عرض مشاركة واحدة
قديم 02-04-20, 09:34 PM   #1367

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

"بالتأكيد .. أمي ستسعد كثيراً برؤيتكما"
رددت (رهف) بسعادة شديدة، ليقطب (عاصي) وهو يدلف لغرفتهما وازدادت تقطيبته وهو يسمعها تقول ضاحكة وهي تقف في الشرفة
"لا تقلق .. لن يقتلك .. أنت تظلم (عاصي) كثيراً .. لقد تغير .. لا تخف"

اشتعل الدم في عروقه وهو يحاول جمع النقاط معاً وتجهم بغيرة وهي تواصل بعد ضحكة رقيقة
"أبلغها سلامي وقل لها أنني أنتظرها على نار .. حسناً .. سأنتظركما .. إلى اللقاء (كِنان)"

انفجر بركانه وهو يسمع اسمه بينما أغلقت هي الهاتف وبقيت مكانها تنظر للخارج بابتسامة جعلته يهتف
"(رهف)"
انتفضت بفزع وهي تلتفت خلفها وهتفت اسمه ثم قالت بحنق وهي تلامس قلبها المتقافز
"لقد أفزعتني يا (عاصي)"
كاد يطلق لفظاً سوقياً وهو ينظر لها بغيظ ثم هتف

"أفزعتكِ يا حبة عيني؟ .. أنا آسف"
ردت وهي ترى عينيه تحيدان للهاتف
"ماذا هناك؟ .. لماذا دخلت الغرفة بزعابيبك هكذا؟"
"زعابيبي؟"

صرخ مستنكراً ثم اقترب منها
"ستتعرفين زعابيبي حالاً"

تراجعت صارخة بينما يهتف
"هاتي هاتفكِ"
أخفته خلف ظهرها وهي تبتعد عن قبضته
"لماذا؟"
"هاتي هذا الهاتف اللعين (رهف)"
"لا"

هتفت بعناد فهتف
"سأكسره على رأسكِ لو رفضتِ إعطاءه لي بنفسكِ"
"قلت لا .. ليس من حقكِ"
اتسعت عيناه باستنكار
"ليس من حقي؟ .. هاتي الهاتف يا (رهف) وإلا لن يحدث طيب"
أسرعت تجري بعيداً عن يده

"لماذا تريده؟"
زفر بغضب وغيرة هاتفاً

"كنتِ تتحدثين مع ذلك الوقح، صحيح؟"
احمر وجهها وقالت بارتباك وهي تهز رأسها

"من؟ .. من تقصد؟"
ضيق عينيه قائلاً بتنمر
"ذلك الأجنبي الوقح"
ضحكت بافتعال
"آه .. تقصد (كِنان)؟"

انقطعت ضحكتها بصرخة وأسرعت تجري بعيداً عنه
"توقفي .. كيف تتحدثين مع ذلك الوقح؟ .. كم مرة سأخبركِ أنني لا أريد علاقة له بكِ"
هتفت بحنق

"إنّه صديقي"
اشتعلت عيناه أكثر وهو يندفع ليمسك بها
"صديقكِ؟ .. صديق من يا روح والدتكِ؟"
أطلقت صرخة ضاحكة وهي تندفع قافزة فوق السرير
"لقد أصبحت سوقياً للغاية (عاصي)"

"أنزلي (رهف) .. انزلي وهاتي هاتفكِ اللعين .. سأتصل بذلك الوقح وأجعله يندم على اتصاله بكِ مرة أخرى"
ضحكت وهي تضع الهاتف بجيبها
"لن أنزل ولا .. لن أعطيك الهاتف"
رفع حاجبه بشر
"هكذا إذن؟"
ابتسمت بتحد لكنّه مسح ابتسامتها سريعاً وهو يقفز بخطوة واحدة ليصبح فوق الفراش فصرخت مجدداً وقفزت مبتعدة ليلحق بها هاتفاً

"توقفي عندكِ .. (رهف رضوان) .. ستعرفين الآن معنى أن تثيري غيرتي"
ضحكت أكثر وهي تراوغه وجرت منه قبل أن يمسكها وعادت تصعد فوق الفراش هاتفة
"والله .. لم أتعمد .. لقد اتصل فقط ليخبرني أنّه قادم إلى هنا"
توقف مكانه محدقاً فيها باستنكار
"نعم؟ .. يأتي هنا أين؟"

