أنا اضمنه برقبتي فوالله لا أعلم عنه ولا عن أسرته إلا كل خير .."

شعر عيد بأنه قد تمادى في شكوكه وبأنه قد اخطأ في حق مفرح كونه صديقه فغمغم بعبوس" لا تؤاخذني يا باشمهندس فأنا لازلت مصدوما مما حدث عموما حتى لو فرضت صدق نية صاحبك بالزواج من ابنتي فلا تحسبني سأنبهر .. ربما أكون رجلا بسيطا لكن الحياة علمتني الكثير .. إنهما من بيئتين مختلفتين بل وبلدين مختلفين وعالمين مختلفين .. ولو تخطينا كل هذه الفروق لن نستطيع تخطي فروقا أخرى فهي كثيرة خاصة وأن ابنتي ليست فتاة عادية"

هم شامل بالحديث فقاطعه عيد يرفع يده قائلا بلهجة حاسمة "طلبك مرفوض يا أستاذ وإياك أن تحاول التواصل مع ابنتي (ونظر لمفرح قائلا ) أنت مرحب بك دائما يا باشمهندس في أي وقت وحدك .. أنرتنا"

قال مفرح وهو يستقيم واقفا "هيا يا شامل دعنا نغادر الآن"

تلكأ شامل وتحركت عيناه نحو الباب المغلق بقلق وقلب مقبوض .. فأمسك به كامل يسحبه نحو سيارتهما بحزم بينما عينا الأول معلقتان بباب الدار وهو يتساءل في سره (لماذا لم تخرج حتى إليهم؟!!).

عند السيارة سأل شامل مفرح بقلق "هل من الممكن أن يكون قد أذى ونس؟"

قال مفرح مطمئنا رغم عدم تأكده" لا تقلق بشأنها .. هل ستعودان للعاصمة أم ستبقيان؟"

رد كامل نيابة عن أخيه الشارد" سنذهب لبيت الجد صالح ونقرر"

قال مفرح وهو ينظر في ساعته" وأنا سأذهب لموعد هام فاخبراني بخطتكما حينما تقرران"

قال شامل لمفرح "لا تغضب مني يا مفرح لم أقصد أن اضعك في موقف محرج"

على الرغم من شعوره بعدم الراحة .. وبغضب داخلي ينكأ جرح قديم حاول مفرح مقاومة تلك المشاعر وقال" عليّ أن أذهب أخبراني علام تنويان حينما تقرران ..سلام"

قالها ووضع النظارة الشمسية على عينيه يخفي شعورا بالضيق والصدمة .. فآخر ما كان يتوقعه أن يعجب شامل بونس بنت عيد القللي .

××××

بعد العصر

قالت بسمة لأم هاشم التي تجلس في الغرفة الداخلية الصغيرة التابعة للمشروع "ألم تنتهي بعد يا أم هاشم؟"

قالت الأخيرة وهي تدون الحسابات في دفتر وأمامها كومة من الفواتير" قاربت على الانتهاء .. إن أردت أن تذهبي أنت للبيت وأنا أغلق البوابة فلا بأس"

قالت بسمة " لا أبدا أنا فقط اشفقت عليك من التأخير"

ضحكت أم هاشم وغمغمت ساخرة دون أن ترفع رأسها" وعلام سأتأخر يا أختاه .. على الوحدة؟ .. أم على ابنتيّ عمي اللتين تشاركاني النَفَس في الغرفة .. على الأقل هنا أحظى ببعض الهدوء والخصوصية (ثم رفعت عينيها إلى بسمة تقول ) أَجِّري لي هذه الغرفة يا بسمة لتكون غرفتي الخاصة فلطالما أردت أن أحظى بغرفة خاصة بي"

ابتسمت بسمة وردت بشفقة "أليس لك نصيبا في البيت تركه لك والدك ؟.."

ردت أم هاشم وهي تعود للآلة الحاسبة تحسب حسبة "لي ربع البيت .. فكما تعلمين أنه كان مناصفة بين والدي رحمه الله وعمي يحيى ..وبعد وفاة أمي ثم أبي ورث معي عمي في نصيبي من أبي .. فأصبحت أملك ربع البيت .. لكن البيت كله ثلاث غرف اتشارك أنا فيه غرفة منهم مع أصغر بنتين.."

غمغمت بسمة متنهدة" كلنا نعيش في مساحة ضيقة صدقيني .. حتى من يملكون بيوتا واسعة (ثم أضافت بصدق ) لو سيتركونكِ لتعيشي وحدك دون اعتراض والله لتركت لك بيت الجد صالح لتسكني فيه"

رفعت أم هاشم رأسها تناظرها بعينين لامعتين وردت بابتسامة شقية" بيت الجد صالح !.. ستتركينني أسكن في بيت الجد صالح بمن فيه من حلويات!"

قهقهت بسمة واقتربت تضربها على ذراعها قائلة" أقصد حينما يخلو من ساكنيه بعد نهاية مدة العقد يا وقحة"

ضربت أم هاشم ظاهر كفها في باطن الأخرى تقول" لا لا سأقترح عليك حلا جميلا .. ابني لي غرفة صغيرة في ساحة البيت هناك وأجّريها لي .. وبهذا سأكون جارتهما"

ضحكت بسمة فأضافت أم هاشم ضاحكة بغمازتيها "صدقيني سأتطلع فيهما من بعيد فقط .. نوعا من الاستشفاء عن بعد"

قهقهت بسمة وغمغمت وهي تضع الوشاح على رأسها" ليس بك إلا لسان يا أم هاشم .. من يسمعك دون أن يعرفك سيتخيل بأنك لعوب ..لا يعرف بأنك تمزحين وأن أقصى ما عندك نظرة من بعيد تخفضين بعدها نظرك"

قالت أم هاشم وهي تراقبها تهم بالخروج من الغرفة" لأنني لو تركت الفرصة لناظراي سيكون مصيري جهنم وبئس المصير يا أختاه (وعقدت حاجبيها تسألها )هل سترحلين؟"

ردت بسمة "لا .. سأذهب للمزرعة لأطل على أمر ما سريعا حتى تنتهين أنت مما تفعلين ونغادر سويا "

قالت أم هاشم وهي تعود لما تفعله" وأنا سأنتهي مما أفعل وأصلي العصر قبل أن يفوتني حتى تعودين"

خرجت بسمة تعدل الوشاح على نصف رأسها وترفع عينيها بنظرة مختلسة للبيت المجاور لربما لمحته .. فقد عاد منذ بضع ساعات بعد أن خرج هو وتوأمه مع مفرح .. عاد ولم تره بعدها وتشعر بأن هناك شيئا ما مريبا يحدث لا تفهمه.

××××


يتبع







Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس