عرض مشاركة واحدة
قديم 02-04-20, 08:51 PM   #562

آلاء منير

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آلاء منير

? العضوٌ??? » 458020
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 827
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » آلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
الكلمات تبني جسوراً في مناطق لم تستكشف بعد !..
افتراضي

الفصل الخامس عشر
............................

" وظلي قُربي غني لي .. فأنا من بدأ التكوينِ .. أبحث عن وطن لجبيني "


بعد ثلاثة أيام ...

بعد الغداء كان كلٌ إنصرف لعمله وأشغاله وهي جالسة تراقب الجميع في حين بصمت وتراقب المحيط حينا آخر بنفس الصمت .. الكئيب !!

لقد أخبرها آدم بإقتراب موعد الوصول لأوربا بالأمس

وتتذكر جيدا ما شعرت به حينها .. شعرت وكأن قلبها قفز في صدرها بإحتفال صاخب لقرب موعد رؤيته لأحبابه ثم سقط عند قدميها بعد لحظات متكسرا محطما لأشلاء لقرب فراق حبيب آخر !

لم تتحدث معه .. يكفي ما رأته في عينيه من ألم يحاكي ما في عينيها .. فلم يتحدثا بشيء .. فقط أخبرها بالأمر بتقرير واضح
ببساطة بعد ثلاثة أيام ستصل السفينه لموطن آدم والذي سيساعدها فيه بالعودة سالمة لأهلها .. ستعود لوطنها بينما يبقى هو بوطنه .. نقطة آخر سطر في الرحلة !

لم تكن تفكر بالفراق رغم أنه فراق لا مفر منه .. لكن ببساطة مجرد التفكير في الأمر قاتل .. وها هو يأتي كوحش سيبلتع حبهما الذي لم يكد يفارق المهد حتى

حانت منها نظرة لقبطان سفينة قلبها .. العابس
إنه عابس منذ أيام وبالأمس علمت سبب عبوسه أخيرا

ورغم ذلك كان يأخذها كل يوم ليصعدا للأعلى يقفان معا بصمت أبلغ من الكلمات .. وكأنه لا يجد ما يقوله لها فيكتفي بنظرته لعينيها أو دقات قلبه التي تعزف لحنا معذبا

أما هي منذ أن علمت .. تشعر بأنها وقعت تحت شقي الرحى .. تشتاق لأهلها حد الجنون وتتمنى لو تراهم اليوم قبل الغد .. ومن ناحية أخرى تتألم بشدة لفكرة فراقه الكريهة
تفكر وتفكر وتفكر .. هل من مفر ؟!
هل يوجد حل وسط يمكن أن تلجأ إليه !
ولكن لا .. ببساطة لا يوجد
فهي الأستاذة الجامعية الشرقية
وهو القبطان البحري الغربي

ببساطه لن يلتقيا .. حتى إلتقائهما هنا .. كان كمعجزة حدثت لقلبها الذي كان يحتاج لمَرسى فتلقاه قلب القبطان الذي كان بلا مرسى في المقابل !

شعرت بوخز الدموع في عينيها فإلتفتت تنظر للماء حتى لا يراها أحد .. ولا يراها هو تحديدا

يا إلهي .. ما أصعب ما تشعر به !!

*************

عابس متجهم الوجه .. ملامحه وكأنها نُحتت من الصخر لكل من يراه .. كل الطاقم يتعجب من حالته الغريبه
أصبح نزق الطباع عصبي بشدة ولا يتحمل شيئا !!
وهو يعلم بذلك .. فمنذ تلك الليلة قبل ثلاثة ليال التي تذكر فيها بإقتراب موعد الوصول .. وهو يشعر بأن قلبه في كل يوم يتحطم جزء منه
هو يخطط أن يتكفل بها رغم صعوبة الأمر بعض الشيء لكنه سيفعل المستحيل حتى يأخذها معه ويساعدها للعودة لبلدها بنفسه
العوده لبلدها ! لمَ أصبح طعمها أكثر مرارة عما قبل
أ لأنه أحبها ؟!
أليس من المفترض لأنه يحبها أن يفرح لها لعودتها أخيرا لمن تحب ! .. لكن ماذا عنه !!
ألم يعد نفسه أن يتكفل بالأمر .. لمَ الأن يتمنى لو أنه لا يفعل منكسا وعده !
لمَ يتمنى لو تخبره مثلا بأنها ستبقى معه ولن تغادر !

ابتسم بسخرية مُرة من أفكاره .. فأي جنون هذا الذي يجعلها تترك أهلها ببساطة وهي التي كادت أن تضحي بحياتها لأجل أختها !

وأين ستبقى إن حدثت معجزة ما وفعلت .. فهو كقبطان لا يغادر البحر أصلا .. هل ستفارق أهلها لأجل بضع أشهر أو أسابيع قليلة في السنة تقضيها معه وبعدها يهجرها !!

رفع نظراته لها .. فرأى ملامحها المتعقدة قليلا وكأنها تتألم !
وسرعان ما التفتت بوجهها للماء
تنهد بحرقة .. إنها تتألم مثله .. وهذا - رغم عدم رغبته في إيلامها - أراحه !
على الأقل تحبه وتتمنى لو استطاعت البقاء معه ..

خرج من غرفة القيادة يتوجه لها .. وكأنه يريد استغلال كل لحظة ليصنع ذكرى يعيش عليها .. عما قريب .


يتبع ..


آلاء منير غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وقد يكون مرساك ذلك الشيء المُنير الذي تحسبه ناراً ستحرقك .. لكنها في الحقيقة نور المنارة .. يهديك !..[/rainbow]

رواية قلب بلا مرسى
رد مع اقتباس