ضغطت على شتفيها تكتم ابتسامة خبيثة ليصرخ وهو يندفع نحوها مجدداً
"(رهف رضوان) .. لو صح ما أفكر فيه ستكون قيامتكِ أنتِ وهو"
جرت هاربة نحو الباب وهي تهتف

"لن أهون عليكِ"
لحق بها لتصرخ بضحك وهو يمسك بها قبل أن تلامس مقبض الباب وأحاط خصرها بذراعه وحملها وهي تهتف

"توقف .. أنا أستسلم"
ضحك بشر
"قلت لكِ تعالي بإرادتكِ"

مالت بسرعة لتعضه بقوة في كتفه فصرخ بألم لتسرع متحررة وتقافزت بعبث وهي تجري مجدداً نحو الباب
"هه .. حاول مرة أخرى"
نظر لها بغيظ
"هكذا إذن .. أنتِ من جلبتِ هذا على نفسكِ"
أخرجت له لسانها وهي تفتح الباب
"لا تهدد بما لا تستطيع"
لم يمنحها الفرصة لتخطو خارج الغرفة بضع خطوات وأسرع خلفها ليحملها بعد أن كتم فمها ليمنع صرختها من لفت الانتباه وحملها عائداً للغرفة وركل الباب خلفه مغلقاً إياه وقال بشر

"هه .. لنرى كيف أهدد بما لا أستطيع"
عضت شفتها قائلة بضحكة مكتومة
"توبة .. كنت أمزح"

"حقاً؟ .. وعضتكِ كانت مزحة أيضاً"
لوت شفتيها وهمست وهي تنظر له برفرفة رموش بريئة
"هل آلمتك؟"
تمتم بحنق

"كالجحيم"
ابتسمت ومالت لتقبل كتفه برقة متسببة في فقدانه خفقة قلب ليبتسم بهيام وسرعان ما اختفت ابتسامته وهي تعضه مجدداً وتهتف

"أنت تستحق"
هتف وهو يلقيها على الفراش
"تباً .. ماذا أصابكِ؟ .. هل عضكِ كلب مؤخراً؟"
ضحكت وهي تتحرك مبتعدة لكنّه أسرع يمنعها محاصراً إياها
"(عاصي) .. توقف .. أنا آسفة .. لماذا أصبحت تغضب سريعاً هكذا من المزاح؟"

رفع حاجبه بشر ومال نحوها وكفاه تقيدان كفيها فوق رأسها
"وتسألين أيضاً؟ .. ما هذه الوقاحة يا عسلية؟"
قاومت وهي تمنع ضحكتها بصعوبة لتنفجر حين أنزل إحدى كفيه ليدغدغها
"توقف .. إلا هذا العقاب .. توقف يا (عاصي) .. توبة .. توقف .. الرحمة"
طفرت دموع الضحك من عينيها وهي تتلوى محاولة الفرار من حصاره لكنّه واصل هجومه وهو يردد
"يا شيخة .. أي رحمة؟ .. هل تعرفين أنتِ الرحمة؟"

هتفت بكلمات متقطعة من الضحك
"ماذا فعلت؟ .. كنت أمزح معك فقط"

"تمزحين؟ .. حرام عليكِ .. أنتِ تستمتعين بتعذيبي بجانبكِ، صحيح؟ .. هل يعجبكِ وضعنا هكذا؟"
ضغطت على شفتيها وتوقفت عن المقاومة ليميل عليها أكثر وهو يهمس

"لقد تخللت بجواركِ يا عسلية .. هل يرضيكِ هذا؟"
احمر وجهها وهي تنظر لعينيه وهمست اسمه بضعف لترق قبضته على رسغيها وتوقف عن دغدغتها وتحركت كفه تلامس خصرها برقة وإغواء وهو يواصل بنبرة متثاقلة
"لقد تعذبت من البقاء في خانة الأخ التي تجبريني على البقاء فيها حتى بعد زواجنا"

همست بتهدج
"(عاصي) .. لقد تحدثنا في الأمر و .."

لوى شفتيه متمتماً بلوم
"أنتِ لا تساعدين يا (رهف) .. قلتِ أنّ جلساتكِ النفسية قد انتهت .. لماذا لا تفتحين قلبكِ وتغادرين خندق خوفكِ؟ .. لماذا لا تثقين في حبكِ؟"

ردت وأنفاسها ترتبك وهي تشعر بقربه الشديد
"أنا .. أنا أثق بك"

ابتسم وهو يخفض يده الأخرى ليحتضن بها وجهها بينما يحرك الأخرى على خصرها بإغواء أكبر
"إذن لماذا لا زلتِ مترددة؟"
وتجهم وجهه بحنق طفولي

"هل يرضيكِ تعذيبي بجواركِ كل يوم؟ .. تنامين بعمق وتتركينني أحترق طيلة الليل دون حتى أن تشعري بي"
عضت على شفتها فلمسها بأصابعه يحررها من ضغط أسنانها وهو يواصل بأنفاس متسارعة
"الرحمة يا (عسلية)"

همست اسمه وعيناها تتثاقلان فقال وهو يميل إليها
"(عاصي) يتعذب يا عسليتي أشفقي عليه"

"(عاصي)"
همس قبل أن يغلق المسافة بينهما

"حرريني عسليتي"
أغمضت عينيها مستسلمة لقبلته وقلبها انفجر في ماراثون مجنون وفي ركن بعيد من عقلها انزوى خوفها وأشباح ماضيها التي قاومتها بشدة لتحبسها بعيداً وهي تهمس لنفسها أنّه يستحق .. لقد انتظر طويلاً ويستحق أن تمنحه حبها كاملاً .. تستحق هي الأخرى أن تتحرر من ماضيها وأشباحها .. لا يجب أن تتردد أكثر .. رفعت كفيها تلامسه بارتجاف وهي تذوب معه وتذّوبه فيها واستعدت لتستسلم للغرق بلا رجعة عندما
"(رهف) .. هل يمكنني أن .."
انقطعت الكلمات بصرخة فزعة، لينتفضا معتدلين بينما (همسة) تصرخ وهي تضرب الأرض بقدمها
"تباً .. كم مرة قلت لك أغلق الباب عندما تكون هنا"

اعتدل (عاصي) ناظراً لها بذهول انقلب لحنق مجنون بينما ضربت الأرض مجدداً بحنق
"اعملا حساب البريئات في هذا البيت .. ستفسدان أخلاقي"
عدّلت (رهف) ملابسها ووجهها يشتعل بحرقة شديدة بينما نهض (عاصي) من جوارها هاتفاً
"سنفسد أخلاقكِ؟ .. انظروا من يتحدث"

التفتت له مزيحة كفها عن وجهها وهتفت
"على الأقل لا تنس أنكما لا تعيشان في هذا البيت وحدكما"
اقترب ليمسك أذنها وقرصها بشدة هاتفاً
"وأنتِ لماذا تنسين دائماً طرق الباب قبل دخولكِ؟ .. أم أنّكِ تتعمدين هذا؟"
شهقت متراجعة للخلف
"ما .. تباً .. لماذا سأفعل؟ .. هل تظنني سعيدة للغاية برؤية ما حدث؟"

وحركت جسدها بقشعريرة مفتعلة وهي تواصل
"أوع .. لقد صدمتماني"
نظر لها بعينين متسعتين ثم شدها من أذنها
"أقسم يا (همسة) لو نسيتِ مرة أخرى طرق باب غرفتي أنا وزوجتي .. وضعي تحت كلمة زوجتي ألف خط، فهمتِ؟ .. لو نسيتِ مجدداً سأعلقكِ من شعركِ هذه المرة"

أمسكت أذنها بتجهم
"إنّها أختي وصديقتي قبل أن تكون زوجتك .. كنت سأستعير شيئاً منها وكنت مستعجلة فنسيت .. وكنت أعرف أنّك لست هنا"
وضيقت عينيها بتنمر

"ماذا أتى بك مبكراً من العمل أصلاً؟"
حدق فيها بدهشة ثم ضرب كفيه ببعضهما
"هل ستحاسبينني أيضاً على مواعيدي؟"

زمت شفتيها قائلة باتهام
"أنا لا أحاسبك .. أنا أعرف أنّ (رهف) تغلق الباب إن كانت تبدل ثيابها أو لا تريد أن يدخل عليها أحد .. لذا أنت المخطئ هنا وليس أنا"
ضرب كفيه مجدداً ثم هتف

"ستصيبينني بالجنون حتماً"
ارتفعت ضحكة (رهف) من خلفهما فالتفت لها هاتفاً بحنق
"نعم .. اضحكي أنتِ .. لقد أنقذتكِ كالعادة"

توقف قليلاً وضاقت عيناه
"أم أنّكِ اتفقتِ معها لتأتي ككل مرة"
أسرعت تقول
"لا والله .. لم أطلب منها هذا"
ونظرت لـ(همسة) التي رمته بنظرة شامتة ثم قالت بخبث

"ربما هي تريد إصابتك بالجنون حتى تسارع بطردها من هنا وتوافق على زواجها"
هتف مستنكراً
"ماذا؟"
تراجعت (همسة) هاتفة فيها
"(رهف) .. أيتها الخائنة .. ماذا تقولين؟"
التفت لها
"ماذا تقول؟ .. لماذا صُدمتِ هكذا؟ .. هل قالت الحقيقة؟"

تراجعت وهي تنظر لـ(رهف) بغيظ
"بالطبع لا .. هل أنا مجنونة؟ .. لماذا سأفكر في الزواج اصلاً؟ .. أنا لا زلت صغيرة وأدرس"
تحرك نحوه بعينين شريرتين فتراجعت أكثر مرددة بارتباك
"كما .. كما أنّ الرجل الذي أحبه لا زال في غيبوبة لذا"

رفع أحد حاجبيه قائلاً
"لذا؟"
أطلقت ساقيها للريح وهربت من أمامه
"سأذهب لأخبر أمي أنّك غضبت مني عندما طلبت منك أن توصلني عند (فهد)"

هتف اسمها وهو يندفع خلفها لتوقفه ضحكة (رهف) فنظر لها بتجهم
"تضحكين؟ .. هل يعجبكِ هذا؟"
اقتربت قائلة بحنان
"إنّها تستمتع بإغاظتك (عاصي)"

ابتسم بقلة حيلة فتابعت وهي تقف أمامه ورفعت يديها تلامس صدره
"إنّها تريد أن تعيش أخوتها التي لم تعشها معك قديماً"

ارتجفت نظراته وقال
"هل تظنين هذا؟"
أومأت قائلة

"أنا متأكدة"
شرد قليلاً مفكراً ثم تنهد قائلاً
"أعتقد أنّ عليّ اللحاق بها قبل أن تغادر بمفردها"

اتسعت ابتسامتها العاشقة وهي تومئ فمال يقبل رأسها وتحرك لتوقفه بهمسة رقيقة لاسمه .. التفت لها متسائلاً فاقتربت قائلة باعتذار
"أنا آسفة بشأن (كِنان)"
أسرعت تتابع قبل أن يتجهم وجهه
"اتصل فقط ليقول أنّه قادم مع (فاطيما) .. كما تعرف لقد اقتربت ولادة (وتين) وهي مصرة على أن تأتي لتكون برفقتها .. كان يطمئن على أخبارنا وقال أنّه سيمر ليزورنا معها"
تنهد وهز رأسه
"لا بأس حبيبتي .. أنا لم أشك بكِ .. أنا فقط شعرت بالغيرة كالعادة"

ابتسمت وهي تقترب أكثر
"أعرف أنّك لا تشك بي حبيبي .. ثم إنني أحب غيرتك عليّ"
قال باعتراض
"لكن لا تستغلي هذا وتشعليها فلا أضمن نفسي في كل مرة"
ضحكت وهي تومئ ثم صمتت لحظة وهي تنظر في عينيه بتردد واحمر وجهها ليقول
"ما الأمر؟"
ترددت ثوان ثم شبّت على قدميها لتقبل شفتيه ومالت بعدها لتهمس في أذنه
"سأنتظرك الليلة"

تراجعت لتجد عينيه متسعتين بدهشة وعدم تصديق لتبتسم بعشق وهي تتراجع خطوة
"وسأغلق الباب بنفسي هذه المرة"

همس اسمها بذهول ورجاء لتقترب مجدداً تضم نفسها له
"أنا موافقة حبيبي .. سأحررك وأحرر نفسي"

ضمها له ودفن وجهه في خصلاتها متنفساً بعمق
"آه .. كيف أترككِ وأذهب الآن؟"
احتضنته للحظات ثم أبعدت نفسها وقالت
"هيا اذهب مع (همسة) وسأنتظرك"

وقبلته مرة أخرى
"موعدنا الليلة حبيبي"
تنفس بعمق وهمس قبل أن يغادر
"ليصبرني الله على هذه الساعات يا عسلية"

صاحبته ضحكتها وهو يغادر مسرعاً وقلبه يتقافز بادئاً عد الساعات التي تفصلهما عن موعد الليلة بينما أغلقت هي الباب واستندت له تبستم بهيام وتبدأ التفكير في الاستعداد لليلة عمرهما التي انتظراها طويلاً وهذه المرة أقسمت لنفسها أنّها ستقتل آخر أشباحها لتتحرر نهائياً.
********************
"شكراً على التوصيلة أخي"
هتفت (همسة) وهي تنزل من السيارة وتحركت لتتجه للمشفى لكنّها توقفت مكانها عندما وجدته ينزل هو أيضاً .. ابتسمت وعادت لتقبل خده قائلة
"آسفة على تصرفي الوقح"

قرص خدها عندما ابتعدت وقال
"من سيتحمل جنونكِ إن لم أفعل صغيرتي"

اتسعت ابتسامتها الشقية وهي تنظر له لبرهة ثم قالت
"سأذهب إذن .. لا تنتظرني كالمرة السابقة سأعود وحدي"
حاول الاعتراض فغمزت بمرح
"هيا اذهب لتشتري هدية جميلة لتغوي بها عسليتك"

هز رأسه ضاحكاً
"لا فائدة .. لن تتعقلي أبداً"
هزت كتفيها مبتسمة بمرح ولم تلبث أن اختفت ابتسامتها وهي ترى ابتسامته تزول وهو ينظر لنقطة خلفها فأسرعت تلتفت وارتفع حاجباها وهي ترى (عماد) ينزل السلالم مغادراً المبنى وعاد وجهها ليشرق واندفعت نحوه دون تفكير
"(عماد) .. أخي .. أنت هنا؟"
استقبلها مبتسماً بحنان
"(همسة) .. كيف حالكِ يا صغيرتي؟"

قالت بسعادة
"بخير ما دمت رأيتك بخير"

ضحك وهو يداعب شعرها ثم خفتت ضحكته وهو ينظر نحو (عاصي) الذي اقترب واعتدل في وقفته قائلاً
"مرحباً (عاصي)"

أومأ برأسه قائلاً بخفوت
"مرحباً بك"

نقلت بصرها بينهما وهي تدعو داخلها ألا تكون قد أفسدت الأمور حين اتفقت هي و(سؤدد) لتخبرها بالميعاد الذي سيذهب فيه (عماد) ليزور (فهد) في محاولة منهما لجعلهما يلتقيان علّها تذيب بعض الجمود بينهما والذي لا زالت تحاربه بإصرار بعد مرور كل هذه الأشهر على الصلح .. تدرك أنّ مهمتها صعبة لكنّ أملها الذي تجدد منذ تصالح الجميع جعلها تبذل كل محاولاتها دون يأس .. أسرعت تقول بمرح
"هه أخي أخبرني"
"بماذا؟"

ضحكت عندما نطق الاثنان في نفس اللحظة ثم توقفا يرمقا بعضهما بنظرة لم تقرأها جيداً قبل أن يشيح (عاصي) عينيه كالطفل فعادت تضحك في محاولة لإذابة الجليد
"عفواً منك أخي (عاصي) .. كنت أوجه الحديث لأخي (عماد)"

لوى شفتيه دون رد بينما ابتسم (عماد) لتميل نحوه قائلة وهي توكزه في خصره بعبث
"هه .. ما أخبار زوجة أخي الجميلة؟ .. أخبرني"
التفت لها (عاصي) دهشة وهتف

"ألا تحتفظين بالقليل من الخجل؟ .. لماذا تتدخلين في حياتهم الشخصية؟"
هتفت بتذمر
"متى تدخلت في حياتهم الشخصية؟ .. أنت من ينحرف رأسه دائماً مع كل كلمة"
ضرب كفيه ببعضهما نافخاً بينما ضحك (عماد)

"نحن بخير"
رد مقاوماً انفجاره في الضحك أكثر عندما وكزته مجدداً قائلة بتحريض
"إن كانت تعذبك فأخبرني لأتشاجر معها وأعدل رأسها"
مال (عاصي) برأسه ناظراً لها بذهول بينما تتابع بهزة رأس تشبه حكيماً يقدم نصيحة
"لا تقلق أخي .. اعتمد عليّ أنا أقف في ظهرك .. لو أتعبتك معها أخبرني فقط"

لم يتمالك نفسه فهتف
"حقاً؟ .. أنتِ تدعمينه ضد زوجته إن هي عذبته بينما تقفين في حلقي وتشجعين زوجتي على التمرد .. ماذا يعني هذا آنسة (همسة)؟ .. هل أنا ابن البطة السوداء؟"
ضغط (عماد) على شفتيه بصعوبة مقاوماً ضحكته بينما قالت هي ببراءة
"لا يا أخي الحبيب .. أنت لست ابن البطة السوداء .. أنت الخروف الأسود نفسه"
انفجر (عماد) ضاحكاً وهو يعتذر بنظراته، ليرمقه (عاصي) بتجهم لم يلبث أن تزعزع وهو يبتسم مستسلماً بينما تقول وهي توكزه هو هذه المرة

"اعترف أخي .. أنت تستحق تعذيب زوجتك لك قليلاً ولا تنكر أنّك تستمتع دائماً بتمردها"
رمقها بنظرة نارية مغتاظة ثم زفر بقوة والتفت له قائلاً
"هل كانت دائماً طويلة اللسان هكذا؟"
ارتفع حاجبا (عماد) بدهشة للحظة متفاجئاً بتوجيهه الحديث له ولم يلبث أن ابتسم قائلاً
"دائماً"
"أخي"
هتفت بحنق وهي تنظر لهما بغيظ مفتعل دارت خلفه سعادتها برؤيتهما يتبادلان الحديث بينما تابع (عماد)
"لكن والحق يقال .. أعتقد أنّه طال مترين إضافيين منذ أتت لهنا"
وضعت كفيها في خصرها و(عاصي) يرد بهزة راس يائسة
"أعتقد هذا أنا أيضاً"

نفخت هاتفة بغضب مفتعل
"لا .. سأذهب من هنا قبل أن تتفقا عليّ .. إلى اللقاء"

والتفت من مكانها في منتصف السلم وقالت ملوحة لهما بابتسامة
"أحبكما"

هتفت بأعلى صوتها ليضرب (عاصي) كفيه بينما ضحك (عماد) وهو يسمعه يهتف ناظراً حوله
"مجنونة .. لن تتعقل"

همس (عماد) وهو يتبعها بعينيه
"هذا أجمل ما فيها"

نظر له (عاصي) صامتاً للحظات قبل أن يتنحنح قائلاً
"احم .. حسناً .. عليّ الذهاب .. فرصة سعيدة"

التفت له وابتسم بشحوب وهو يومئ
"إلى اللقاء"
رمقه بنظرة أخيرة وابتسامة متوترة قبل أن يتحرك مسرعاً لسيارته ويستقلها بعد أن هز رأسه بتحية سريعة ليتنهد (عماد) بقوة ومط شفتيه بابتسامة باهتة لامسها القليل من الرضا وتحرك هو الآخر نحو سيارته غافلاً عن عينيها اللتين تابعتا الموقف من خلف زجاج باب المشفى وهي تراقبهما بقلق وهي تلامس قلبها هامسة برجاء
"يا رب .. يا رب أرجوك .. ساعدني"

تابعت انصرافهما بعينيها وسكن قلبها قليلاً ورضيت بالقليل الذي حدث .. تنفست بعمق وهزت رأسها مرددة بعزيمة
"أجل (همسة) .. واصلي على هذا النحو ولا تيأسي أبداً"

رفعت رأسها وشدت جسدها وعاودت تحركها بسرعة نحو غرفة (عاصي) وهي تلقي ابتساماتها على العاملين الذين حفظوها على مدار الأشهر التي ترددت فيها على المشفى .. وصلت للغرفة وفتحت بابها برفق ودلفت هامسة بخفوت
"حبيبي العنيد .. لا زلت نائماً؟"
قالت بتذمر طاردة أي ذرة حزن حتى لا يستشعرها واقتربت لتجلس بقربه تتأمله بحب كعادتها .. لقد حفظت كل ملامحه .. كل نقطة في وجهه الحبيب طيلة الوقت الذي مضته بقربه .. تنهدت وهي تميل نحوه لتهمس كالعادة قرب أذنها
"أنت أيها العنيد القاسي .. هل ستظل نائماً للأبد؟"

لوت شفتيها وهي ترمقه بحنق طفولي
"أنت لا تحبني .. انظر كم شهر مر وأنت مصر على البقاء هناك .. لقد أخبرتك أنّه لا داعي لقلقك .. كل شيء يتحسن .. بقى فقط أن تعود إلينا سالماً"

صمتت للحظات ثم تنفست بعمق وعادت تتابع
"ألم تصدقني حين أخبرتك عن الصلح الذي تم؟ .. جدي (رفعت) حفظه الله لنا كان له الفضل بعد الله في أن يتم هذا الصلح .. لقد أعاد لي الأمل في أنّ كل شيء يمكن أن يتحسن .. يمكن أن يسقط الحاجز الذي ظننته مستحيلاً حبيبي"

ورفعت يدها تلامس وجهه بحب وهي تردف
"هل تعرف؟ .. للتو كان (عماد) و(عاصي) يتحدثان معاً .. لأول مرة أراهما يتبادلان حديثاً هادئاً .. لقد ازداد أملي وصرت متأكدة أن اليوم الذي سنجتمع فيه كلنا بات قريباً .. سأبذل كل جهدي حتى يأتي هذا اليوم .. لكن .. إن تركتني أحارب وحدي لن أسامحك أبداً"
أطرقت قليلاً وهي تتأمل أنفاسه المنتظمة ثم قالت بغيظ
"بالمناسبة .. إن استمريت في عنادك فستضطرني لما حذرتك منه مسبقاً"

واقتربت متابعة بابتسامة خبيثة
"ألم أخبرك سابقاً أنني تعرفت على عائلة أمي؟ .. إنّهم رائعون وقد أحببتهم كثيراً"

وتنفست بهيام مفتعلة وأردفت
"خصوصاً (عصام) ابن خالي .. إنّه جذاب ووسيم ورائع .. لا يقاوم لو شئت الصراحة"

صمتت تراقب وجهه لتتنفس بغيظ وعضت شفتها قائلة بتحد
"هل تعرف أنّه لمح لأخي برغبته في الارتباط بي؟"

تراجعت مدعية الدهشة وهي تتمتم
"ألا تصدقني؟ .. حقاً؟ .. إنّه شاب لا يُرفض كما أخبرتك"
ادعت النظر لأظافرها بغرور وواصلت
"وفي الواقع .. أنا بدأت أفكر في الأمر .. ما المانع؟"
استمر على صمته فغامت عيناها بحزن وقاومت رغبتها في البكاء وهي تهمس بخفوت
"لا فائدة .. ماذا أفعل معك؟ .. ماذا يعيدك؟"

تنهدت بقوة ولم تلبث أن استعادت روحها المرحة وهي تقول
"لماذا اشعر أنّك مصمم على لعب دور الأميرة في فيلم الجمال النائم؟"
لم تتمالك ضحكتها وهي تردف
"يا الله .. لا أريد تخيل الأمر حتى"

وخفتت ضحكتها لابتسامة وهي تميل نحوه
"لكن أتعرف؟ .. يليق بك دور الأمير الوسيم الذي ينتظر قبلة ليفيق و .."
توقفت عن الكلام وقطبت لتهتف بعد لحظة
"لا تقل أنّك تنتظر مني قبلة لتستفيق"

لوت شفتيها بنزق
"لا تمزح معي .. لا يمكنني فعل هذا أبداً"

احمر وجهها وعيناها تتوقفان على شفتيه لترتبك كلماتها
"حقاً .. لا يمكنني"

تنحنحت مواصلة وهي تلوح بكفيها على خديها الساخنين
"لكن .. ماذا لو كان هذا علاجك؟ .. ماذا لو .."

نهضت من مكانها لتميل فوقه ومرت عيناها على وجهه بينما الجزء الحكيم من عقلها يردد بغيظ .. ماذا تفعلين بحق الله؟ .. هل جننتِ؟ .. همست دون أن تشعر
"لقد جننت حقاً .. لقد أوصلتني لأبحث عن الحل حتى في قصص الخيال"
قاومت دموعها بشدة ودفعها قلبها لتميل أكثر
"هل ترى إلى أين أوصلتني (فهد)؟ .. أبحث عن شفائك في قبلة لا يمكنها أن .."

توقفت عن الكلام واتسعت عيناها وهما تلتقيان بأعماقه الخضراء الفسيحة وتوقف قلبها بين ضلوعها ولثوان طويلة حدقت بغباء في عينيه المفتوحتين اللتين ازداد عمق خضرتهما وتوقف العالم من حولها بينما يقطع هو تواصل أعينهما ليخفض عينيه نحو شفتيها وتسلل صوته مشوشاً إلى أذنيها وهو يقول بنبرة عابثة رغم إجهاد صوته
"من يدريكِ؟ .. ربما شفائي في قبلة حقاً؟"

رمشت بعينيها وعيناه تعودان لتلتقيا بها وانكسر ذهولها في لحظة لتشهق بعنف وتتراجع بقلب متسارع النبضات .. لهثت محاولة السيطرة على نبضاتها وأنفاسها بينما تراه يبتسم بتلك الطريقة التي اشتاقت لها بجنون بينما يعتدل ببطء جالساً
"لماذا ابتعدتِ هكذا؟ .. هل ستضنين عليّ بقبلتكِ الشافية أميرتي؟"

شهقت مرة أخرى وهزت رأسها هامسة اسمه بذهول والدموع تشق الطريق من قلبها لعينيها وهو يهمس
"نعم يا قلب (فهد)"

قالها وابتسامة عشق خالص ترتسم على شفتيه
"آسف .. يبدو أنني فاجأتكِ و .."
انقطعت جملته بشهقتها وهي تهتف اسمه وتندفع لتلقي بجسدها بين ذراعيه اللتين انطبقتا عليها بقوة رغم ضعف جسده بعد أشهر الغيبوبة .. ابتسم بحب وهو يغمض عينيه متنفساً رائحتها باشتياق وهو يسمعها تهتف باكية بحرقة
"لا أصدق .. لقد عدت .. لقد عدت لي .. أنا لا أحلم"
ضمها مردداً باشتياق
"لقد عدت أميرتي .. هل ظننتِ أنني سأترككِ وأرحل؟"
حاول إبعادها لكنّها تمسكت به بكل قوتها تخشى أن تبتعد فتكتشف أنّها في حلم .. مسح على ظهرها وهمس

"حبيبتي .. لا أستطيع التنفس"
أسرعت تبتعد ونظرت بهلع لوجهه وصدره وتحسسته بجزع
"يا لله .. أنا آسفة .. لم أنتبه"
تأوه بخفوت وهو يسترخي في فراشه
"لا بأس يا عمري .. أنا الآسف لأنني فاجأتكِ بهذه الطريقة"

بكت هاتفة
"هل تمزح معي؟ .. يكفي أن أصدق أنّك معي حقاً .. انّك عدت لي و .."

توقفت عن الكلام وهي ترمقه بدهشة ونظرت للأجهزة متابعة
"لحظة واحدة .. أنت؟ .. أنت لم تستيقظ لتوك، صحيح؟"
ضحك هازاً رأسه
"بالطبع لا .. استيقظت أمس واتصلوا بـ(عماد) ليأتي في الحال"

قطبت محدقة فيه بغباء ثم هتفت بحنق
"هل تعني أنّك كنت مستيقظاً طيلة الوقت؟"
ابتسم بخبث فاحمر وجهها وهي تنهض هاتفة وتضربه على كتفه ليتأوه لكنّه ضحك بخفوت مستمتعاً برؤية انفعالها
"أيها الخبيث .. كيف تفعل بي هذا؟ .. لقد سمعت كل هذياني و .."

شهقت مغطية شفتيها ووجهها يحمر بينما قال هو مهدئاً انفعالها
"آسف حبيبتي .. لم أقاوم رغبتي في سماعكِ .. كنتِ تفعلين هذا طيلة الوقت، صحيح؟"
خفضت كفيها هامسة
"هل .. هل كنت تسمعني؟"

ابتسم بحنان دون رد فأردفت بحيرة
"لكن .. لماذا لم يخبرني (عماد)؟"
قال مبتسماً
"كان الوقت متأخراً ولم يشأ إثارة قلقكم بالليل .. لقد بقى بجواري طيلة الليل وعندما استيقظت طلبت منه ألا يخبركِ لأنني أريد مفاجأتكِ .. أردت رؤيتكِ وسماعكِ"

رقت نظراتها وهي تنظر له بلوم فرفع كفه يحتضن يدها
"آسف حبيبتي .. أردت أن أرى هذه السعادة في عينيكِ .. أفزعتكِ كثيراً؟"
هزت رأسها نفياً ودموعها تتحرر وضغطت على كفه مرددة بتهدج

"يمكن أن تفزعني كما تريد إن كنت سترد روحي بعودتك لي من جديد"
ذاب العشق في نظراته لها وهو يهمس بعد لحظات
"أحبكِ (همستي)"
حاولت التحكم في بكائها بصعوبة وجاهدت لتجد صوتها لتهمس بعد ثوان
"وأنا أحبك أكثر يا قلب (همسة) .. أحبك لنهاية الكون"

همستها وهي ترفع كفه لوجهها تدفن فيه دموعها وهي لا تتوقف عن الهمس بحبها واشتياقها وقلبها يستكين بين ضلوعها أخيراً مطمئناً بعودته وقربه.
*******************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس